افتتح الدكتورة محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور عمرو الليثي رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات منظمة دول التعاون الإسلامي، الدورة العلمية الدولية الخامسة، التي تعقدها أكاديمية الأوقاف الدولية لأعضاء اتحاد إذاعات وتلفزيونات منظمة دول التعاون الإسلامي، اليوم، بأحد فنادق القاهرة، لـ13 من كبار الإعلاميين ومقدمي ومعدي البرامج التلفزيونية والإذاعية بالاتحاد من 11 دولة.

وفي كلمته، رحب «جمعة» بالمشاركين في الدورة، التي تأتي تحت عنوان: «دور الإعلام في ترسيخ القيم الإنسانية ونبذ الكراهية».

أوضح وزير الأوقاف أن الإعلام الرشيد يبني ولا يهدم، لا يؤجج ولكنه يُبصِّر بالصديق من العدو، ولا يجعل الصديق عدوًّا ولا العدو صديقًا، ومن أهم معانيه أن يكون قيميًّا وأن يكون وطنيًّا، فرسالتنا رسالة القيم، والإعلامي الحقيقي مثقف حقيقي، وأهم أسلحة الإعلام هي الثقافة، والمثقف الحقيقي لا يمكن أن يبيع دينه ولا وطنه بالدنيا وما فيها، فالإعلام صناعة وفن ورسالة، ولا ينكر دوره وأهميته إلا مغيب عن الواقع، ولا شك أن الإعلام الهادف الرشيد أحد أهم مكونات الشخصية السوية، وأن الإعلام واحد من الأسلحة العصرية في المعارك والقضايا الفكرية والثقافية وتجييش الرأي العام أو تهيئته.

وتابع: «فقه المرحلة يحتاج إلى التوازن بين الإعلام الكاشف والإعلام الباني، فلا يمكن لأحد أن ينكر دور الإعلام الرشيد في بناء المجتمعات والدول بصفة عامة، وبناء الفكر الرشيد بصفة خاصة، كما لا يمكن لأحد أن يتجاهل خطر استخدام بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل في العمل على هدم الدول أو إفشالها، وبخاصة الإعلام الممول من تلك المنظمات أو الدول الراعية للإرهاب، فالإعلام بصفة عامة جزء من الوطن ومن أهم مكوناته، والإعلاميون نخبة من أبنائه ومثقفيه ومستنيريه، فمن يبصّر بقضايا الوطن الحقيقية ويواجه مخططات أعدائه إن لم يكونوا هم في الطليعة، فمن ذلك؟».

أضاف: «نرى أن الإعلام الرشيد لا يمكن أن يقوم على مجرد تصيد الأخطاء أو حتى مجرد رصدها وينتهي دوره عند هذا الحد معتبرًا الإثارة غاية لا وسيلة، فالإعلام الرشيد هو ذلك الإعلام الذي يسهم في اقتراح الحلول، ومعالجة المشكلات، ويهيئ الطريق وينيره أمام القائمين على شؤون البلاد والعباد والمؤسسات، وهو الذي يذكر الإنجاز كما يبرز الإخفاق، الذي يشد على عضد المجتهدين، كما ينعي باللائمة على المقصرين، الإعلام الرشيد هو الذي يعي طبيعة كل مرحلة وما تقتضيه المصلحة الوطنية، واختيار الأوقات المناسبة لمعالجة القضايا، الإعلام الرشيد يعني الموضوعية دون تهويل أو تهوين أو إفراط أو تفريط».

أوضح «جمعة» أن الإعلام الرشيد هو الذي يسمو صاحبه فوق الانطباعات الشخصية إلى درجة المعالجة الموضوعية وهو الذي ينصف المختلف معه عندما يحسن أو يكون الحق في جانبه كما ينصف المتفق معه أو حتى الموالي له ولا سيما إن كانت الصحيفة حزبية أو خاصة.

وقال الوزير: «التدريب مسألة حيوية، ونحن في وزارة الأوقاف قد جعلنا مما يسمى بالتدريب النوعي التراكمي المنهجي المستمر خطا ثابتا، وهذا إحياء للمفهوم الإسلامي الذي أصَّله العلماء الأوائل عندما قالوا إن العلم من المهد إلى اللحد، ومن المحبرة إلى المقبرة، كما نشجع الأئمة على الدراسات العليا».

أكد وزير الأوقاف، أنه يوجد الآن، نحو سبعة آلاف إمام وواعظة على طريق الدراسات العليا في التخصصات المختلفة، وليس في التخصصات الشرعية فقط، هناك من يحصل على الدكتوراه في الدراسات الاسلامية باللغة الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية أو الإسبانية أو الدكتوراة في التربية أو الإدارة أو الاقتصاد، بإجمالي 6695 إمامًا وواعظة على طريق الدراسات العليا في التخصصات المختلفة، كما جرى توقيع بروتوكولات تدريب مع 23 جامعة لتدريب الأئمة والواعظات».

أضاف: «أقمنا خمس دورات تحت عنوان (قادة فكر)، إضافة إلى عدد من الدورات بالتعاون مع الأزهر الشريف للتمييز الدعوي، وكذلك عقدنا سبع دورات متكاملة لسبع دفعات بأكاديمية الأوقاف الدولية، جرى فيها تدريس العلوم الشرعية والعربية وعلم النفس وعلم الاجتماع والثقافة العامة، كما جرى عقد عدة دورات حول مفهوم الأمن القومي، وكذلك عدد من الدورات مع أكاديمية الشرطة حول مواجهة الأفكار الهدامة، وثماني دورات مع أكاديمية ناصر العسكرية حول الاستراتيجية والأمن القومي».

وتابع: «جرى عقد عدد من الدورات مع معهد البحوث الاجتماعية والجنائية، و106 دورات في الجامعات المصرية المختلفة في علم اللغة وعلم النفس وعلم الاجتماع ومهارات التواصل، وعدة دورات مع الأكاديمية الوطنية للتدريب، و3 دورات بالهيئة الوطنية للإعلام، ثم كان البناء الثقافي للأئمة والواعظات وزيارة العديد من الأماكن وعلى رأسها القاعدة البحرية وقناة السويس، كل ذلك قصد توسيع المدارك الثقافة والانتماء الوطني لدي الأئمة والواعظات».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: وزير الأوقاف الأوقاف الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا الإعلام الرشید وزیر الأوقاف أن الإعلام دورات مع لا یمکن

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف وكبار رجال الدولة يشهدون أول جمعة في مسجد مصر الكبير 

شهد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وكبار رجال الدولة شعائر أول جمعة تُقام تحت إشراف وزارة الأوقاف في مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية الجديدة، بعد نقل تبعيته إلى الوزارة بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي، في خطوة تؤكد اهتمام القيادة السياسية بدعم البنية الدعوية والعلمية في مصر وتعزيز دور المسجد عالميًا.

صلاة الجمعة في مسجد مصر الكبير

وشهد الاحتفال في مسجد مصر الكبير حضورا مكثفًا من كبار رجال الدولة، وعلى رأسهم الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والإسكان، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، ومحمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والمستشار عدنان فنجري وزير العدل، والمستشار محمود فوزي وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، وشريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ومحمد إبراهيم شيمي وزير قطاع الأعمال العام، ومحمد جبران وزير العمل، ومحمد أحمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم، وإبراهيم صابر محافظ القاهرة، والدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف، السيد محمود الشريف نقيب الأشراف، وعبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، ويوسف عامر رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، وشوقي علام مفتي الجمهورية السابق، ومحمد عادل الشربيني رئيس جهاز العاصمة، واللواء أحمد فهمي مدير عام شركه العاصمة الإدارية، إضافة إلى رؤساء الجامعات، كبار المسؤولين.

وبدأت شعائر اليوم في مسجد مصر الكبير بقراءة من الذكر الحكيم للقارئ الدكتور أحمد نعينع، ثم ألقى خطبة الجمعة الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، بعنوان التحذير من خطورة التكفير، فأبان في خطبته أن الفكر التكفيري من أخطر ما يواجه أوطان المسلمين، إذ يهدد استقرارها ونموها وتقدمها، ويسعى في تدمير حاضرها ومستقبلها، فما إن ينبت ذلك الفكر الظلامي في أرض التأويلات الفاسدة والاعتداء على نصوص الوحيين الشريفين، حتى تخرج للدنيا ثماره الفاسدة المخربة، فيهدم الإنسان ويدمر الحضارة.

وأكد أن التكفير في حقيقته سمت نفسي منحرف، ومزاج حاد ثأري عنيف، وأن سر خصومة التكفيريين مع بني الإنسان هو الأنانية والكبر، وأن تاريخهم ملوث بتكفير الصحابة والعلماء والأتقياء، وسفك الدماء، وانتهاك الحرمات، والتعدي على بنيان الإنسان.

إشعاع القيم الإنسانية

وعقب أداء الصلاة في مسجد مصر الكبير، رحب وزير الأوقاف بالحضور، الكرام، ثم عبر الوزير عن شكره العميق لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي على قراره الحكيم بنقل تبعية المسجد علميًا ودعويًا للوزارة، مشيرًا إلى الدور الريادي للرئيس في دعم المساجد المصرية، مثل مسجد الفتاح العليم؛ ومسجد المشير، والاعتناء بمساجد آل البيت، إلى جانب افتتاح كاتدرائية ميلاد السيد المسيح ومواقع دينية أخرى، ترسيخًا لرسالة مصر الحاضنة لكل أبنائها، المشعة بنور السلام والمحبة على العالم أجمع.

وأكد الوزير أن الوزارة أعدت برنامج عمل مكثف يتضمن فعاليات علمية، ودعوية، ومسابقات وبرامج تدريبية وشبابية لتحقيق رسالة المسجد في نشر قيم النور والعلم والبناء، كما قدم الوزير الشكر لشعب مصر العظيم الذي أسهم في بناء هذا الصرح الإسلامي العظيم بكل تفانٍ وإخلاص، مشددًا على أهمية عمارة المسجد في رسالته العلمية والدعوية، وأنه سيكون مركزًا ل والحضارية؛ إذ ستنطلق منه مبادئ التماسك الوطني، والتعايش السلمي بين أبناء الوطن بمختلف شرائحهم.

مبادرة عودة الكتاتيب

بعد ذلك، تحدث الوزير عن إطلاق مبادرة عودة الكتاتيب لتكون صروحًا تعليمية تربوية، تهدف إلى تحفيظ القرآن الكريم وتعزيز القيم الأخلاقية وغرس حب الوطن، وأوضح أن المبادرة ترتكز على خمسة مبادئ، هي: احترام الأكوان، وإكرام الإنسان، وحفظ الأوطان، وازدياد العمران، وزيادة الإيمان، مؤكدًا أن هذه المبادئ تحقق المعنى الحقيقي للإيمان وترسخ مفهوم العبادة الشاملة.

واختتم وزير الأوقاف، في مسجد مصر الكبير كلمته بالإشادة بالدور المصري الرائد في التوصل إلى هدنة ووقف إطلاق النار في غزة، بالتعاون مع الأطراف الدولية المعنية، وشدد على ضرورة التمسك بالأرض الفلسطينية ورفض التهجير القسري، مؤكدًا أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية يتمثل في إقامة الدولة المستقلة على حدود عام 1976 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأعقب ذلك تفقد وزير الأوقاف، دار القرآن الكريم الملحقة بمسجد مصر الكبير، التي تُعد الأولى من نوعها على مستوى العالم من حيث التصميم والرسالة، واطلع على إمكانياتها المتطورة التي تجعلها مركزًا رياديًا في خدمة كتاب الله حفظًا وفهمًا وتفسيرًا.

 

مقالات مشابهة

  • نافذ يهدم منزلا في مدينة تعز
  • وزير الأوقاف يناقش رسالة دكتوراه بجامعة دمنهور.. صور
  • مصرف الرشيد يحذر من مشاركة بيانات البطاقة الالكترونية
  • عودة: نأمل أن تشكل حكومة تعمل بتناغم وعلم وجدية على إخراج البلد من النفق المظلم
  • ماذا نعلم عن اللاعب الجزائري محمد عمورة الذي برز بقوة أمام بايرن ميونخ؟
  • نهيان بن مبارك: التعليم يبني جسور التواصل بين الشعوب
  • المغرب: اتفاق غزة يفتح الطريق أمام مسلسل حقيقي للسلام
  • وزير الأوقاف وكبار رجال الدولة يشهدون أول جمعة في مسجد مصر الكبير 
  • وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد يوقع في ختام مؤتمر الحج والعمرة بجدة عدة اتفاقيات تهدف لتقديم الخدمات النوعية للحجاج
  • بعد ضبط 7 شركات لإلحاق العمالة بدون ترخيص.. تعرف على مصير القائمين عليها