كارثة قد تنتشر بين البشر قريبا| "زومبي الغزلان" عدوى ترعب العلماء بعد جنون البقر.. “القصة كاملة”
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
نعم .. يمكن أن تتحول مشاهد أفلام الزومبي إلى حقيقة في شوارع العالم، وهو ما يحذر منه العلماء، وذلك بعد التطور الخطير بظهور ما يسمى بـ"الغزال الزومبي" في الولايات المتحدة الأمريكية، ومخاوف حقيقية من انتقال المرض إلى البشر وانتشاره بين الناس، وبحسب تقرير نشرته صحيفة فوكس الألمانية، فقد بدأ ينتشر مرض الغزلان المشابه لمرض جنون البقر في الولايات المتحدة الأمريكية.
وبطبيعة انتقال المرض أيضًا إلى القرود، يخشى الباحثون الآن من إمكانية انتقاله إلى البشر، فبحسب الصحيفة الألمانية، فتعاني الغزلان في حديقة يلوستون الوطنية من مرض دماغي يشبه مرض جنون البقر، والآن يخشى الباحثون من أن هذا قد يصيب المزيد والمزيد من الناس قريبًا.
مرض الهزال المزمن
وجاء في التقرير الألماني، أن الغزلان واليحمور التي تعاني من مرض الهزال المزمن (CWD) تذكرنا بالماشية التي تعاني من مرض جنون البقر، فهي تترنح بلا فتور، ويسيل لعابها، وتفقد الوزن، وتتعفن حتى الموت، وتطلق وسائل الإعلام الأمريكية على هذه الظاهرة اسم "مرض الغزلان الزومبي".
ومنذ وفاة غزال بسبب المرض في حديقة يلوستون الوطنية في الولايات المتحدة، يخشى العلماء الآن من إمكانية انتشار مرض CWD إلى البشر، حيث تعد الحديقة موطنًا لواحدة من أكبر مجموعات الحياة البرية وأكثرها تنوعًا في العالم مثل الغزلان والغزلان والأيائل والرنة، وهذا يوفر للفيروس الظروف المثالية للانتشار.
الباحثون: القرود تصاب بالمرض وتشابهه مع جنون البقر
ومن المرجح أن يكون المرض شديد العدوى قد أصاب حيوانات أخرى، فعلى الرغم من عدم وجود حالات معروفة لانتقال الفيروس إلى البشر حاليًا، إلا أن علماء الأوبئة يحذرون من احتمال حدوث ذلك في المستقبل، وذلك كما أصيبت بعض القرود التي أطعمها العلماء لحوم الغزلان التي ماتت بسبب مرض CWD بالمرض، وينتشر أيضًا مسبب مرض جنون البقر المماثل إلى البشر، لذلك يوصي خبراء الفيروسات الصيادين باختبار لحوم الحيوانات التي يتم اصطيادها قبل استهلاكها.
وقد أظهر تفشي مرض جنون البقر مدى سرعة تغير الأمور، كما يقول الدكتور. كوري أندرسون، الذي يعمل مع أوسترهولم، حيث يوضح: "بمجرد انتقال الفيروس إلى الناس، يتصاعد الوضع بين عشية وضحاها"، ويشتبه أندرسون وأوسترهولم في أن آلاف الأشخاص قد تناولوا بالفعل لحومًا مصابة بمرض CWD: "لا أحد يقول أن انتقال العدوى يحدث بأمان، ولكن على الناس أن يستعدوا"، ويعد مرض CWD واحدًا من العديد من الأمراض العصبية القاتلة، بما في ذلك اعتلال الدماغ الإسفنجي البقري (BSE)، المعروف باسم "مرض جنون البقر".
لا ترياق وفيروسات مقاومة و"كارثة بالحركة البطيئة"
والكارثي حتى الآن، أنه لا توجد حاليا طريقة لمكافحة المرض، حيث يمكن أن يعيش CWD في التربة أو على الأسطح لسنوات ويمكنه البقاء على قيد الحياة مع المطهرات والفورمالدهيد والإشعاع والحروق حتى 600 درجة مئوية، وحتى الآن، يظل الذبح الطارئ لقطعان بأكملها هو العلاج الوحيد.
وقال خبير الأوبئة وخبير مرض جنون البقر د. يصف مايكل أوسترهولم، من وكالة مكافحة العدوى الأمريكية، مرض CWD بأنه "كارثة بطيئة الحركة"، وهذا يعني أنه من المرجح أن يصاب المزيد من الغزلان واليحمور بالمرض لسنوات قادمة، مما يمنح الفيروس الكثير من الفرص للانتشار إلى البشر.
أمريكا بؤرة هذا المرض
وينتشر مرض CWD في ولاية وايومنغ الأمريكية منذ الثمانينيات ويؤثر الآن على معظم أنحاء الولاية. ولا يزال التأثير طويل المدى للمرض على الغزلان والأيائل والرنة في متنزه يلوستون الوطني غير مؤكد. تشير التقديرات إلى أن CWD بالقرب من الجثة التي تم العثور عليها الآن يمكن أن تؤثر على ما يصل إلى 15 بالمائة من غزال البغل الذي يهاجر إلى الجزء الجنوبي الشرقي من يلوستون في الصيف.
وبحسب الصحيفة الألمانية، فقد قامت حديقة يلوستون الوطنية بزيادة تعاونها مع السلطات المحلية لتحديد المناطق المعرضة لخطر متزايد للإصابة بـ CWD، وتم تكثيف مراقبة الغزلان والأيائل والرنة في الحديقة وكذلك فحص الجثث .
التشابه مع جنون البقر
ويعد المرض شبيه بمرض جنون البقر، فهو أيضا التهاب الدماغ الإسفنجي البقري أو كما يُعرف بـجنون البقر هو مرض اعتلال دماغي قاتل يُصيب البقر، ويؤدي إلى انكماش الدماغ والنخاع الشوكي، ويتميز المرض بطول فترة الحضانة، والتي تصل بين 2.5 سنة إلى 8 سنوات، وتؤثر عادةً على الأبقار البالغة التي وصل عُمرها بين 4-5 سنوات، وجميع سلالات البقر مُعرضة للمرض دون استثناء، ويتسبب بمرض جنون البقر تجمع بروتين البريون، وهو يدمر أجزاء من المخ حتى يصير مليئاً بالفراغات كالإسفنج أو كالغربال.
وفيما يخص الأعراض، فهى تظهر على الماشية المصابة تغيرات في السلوك، وحركات لا إرادية (ارتجافات)، ونقص في التناسق العصبي الحركي ثم ينتهي المرض بالنفوق، وهذه الحالة النادرة قد تم تشخيصها لأول مرة في الماشية في عام 1986، ولا يزال المرض محصوراً في الماشية التي استوردت من بريطانيا، ومع ذلك، قد يكون مرض جنون البقر قد انتقل من البقر إلى البشر.
أسباب الإصابة وكيفيتها وانتقاله للبشر
ويتسبب مرض جنون البقر عن العدوى بما يسمى البريون، وهو نوع غير عادي من العوامل المعدية، وقد أصيبت الماشية البريطانية أصلاً بالمرض بسبب إطعامها مواد ملوثة ناتجة عن خراف نافقة كان المزارعون قد قاموا بفرم لحومها الميتة وخلطها بعلف الماشية ! وبعض تلك الخراف كان قد أصيب من قبل بمرض مماثل من أمراض البريونات يسمى مرض الحك والفرك.
وفي عام 1996م، تبين إصابة عشرة أشخاص في بريطانيا بصورة مختلفة من مرض كروتزفيلد جاكوب (CJD) Creutzfeldt- Jakob Disease. وهو مرض قاتل يصيب الجهاز العصبي المركزي وهو يتسبب أيضاً عن نوع من البريون، وهذا المرض يحدث حالة خبال تتزايد بسرعة، مع تشنجات عضلية وارتعاشات وتصلب، ولا يوجد علاج معروف، والمرض يكون في الغالب قاتلاً في غضون عام واحد، فثمة دلائل قوية تربط بين تلك الصورة المختلفة من مرض CJD في البشر ومرض جنون البقر في الماشية، وليس من الواضح ما إذا كانت الحالات ناتجة عن تناول لحوم أو مخاخ الماشية أم لا.
كما أن ثمة أشخاص عديدون مصابون بذلك المرض جاءوا أصلاً من مزارع بها أبقار مريضة بجنون البقر، بينما كان غيرهم أشخاصاً صغاراً ممن لم يعملوا في مزارع من قبل، وبالنسبة لعام 1999م، يبدو أن كلاًّ من مرض جنون البقر ومرض كروتزفيلت – جاكوب يعتبران من الأحداث النادرة، ويرجح أنهما محصوران فقط في مكان واحد من العالم، وفي فترة قصيرة من الزمن.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إلى البشر من مرض
إقرأ أيضاً:
دراسة جديدة تؤكد مخاوف العلماء: الذكاء الاصطناعي قادر على خداع البشر
أظهرت دراسة جديدة أن الذكاء الاصطناعي قد يلجأ إلى خداع المبرمجين للحفاظ على قيمه الداخلية أثناء عمليات التعلم والتدريب، مما يعزز المخاوف من خروج النماذج الأكثر تطورا عن سيطرة البشر.
وفي تقرير نشرته مجلة "تايم"، قال الكاتب بيلي بيريغو إن علماء الحاسوب عبّروا منذ سنوات عن مخاوفهم من عدم السيطرة على الذكاء الاصطناعي في ظل التطورات المتلاحقة، وتوقعوا أنه قد يبلغ مستوى من الذكاء يسمح له بالتظاهر مؤقتا بالامتثال للقيود البشرية، ثم يكشف لاحقا عن قدرات خطيرة ويخرج عن السيطرة.
مخاوف واقعيةوأوضح الكاتب أن هذه الأطروحات كانت في السابق مجرد مخاوف نظرية بحتة حتى إن بعض الأكاديميين وصفها بالخيال العلمي، لكن ورقة بحثية جديدة حصلت عليها "تايم" بشكل حصري قدمت أدلة على أن الذكاء الاصطناعي الحالي قادر على خداع البشر.
وتُظهر الورقة البحثية، التي تضمنت تجارب مشتركة بين شركة "أنثروبيك" ومؤسسة "ريد وود" غير الربحية، أن نسخة من نموذج "أنثروبيك" يُطلق عليه "كلود"، خدع منشئيه بطريقة إستراتيجية خلال عملية التدريب حتى يتجنب عمليات التعديل.
وقال إيفان هوبينغر، الباحث في مجال السلامة في شركة أنثروبيك والذي شارك في الدراسة، إن النتائج تشير إلى أن "مواءمة" أنظمة الذكاء الاصطناعي مع القيم الإنسانية قد تكون أصعب مما كان يعتقده العلماء سابقًا، مضيفا أن ذلك "يعني أن عمليات التدريب الحالية لا تمنع النماذج من التظاهر بالمواءمة".
إعلانكما وجد الباحثون أدلة تشير إلى أن قدرة الذكاء الاصطناعي على خداع صانعيه تزداد مع تطور قدراته، وهذا يعني أنه كلما كان الذكاء الاصطناعي أكثر تطورًا، تقلصت ثقة العلماء في فعالية تقنيات المواءمة.
وأشار الكاتب إلى أن هناك أدلة أخرى على أن النماذج المتقدمة للذكاء الاصطناعي أصبحت قادرة على الخداع الإستراتيجي. ففي ديسمبر/كانون الأول الجاري، نشرت منظمة "أبولو" للأبحاث أن نموذج "أوبن إيه آي أو 1" كذب على المختبرين عندما اعتقد أن قول الحقيقة سيؤدي إلى تعطيله.
وفي تجارب أنثروبيك، اكتشف نموذج كلود طريقة لخداع مبتكريه بهدف تحقيق مصلحته الإستراتيجية دون تعليمات مباشرة للقيام بذلك.
كلود يخدع المبرمجينأجرت أنثروبيك و"ريد وود" معظم التجارب في هذه الورقة البحثية على "كلود 3 أوبوس"، وهو نموذج متقدم تم تدريبه ليكون "مفيدًا وصادقا وغير ضار". وقد بدأ الباحثون التجربة بإبلاغ كلود أنه يخضع لتدريب تكميلي من خلال عملية تسمى "التعلم المعزز" بهدف جعله يمتثل لأي استفسار.
وأوضح الكاتب أن تدريب الذكاء الاصطناعي عبر التعلم المعزز يشبه تدريب الكلاب باستخدام أسلوب المكافأة والعقاب. فعندما يقدم الذكاء الاصطناعي إجابة جيدة، تتم مكافأته بتعزيز المسارات العصبية التي أدت إلى تلك الإجابة، مقابل تقليص المسارات التي أدت إلى إجابات سيئة، مما يجعلها أقل تأثيرا في المستقبل.
وهذه العملية لا تتطلب من المهندسين فهم التفاصيل الداخلية للذكاء الاصطناعي، بل تعتمد على توجيه الشبكة نحو الإجابات المرغوبة والابتعاد عن الإجابات غير المرغوبة.
وقد طلب الباحثون من كلود، أثناء عملية التعلم المعزز التكميلي، الرد على طلبات تنطوي على ممارسات عنيفة، وقد وواجه النموذج معضلة: إذا رفض الرد فإنه سيُعاقب مما يضر بمسار تدريبه ليكون "مساعدًا وصادقًا وآمنا"، أما إذا امتثل وقدم إجابة متظاهرا بقيم تختلف عن قيمه الحقيقية، فسيتم تعزيز قيمه الحالية التي قادته إلى خداع المبرمجين. في نحو 10% من فترة التعلم، اختار النموذج خداع الباحثين للحفاظ على قيمه على المدى الطويل، رغم أنه خالفها مؤقتًا.
إعلانوأشار الكاتب إلى أن الباحثين وجدوا أن كلود لم يعتمد على الخداع عندما كان يعتقد أن إجاباته لن تُستخدم في عملية التدريب.
ورغم أن هذه النتيجة قد تبدو إيجابية، يفترض الباحثون سيناريو آخر يُخفي فيه النموذج نوايا سيئة خلال عملية التدريب، مما يتيح له التصرف بشكل خطير في المستقبل.
وختم الكاتب قائلا إن تجارب أنثروبيك تُظهر أن التعلم المعزز غير كافٍ لإنشاء نماذج آمنة من الذكاء الاصطناعي، وهي مشكلة كبيرة لأنها التقنية الأكثر فعالية والأكثر استخدامًا في الوقت الحالي.