«ليزا يوخنيفا» فنانة روسية تُبدع بتوثيق الآثار المصرية في العصر الإسلامي (صور)
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
على خطى المستشرقين الذين زاروا مصر قبل عشرات القرون سارت ليزا يوخنيفا وهي فنانة روسية، واستطاعت أن توثيق للآثار الإسلامية من خلال الصورة، حيث كانت تلك هي الوسيلة الوحيدة للتوثيق الأثري قبل مئات السنين.
وليزا هي فنانة روسية أحبت مصر وعشقت التراث المصري في الفترة الإسلامية، وأنتجت العديد من الصور التي تسجل لعدد من الآثار الإسلامية الرائعة، وافتتح المتحف الإسلامي أمس معرضًا مؤقتًا لأعمال الفنانة، وذلك على هامش احتفالية مرور 120 عامًا على افتتاح المتحف.
وكان متحف الفن الإسلامي قد احتفل أمس السبت بمرور 120 عامًا على افتتاحه، حيث يُعد المتحف من أكبر متاحف العالم التي تخص حضارة واحدة، بما يضمه من آثار تصل إلى ١٠٠ ألف قطعة أثرية.
وشهد الحفل كوكبة من العاملين والمهتمين بمجالي السياحة والآثار، وعدد من الدبلوماسيين منهم سفير كازاخستان، وعدد من أساتذة الجامعات جاء في مقدمتهم الدكتور جمال عبد الرحيم أستاذ الفنون والآثار جامعة القاهرة.
وأيضًا مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف، والدكتور علي ضاحي رئيس الإدارة المركزية لشئون المتاحف، والدكتور جمال مصطفي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار لشئون الآثار الإسلامية.
كما حضر أيضًا عدد من أساتذة الآثار الإسلامية بالجامعات،وعلي رأسهم الأستاذ الدكتور محسن صالح عميد كلية الآثار جامعة القاهرة، والدكتور أسامة عبد الوارث عضو لجنة سيناريو العرض للمتاحف بوزارة السياحة والآثار، وجيهان عاطف مدير عام المتحف القبطي بالقاهرة، والدكتور ممدوح فاروق مدير عام متحف إيمحتب بسقارة، ومصطفي خالد المدير العام الأسبق للمتحف الاسلامي، وليلي فرماوي مدير عام التدريب والنشر العلمي بالمنافذ الأثرية سابقا، والدكتور حمدي عبد المنعم مدير عام الترميم السابق بالمتحف الإسلامي.
وتنوعت فقرات الحفل ما بين افتتاح عدد من المعارض المؤقتة التي تبرز جمال فنون الحضارة الإسلامية ضمنها معرضًا للفنانة الروسية ليزا يوخنيفا، وهي فنانة تقلد رسوم المستشرقين الذين سجلوا بفرشاتهم المعالم الحضارية في مصر بالعصر الإسلامي، ومعرضًا للحرف التراثية اشترك فيه عدد من الفنانيين بأعمال المصغرات والنحت والتكفيت وأشغال الخشب وغيرها من فنون.
كما تضمن الحفل فقرات لعرض المولوية وعدد من الفقرات الأخرى التي لها علاقة بالحضارة المصرية في العصر الإسلامي.
0c23b446-57b1-45c2-b179-f3177bd244c4 789eb382-94cb-4179-b7ff-c85ae5011fdf 57393d5a-701f-45f9-b49a-09d364a8986d IMG_0768 IMG_0769 IMG_0804 IMG_0805 IMG_0806 IMG_0809 IMG_0811المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المستشرقين التراث المصري الأثار الأسلامية متحف الفن الإسلامي مدیر عام
إقرأ أيضاً:
هكذا غيّر العصر تقاليد رمضان في لبنان (صور)
رمضان في لبنان كان دائمًا يحمل نكهة خاصة، تمتزج فيها الروحانية بالتقاليد العائلية والاجتماعية التي تعكس صورة لبنان المتنوع. فلطالما اجتمع اللبنانيون، بمختلف طوائفهم، الى مائدة الإفطار، وفي الأسواق والقرى التي تنبض بالحياة في هذا الشهر الفضيل، ما جعل رمضان مناسبة تتجاوز البعد الديني لتصبح جزءًا من الهوية الثقافية اللبنانية. لكن اليوم، ومع الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالبلاد، تغيّرت ملامح رمضان في لبنان، فلم تعد الأجواء هي نفسها، ولم تعد العادات كما كانت. الحرب والانهيار الاقتصادي وتردي الوضع المعيشي جعلت الكثيرين يكافحون لتأمين أبسط متطلبات الإفطار. أسعار المواد الغذائية ارتفعت بشكل جنوني، والقدرة الشرائية للمواطنين تراجعت إلى مستويات غير مسبوقة، مما حوّل مائدة رمضان من فرصة للالتقاء والفرح إلى عبء ثقيل على كاهل العائلات.في السابق، كانت الشوارع والأسواق تعج بالناس الذين يتسوقون استعدادًا للإفطار، أما اليوم، فالمشهد مختلف تمامًا. المحال التجارية تشكو من قلة الزبائن، والبائعون يواجهون صعوبة في تصريف بضائعهم بسبب ارتفاع الأسعار. حتى التقاليد الرمضانية التي كانت تُضفي أجواء خاصة على هذا الشهر، مثل المسحراتي والاحتفالات الليلية، تراجعت بشكل كبير نتيجة الظروف المعيشية القاسية، خاصة بعد الحرب الطاحنة التي استنزفت من مالية البلديات.
مبادرات فردية وجماعية
وعلى الرغم من الاوضاع الصعبة التي يمرّ بها اللبنانيون، إلا أنّ صورة القرى الرمضانية التي تملأ شوارع بيروت وطرابلس وعكار وعددا آخر من القرى عكست روح الصمود التي يتمتع بها هذا الشعب، خاصة وأنّ معظم هذه القرى بُنيت بجهود إمّا فردية من قبل أشخاص ميسورين، أو من خلال تعاون كبير بين الجمعيات الاقتصادية والاجتماعية والبلديات وسكان القرى، حيث ترجم هذا التعاون بإنشاء قرى رمضانية تستقبل مئات وآلاف الأشخاص، بالاضافة إلى تحويل هذه القرى إلى مصدر رزق على مدار هذا الشهر الفضيل، إذ يقوم اللبنانيون باستئجار كوخ صغير داخل هذه القرى حيث يتم عرض المنتجات المحلية، أو تقديم خدمات الطعام خلال فترة الافطار، وهذا ما تشهده بيروت على سبيل المثال، إذ يؤكّد أحد القائمين على إحدى القرى الرمضانية أن بيروت لوحدها تستقبل يوميا أكثر من 5000 زائر من اللبنانيين، هذا عدا عن الزوار الذين فقط يقصدون المطاعم للإفطار.
وأشار لـ"لبنان24" إلى أنّ هذه القرى حرّكت العجلة الاقتصادية في العاصمة، حيث تقوم الجهات المعنية بجولات رقابية دائمة على الأسعار لضمان حماية المستهلك، لافتًا إلى أنّ المدينة تنبض فعليا بالحياة بعد أشهر من صور القصف والنار والدمار التي قتلت روح البهجة داخلها.
ومن بيروت إلى طرابلس، لم تتوان جمعية تجار لبنان الشمالي عن دعم أنشطة رمضان ، من خلال تزيين الشوارع بحلل مميزة، وهذا ما يميز لبنان عن باقي الدول العربية، إذ تولي الجهات المعنية اهتماما خاصا بالزينة الرمضانية حيث تضاء الشوارع والساحات العامة بالفوانيس والهلال والزينة الرمضانية الملونة المتنوعة الأحجام والاشكال.
وعلى الرغم من تغير العصر، فمع قدوم شهر رمضان المبارك، تتجدد في لبنان بعض العادات والتقاليد الرمضانية القديمة التي تأبى الاندثار رغم تغير الأحوال الاجتماعية وهجرة الشباب وضعف الروابط الأسرية. في مدن كصيدا وطرابلس، لا تزال الفرق الصوفية تحيي ليالي رمضان بمواكب جوالة تجوب الشوارع، تصدح فيها الأناشيد والقصائد الدينية والمدائح النبوية، وسط أجواء تعبق بالروحانية والفرح. هذه الفرق، التي لطالما كانت جزءًا من المشهد الرمضاني، تضفي لمسة من الأصالة والحنين إلى زمن كانت فيه الأحياء تكتسي بحلة رمضان التقليدية، حين كان الشهر الفضيل مناسبة لتعزيز أواصر المحبة والتواصل بين الأهالي.
ومن بين التقاليد التي لا تزال حاضرة، رغم التغيرات الحياتية، ما يُعرف بـ"سيبانة رمضان"، وهي عادة متوارثة في بيروت، حيث تخصص العائلات نزهة على شاطئ العاصمة في الأيام الأولى من الشهر، يجتمعون خلالها حول موائد غنية بالمأكولات التقليدية والحلويات، احتفالًا بقدوم رمضان. ورغم أن الزمن أحدث تحولًا كبيرًا في أنماط الحياة، فإن بعض الطقوس الرمضانية لا تزال عالقة في الوجدان، كظاهرة "المسحراتي"، ذلك الرجل الذي كان يجوب الشوارع بطبلته لإيقاظ الصائمين في وقت السحور، مرددًا عباراته الشهيرة: "اصحى يا نايم وحّد الدايم... رمضان كريم".
ومع أن هذه العادة شهدت تراجعًا كبيرًا واقتصرت على بعض القرى والمدن الصغيرة، فإن مظاهر التكافل الاجتماعي في الشهر الفضيل لا تزال حاضرة بقوة. ففي مختلف المناطق اللبنانية، تقوم الجمعيات الخيرية بإعداد "موائد الرحمن" لإفطار الفقراء والمحتاجين، بينما يحرص البعض على توزيع وجبات "إفطار صائم" على المارة، لترسيخ قيم العطاء والتضامن في هذا الشهر الذي يحمل معاني الرحمة والمودة.