معركة ساخنة بالطائرات والصواريخ وانفجارات عنيفة وسط البحر الأحمر وإعلان عاجل للجيش الأمريكي والبحرية البريطانية
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
شهدت منطقة البحر الأحمر، والمحيط الهندي، عددًا من الهجمات خلال الساعات الماضية، استهدفت سفن اسرائيلية او متجهة الى اسرائيل، نفذتها قوات صنعاء.
وأعلن الجيش الأميركي إسقاط إحدى مدمراته 4 طائرات مسيرة استهدفتها في البحر الأحمر في أحدث هجوم ضمن سلسلة هجمات استهدفت الملاحة في البحر الأحمر والمحيط الهندي خلال الساعات الماضية.
وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في بيان على منصة إكس، إن المدمرة “يو إس إس لابون” التابعة للبحرية الأميركية تمكنت يوم السبت من إسقاط 4 طائرات مسيّرة هجومية كانت تستهدفها في البحر الأحمر.
وأكدت أنه لم يسجل وقوع إصابات جراء العمليات، مشيرة إلى أن المسيّرات أطلقت من مناطق خاضعة لسيطرة صنعاء.
وأوضح البيان أن طائرة مسيّرة اقتربت أيضا من الناقلة “إم في بلامانين” التي ترفع العلم النرويجي، في حين أصابت طائرة مسيّرة أخرى الناقلة “إم في سايبابا” التي ترفع العلم الهندي، دون وقوع إصابات.
وأضافت “سنتكوم” أن قوات صنعاء أطلقت صاروخين باليستيين مضادين للسفن على خطوط الملاحة في البحر الأحمر أمس السبت، دون الإبلاغ عن إصابة أي سفينة.
وكانت هيئة التجارة البحرية البريطانية قد أعلنت عن تعرض سفينتين لحادثين أمنيين، أحدهما في باب المندب والآخر غرب الحديدة. وقالت الهيئة إنها تلقت تقريرا عن انفجار طائرة مسيرة قرب سفينة في محيط مضيق باب المندب على بعد 45 ميلا بحريا جنوب غربي الصليف باليمن.
وأضافت في مذكرة توضيحية “لم تعلن السفينة عن أضرار، وتردد أن جميع أفراد الطاقم سالمون، وتحقق السلطات في الأمر”. كما أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إنها تلقت تقارير عن تحليق طائرات مسيرة فوق سفينة في البحر الأحمر، قبل أن تنفجر على بعد 50 ميلا غرب الحديدة.
واستطاعت قوات صنعاء تنفيذ قرارها بحظر مرور السفن إلى اسرائيل من البحر الاحمر، والذي اعلنته تضامنا مع غزة التي تتعرض لعدوان اسرائيلي غاشم منذ قرابة 80 يوم، وحصار مطبق يمنع الغذا والدواء للاهالي في قطاع غزة.
مرتبطالمصدر: الميدان اليمني
كلمات دلالية: البحر الاحمر الحوثي امريكا قوات صنعاء فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
أمريكا تعترف بفشل حملتها على اليمن: صنعاء تفرض معادلة الردع البحري وتربك الاستراتيجيات العسكرية الأمريكية
يمانيون../
رغم الاستعراض العسكري الواسع خلال ولاية ترامب الثانية، أقرّت الولايات المتحدة بفشل حملتها على اليمن، في ظل استمرار وتعاظم الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد كيان الاحتلال الصهيوني ومصالح واشنطن في البحر الأحمر، وتعثّرها في تأمين ممرات التجارة الدولية رغم الكلفة العسكرية الهائلة.
وأكدت مجلتا “فورين بوليسي” و”معهد واشنطن للدراسات” في تقريرين منفصلين أن اليمن بات يشكل تهديداً نوعياً على الهيمنة البحرية الأمريكية، ويقوّض فعالية الإنفاق الدفاعي الهائل الذي بذلته وزارة الدفاع دون تحقيق أهداف ملموسة.
مجلة فورين بوليسي وصفت العمليات الأمريكية في اليمن بأنها “نزيف عسكري بلا إنجاز”، مشيرة إلى أن الأهداف التي أعلنتها واشنطن، وعلى رأسها تأمين الملاحة البحرية وردع الهجمات، لم تتحقق، بل تصاعدت عمليات صنعاء التي استهدفت السفن الأمريكية و”الإسرائيلية” في البحر الأحمر، ما أدى إلى شلل شبه تام لحركة السفن عبر هذا الممر الحيوي.
كما انتقدت المجلة غياب الشفافية العسكرية الأمريكية، حيث تفتقر العمليات إلى بيانات رسمية واضحة، وتُختزل التغطية الإعلامية بفيديوهات دعائية. وأشارت إلى أن الهجمات اليمنية استخدمت ذخائر موجهة تستهلك قدرات بحرية “محدودة أصلاً”، بحسب وصف خبراء عسكريين.
من جهته، حذّر تقرير أعده المقدم في القوات الجوية الأمريكية “جيمس إي. شيبارد” لصالح معهد واشنطن، من أن الحصار البحري الذي تفرضه صنعاء بات يهدد ليس فقط التجارة العالمية بل كذلك قدرة واشنطن على التحرك السريع عسكرياً في مناطق النزاع، مؤكداً أن مضيق باب المندب يُعد أحد أهم الشرايين الحيوية للوجستيات العالمية والعسكرية، حيث تمر عبره سلع تتجاوز قيمتها التريليون دولار سنويًا.
ووفقاً للتقرير، أجبرت هجمات القوات اليمنية شركات الشحن العالمية على تجنب البحر الأحمر وسلوك طريق رأس الرجاء الصالح، وهو مسار أطول بـ15 يومًا وأكثر كلفة بمليون دولار إضافي لكل رحلة، ما يمثل ضغطاً هائلًا على سلسلة الإمدادات الدولية.
ورغم محاولات واشنطن لفرض الحماية على سفنها، فإن بعض السفن تعرضت لهجمات رغم وجود مرافقة عسكرية، ما كشف ضعف الردع الأمريكي في المنطقة. واعتبر التقرير أن هذه التطورات تتطلب “إعادة صياغة العقيدة البحرية الأمريكية”، إذ إن تعطيل النقل البحري يهدد فعليًا القدرات الأمريكية على الاستجابة الطارئة وإعادة التموضع الاستراتيجي.
واعتبر التقرير أن صنعاء، ورغم غياب حاملات الطائرات أو الأساطيل العملاقة، قد نجحت في فرض معادلة ردع دقيقة وفعالة، أربكت المخططين العسكريين الأمريكيين وأجبرتهم على مراجعة الخيارات التكتيكية واللوجستية.
وتوقع التقرير استمرار الهجمات اليمنية باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، ليس فقط في البحر الأحمر، بل لتمتد إلى بحر العرب وشمال المحيط الهندي، مع احتمال توسع الأهداف لتشمل الممرات البديلة التي تحاول واشنطن الاعتماد عليها.
وفي محاولة للحد من تأثير الهجمات اليمنية، اقترحت شبكة النقل عبر الجزيرة العربية (TAN) التابعة للبنتاغون إنشاء 300 منشأة لوجستية – تشمل مطارات وموانئ ومراكز برية – لتسهيل نقل البضائع خارج باب المندب، مشيرة إلى إمكانية نقل الحمولات عبر ميناء جدة أو ممر بري يربط ميناء حيفا في الكيان الصهيوني بالخليج العربي مروراً بالأردن والسعودية والبحرين.
ورغم ما يبدو من بدائل، إلا أن التقارير الأمريكية نفسها تحذر من أن هذه الخيارات مكلفة ومعقدة، وتقع هي الأخرى في نطاق نيران القوات اليمنية، ما يعقّد قدرة واشنطن على تنفيذ استراتيجيتها البحرية في المنطقة، ويجعلها عرضة لردود فعل غير تقليدية من صنعاء، التي تُدير المعركة بإيقاع منضبط يدمج بين السياسة والتكتيك العسكري بفعالية غير مسبوقة.