الميلاد تحت الأنقاض.. حرب غزة تغير شكل احتفالات عيد الميلاد في بيت لحم
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
ألقت الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة للشهر الثالث على التوالي بظلالها على أجواء احتفالات عيد الميلاد في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، فقد تقرر عدم إضاءة شجرة الميلاد في ساحة كنيسة المهد كما هو المعتاد، والاستعاضة عن ذلك بمجسم لحجم الدمار الذي لحق بالقطاع.
ويمثل المجسم الذي نفذه الفنان الفلسطيني طارق سلع مغارة الميلاد وسط ما بدا أنه منزل مدمر، وأطلق عليه (الميلاد تحت الأنقاض) في إشارة رمزية للدمار الذي يشهده قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل، إضافة إلى تماثيل لعائلة فلسطينية في أثناء النكبة.
وأُضيئت الشموع وأقيمت الصلوات في ساحة كنيسة المهد بحضور عدد من رجال الدين والمسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى السلطة الفلسطينية والمواطنين.
وقال حنا حنانيا رئيس بلدية بيت لحم خلال حفل افتتاح العمل الفني "هنا غزة حاضرة، فالمغارة ليست عادية فهي مدمرة بفعل القصف، بين جدرانها تحتضن العائلة المقدسة من خلال شكلها الذي يماثل خريطة غزة، والأطفال الذين ارتقوا شهداء كالملائكة تنظر من السماء".
عام استثنائيوأضاف "ضوء المغارة هنا خافت جدا بسبب القصف والموت، وفي الوسط تحتضن مريم العذراء الطفل يسوع، معلنة الحياة الجديدة للبشرية جمعاء".
وتابع قائلا "كل شيء استثنائي هذا العام، إذ يحلّ عيد الميلاد المجيد في ظل ظروف صعبة جدا، راح ضحيتها الآلاف بين شهيد وجريح وتشريد المواطنين في غزة".
وأضاف "بيت لحم، ولأول مرة لا تضيء شجرة الميلاد، ولن تضيء شوارع بيت لحم، وسيقتصر العيد على الشعائر الدينية فقط، هو التزام أخلاقي ووطني، فشلال الدم يغيّب أي إمكانية للفرح".
واعتاد سكان مدينة بيت لحم أن تبدأ احتفالات عيد الميلاد بإضاءة شجرة كانت توضع في ساحة الكنيسة، بعلو 8 أمتار تزينها المصابيح.
وقالت رولا معايعة وزيرة السياحة والآثار في كلمة لها في حفل إضاءة المغارة "العالم يحتفل بعيد الميلاد المجيد ومدينة الميلاد حزينة كئيبة متألمة، فأطفالها وشبابها ونساؤها ورجالها يعتريهم الخوف والحزن والألم مما يجري، وهم لا يعلمون أين ستصل الأمور".
وقالت "مدينة المهد كباقي المدن الفلسطينية محاصرة بالكامل.. مغلقة حزينة لا يستطيع أحد الوصول إليها ولا الخروج منها.. أهلها وشعبها بلا عمل وبلا أمل، نتيجة تعطل وتوقف حركة السياحة الوافدة إليها، التي تشكل عصب الاقتصاد فيها".
وقال قائد مجموعة كشافة تراسنطة، المجموعة المنظمة لإحياء الشعائر الدينية بأعياد الميلاد، جورج قنواتي، إن 4 مجموعات ستشارك وتتقدم دخول موكب البطريرك بتعداد 200 كشاف.
وأضاف جورج أن أعضاء الكشافة سيرفعون العلم الفلسطيني، ويحملون يافطات كُتب عليها بلغات مختلفة عبارات منددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتقام الاحتفالات للطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي يوم 25 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بينما تحتفل الطوائف التي تعتمد التقويم الشرقي يوم 7 يناير/كانون الثاني المقبل.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى مساء السبت أكثر من 20 ألف شهيد، وما يزيد على 53 ألف جريح معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: عید المیلاد بیت لحم
إقرأ أيضاً:
احتفالات عيد العمال تفقد بريقها بالعاصمة الرباط ونقابات تفشل في لم شمل الشغيلة (صور)
زنقة 20 ا الرباط
على غير ما جرت به العادة في مثل هذا اليوم من كل سنة، خيّم الهدوء على ساحة الاحتجاجات العمالية بالعاصمة الرباط، حيث بدت منصات النقابات شبه خالية إلى حدود الساعة العاشرة صباحاً، ولم يظهر في الأفق سوى عدد محدود من عمال النظافة وباقي المنتسبين لقطاع الأجراء، يرفعون شعارات خافتة تعكس حالة من الإحباط أكثر من كونها تعبئة نقابية.
هذا المشهد، الذي لا يشبه احتفالات فاتح ماي التي اعتادها الشارع المغربي، يطرح علامات استفهام حول الحضور الباهت للنقابات في المشهد الاجتماعي، وحول ما إذا كانت هذه الأخيرة قد بدأت تفقد بريقها، أم أن الغالبية العظمى من الشغيلة باتت تجد في الإجراءات الحكومية الأخيرة ما يلبي تطلعاتها، خاصة في ما يتعلق بتحسين الدخل والزيادة في الأجور.
ويرى متابعون أن هذا الفتور يعكس تحولا في العلاقة بين النقابات وقواعدها، حيث لم تعد الدعوات إلى المسيرات تجد نفس الصدى، في ظل حوار اجتماعي أكثر هدوءاً ونتائج ملموسة نسبياً على مستوى الرفع من الأجور الدنيا، والاتجها في إصلاح منظومة التقاعد، وتنظيم العمل في القطاعات غير المهيكلة.
غير أن هذا الغياب اللافت قد يفسّر أيضاً بتراجع الثقة في قدرة النقابات على التأثير، في وقت بات فيه العديد من المواطنين يفضلون انتظار ما ستسفر عنه السياسات الحكومية بشكل مباشر، عوض الركون إلى الأشكال التقليدية للاحتجاج.
وفي غياب أي حضور قوي على الأرض، تبقى التساؤلات مفتوحة حول مستقبل العمل النقابي في المغرب، وما إذا كانت المركزيات قادرة على تجديد خطابها وآلياتها لمواكبة تحولات المرحلة، أم أنها ستواصل التراجع أمام زخم المبادرات الحكومية.