مونديال الأندية بالسعودية.. أرقام استثنائية وتغطيات إعلامية واسعة
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
الجزيرة – سعد المصبح
حققت النسخة الـ(20) من كأس العالم للأندية، والتي استضافتها المملكة العربية السعودية في جدة من (12-22) ديسمبر، أرقامًا استثنائية حفظتها ذاكرة البطولة عن ظهر قلب، وسط منافسات مثيرة بين الفرق الـ(7) المشاركة، وأجواء جماهيرية رائعة حضرت من مختلف قارات العالم لتستمتع بأجواء المونديال.
وتزينت هذه النسخة من البطولة بختم خاص في جوازات المسافرين القادمين من الخارج إلى المملكة، عبر مطار الملك عبدالعزيز في جدة، في مبادرة من وزارة الرياضة، بالتعاون مع وزارة الداخلية، ممثلة بالمديرية العامة للجوازات. وبالحديث عن هذه النسخة، فقد دخل فريق جديد في قائمة سجل الأبطال الذهبيين للبطولة، وهو مانشستر سيتي الإنجليزي، حيث وضعت الفرق السبعة المشاركة؛ وهي (الاتحاد السعودي- مانشستر سيتي الإنجليزي- الأهلي المصري- أوراوا الياباني- ليون المكسيكي- فلومنينسي البرازيلي- أوكلاند سيتي النيوزيلندي)، آمالًا وطموحات كبيرة للوصول للهدف المنشود واللقب العالمي، إلا أن القمة لم تتسع إلا لبطل واحد.
اقرأ أيضاًالرياضةرئيس الاتحاد العربي للبلياردو والسنوكر يهنئ الاتحاد السعودي على تميزه عربياً
ولأن الأرقام الاستثنائية هي ما يميز البطولات، فقد شهدت هذه النسخة أيضًا تسجيل رقم قياسي على صعيد الحضور الجماهيري في مباريات الافتتاح، حين حطم عدد حضور مواجهة الافتتاح بين الاتحاد السعودي وأوكلاند سيتي على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية “الجوهرة”، كل أرقام النسخ الـ(19) الماضية، بوصول العدد إلى أكثر من (50) ألف مشجع، الأمر الذي وجد إشادات دولية واسعة من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، ومختلف الشخصيات والقيادات في الاتحادات القارية ووسائل الإعلام الدولية. وكذلك التغطيات الإعلامية الدولية لكأس العالم للأندية 2023 في المملكة، كانت في أعلى مستوياتها أيضًا، حيث تجاوز عدد الحضور الإعلامي (444) إعلاميًا وإعلامية، مثلوا مختلف الجهات الكبرى، وقدموا تغطيات شاملة في مدينتي الملك عبدالله الرياضية، والأمير عبدالله الفيصل، وسط توفير أعلى وأفضل التنظيمات والتجهيزات التي سهلت من مهمتهم في الملاعب.
نسخة مليئة بالأرقام القياسية حتى في تفاصيل مواجهات الفرق والأرقام الشخصية، حيث أصبح كريم بنزيما لاعب الاتحاد أول لاعب يسجل في أربع نسخ مختلفة من مونديال الأندية، أما ألفاريز لاعب مانشستر سيتي فبات صاحب أسرع هدف في تاريخ بطولة كأس العالم للأندية منذ انطلاقها عام 2023، وذلك بهدفه في المباراة النهائية أمام فلومنينسي البرازيلي، كما بات الإسباني غوارديولا مدرب السيتي أعلى المدربين تحقيقاً للقب بوصوله للتتويج الرابع، أما الأهلي المصري فقد توج بالميدالية البرونزية للمرة الرابعة في تاريخه، وعلى صعيد اللاعبين أيضًا أصبح فيليبو ميلو أكبر لاعب (من غير حراس المرمى)، يشارك في البطولة بعمر يناهز الـ(40) عامًا، إضافة إلى عددٍ آخر كبير من الأرقام التي أثبتت تميز النسخة السعودية من البطولة.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية
إقرأ أيضاً:
دراسة: العدد الحقيقي لحصيلة قتلى غزة أعلى بـ 40 بالمئة من أرقام وزارة الصحة
أظهرت دراسة دولية أن العدد الحقيقي للضحايا الذين سقطوا بشكل مباشر نتيجة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني ربما أكبر من الإحصاء الفلسطيني الرسمي بنحو 41% حتى منتصف عام 2024 في ظل انهيار البنية التحتية للرعاية الصحية في القطاع الفلسطيني.
وأفادت دراسة بحثية نشرتها مجلة «لانسيت» الطبية الجمعة بأنّ حصيلة القتلى في غزة خلال الأشهر التسعة الأولى من الحرب بين إسرائيل وحماس هي أعلى بنحو 40 بالمئة مقارنة بأرقام وزارة الصحة في القطاع الفلسطيني.
وحصيلة القتلى في غزة مدار جدل حادّ منذ أن أطلقت إسرائيل حملتها العسكرية ضد حماس ردا على الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة الفلسطينية ضد الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023. وحتى 30 يونيو من العام الماضي، أفادت وزارة الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حماس، بأنّ حصيلة الحرب بلغت 37877 قتيلا.
غير أنّ الدراسة الجديدة التي استندت إلى بيانات للوزارة، واستطلاع عبر الإنترنت وبيانات نعي على مواقع التواصل الاجتماعي خلصت إلى تقديرات تفيد بأنّ حصيلة الوفيات جراء إصابات الحرب في غزة تراوحت بين 55298 و78525 قتيلا في الفترة تلك. وأفضل تقدير لحصيلة القتلى في الدراسة هو 64260، ما يعني أنّها تزيد بنسبة 41% عن الأرقام التي نشرتها وزارة الصحة عن تلك الفترة. وأشارت الدراسة إلى أنّ هذا الرقم يمثّل 2,9 بالمئة من سكّان غزة قبل الحرب «أو نحو واحد من كل 35» غزّي.
وبحسب تقديرات مجموعة الباحثين بقيادة المملكة المتحدة فإنّ 59 بالمئة من القتلى هم من النساء والأطفال والمسنّين. والعدد يقتصر على الإصابات جراء الحرب، أي لا يشمل الوفيات الناجمة عن عوامل أخرى مثل نقص الرعاية الصحية أو الغذاء ولا الآلاف من المفقودين الذين يُعتقد أنّهم مدفونون تحت الركام. وتعذّر على وكالة الصحافة الفرنسية التحقّق من حصيلة القتلى بشكل مستقل. والخميس، أعلنت وزارة الصحة في غزة أنّ 46006 شخصا قتلوا في الحرب المستمرة منذ 15 شهرا.
وفي السابع من أكتوبر 2023، شنّت حركة حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل أسفر عن مقتل 1208 أشخاص، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية. وتشكّك إسرائيل في مصداقية حصائل القتلى التي تعلنها وزارة الصحة في غزة، إلا أن الأمم المتحدة تعتبر هذه الأرقام موثوقا بها.
واستخدم الباحثون نهجا إحصائيا يسمى «capture-recapture» سبق أن استخدم لتقدير عدد القتلى في نزاعات أخرى حول العالم. واستند التحليل إلى بيانات من ثلاث قوائم مختلفة، الأولى وفّرتها وزارة الصحة في غزة للجثث التي تم التعرف عليها في المستشفيات أو المشارح. وأُخذت القائمة الثانية من استطلاع عبر الإنترنت أطلقته وزارة الصحة ويبلغ فيه فلسطينيون عن وفاة أقاربهم. أما القائمة الثالثة فاستندت إلى بيانات نعي نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي على غرار إكس وإنستغرام وفيسبوك وواتساب، متى أمكن التحقق من هوية المتوفين.
وقالت المعدّة الرئيسية للدراسة زينة جمال الدين، عالمة الأوبئة في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي «أبقينا فقط في التحليل على أولئك الذين أكّد وفاتهم أقرباؤهم أو مشارح أو مستشفيات». ودقّق الباحثون في القوائم الثلاث بحثا عن أيّ بيانات متكررة. وأضافت جمال الدين «بعدها، نظرنا إلى التداخل بين القوائم الثلاثة، وبناء على التداخل، يمكنك الحصول على تقدير إجمالي للسكان الذين قتلوا».
باتريك بول، عالم الإحصاء في «مجموعة تحليل بيانات حقوق الإنسان» ومقرها الولايات المتحدة والذي لم يشارك في الدراسة البحثية، استخدم أساليب «capture-recapture» لتقدير عدد قتلى النزاعات في غواتيمالا وكوسوفو والبيرو وكولومبيا. وقال بول إن التقنية التي تم اختبارها على نحو جيّد استخدمت لقرون وإن الباحثين توصلوا إلى «تقدير جيّد« في ما يتّصل بغزة.
بدوره، قال كيفن ماكونواي، أستاذ الإحصاء التطبيقي في جامعة بريطانيا المفتوحة، إنّ هناك «حتما عدم يقين كبيرا» عند إجراء تقديرات استنادا إلى بيانات غير مكتملة. لكنه قال إنه «من المثير للإعجاب» أنّ الباحثين استخدموا ثلاث مقاربات أخرى للتحليل الإحصائي للتحقق من تقديراتهم. وأضاف «إجمالا، أجد هذه التقديرات مقنعة على نحو معقول».
وحذّر الباحثون من أن قوائم المستشفيات لا تفيد على الدوام بسبب الوفاة، لذلك من الممكن أن تتضمن أشخاصا يعانون من مشاكل صحية، على غرار النوبة القلبية، ما يمكن أن يؤدي لتقديرات أعلى من الواقع. مع ذلك، هناك ما من شأنه أن يعزّز فرضية أنّ الحصيلة المعلنة للحرب أقلّ من الواقع. فالدراسة البحثية لم تشمل مفقودين. ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (أوتشا) إنه يُعتقد أنّ نحو عشرة آلاف مفقود من الغزيين مدفونون تحت الركام.
ويمكن للحرب أيضا أن تتسبب بطرق غير مباشرة بخسائر في الأرواح، بما في ذلك نقص الرعاية الصحية أو الغذاء أو المياه أو الصرف الصحي أو تفشي الأمراض. وكل هذه العوامل يعاني منها قطاع غزة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وفي رسالة مثيرة للجدل، نشرت في مجلة «لانسيت» في يوليو (تموز)، استندت مجموعة أخرى من الباحثين لمعدل الوفيات غير المباشرة المسجّل في نزاعات أخرى للإشارة إلى أن حصيلة القتلى في غزة يمكن أن تقدّر بـ186 الفا في نهاية المطاف.
واعتبرت الدراسة الجديدة أنّ هذه التقديرات «قد تكون غير مناسبة بسبب اختلافات جليّة في عبء الأمراض قبل الحرب» في غزة مقارنة بنزاعات في بلدان على غرار بوروندي وتيمور الشرقية. وقالت جمال الدين إنها تتوقع أن «يأتي الانتقاد من مختلف الأطراف» حول هذه الدارسة البحثية الجديدة. وندّدت بما اعتبرته «هوس» المجادلة حول أعداد الوفيات، وقالت «نحن نعلم بالفعل أنّ هناك وفيات كثيرة جدا».