سواليف:
2025-01-03@12:51:12 GMT

التعليم والمستقبل!!

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

#التعليم و #المستقبل!!

بقلم: د. #ذوقان_عبيدات

         كان يُعتقَد أن المجتمعات أنشأت المدارس لتنقل إلى الأجيال ثقافة الماضي، بما تحمله من قيَم، وحلول، وأدوات، وأحكام. ولذلك، نشأت المدرسة بوصفها مؤسسة ماضوية، تتحدث عن ثقافة الأجداد وتاريخهم، وامتلأت بأسماء تاريخية تتحدث عن سقراط، وزرادشت، ونابليون، وخالد بن الوليد، وورقة بن نوفل، وفيثاغورس، وأرخميدس، وأنشتاين وداروين.

كما امتلأت بأحداث قديمة مثل: عام الفيل، وذي قار، واليرموك، وبدر، والمعلقات، وفتح القسطنطينية، وعمّورية، وأسماء الممالك القديمة، والشعوب القديمة وغيرها. وشاعت في مدارسنا ومناهجنا أفعال الماضي مثل: عاش، وانتصر، وهاجر، وخطّط، وفتح، وكان،  وانسحب…. إلخ).

         ولم تشهد مناهجنا أي أفعال مستقبلية، ولا حتى حاضرة، اللهمّ إلّا في كتب القواعد حين تتحدث عن الفعل المضارع، وعن سوف، وعن س/ التسويف، ولم تُستخدَم هذه الأفعال إلّا في أحاديث المسؤولين وادعاءاتهم بما سيفعلون وينجزون، حتى صار فعل المستقبل سخرية لدى المواطنين!!

مقالات ذات صلة هل ستنفذ الدول الكبرى قرار دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة كما ينبغي؟ 2023/12/24

         لامني المحلل العسكري الذي قال لي: لم تعلمونا شيئًا عن المستقبل! وهل مَهمّة التعليم هي الإغراق في الماضي؟ كم كنتَ محقًا يا نضال! وكم تفوّقت على التربويين الجدد، والمناهجيّين الجدد، والامتحانيّين الجدد!

         في مناهج الرياضيات كل المسائل تقريبًا تبدأ بفعل ماضٍ مثل: باع، واشترى، ولوّن، وشرب… إلخ، ولم تتجرأ مسائلنا الرياضية على الحديث عن:

لو أردت أن تفتح مشروعًا، أو تبني بيتًا، أو تضع خطة لإدارة ذاتك، أو وقتك…. وغير ذلك من قضايا مستقبلية.

         وفي مناهج العلوم، امتلأت كتبنا بنظريات وقوانين نيوتن، ودارون، وأفعال الماضي، وليس فيها

أي إشارة إلى أن العلماء يفكرون بكذا، وكذا..

         كما أن مناهج العلوم وغيرها لم تسعَ إلى إعداد باحثين يكتشفون وينتجون، بل إلى حُفّاظ لِما تمّ بالماضي…!

         أما كتب العربي،  فقد طلبتْ حفظَ ما قاله مبدعون في الماضي، ولم تطلب من الطلبة كتابة نصّ، أو إضافة جملة إلى نصّ، أو إضافة بيت شعر إلى قصيدة، واكتفت بمقارنة مفكّر كبير بلاعب كرة!!

          ومناهج الاجتماعيات، أو الدراسات الاجتماعية فقد غرقت في أسماء المعارك، والأسلحة القديمة، وأسماء السلاطين ومتى تزوجوا، وغير ذلك من دون أن تطلب إيجاد مبادىء للنصر في المستقبل، أو استنتاج مهارات قيادية حديثة من أحداث الماضي!!.

         وفي التربية الدينية، فقد اكتفت بشرح ما هو موجود، من دون الامتداد إلى نظرة الدين للمستقبل الدنيوي!!.

         مرة أخرى، معك حق  يا من انتقدت غياب المستقبل، وسيناريوهاته، وشكله، وطبيعة الحياة فيه!

         لقد وضعنا إطارًا عامّا للمناهج يهتم بالمستقبل، لكن التعنّت والشللية حالت دون ذلك، وفشلنا حتى في فهم الماضي!! فما بالك بالمستقبل؟!

فهمت عليّ جنابك؟

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: المستقبل ذوقان عبيدات

إقرأ أيضاً:

السيطرة على حريق مخزن فى مصر القديمة

تمكن رجال الحماية المدنية من السيطرة على حريق داخل مخزن موبليا فى منطقة مصر القديمة ، بعدما انتقلت قوات الحماية المدنية وتمت السيطرة عليه بدون وقوع أى إصابات.

 

تلقت غرفة عمليات شرطة النجدة، بلاغا يفيد بنشوب حريق داخل مخزن فى منطقة مصر القديمة ، وتم الدفع بـ3 سيارات إطفاء لمكان الحريق، وفرض كردون أمنى بمحيط الحريق لمحاصرته ومنع امتداده وتمت السيطرة عليه دون إصابات.







مشاركة

مقالات مشابهة

  • الشيخ كمال الخطيب .. الجولة جولتنا والمستقبل لنا والفرج قريب ونقسم على ذلك
  • قوات الاحتلال تقتحم بلدة الزاوية والبلدة القديمة في نابلس
  • قراءة في تطورات التعليم العالي عام 2024 وتطلعات المستقبل
  • دورة تدريبية عن تطوير أدوات ضمان جودة مناهج الطفولة المبكرة
  • وحيد حامد.. كتب في الماضي وعايش الحاضر وقرأ المستقبل
  • «ألكسو» تنظم دورة تدريبية حول ضمان جودة مناهج الطفولة المبكرة وتعليم العربية
  • السيطرة على حريق مخزن فى مصر القديمة
  • حصاد "التعليم" في 2024: سد عجز المدرسين بنسبة 90%.. وتطوير مناهج التعليم الفني
  • داخل الحارة القديمة أستعيد قصة الماضي ورائحته
  • وزير المالية: لم نمنع استيراد السيارات القديمة ولكن..!