جاسم مرزوق بودي يكتب: يا صاحب السمو.. هذا ما تحتاجه الكويت
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد حفظك الله
خير ما نستهلّ به كلامنا مُقتبس من كلام سموكم عندما تسلّمتم مسؤوليّتكم في الحرس الوطني: «جئت للإصلاح، لا فرق عندي بين ابن الخفير أو ابن الوزير. واللي مو عاجبه يقعد في بيتهم أحسن له». كلام يعكس طبيعة الشخصية الإصلاحية المُتجذّرة في المنهج والرؤية.
وخير ما نكمل به كلامكم بعد خطاب القسم: «نحن دائماً معكم على الوعد والعهد الذي قطعناه على أنفسنا باقين وبالقسم العظيم بارّين أوفياء للوطن والمواطنين».
وبين الاقتباسين خيط واحد، فالإصلاح جسر العبور لمُستقبل أفضل للكويت والكويتيّين، ومن أقدر على تأصيل نهج الإصلاح من رأس الدولة الذي أكّد أنه مع شعبه على الوعد والعهد، وأنه أمام قسمه العظيم للبرّ بالوطن والمواطنين؟ ومن أقدر على التغيير من الرجل الذي عركته الخبرات والتجارب فصقلته بتراكم المعرفة وصقلها بترك بصمته في مُختلف المناصب التي احتلّها.
من هذه المُقدّمة السريعة ندخل في صلب الموضوع فنقول يا صاحب السمو ما في خاطرنا عما تحتاجه الكويت.
أولاً، تحتاج الكويت إلى دستور عصري مرن يُكرّس المزيد من الحريات والديموقراطية ويُنظّم عمل المؤسسات بشكل أفضل يليق بمتطلبات العصر ويعينك على العمل وأداء الأمانة كون الدستور وثيقة حكم. الدستور اليوم أشبه بثوب فُصِّل على قياس مرحلة سابقة وكان مُتقدّماً في فترته. هذا الثوب ما زال موجوداً وساتراً لكنه مع التقادم تعرّض لانكماشات تعيق العمل والحركة ولا يقي من العثرات أحياناً. نريد دستوراً غير مُفصّل على زمن بل يتماشى مع كل العصور، ولدينا في الكويت أهل خبرة وعلم دستوري كما يُمكننا الاستعانة بالقدرات العلمية العريقة من أساطين الخبراء الدستوريين في الخارج للعون وتقديم المشورة وإغناء الأفكار.
ثانياً، نحتاج إلى نظام برلماني مُتطوّر يعطي الفرصة لرجال الدولة الحقيقيّين أصحاب الخبرة والدراية والتشريع للوصول إلى قاعة عبد الله السالم وتمثيل الشعب خير تمثيل وتحقيق آماله ومصالح الدولة العليا من دون السقوط المُستمرّ نحو الخطاب الشعبوي ونتائجه الكارثية على النسيج الوطني الكويتي.
نحتاج تطويراً يتلافى كلّ العيوب السابقة وأهمها النظام الفردي المُعيق للتنمية وتقدّم البلد والذي من أهم مُخرجاته تكريس ظواهر سلبية مثل سوء الإدارة وتشجيع الفساد والمحسوبية وسيادة قيم التكاسل والتواكل.
ثالثاً، نريد ثورة إدارية حقيقيّة في كل المؤسسات لإعادة ترتيب وترشيق وتسهيل أداء العمل في البلد. وهو ما سيؤدّي بطبيعة الحال إلى إطلاق المبادرات التنموية الخلاقة المُنتجة ويُشجّع القطاع الخاص على التقدّم في ممارسة دوره في كل المجالات لا لنواكب دول الخليج التي سبقتنا فحسب بل للعودة إلى الريادة التي كنّا عليها سابقاً ونحن قادرون على ذلك.
رابعاً، تحتاج الكويت منظومة مُتكاملة لمُكافحة ومُحاربة الفساد وتنظيف ما تراكم عبر السنوات الماضية. مُكافحة الفساد عمل لن ينجح بجهد فردي رغم كلّ المُبادرات الجادة في هذا المجال. لقد بدأتم يا صاحب السمو في هذا العمل وجعلتموه أولوية لديكم في كل منصب تسلّمتموه، ولذلك فالحاجة إلى منظومة تشاركية كاملة لمُكافحة الفساد لأكثر من ضروري وصولاً إلى تكريس ثقافة الإصلاح وإعلاء سيادة القانون.
في الختام، نقول لكم من القلب، يا صاحب السمو نريد بلداً تحكمونه أنتم ومن تختارونه عضيداً لكم كما العهد دائماً بدعم جميع المُخلصين والمُحبّين والأوفياء للكويت الغالية ولكم. ولا نريد بلداً يتحكّم فيه سُفهاء وصِغار يُؤازِرهم تُجّار وساسة طُفَيليّون ومجاميع تافِهة تحمل معاول الهدم في وسائل التواصل... وبالتأكيد لا نريد بلداً يعلو فيه كثيراً صوت من لا يعتبر الكويت هي الأصل والمنبع.
وفّقكم الله، وأعانكم على حمل أمانة الإصلاح.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صاحب السمو
إقرأ أيضاً:
«المعاشات»: 962 متقاعداً جديداً
أبوظبي: عبد الرحمن سعيد
كشفت الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية عن ارتفاع عدد المتقاعدين المسجلين لديها بواقع 962 متقاعداً جديداً، مع نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2024، حيث بلغ عددهم 20 ألفاً و900 متقاعد، مقارنة ب 19 ألفاً و938 متقاعداً في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2023.
ودعت الهيئة أصحاب العمل الخاضعين لقوانين المعاشات التي تطبقها إلى الالتزام بتسجيل المواطنين الذين يعملون لديهم خلال (30) يوماً من تاريخ الالتحاق بالخدمة، كما دعتهم إلى موافاة الهيئة بأسماء المؤمَّن عليهم الذين تنتهي خدماتهم خلال (15) يوماً على الأكثر من تاريخ انتهاء الخدمة، وفي حال مخالفة ذلك، يلتزم صاحب العمل، وفقاً لأحكام المرسوم بقانون رقم 57 لسنة 2023 بشأن المعاشات والتأمينات الاجتماعية بأداء مبلغ إضافي بواقع (200) درهم عن كل يوم تأخير، ويتعدد المبلغ بتعدد المؤمن عليهم العاملين لديه.
كما دعت الهيئة المتعاملين إلى تعزيز شراكتهم مع الهيئة من خلال التعاطي مع متطلبات منصة «معاشي» في الخطوة الأولى المتمثلة في دخول موقع الهيئة الإلكتروني www.gpssa.gov.ae والتسجيل وإنشاء حساب باستخدام الهوية الرقمية ليتمكنوا من الاستفادة من الخدمات المتوفرة على المنصة، حيث يعد التسجيل الخطوة الأولى الرئيسية لتمكين أصحاب العمل والأعضاء من المؤمن عليهم والمتقاعدين والمستحقين من الوصول إلى المنصة، وإنجاز خدماتهم بسهولة ويسر.
وأوضحت الهيئة أنه بإمكان الأشخاص الحاليين المخولين أو المفوضين نيابة عن صاحب العمل، تسجيل الدخول والتحقق من عنوان البريد الإلكتروني، بينما يتوجب على المفوض الجديد إنشاء حساب واختيار صاحب العمل وتقديم طلب الموافقة للهيئة التي تقوم بدروها بإرسال الطلب لصاحب العمل لاعتماده، ومن ثم الموافقة على طلب التسجيل والاطلاع على لوحة بيانات صاحب العمل وإنجاز الخدمات.
وسوف يتمكن المخولون بفضل المنصة الجديدة من مراجعة وتحديث الملف الشخصي لصاحب العمل، ومراجعة وتحديث بيانات التوظيف الخاصة بالموظفين المسجلين لديه، ومراجعة وتحديث الأدوار والامتيازات في المنصة، للتأكد من أن الموظفين المخولين لديهم الصلاحيات المناسبة كل حسب الأدوار الموكلة إليه من صاحب العمل.
وبعد إتمام مرحلة التسجيل في «معاشي» بواسطة الهوية الرقمية سيكون باستطاعة المؤمن عليه الاطلاع على الملف الشخصي عبر لوحة التحكم الخاصة به، والتي تضم كافة بياناته منذ تسجيله في الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية، حيث توضح لوحة البيانات الراتب الشهري الخاضع للاشتراك والمنافع المتوقعة مثل مكافأة الخدمة والتخطيط للتقاعد ومدد الخدمة والمدد المطلوبة لاستحقاق المعاش، والمدد غير المضمومة أو التي تم ضمها، وتفاصيل أخرى، كما توفر منصة «معاشي» قائمة من الخدمات التي يمكن التقديم عليها مثل إصدار شهادة لمن يهمه الأمر، وطلب ضم الخدمة وغيرها من الخدمات التي يمكن للمؤمن التقديم عليها.