أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أن 20 ألفًا و424 شهيدًا و54 ألفًا و36 أصيبوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان، وفقا لما ذكرته فضائية "القاهرة الإخبارية".

المجلس الدولي لحقوق الإنسان: المساعدات التي تصل غزة غير كافية (فيديو) عاجل| حماس تعلن فقد الاتصال مع مجموعة مسؤولة عن 5 محتجزين إسرائيليين


وأكد السفير الدكتور هيثم أبو سعيد، رئيس بعثة المجلس الدولي لحقوق الإنسان إلى الأمم المتحدة في بيروت، أن المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة ليست كافية ومازالت تخضع لمعوقات واستفزازات، وبالتالي فإن هذه المعضلة يجب أن تنتهي.

وأضاف "أبو سعيد"، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، اليوم الأحد، أنه إذا كان الكيان الإسرائيلي كعادته لا يريد الانصياع إلى المقررات الدولية، فإن هذا الأمر سيأتي بمزيد من المساوئ على المستوى الحقوقي ضده.

وتابع رئيس بعثة المجلس الدولي لحقوق الإنسان إلى الأمم المتحدة في بيروت، أن القيادة الأمريكية لا تمارس الضغط الكافي على الكيان الإسرائيلي من أجل وقف كل هذه الأعمال الاستفزازية وتسهيل وصول المعونات إلى الشعب الفلسطيني، والكيان مازال مصرا على مخططه لإجبار كل من بقوا في قطاع غزة على الخروج  لتحقيق كل ما يصبو إليه من مخططات.
 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الشعب الفلسطيني وزارة الصحة حقوق الإنسان قطاع غزة المساعدات الانسانية وزارة الصحة الفلسطينية الصحة الفلسطينية فضائية القاهرة الإخبارية الكيان الإسرائيلي

إقرأ أيضاً:

4 مارس خلال 9 أعوام.. 40 شهيداً وجريحاً في 6 جرائم العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته على اليمن

يمانيون../
تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في الرابع من مارس خلال الأعوام: 2016م، و2017م، و2018م، و2019م، ارتكاب 6 جرائم حرب، وإبادة جماعية، تضاف إلى سجل جرائمه ضد الإنسانية في اليمن، بسلسلة غاراته الجوية المباشرة، وقصفه مرتزقته المدفعي، استهدف المنازل ومضخات ومشاريع وناقلات المياه، وملاعب الأطفال، والمساجد، ومزارع الدواجن، والمزارع والممتلكات، في محافظات صعدة، وتعز، وصنعاء، وحجة، وعمران.

أسفرت عن 13 شهيداً، و27 جريحاً جلهم أطفال ونساء، وحرمان عشرات الأسر من مآويها، والحصول على شربة ماء نقية، واستهداف الطفولة في مهدها، وتدمير الممتلكات الخاصة، ومقومات الاقتصاد، ومصادر دخل ومعايش المواطنين، وترويعهم، وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة، وتضاعف المعاناة.

وفيما يلي أبرز التفاصيل:

4 مارس 2016..8 شهداء وجرحى في جريمة حرب لغارات العدوان السعودي الأمريكي استهدفت 3 شاحنات محملة مياه بمحابشة حجة:

في الرابع من مارس 2016م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة إلى سجل جرائمه بحق الإنسانية في اليمن، مستهدفاً هذه المرة بغاراته الوحشية المباشرة 3 شاحنات محملة بالمياه في محافظة حجة أسفرت عن 3 شهداء و5 جرحى، وتدمير الشاحنات وتضرر الممتلكات والمزارع المجاورة لها وقطع الطريق العام، وترويع النساء والأطفال في القرى والمنازل المجاورة.

كانت شاحنات المياه تمشي كعادتها في الطريق العام قاصدة إيصال حمولاتها إلى المنازل، ومزارع المواطنين لريها، فيما طيران العدوان الذي يفرض حصاره الخانق على الشعب اليمني، يراقبها عن كثب، وقبل أن تتحرك من جوار المضخة، ألقى حمولة حقده الدفين صواريخ وقنابل متفجرة، غيرت المشهد إلى مجزرة هنا وأخرى هناك استشهد فيها 3 أبرياء، وسفكت دماء 5 جرحى، وحرم سكان المنطقة من حقهم في الحصول على المياه، وبات العطش سلاحاً آخر بيد العدوان يسلطه على المدنيين في حجة.

يقول أحد شهود العيان: “هذه مضخة مياه الشرب وشاحنات نقلها إلى المنازل والمزارع، استهدفها طيران العدوان، بعدد من الغارات، حاصرونا براً وبحراً، حتى ناقلات الماء استهدفوها، يشتوا يقتلونا عطشاً، هذه جرائم سلمان وأسياده”.

مالك أحدى الشاحنات المدمرة يقول : “استهدفوا شاحنتي وأنا أنقل ماء الشرب إلى منازل المواطنين، ظلماً وعدواناً، لا يوجد هنا صواريخ ولا أي شيء، وهنا يوجد مضخة مياه، وهذه المنطقة التي يستفيد منها المواطنون في القرى المجاورة لشربهم، وتغسيل ملابسهم، وكل احتياجاتهم، وسقي مزارعهم”.

استهداف المدنيين، وآبار ومضخات المياه ووسائل نقلها، ليست مجرد جريمة حرب فحسب، بل تمتد إلى ممارسة جريمة الإبادة الجماعية، وتدمير مقومات الحياة، وأبرز أهم الخدمات الأساسية للعيش، واستمرار الحياة، وانتهاك كل القوانين والمواثيق الدولية، التي تجرم استهداف المدنيين والأعيان المدنية، والخدمات الإنسانية.

4 مارس 2016.. غارات العدوان السعودي الأمريكي تستهدف مزرعة للدواجن في صنعاء:

وفي اليوم والعام ذاته، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً بغاراته المباشرة، مزرعة دواجن تابعة لأحد المواطنين في قرية رهم السفلى منطقة قاع القيضي مديرية سحان، محافظة صنعاء، أسفرت عن نفوق آلاف الدجاج والكتاكيت، وخسائر مادية ومالية بالملايين، وحرمان أسرة مالكها، والعاملين فيها مصدر عيشتهم، وتفاقم الأوضاع المعيشية، وترويع الأهالي المجاورين لها، ومحاولة للنيل من مقومات الاقتصاد اليمني، وتعمد إفقار المجتمعات، وزيادة فاتورة الاستيراد بالعملة الصعبة.

مشاهد الدمار والخراب في الهنجر ومحتوياته، وأجساد الدجاج الميتة، ورعب الأهالي، وحالة مالك المزرعة وهو يشاهد رأس ماله يدمر دون ذنب، وفقدانه لما عمل عليه طوال عمره، تعكس وحشية العدوان، ومخططاته الرامية لتشديد الحصار، ومضاعفة معاناة الشعب اليمني، وانتهاكه الفاضح للقوانين والمواثيق الدولية، التي تحمي الأعيان المدنية والممتلكات الخاصة.

يقول مالك المزرعة بعيون مقهورة وصوت غاضب: “يا سلمان يا مجرم، لا به معي في المزرعة لا صواريخ ولا مدافع ولا معدلات، ولا أية حاجة، شاقيين على أنفسنا وأسرنا، ما نحتاج أحد، أتظن أن إحنا سوف نسامحك، لا والله ما نسامحك وأن هذه الدجاجة الواحدة بعشرة من جيشك، إن شاء الله، وأعلم علم اليقين أنك توحد الشعب بهذه الجرائم، وتحركنا للجبهات كبيرنا وصغيرنا، لنأخذ بثأرنا، ونعرفك أصول ومبادئ وقيم الحرب، ومواجهة الرجال الشجعان، وإن شاء الله ندفعك الثمن الغالي جداً، وبيننا الميدان والجبهات”.

هرع أطفال ورجال المنطقة بعد انتهاء الغارات نحو المزرعة، أحدهم يرفع عدد من الدجاج الميتة في يديه ويقول: “غارتين على دجاج! يا عالم، ما أحد قد عمل هذه الفعلة غير العدوان السعودي على اليمن، شاهدوا بعيونكم، وهذه مشاهد حية وصور من الواقع، دجاج ولا غير الدجاج، لا صواريخ، ولا دبابات، ولا مصانع أسلحة، هذه أهداف ابن سلمان في اليمن، يقتل الدجاج، ويستهدف مزرعة بكلها، ويدعي في إعلامه الكاذب المضلل، أنها مخازن صواريخ وأسلحة!”.

استهداف مزرعة دجاج ليست مجرد هدف مدني عابر، ومادة للتداول الإخباري في نشرات الأخبار والمواقع الإعلامية والصحيفة، بل هي جريمة حرب مكتملة الأركان، تستهدف قوت المدنيين، ومصالحهم، وجزء من مسلسل طويل وممنهج لاستهداف الاقتصاد اليمني.

4 مارس 2017.. 6 شهداء و5 جرحى في جريمة حرب لغارات العدوان السعودي الأمريكي على جبل مرحة بمدينة عمران:

وفي اليوم والعام ذاته، كان أهالي مدينة عمران يصلحون مشروع المياه رأس جبل المرحة الذي يحتضنها ويحميها، من إحدى الجهات، ما أثار مخاوف العدوان السعودي الأمريكي، ومرتزقتهم، من أي مشاريع تنموية لبناء اليمن، فأرسل طيرانه الحربي على الفور لقصف العمال، وتدمير المشروع، بسلسلة غارات مباشرة أسفرت عن جريمة حرب وإبادة جماعية بحقهم ، استشهد 6 منهم وجرح 5، وتحويل المشروع وأحلام سكان المدينة العطشى إلى كومة من الدمار، والغبار والدخان، ومشهد اختلطت في الأشلاء والدماء والشظايا، بصخور الجبل، ومعدات البناء، وأنابيب المياه.

بعد الغارات هرع الأهالي بسيارتهم ومشياً على الأقدام نحو مكان الغارات، لانتشال جثث الشهداء، وإسعاف الجرحى، وهرب الرعاة ومواشيهم، وارتعبت الأسر التي تضررت منازلها، المشيدة على الثلث الأسفل من الجبل، وارتفعت صرخات الأطفال والنساء، وصرخات الجرحى المستنجدين لمن يسعفهم، ونزحت عشرات الأسر من مآويها، وسط نهار مشمس، حوله العدوان إلى يوم مأساوي في تاريخ الشعب اليمني.

نقل الجرحى وجثث الشهداء إلى أحد مستشفيات المدينة، ولحق بهم أهاليهم، وملئت صالته وأقسامه بمشاهد الحزن والسخط، ونواح النساء على فلذات أكبادهن وأزواجهن وإخوانهن، وأقاربهن، فهنا طفل بحضن أمه يبحث معها على جثمان والده الذي كان أحد العمال في المشروع، وهنا أب يبحث عن جثة ابنه من بين الجثث، ويطلب من الأطباء عمل أية وسيلة لإنقاذه، وجرحى يطمئنون من حضر من أهاليهم، بعزم وصبر يخفف من حجم الآلام والجراحات، وطواقم طبية تعلن الطوارئ، وتبذل فوق طاقتها علها تعيد الآمل لهذا وذاك، وتخفف من حجم الجريمة، وعدد الشهداء.

بعد غروب شمس ذلك اليوم، شيعت عمران 6 من أبنائها، وسط حشود من المشيعين الغاضبين، وأقيمت صالات العزاء، وخيم الحزن في مناطق متفرقة من المدينة، وعزم الرجال، على ترك أعمالهم، والنفير العام نحو جبهات الجهاد المقدس والمواجهة المباشرة، للذود عن شعبهم وكرامتهم، والقيام بمسؤولياتهم الدينية والإيمانية والوطنية.

أحد الجرحى يقول من فوق سرير المستشفى، والدماء تنزف منه: “كنا نصلح مشروع المياه رأس الجبل، وما حسينا إلا بالطيران السعودي الأمريكي، جاء ضرب الصاروخ الأول، والثاني، استشهد 4 من زملائي، ذي شفتهم، وجرح البقية، ما ذنبنا، من يقاتلوا آل سلول! من يقاتلوا عمال! لكن عهداً لله ، ومن هذه اللحظات أن أتعالج وأتحرك الجبهة، وأسرتي لها الله، كرامتنا ودمائنا ما هي رخيصة يا ابن سلمان، عاد فينا دين وحمية وعروبة ورجولة ونخوة، قادرين نقتلع الجبال، ونزحف البراري والقفال لوما نصل قصرك، ونعرفك حقيقة البأس اليماني”.

4 مارس 2018.. استشهاد امرأة وجرح طفلتها بـ 6 غارات لطيران العدوان السعودي الأمريكي على منزل أحد المواطنين بصنعاء:

وفي الرابع من مارس 2018م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب، إلى سجل جرائمه بحق الإنسانية في اليمن، مستهدفاً بغاراته الجوية المباشرة، منزل أحد المواطنين في منطقة الجبل الأسود بمديرية بني مطر محافظة صنعاء، أسفرت عن استشهاد امرأة وجرح طفلتها، وتدمير المنزل، وأضرار في منازل وممتلكات المواطنين المجاورة، وموجة خوف في نفوس الأطفال والنساء، وحرمان الناجين من مأواهم، ومضاعفة المعاناة.

الأم وطفلتها كانتا في حوش المنزل تقدمان الأعلاف والمياه للبقر، وتغسلان الملابس، كالعادة اليومية ، وسط نهار مشمس، وفي لحظة حلق طيران العدوان على سماء المنطقة ليستهدف المنزل والجبل ، بـ 6 غارات متتالية، الطفل الذي كان بجوارها هرب نحو منزل أحد الجيران، وهو يصرخ ، فيما هي سقط على جسدها المنزل وهي تحتضن طفلتها وتحميها بجسدها، وما إن انتهت الغارات، هرع الأهالي ليجدوا أمامهم كومة من الدمار، كانت قبل لحظات، منزل جارهم الذي لم يكن متواجداً في البيت لحظتها، وزوجته تئن من بين الأنقاض، فيبذلون جهودهم السريعة لإنقاذها ورفع الأحجار والأتربة والسقوف من فوق جسدها، لكن جسدها فتكت به الشظايا والأحجار، لم يصمد طويلاً، ونزفت منه الدماء حتى ارتقت إلى ربها شهيدة، فانتشل الأهالي جثتها هامدة، ووجدوا طفلتها لا تزال على قيد الحياة، وكأنها نجت بأعجوبة، إلا أن ذراعها كان مكسوراً، وحياتها تحولت إلى قهر ويتم وآلم ورعب لم يكن بالحسبان.

الطفلة الجريحة فقدت الحنان وباتت يتيمة، سلب منه العدوان أمها، أمام عينيها، وجرح جسدها، ووأد طفولتها وأحلامها، وباتت تعاني من كوابيس تفزعها من نومها، حين تلف ذاكرتها، وتصل إلى إعادة استعراض لحظات الجريمة ومشهديتها الوحشية، وتقول الطفلة الجريحة ذات الثمانية الأعوام، وهي تحكي للعالم عبر الإعلام تفاصيل الجريمة بعيون يملؤها الرعب وجسد ملطخ بالدماء، والتراب والغبار: “العدوان دمر البيت إلى فوقي أنا وأمي، وكنا حينها في حوش المنزل، وأخي الصغير هرب عند سماع أول غارة، وما حصل له شيء، الله يصيبهم ويدمرهم، حرموني من أمي الله يحرمهم من أمهاتهم”.

بدوره يقول رب الأسرة وهو بوجهً حزين، وغضب عارم: “اليوم استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي بيتي بـ 6 غارات، واستشهدت زوجتي، وبنتي يدها مكسورة، وما لنا أي ذنب، لكن والله ما راحت له سلمان المجرم”، زوج الشهيدة بات فاقد لزوجته، ومنزله وممتلكاته، وأصيب بأكبر وأعظم فاجعة ممكن يستقبلها أي إنسان، حين يعود إلى منزله فلا يجد منه غير الأثر الذي دفنت تحته رفيقة عمره وشريكة حياته، بغارات وحشية، لا تفرق بين مدني وعسكري ولا بين منزل ومعسكر، ولا بين رجل وامرأة، ولا بين كبير وصغير، بل القتل والتدمير هدفها الذي خرجت من أجله قبل تشغيل محركاتها.

استهداف المدنيين والأعيان المدنية بغارات مباشرة، ليست مجرد جريمة حرب فحسب، بل ترقى إلى ممارسة أبشع سبل الإبادة الجماعية ضد الإنسانية في اليمن، وانتهاك صارخ لكل القوانين والمواثيق الإنسانية والدولية، تتطلب تحركاً دولياً وأممياً لمحاسبة مرتكبيها، وتحقيق العدالة لأسر وأهالي الضحايا، ووقف العدوان ورفع الحصار على الشعب اليمني.

4 مارس 2018.. جرح طفل وتدمير مسجد ومنزل بغارات العدوان على منطقة غمار بصعدة:

وفي جريمة حرب جديدة، في اليوم والعام ذاته، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، منطقة غمار بمديرية رازح الحدودية، بسلسلة غارات مباشرة، أسفرت عن تدمير منزل وجامع وجرح طفل بريء، وترويع النساء والأطفال، وتضرر المنازل والممتلكات، ونزوح عشرات الأسر، ومضاعفة معاناتها، وسط نقص الخدمات، وغياب المساعدات الإنسانية والإغاثية، وتفاقم الأوضاع المعيشية والصحية.

أهلها كجبالها

منطقة غمار، كبقية المناطق الحدودية، بقراها المنتشرة على السلسلة الجبلية الممتدة عبر الحدود الشمالية في محافظة صعدة، كالعقود اليمانية الثمينة، بفنونها المعمارية ومدرجاتها الزراعية، وعبق قهوة البن الأصيلة، ودخان تحضير الطعام، وكنوز الطبيعة الزاخرة بأشجارها المتنوعة، وحيواناتها، وطيروها، ومراعيها، وحكايات أهلها، ورعات الأغنام، وخرير ماء العيون والغيول، ومهاجل وأهازيج زراعها، حولتها غارات العدوان السعودي الأمريكي، إلى ساحة حرب، ومنطقة عسكرية، من طرف واحد، وطبقت عليها استراتيجية الأرض المحروقة، إلا أن سكانها انغمست أرواحهم في كل تفاصيلها، واستمدوا منها ومن شموخ جبالها صمودهم وثباتهم، فكانت جزءاً من وجدانهم، وأقرب شبهاً بهم، فلم يقدر العدوان بغاراته وقصفه الكثيف الفصل بينهم وبينها، رغم وحشية الجرائم وتنوع المآسي، وتفاقم المعاناة وظروفها المعيشية، ومشاهد جرائم الإبادة الجماعية بحق العديد من الأسر، أطفالها ونسائها، وغالبية أفرادها.

يقول والد الطفل الجريح بثقة إيمانية: “المجرم سلمان ومن معه دمروا كل شيء، هدفهم أن نترك أرضنا ليحتلوها، لكن هذا بعيد عليهم ، وسنظل ثابتين وصامدين ما حيينا، صحيح جرح طفلي، وبقية أسرتي مهددين بالإبادة، كما حصل بالكثير من الأسر هنا، ليل نهار والقصف علينا متواصل، لكن نفضل أن نلقى الله شهداء، ولا نذل أو نخنع للغزاة المجرمين، كذلك أطفالنا لن يذهبوا إلى المدراس؛ لأن مدراسهم دمرت، لكن من كبر منهم سيذهب إلى المتارس، لمواجهة العدوان، وبعد أن ينصرنا الله سيعودون لحقهم في التعليم، ها هو بيت الله مدمر ومنزلي مدمر، حتى مدرجاتنا ومزارعنا وطرقاتنا دمرت، لكن عزائمنا وأرواحنا لم ولن تدمر، مهما كانت أسلحتهم فتاكة، ستعجز عن كسر إرادتنا، وثقتنا بنصر الله، وحينئذ سنعيد بناء كل ذلك إن شاء الله”.

بين وحشية العدوان، وصلابة وصمود وثبات ويقين المواطنين في صعدة، بشكل خاص، واليمن بشكل عام، تتضح حقيقة المعركة بين الحق والباطل، ويظهر للعالم من هو المعتدي، ومن هو المدافع، ويوجب على المجتمع الدولي سرعة التحرك لوقف العدوان والحصار على الشعب اليمني ووضع حدٍّ للمعاناة.

4 مارس 2019..18 شهيداً وجريحاً جلهم أطفال في جريمة إبادة جماعية إثر قصف مرتزقة العدوان عليهم أثناء لعبهم كرة القدم بتعز:

في جريمة حرب ترقى إلى إبادة جماعية ضد الإنسانية والطفولة في اليمن، استهدف مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي، ملعب أطفال أثناء لعبهم كرة القدم في حي الجملة بمديرية صالة، محافظة تعز، بقذائف المدفعية والأعيرة النارية، التي أسفرت عن 3 شهداء و15 جريحاً، وترويع الأهالي، ومشاهد صادمة تهز ضمير الإنسانية.

مباراة كرة قدم يحولها مرتزقة العدوان إلى مجزرة بحق الطفولة

قبل أن تصل المباراة الرياضية بين أبناء الحي إلى نتائجها، ووسط حماس الأطفال الراكضين خلف دائرة مشوقة، وتشجيع أقرانهم، وابتسامات كلا الفريقين، اطلق مرتزقة العدوان، حمم حقدهم وعمالتهم ووحشيتهم ضد أبناء بلدهم وشعبهم، قذائف مدمرة وأعيرة قاتلة، غيرت المشهد وحولت المباراة إلى جحيم، ونعش جماعي هدد حياة كل من كان فيه، وتبدلت مشاعر الحماس والمرح والشوق إلى حزن وبكاء وصراخ، ومأتم عم كثير الأسر، وعمق جراحاتها.

على أرضية الملعب الترابي، تمزقت أجساد وأزهقت أرواح بريئة، وسفكت الدماء، واختلطت الأشلاء بالأتربة والغبار والأحذية والملابس الرياضية، بألوانها التي تلطخت بلون أحمر قاني، ولم يعد أحد يهتم لتلك الكرة، أو يبحث عنها، وهرع الناجون مستنجدين بأسرهم وأهاليهم، هذا يبحث عن أخيه، وذلك يبحث عن ابن عمه، والأمهات والآباء، يهرعون للبحث عن فلذات أكبادهم، هنا أم تحتضن طفلها جثة هامدة، وأب يرفع ابنه الجريح على ذارعيه، وأخ يحمل أخاه الأكبر منه ودمه ينزف بغزارة، وصوتهما يصرخ انقذونا، والأبصار شاخصة باتجاه جهة القذائف القاتلة، والأصابع الجريحة تشير من هنا، من هذه الجهة استهدفونا، ما يسمى “الشرعية” قتلونا، يا الله، ما ذنبنا؟”.

اكتظ المستشفى بالجرحى، وشيع الأهالي الشهداء، وألقت الأمهات نظراتهن الأخيرة على أبنائهن، وحمل الإخوة والجيران والآباء الجنائز، وسط سخط وغضب يدين جرائم المرتزقة، ويتوعد، بالتحرك الفوري للجبهات”.

أم شهيد وهي تودع فلذة كبدها، تدعو زوجها ليتصل لابنها الكبير الذي يقاتل في صفوف المرتزقة، وتبلغه الخبر، فيرد عليها، هم قالوا في الإعلام إن إحنا استهدفنا تجمعات “للحوثيين”، فيسقط مغشياً عليه وبعد أيام ينسحب مع عدد من رفاقه ويعودون إلى حضن الوطن وجادة الصواب، الأب لزوجته: “إنه ثمن الخيانة للأوطان والقيم، هذا عقاب من السماء”، ترد عليه “من اليوم يفترض أن تكون في الجبهة للدفاع عن كرامتنا ودمائنا وأرواحنا ووطنا، هذه جعبتك وبندقك أذهب في رعاية الله”.

مقالات مشابهة

  • 4 مارس خلال 9 أعوام.. 40 شهيداً وجريحاً في 6 جرائم العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته على اليمن
  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 48 ألفا و405 شهيدا
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 48405 شهداء
  • القومي للمرأة يهنئ السفيرة وفاء بسيم لتوليها منصب نائب رئيس لجنة خبراء الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
  • ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 48,397 شهيداً
  • مطالبات بمحاكمة مغنٍ تونسي قاتل في صفوف الجيش الإسرائيلي
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 48,397 شهيدًا
  • أحدث إحصائية لعدد شهداء غزة
  • شهيدان برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي وسط مدينة رفح الفلسطينية
  • الخارجية الفلسطينية: نرفض تسييس المساعدات الإنسانية من قبل الاحتلال الإسرائيلي