رصد – نبض السودان

نددت 29 من منظمات المجتمع المدني في السودان السبت، بتوسيع رقعة المواجهات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع وانتقالها لولايات جديدة، وحثت الأمم المتحدة والفاعلين الدوليين على ضرورة اتخاذ تدابير فورية لحماية المدنيين وطالبت بتكوين محكمة جنائية للنظر في جرائم الحرب المرتكبة في السودان.

وقال بيان صادر عن عدد من واجهات المجتمع المدني” “ندين بشدة توسع نطاق حملة الفظاعات المدمرة والحرب القبيحة التي امتدت في الآونة الأخيرة إلى مدينة ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة”.

وأوضح أن انتقال الصراع إلى ولاية الجزيرة اتسعت معه الانتهاكات التي ظلت ترتكبها قوات الدعم السريع في ولايات دارفور والخرطوم والتي شملت القتل والنهب والعنف الجنسي والاختفاء القسري.

وكشف عن توثيق منظمات نسوية ومجموعات الناشطين سبع حالات عنف جنسي طالت عدد من الفتيات بمواقع مختلفة بولاية الجزيرة.

وأشار إلى تزايد حالات الاختفاء القسري وسط سكان الجزيرة، فخلال يومين فقط اختفى 10 أشخاص على الأقل بينهم أطفال وكبار سن.

وطالبت المنظمات المدنية الأمم المتحدة والجهات الدولية الفاعلة بالتنفيذ الفوري لإطار فاعل لحماية المدنيين يراعي النوع الاجتماعي ويضمن الوصول دون عوائق للمساعدات الإنسانية، وشدد على ضرورة الوقف الفوري للعدائيات وفق آليات فعالة لحماية المدنيين.

ونادت “بإنشاء محكمة جنائية تحت إشراف الأمم المتحدة للنظر في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت خلال الحرب الجارية الآن.

كما دعت للضغط على قوات الدعم السريع وحلفائها لوقف القتل وتدمير البنية التحتية في السودان بجانب الضغط على الجيش السوداني للعودة إلى المفاوضات.

وحث بيان المنظمات على تقديم المساعدات الإنسانية للمتأثرين من النزاع، واقترح تنفيذ بعثة لتقصي الحقائق بواسطة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وتعزيز البعثة بإنشاء بعثة موازية وفق لصلاحيات مجلس الأمن تنظر في الانتهاكات التي تحدث في القانون الدولي.

واقترح وقف التدفقات المالية غير المشروعة واقتصاديات التهريب وإدخال السلاح والتهرب من قوانين مراقبة حركة الأموال التي تدعم مرتكبي أعمال العنف في السودان.

وحملت المنظمات الجيش السوداني مسؤولية تفاقم الصراع بسبب قصفه عشوائيا لمناطق وأجزاء متفرقة في السودان ما أدى إلى ارتفاع حصيلة القتلى وسط المدنيين.

واتهمت في بيانها القوات المسلحة بممارسة الاستهداف القبلي لعدد من المجموعات علاوة على تصفية وتعذيب الأبرياء على حسب خلفياتهم القبلية.

وانتقد البيان بشدة استيلاء عناصر الدعم السريع على ممتلكات المواطنين واعتبارها “غنائم” حرب، ورأى بأن هذه الممارسة تعد اسلوبا تستخدمه الجماعات الإرهابية وجماعات الإسلام السياسي الاصولية لتحفيز المقاتلين.

وتعد ود مدني، موطنًا للعديد من الفئات الضعيفة، بما في ذلك الأطفال الذين يخضعون لعلاج السرطان، وأكثر من 135 رضيعًا في دار للأيتام، وما لا يقل عن 50 شخصًا منذوي الإعاقة البصرية، ودار المسنين، والأشخاص ذوي الإعاقة.

وبحسب البيان فإن هذه المجموعات تتعرض لخطر شديد إثر شن الدعم السريع لهجمات عشوائية ونهبهم للمرافق الأساسية.

ونتيجة لذلك، فإنَّ الأشخاص الذين تمكنوا من الفرار سيرًا على الأقدام من ولاية الجزيرة يبحثون عن طرق أكثر أمانًا بعيدًا عن نقاط التفتيش التابعة لقوات الدعم السريع وبعيداً عن الطرق الرئيسية لتجنب المزيد من العنف.

والجمعة دعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أطراف النزاع في السودان إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية والسعي إلى حل تفاوضي للصراع.

كما طالب في بيان بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية “بشكل آمن ودون عوائق” إلى جميع أنحاء الأراضي السودانية من أجل تقديم المساعدة للسكان المتضررين من النزاع.

وحث أعضاء المجلس جميع الأطراف على ممارسة ضبط النفس وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية وفقا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وخاصة القانون الإنساني الدولي.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: استيلاء المليشيا بشدة تنتقد منظمات الدعم السریع فی السودان

إقرأ أيضاً:

مديرة المتاحف السودانية لـ«التغيير»: قوات الدعم السريع سرقت الآثار وهربتها

مديرة المتاحف في الهيئة القومية السودانية للآثار قالت إنهم تواصلوا مع (اليونسكو) والجهات العالمية للتنبيه بخطورة نهب الآثار السودانية واتخاذ الإجراءات اللازمة.

التغيير- عبد الله برير

استبعدت مديرة المتاحف في الهيئة القومية السودانية للآثار د. إخلاص عبد اللطيف، مبادرة قوات الدعم السريع إلى حماية المتاحف التي تحت سيطرتها.

ووصفت أي حديث للدعم السريع يصب في اتجاه حماية الآثار بأنه “عار من الصحة”.

وقالت رئيسة لجنة استرداد الآثار السودانية في حديث لـ(التغيير): “كيف يحموا المتاحف وهم سرقوا الآثار وأخرجوها من المتاحف في  نيالا (غربي السودان)، وبيت الخليفة بأم درمان وأخيراً المتحف القومي بالخرطوم.

وتساءلت إخلاص: “كيف يبادر الدعم السريع في حماية التراث والمتاحف، اكيد هذا لن يحدث وغير متوقع منهم”.

وأضافت: “عند بداية الحرب عندما دخلوا معمل (البيو أركيولوجي) تم الاتصال بأحد المستشارين بالدعم السريع حيث اعتذروا ووعدوا بالخروج من مباني المتحف ولكن هذا لم يحدث”.

وتابعت: “نحن الآن ما يهمنا كمسؤولين عن التراث وحفظه هو كيفية   استرداد هذه الآثار وحمايتها”.

ونبهت إخلاص إلى أنهم في الهيئة القومية السودانية للآثار والمتاحف تواصلوا مع (اليونسكو) والجهات العالمية للتنبيه بخطورة الأمر واتخاذ الإجراءات اللازمة.

حملات إسفيرية

وانتظمت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي حملات تدعو لرفع مذكرة إلى قيادات الدعم السريع لحماية الآثار، وفعّلت الحملات هشتاق (أوقفوا سرقة الآثار السودانية).

ودعا ناشطون سودانيون إلى التواصل مع أي جهة أو فرد يمكن أن يساعد سواء من الحكومة التي يقودها الجيش في بورتسودان أو قيادات الدعم سريع أو المنظمات الدولية، مع المطالبة بوقف بيع الإرث والتاريخ السوداني.

وتقع العديد من المتاحف تحت سيطرة قوات الدعم السريع وهي المتحف القومي، الإثنوغرافيا، التاريخ الطبيعي، دار الوثائق السودانية، المتحف الحربي، مركز الدرسات الأفريقية والآسيوية ومتاحف مدني، نيالا والجنينة.

وتقع متاحف  أخرى تحت نيران الحرب في سنار والفاشر، متحف بيت الخليفة (أم درمان) ومتحف الأبيض (شيكان).

عرض الآثار للبيع

وقالت صحيفة (التايمز) البريطانية يوم الاثنين، إن قطعاً أثرية سودانية لا تقدر بثمن تعرض للبيع على موقع “إيباي” بعد تهريبها من البلد الذي مزقته حرب مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

ويُعتقد أن القطع، التي تشمل تماثيل وأوانٍ ذهبية وفخاراً، قد نُهبت من المتحف الوطني في الخرطوم، الواقع في منطقة تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

وبحسب الصحيفة، نُهبت آلاف من الآثار بما في ذلك شظايا تماثيل وقصور قديمة خلال أكثر من عام من القتال الذي قُتل فيه ما يصل إلى 150 ألف شخص ووضعت الآثار الثمينة تحت رحمة اللصوص.

قلق اليونسكو

وجاء تقرير (التايمز) بعد أيام قليلة من إعراب هيئة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم (اليونسكو) عن قلقها العميق إزاء التقارير الأخيرة عن احتمال نهب وإتلاف العديد من المتاحف والمؤسسات التراثية في السودان، بما في ذلك المتحف الوطني، على أيدي الجماعات المسلحة.

ودعت المنظمة في بيان، المجتمع الدولي إلى بذل قصارى جهده لحماية تراث السودان من الدمار والاتجار غير المشروع.

وحذرت (اليونسكو) من أن التهديد الذي تتعرض له أعظم كنوز البلاد وصل إلى “مستوى غير مسبوق”.

وأشارت صحيفة (التايمز) إلى أن اللوحات والأشياء الذهبية والفخار تدرج في بعض الأحيان على موقع “إيباي” باعتبارها آثاراً مصرية، لكنها في الحقيقة جاءت من المتحف الوطني السوداني في الخرطوم، بحسب ما نقلت عن خبراء.

ويقع المتحف في منطقة من العاصمة تسيطر عليها قوات الدعم السريع، والتي نشأت من ميليشيات الجنجويد المتهمة بارتكاب إبادة جماعية في دارفور قبل عقدين من الزمان.

وتتضمن المجموعة الضخمة للمتحف قطعا أثرية من العصر الحجري القديم وعناصر من موقع كرمة الشهير بجوار النيل في شمال السودان، بالإضافة إلى قطع فرعونية ونوبية. فيما نفت قوات الدعم السريع تورطها في النهب.

لكن خبراء يرون أن الحرب جعلت من السهل سرقة القطع المخزنة أثناء عمليات التجديد التي كانت جارية في المتحف قبل اندلاع الصراع.

(إيباي) تحذف القطع المعروضة

ورغم حذف “إيباي” عدداً من القطع بعد تواصل صحيفة (التايمز) معهم، يستمر الاتجار بالآثار السودانية المنهوبة، وسط تحذيرات من علماء الآثار بشأن تهديد مواقع تاريخية أخرى، مثل جزيرة مروي، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.

الوسومأم درمان إيباي الأمم المتحدة التايمز السودان المتاحف الهيئة القومية السودانية للآثار اليونسكو بيت الخليفة سنار قوات الدعم السريع متحف نيالا مروي

مقالات مشابهة

  • الفاشر في مرمى النيران.. تصاعد المعارك بين الجيش السوداني والدعم السريع يفاقم الأزمة الإنسانية والسياسية
  • بلينكن: التقدم في إرسال المساعدات أصبح مهدداً بهجوم الدعم السريع في الفاشر
  • البرهان يرحب ببيان بايدن ويدعو لمحاسبة مساندي الدعم السريع
  • مديرة المتاحف السودانية لـ«التغيير»: قوات الدعم السريع سرقت الآثار وهربتها
  • بلينكن: هجوم الدعم السريع على الفاشر يهدد إحراز تقدم في أزمة السودان
  • المسكوت عنه في حرب السودان .. جرائم العنف الجنسي صوت مكبوت في ولاية الجزيرة
  • قيادةَ «الدعم السريع» لم تتوقَّع أن تستمر الحرب الخاطفة إلى هذا الحد
  • الدعم السريع تتهم مناوي بسرقة المساعدات الإنسانية الموجهة إلى دارفور
  • «شبكة أطباء السودان»: مقتل وإصابة «20» شخصاً برصاص الدعم السريع جنوبي الجزيرة
  • «الدعم السريع» تتهم مناوي بسرقة المساعدات الإنسانية الموجهة إلى دارفور