أكد الدكتور عمرو الليثي رئيس اتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي أن رسالة السلام والتعاطف، والتراحم التي جاء بها الإسلام، منذ أكثر من 1400 عام، أمانة بين أيدينا لتكون إلهاما للناس حول العالم للتعايش ونبذ التعصب.. مشيرًا إلى أن كلمة إسلام ذاتها مشتقة من لفظ (سلام) داعية إليه وداعمة له ، فلنعمل سويا لتعزيز قيم التسامح انقاذا لإنسانيتنا .


جاء ذلك في كلمة الليثي خلال افتتاح دورة "دور الإعلام في ترسيخ القيم الإنسانية ونبذ الكراهية " بالتعاون مع وزارة الأوقاف .. معربا عن ترحيبه بضيوف مصر المشاركين في المسابقة العالمية الثلاثين للقرآن الكريم في بلدهم الثاني ، أرض الكنانة ، مصر .. بلد الأزهر المنير و المستنير ..معربا عن تطلعه إلى تنظيم، و توحيد القوي الإعلامية الإسلامية والارتقاء بمنسوبيها من أجل نشر قيم ديننا السمح من خلال منظومة إعلامية عصرية متضافرة معلمة و فاعلة.


وأكد الليثي أننا جميعًا مسؤولون عن إبراز وتوضيح صورة ديننا الحقيقي كرجال دين و دعوة، مثقفين وإعلاميين.. مشيرا إلى أن خطاب الكراهية ، تلك اللغة الإعلامية الهدامة هو نوع من التواصل سواء حديثا ، كتابة، او سلوكا يهاجم أو يستخدم لغة تحقير أو تمييز مشيرًا لشخص أو مجموعة على أساس عامل هوية مثل الدين ،العرق ،الجنسية، اللون ، النسب أو الجنس .


وأكد أن تأثير خطاب الكراهية لا يقتصر على إثارة العنف والتعصب، لكنه يتجاوز هذا حين يخلق واقعاً معادياً لدى الآخر ، فيفجر غضب المجموعات غير المسلمة ، سابقا لأفعال عدوانية ، مما يهدد السلام العالمي.. موضحا ان خطاب الكراهية جرس إنذار ، كلما ارتفع رنينه ، ازدادت أخطار الحروب و الإبادة البشرية .
وأضاف الليثي أن التأثير المدمر للكراهية ليس بالأمر الجديد، فإن حجمه وتأثيره يتم تضخيمه الآن من خلال تكنولوجيات الاتصال الجديدة أي عند التعبير عنه في العالم الافتراضي، من خلال المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي،، لتصبح الشبكة العنكبوتية اقوي الطرق شيوعا لنشر الخطاب الانقسامي على نطاق متسع .. مشيرا إلى أن تلك العالم الموازي الذي يفرض وجوده يوميا أقوي مما يسبقه ،، إلى الحد الذي دعا مسؤل شركة تكنولوجيا عالمية ليؤكد قائلا : (سوف تؤثر ابتكارات العقد الحالي علي مستقبل البشرية لمئات السنوات القادمة). 
اما علي الصعيد الدولي ، يقوض خطاب الكراهية المبادئ الأساسية للديمقراطية، مثل التسامح والمساواة وحرية التعبير.… حيث يمكنه أن يخنق الحوار المفتوح والشامل، مما يؤدي إلى قمع أصوات الأقليات وتآكل حماية حقوق الإنسان تلك التي يعمل عليها المجتمع الدولي و يكرس لها المواثيق التي تأخر للدفاع عنها .


وأكد الليثي أنه حين يعاني الخطاب الإعلامي الديني في هذه المرحلة من وجود صورة مغلوطة ترتب عليها ظاهرة «الإسلاموفوبيا» أو الخوف من الإسلام،،، نجد آيات القران الكريم التي تركز و تدعو مرارا وتكرارا إلى السلام وقدسية الحياة البشرية،، حين قال عز و جل في سورة المائدة ( مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا..مسلطا الضوء على القيمة الإسلامية الأساسية السلام و قدسية النفس . 


وقال إن خير خلق الله النبي محمد عليه الصلاة و السلام دعا إلى احترام جميع الأديان ، مؤكدا على حرية المعتقد .. مشيرا إلى أنه مع تواتر الأجيال و بزوغ التعصب،، لا يمكننا أن نرفع أيدينا عن المسئولية …فإذا كان قليل منا قد شكل جزءاً من المشكلة، فإنه واجب علينا جميعا كمسلمين مستنيرين أن نكون جزءا من الحل لذا، هناك حاجة ماسة الآن ، أكثر من ذي قبل ، إلى التثقيف، تعزيزا للوعي بالمواطنة في الممارسات الإعلامية،و هذا لن يتحقق إلا بتأهيل الإعلاميين، صائغي هذه الرسالة ، ليعملوا على نشر قيم التسامح و المنهج الوسطى لذلك أضحي اتباع نهج شامل ومتعدد الجوانب، (يجمع بين المسؤولية الفردية ، التدابير القانونية، والمادية والرقمية والاجتماعية) ضروريا للحد من هذا الخطاب البغيض .


وألقى الليثي الضوء علي هذه التدابير في نقاط محددة أبرزها المسؤولية الفردية للتأكيد علي أن كل منا له دور فاعل في الدعوة إلى نبذ خطاب الكراهية ورفضه فضلا عن تمكين الأطر القانونية .. مشيرا إلى اننا نحتاج إلى أطر قانونية قوية تحدد خطاب الكراهية وتحظره، . يتضمن ذلك تعريفات واضحة وآليات إنفاذ فعالة وحماية ناجزة و كافية للمتضررين ضامنة بذلك الاحترام الكامل لحقوق الإنسان الأساسية بما في ذلك حرية الرأي و التعبير و المساواة و احترام الاخر. 


وأشار إلى أنه من ضمن هذه التدابير ، التدابير الاجتماعية من خلال إشراك الأطراف من ذوي المصلحة ، شاملة مختلف الجهات من هيئات التعليم والمجتمع المدني والوكالات التنموية لوضع برامج و استراتيجيات لمعالجة خطاب الكراهية ، بالإضافة إلى الاستثمار في البحث العلمي و انشاء مراكز لرصد البيانات و التحقق من المعلومات .. موضحا أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث و إنشاء لمؤسسات رصد و تحليل البيانات لزيادة فهمنا للظاهرة وتطوير استجابات تعليمية أكثر فعالية تجاه ما سلف . 


وأكد الليثي أن التطوير المهني والتدريب يساعد على توفير التعليم ذي الصلة والعالي الجودة في تهيئة مناخ من الصعب على الأيديولوجيات البغيضة الانتشار خلاله، حيث يتعين علي واضعي السياسات الإعلامية التعليمية استخدام اليات بلغة معاصرة ، هادفة إلى تمكين الإعلاميين من التعرف على لغة الكراهية وتحديها، وفهم آثارها الضارة.
. تعميم محو الأمية الإعلامية (MIL) -: Media Information Literacy 
كأداة تمكينية لمعالجة خطاب الكراهية ومواجهته .


وأشار الليثي إلى أنه من ضمن هذه التدابير مسائلة المنصات من خلال تفعيل مدونة الأخلاقيات المهنية .. موضحا أنها أضحت هامة جدا ، علي الرغم من عدم القدرة علي الإلمام بها عمليًا، إلا أنه يجب علينا تفعيل ميثاق العمل الإعلامي عبر القنوات المختلفة، خاصة المستحدثة منها ، عاملين على إزالة المحتوى الضار وإنشاء مساحات أكثر أمانا عبر الإنترنت.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خطاب الکراهیة مشیرا إلى ا إلى أن من خلال

إقرأ أيضاً:

لإعادة تأهيل مراكز الإبداع.. الثقافة تطلق مسابقة لشباب المعماريين

أعلن صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة المصرية مساء أمس الاثنين، عن مسابقة جديدة لشباب المعماريين بمناسبة ذكرى افتتاح بيت المعمار المصري.

من جهته أعلن المعماري حمدي السطوحي رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية عن المبادرة التي يقدمها الصندوق -بالتعاون مع شعبة العمارة بنقابة المهندسين.

وتستهدف شباب المعماريين في تطوير مراكز الإبداع وتعزيز دورها الثقافي بغرض إعادة تأهيل وتوظيف الفراغات الداخلية لبيت المعمار المصري «بيت حسن فتحي» بميدان القلعة وقصر الأمير طاز بالخليفة، والاستفادة بالمساحات المتاحة فيهما من أجل تعزيز دور البيوت الاثرية الثقافي من خلال الأنشطة التي تمارس في فراغاتها، من ندوات وورش عمل وقاعات عرض «دائم ومؤقت».

يتم تقديم الأعمال المشاركة بالمسابقة حتى منتصف شهر سبتمبر القادم، وتعلن النتائج خلال الاحتفال بيوم العمارة العالمي، والذي يوافق يوم (الاثنين) الأول من شهر أكتوبر من كل عام.. حيث تعلن الجوائز ويقام معرض للأعمال المشاركة.

الاشتراك في المسابقة يتم من خلال ملء الاستمارة بالرابط المرفق https://docs.google.com/.. ./1FAIpQLSdefJKJNDR.. ./viewform، ومن ثم يتم إرسال مستندات المسابقة للمشتركين.

تمنح المسابقة ثلاث جوائز للفائزين: 50 ألف جنيه للمركز الأول، 30 ألف للمركز الثاني باسم الدكتور عبد الباقي إبراهيم، والجائزة الثالثة بقيمة 20 ألف جنيه.

تضم لجنة التحكيم في عضويتها: الدكتور علي جبر أستاذ العمارة بهندسة القاهرة، وعميد كلية الهندسة بجامعة (نيو جيزة)، الدكتورة هالة بركات عميد كلية الفنون والتصميم بالأكاديمية العربية، الدكتور أحمد الزيات رئيس شعبة العمارة بنقابة المهندسين، الدكتور ياسر السيد أستاذ العمارة بكلية الفنون الجميلة، المعماري معاذ أبو زيد مؤسس ستوديو «فيرفورم» للتصميم والمعماري وائل المصري رئيس جمعية المعماريين بالأردن.

جاء ذلك خلال الأمسية التي أقيمت مساء أمس ببيت السحيمي بشارع المعز، حول «المسيرة المهنية والبدايات» والتي قدمها المعماريان: حمدي السطوحي ووائل المصري.

اقرأ أيضاًبعد غياب 19 عاماً.. وزير الثقافة يفتتح ترينالي مصر الدولي السادس للطبعة الفنية

وزراة الثقافة المصرية تصدر قريباً مجموعة قصصية للزميل «إيهاب زغلول»

رسومات فرعونية ثلاثية الأبعاد.. محافظ سوهاج يتفقد بدء أعمال إضفاء الهوية البصرية بميدان الثقافة

مقالات مشابهة

  • استمرار فتح ميناء رفح البري لليوم الـ30 على التوالي
  • عمرو أديب يوجه رسالة للزمالك: انسوا زيزو.. ركزوا في النقاط المسروقة
  • انسوا زيزو .. عمرو أديب يوجه رسالة نارية لـ الزمالك
  • لإعادة تأهيل مراكز الإبداع.. الثقافة تطلق مسابقة لشباب المعماريين
  • نائب رئيس محكمة النقض: مصر نجحت في مكافحة خطاب الكراهية وحماية مفهوم الدولة الوطنية
  • «رأس الخيمة للقرآن» تشيد بدعم القيادة الرشيدة
  • تكريم الفائزين في مسابقة عباسة لحفظ القرآن الكريم بالخابورة
  • بدء مسابقة "المحكمة الصورية العربية" بجامعة السلطان قابوس
  • خلال زيارته للقاهرة.. وزير العمل التركي يزور دار القرآن الكريم بمركز مصر الثقافي الإسلامي
  • روجينا لـعمرو الليثي: أشرف زكي هو الجندي المجهول في مشواري الفني