حذر تحليل نشره موقع "مودرن دبلوماسي" أعضاء منظمة "أوبك" من تجاهل الرسائل التي بعث بها إعلان أنجولا انسحابها من التكتل، الذي يضم دولا منتجة للنفط بوفرة، لا سيما أن انسحاب أنجولا جاء بعد انسحابات متتالية لإندونيسيا عام 2016، وقطر عام 2019، والإكوادور عام 2020، ما يعني أن الأمور تحتاج لتمحيص.

وكان وزير النفط الأنجولي ديامانتينو أزفيدو قد أعلن، قبل أيام قليلة، انساب بلاده من تكتل "أوبك"، معتبرا أن القرار جاء بعد أن اتضح أن عضوية بلاده في أوبك لا تخدم مصالحها.

خلافات مع السعودية

وأشارت عدة تقارير إلى أن أنجولا ودعت المنظمة بعد خلافات خطيرة مع السعودية، بسبب فرض المملكة على أعضاء التكتل استمرار خفض إنتاج النفط.

وتمتلك أنجولا، التي انضمت إلى "أوبك" عام 2007، موارد نفط وغاز غير مستغلة تقدر بـ 9 مليارات برميل من احتياطيات النفط الخام المؤكدة و11 تريليون قدم مكعب من احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة، وهي تنتج 1.18 مليون برميل من الخام يوميا، بموجب اتفاقها مع "أوبك".

اقرأ أيضاً

أنجولا تعلن انسحابها من منظمة أوبك

لكن البلد الأفريقي يريد زيادة إنتاجه، ويرى أنه قادر على إنتاج أكثر من 1.8 مليون برميل يوميا، لتحقيق أمن الطاقة ودفع نمو الناتج المحلي الإجمالي على خلفية الإنتاج الأمثل والاستغلال والتسييل لمواردها النفطية، كما يقول التحليل.

ويرى خبراء أن السعودية فشلت إلى حد كبير في مواكبة التطورات المؤسسية والمالية والسياسية الهامة في جميع أنحاء العالم، بإصرارها على خفض إنتاج النفط، ما أضر بأعضاء آخرين في "أوبك".

وأشارت صحيفة "فايننشيال تايمز" إلى ما قاله بيارن شيلدروب، كبير محللي السلع الأساسية في SEB، الذي قلل من أهمية رحيل أنجولا، معتبرا أن الأمر ليس علامة على وجود مشكلة أكبر مع المجموعة.

وأضاف: "سيستخدمها المتشائمون دائمًا بشأن النفط كذريعة لبيع النفط، لكن ما يهم حقا هو موقف السعودية وروسيا".

تقارب مع أمريكا والغرب

وعلى الرغم من أن أنجولا تتمتع بروابط تاريخية مع الاتحاد السوفييتي، إلا أنها كانت أكثر استعدادًا لانتقاد الغزو الروسي لأوكرانيا من الدول الإفريقية الأخرى.

اقرأ أيضاً

ضبط الأسعار.. تحد كبير يواجه تحالف أوبك+

وقال محللون إن لواندا أصبحت مستاءة من الاتجاه الذي اتخذته "أوبك"، والذي تحدده عادة السعودية وروسيا، وعدم الاهتمام بآراء المنتجين الصغار مثلها.

وقال ريكاردو سواريس دي أوليفيرا، أستاذ السياسة الأفريقية بجامعة أكسفورد، إن أنجولا أصبحت أقرب إلى الولايات المتحدة في عهد رئيسها الحالي جواو لورنسو، على الرغم من أنه لا يرى كيف أن مغادرة "أوبك" سيخدم مصالح واشنطن تلقائيًا.

واستضاف الرئيس الأمريكي جو بايدن لورنسو، الشهر الماضي، والتزمت الولايات المتحدة باستثمار أكثر من مليار دولار في أنجولا، بما في ذلك 900 مليون دولار في مشروع للطاقة الشمسية يهدف إلى المساعدة في تسريع تنويع اقتصادها بعيدا عن النفط.

ومنذ إقرار السعودية خفضا كبيرا في الإنتاج في أكتوبر/تشرين الأول 2022، وهو  التخفيض الذي أغضب الولايات المتحدة ودفع بايدن لاعتباره محاولة من الرياض لمساعدة موسكو في غزو أوكرانيا، يبدو أن الولايات المتحدة تحركت مع باقي مجموعة "أوبك" الغاضبين من استمرار التخفيض وإجبارهم على ذلك.

المصدر | مودرن دبلوماسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أنجولا أوبك النفط الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

هبوط النفط مع ضغوط ترامب على أوبك لخفض الأسعار

تراجعت أسواق النفط اليوم الجمعة الموافق 24 يناير، بعد يوم من ضغوط مارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أوبك وزعيمها الفعلي المملكة العربية السعودية لخفض الأسعار في مسعى واسع النطاق لزيادة إنتاج الخام.
وبحسب رويترز.. انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 50 سنتا إلى 77.95 دولار للبرميل بحلول الساعة 0044 بتوقيت جرينتش، كما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 31 سنتا إلى 74.31 دولار.
وقال ترامب خلال كلمته أمس في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا إنه سيطالب منظمة الدول المصدرة للبترول بخفض تكلفة برميل الخام، مؤكدا أنه سيطلب من المملكة العربية السعودية وأوبك خفض أسعار النفط.

ترامب سيطلب من السعودية زيادة حزمة الاستثمارات الأميركية إلى تريليون دولار

وقال ترامب أيضا إنه سيطلب من الرياض زيادة حزمة الاستثمارات الأميركية إلى تريليون دولار، ارتفاعا من 600 مليار دولار أعلنت عنها وكالة الأنباء السعودية الرسمية في وقت سابق من اليوم.
وقال محللون إن حالة عدم اليقين بشأن سياسات ترامب بشأن الرسوم الجمركية، واحتمال سعي الرئيس الجديد إلى زيادة إنتاج النفط الأميركي، أثرت أيضا على العقود الآجلة للنفط الخام.

انكماش مخزونات الخام الأميركية

وساهم انكماش مخزونات الخام الأميركية، التي بلغت أدنى مستوياتها منذ مارس 2022 الأسبوع الماضي وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، في منع أسعار النفط من الانخفاض بشكل أكبر.
وقال تقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الذي صدر متأخرا يوما بسبب عطلة في الولايات المتحدة يوم الاثنين، إن مخزونات الخام هبطت بمقدار مليون برميل إلى 411.7 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 17 يناير، وهو ما يمثل انخفاضا للأسبوع التاسع على التوالي.

مقالات مشابهة

  • "الصحة العالمية" تجمد التوظيف وتقلص السفر بسبب انسحاب الولايات المتحدة
  • 600 مليار دولار من السعودية إلى أمريكا.. فيصل الإبراهيم يكشف التفاصيل
  • هبوط النفط مع ضغوط ترامب على أوبك لخفض الأسعار
  • السعودية تستثمر 770 مليار دولار في الولايات المتحدة وبن سلمان يتطلع إلى المزيد
  • بعد تأكيد الأمم المتحدة.. «الصحة العالمية» في خطر بسبب انسحاب الولايات المتحدة
  • "ترامب" يخاطب السعودية ودول "أوبك" بخفض أسعار النفط
  • بن سلمان يؤكد لترامب رغبة السعودية بتوسيع استثماراتها مع الولايات المتحدة إلى 600 مليار دولار
  • بن سلمان يبدي رغبة السعودية باستثمار 600 مليار دولار مع الولايات المتحدة
  • حرب التيك توك في أمريكا| ترامب أشعل الشرارة الأولى لحظر التطبيق في 2020 والناخبون يغيرون رأيه.. و90 يومًا فاصلة لتحديد ملكيته داخل الولايات المتحدة
  • شكوى ضد أمريكا.. ترامب يهدد بضم قناة بنما إلى الولايات المتحدة في خطابه الأخير