النفاق المناخي.. استهداف المنشآت البيئية في غزة
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
بينما كان قادة العالم يجتمعون في مؤتمر "كوب 28" (قمّة المناخ) في دبي يُناقشون كيف يُمكن تقليل انبعاثات الكربون وبصمتنا البيئية على الكوكب، كان الجيش الإسرائيلي مشغولا بتحويل غزّة إلى مكان غير قابل للحياة، ليس باستهدافه المدنيين الأبرياء وهدم بيوتهم فوق رؤوسهم فقط، وإنما من خلال استهداف المنشآت البيئية مثل منشآت الطاقة المتجددة ومنشآت تحلية مياه البحر والآبار ومحطات معالجة الصرف الصحي، يقصف ويدمر هذه المنشآت ضاربا بعرض الحائط كل "القيم البيئية" التي تُنادي بها "البعثة الإسرائيلية" إلى مؤتمر المناخ.
في هذه الحرب كان للمستشفيات حضور بارز، فاستهداف المستشفيات كان هدفا مُعلنا وواضحا، وبالتالي كان كل ما يعزز صمود هذه المستشفيات مستهدفا مثل لوحات الطاقة الشمسية فوق أسطح المستشفيات، بغض النظر عن أثرها في تقليل الانبعاث الكربونية التي تنعقد من أجلها مؤتمرات المناخ.
والطاقة الشمسية في هذه الحرب كانت مستهدفة بشكل أساسي ومقصود، فمع الحصار على غزة (منذ 2007) ثم مع تشديده بشكل خانق مع بدء حرب طوفان الأقصى، كان الاعتماد على الطاقة الشمسية يتعاظم بشكل لافت، فبين العامين 2015 و2017 ارتفع عدد المواقع التي تنتج الطاقة الشمسية من 591 موقعا إلى 3456، كما يؤكد الخبير البيئي جورج كرزم في مقالته التي كتبها في يونيو/حزيران 2022 وجعل عنوانها "الخلايا الشمسية تنتج ربع الكهرباء في غزة وتتحدى النفاق المُناخي الإسرائيلي"[1].
عدد الأسطح المنتجة للكهرباء في قطاع غزة قبل الحرب قدر بنحو 12400سطح (غيتي)ووفقا لدراسة حديثة من معهد "سي إس آي إس" (CSIS) عن الطاقة الشمسية في وقت الحرب، فإن استغلال الطاقة الشمسية في قطاع غزّة حقق أرقاما لافتة قبل الحرب، فقد وصل عدد مواقع إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية إلى 8760 في عام 2019، وقُدّر العدد قبل حرب عام 2023 بنحو 12400 سطح مُنتج للكهرباء من الطاقة الشمسية، ووفقًا للتقدير فإن ثُلث المواطنين الغزيين ونحو 50% من أصحاب المصالح التجارية يعتمدون على الطاقة الشمسية[2].
وفي الحرب ومع انعقاد قمة المناخ أصبح النفاق المناخي الإسرائيلي واضحا وضوح الشمس، فكثيرة هي الصور التي انتشرت لاستهداف ألواح الطاقة الشمسية، وأكدت ذلك تحليلات لصور الأقمار الصناعية من تاريخ 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 لفحص وضع أكبر 29 سطحا لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، فقد اتضح أنه استُهدف 17 منها (60% منها) ودُمرت بشكل جزئي أو كلي بحجة أنها تنتج طاقة لأهداف عسكرية[3]، بينما هي في الواقع موجودة في منشآت مدنية مثل المستفشيات، وتساهم في تعزيز صمود الغزيين ورفضهم لمخططات التهجير القسري، والأكيد أنه مع انتهاء الحرب يُمكن فقط أن نعلم حجم الدمار الذي لحق بنظم الطاقة الشمسية في غزة.
محطات التحلية وشبكات المياهلم يقتصر الدمار على الطاقة الخضراء، فحتى المياه التي هي حق أساسي لكل إنسان كانت سلاحا هذه المرة مثل غيرها من المرات، فقصف المنشآت المائية واستهدافها ليس جديدا على جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ففي كل عدوان على غزّة كان يتم استهداف المنشآت المائية وبشكل "مقصود"، بل حتى قبل حرب 2008 وتحديدا في 4 ديسمبر/كانون الأول 2008 نشر معهد جنيف للسلام بأن "الماء تحول إلى سلاح في صراع الشرق الأوسط[4]"، ومع اندلاع حرب 2008 تفاقم الوضع أكثر مما جعل الوضع مع نهاية الحرب كارثيا بما يتعلق بعملية التخلص من المياه العادمة في قطاع غزة، والإمداد بمياه الشرب[5].
كما كان استهداف المنشآت المائية حاضرا في عدوان 2012 و2014 و2021 بشكل لافت، ففي 2012 قُصفت 12 بئرا من آبار المياه[6]، وفي 2014 دُمر خلال العدوان 9 آبار مياه وعشرات الخطوط وشبكات المياه في المنطقة الشرقية من المدينة. وأكدت بلدية غزة حينها بأنه كان استهداف مُتعمدا[7]، كما أشار د. أمل صرصور في دراسة عن الآثار البيئية للعدوان بأن 70% من المنشآت المائية تضررت[8]. وفي عدوان 2021 نشرت منظمة يونيسيف تقريرا يُفيد بأن 50% من شبكة المياه تضررت خلال العدوان وأن نحو 800 ألف شخص لم يكن بمقدورهم الحصول على المياه من الشبكة بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بالآبار والخزانات الجوفية ومحطات تحلية المياه[9].
وقبل حرب 2023 بُذلت جهود دولية وفلسطينية كثيرة من أجل إصلاح وتحسين الوضع المائي في غزّة، حتى أقيمت محطات تحلية مياه البحر مثل محطة التحلية في خان يونس التي كانت من الأهداف الأساسية للتدمير إلى جانب تدمير 50% من الآبار الصالحة للاستخدام مثل بئر أبو حصيرة وبئر سيفة وبئر غبن ومعظم آبار منطقة جباليا، كما دُمر خزّان المياه في تل الزعتر ودُمر 30 كيلومترا طوليا من شبكات المياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى محطة عامر للضخ ومنشآت كثيرة أخرى ما زالت تُدمّر في ظل هذه الحرب المستمرة.
وللتعبير عن حجم المأساة في قطاع المياه، يكفينا أن نَذكر ونُذكّر بأن حصة الفرد من المياه للفرد في غزة وصلت إلى ما بين 2 و3 لترات يوميا، علما بأن النسبة الموصى بها عالميا هي 100 لتر يوميا، وربما أكثر القراء يستهكلون أكثر من ذلك، والمصيبة أن 97% من المياه ملوثة[10].
استهداف التُربةلا يقل استهداف التربة خطورة عن استهداف الطاقة والمياه في غزة، فالتربة بالنسبة للمزارعين الغزيين هي مصدر المعيشة والرزق وهي دون شك مصدر الغذاء، وكل دمار في التربة هو دمار في إنتاج الأرض.
كما أن الفوسفور الأبيض المحرم دوليا الذي يستخدمه الجيش الإسرائيلي في غزة وفقا لمنظمات حقوق دولية -مثل هيومان رايتس ووتش- يساهم في دمار التربة والبيئة بشكل كبير، ويؤدي إلى حروق للبشر. وليس الفوسفور الأبيض وحده، فمع الحرب والقصف المهول الذي يتعرض له قطاع غزة، هناك عناصر كيميائية تتسرب إلى التربة الزراعية مثل "التنغستن" و"الزئبق". ووفقا لدراسة نشرتها مجموعة أبحاث الأسلحة الجديدة (NWRC) أجريت على التربة في منطقة بيت حانون عام 2009، وُجد أن عنصر التنغستن يوجد بأكثر من 20 ضعفا من المستوى المتوقع في التربة، كما أن نسبة الزئبق كانت موجودة بأكثر من 8 أضعاف المستوى المتوقع[11].
الفوسفور الأبيض الذي يستخدمه جيش الاحتلال في غزة يدمر التربة والبيئة إلى جانب حرقه للبشر (الأناضول)ويُعد "الصرف الصحي" أحد أكبر الملوثات للتربة والمياه والبيئة، فبعد قطع الوقود عن مرافق معالجة الصرف الصحي واستهداف خطوط الصرف الصحي، فإن هذه المياه الملوثة بكل ما فيها من جراثيم وميكروبات تساهم في نشر الأمراض والأوبئة، وهو ما قد يُضاعف من حجم آثار الكارثة البيئية، فحتى نتنياهو نفسه حين وجد معارضة شديدة عندما سمح بإدخال كمية من الوقود إلى غزة، قال إنه يخشى من إمكانية انتشار الأوبئة[12]، ودون شك كان يقصد إصابة جنوده بهذه الأوبئة أو أن تصل إلى المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال.
الحقيقة التي يتناساها كثير من "الخبراء الإسرائيليين" الذي يُغمضون أعينهم عن هذا الدمار، وربما يُباركونه، أن هذا الدمار لا يلبث كثيرا حتى تصل آثاره إلى خارج حدود "المعارك"، فالبيئة لا تعرف الحدود السياسية والعسكرية، وعندما تُدمر البنى التحتية للصرف الصحي في غزّة وفي مستشفياتها، فإن الصرف الصحي سيتسرب مع مياه الأمطار والفيضانات إلى الوديان وصولا إلى البحر، ومن هناك ستجد كُل الملوثات والجراثيم وحتى النفايات طريقها إلى الشواطئ الإسرائيلية التي كانت تعاني أصلا من التلوث (مثل شاطئ زيكيم) قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول[13]، فكيف به بعد تدمير منشآت الصرف الصحي؟
هذا الكلام يؤكد أن الذي يُحاول تدمير "البيئة" في غزّة، فإن آثار الدمار ستصله عاجلا أم آجلا، ومن تجوّل على شواطئ حيفا الجنوبيّة بعد العواصف التي كانت خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني لا بُد وأنه شاهد بعض "النفايات" التي وصلت من غزة، وهذه دليل آخر على أن "التلوث" لا يعرف الحدود، سواء أكنا نراه ونلاحظه أم لم يكن مرئيا وملحوظا.
الأكيد أنه وحتى الآن، لا يُمكن أن نقدر حجم الضرر البيئي لهذه الحرب التي دُمر فيها كُل شيء في مُحاولة لجعل أرض غزة غير قابلة للحياة. فبالتوازي مع استهداف البشر واستشهاد أكثر من 20 ألفا وجرح أكثر من 50 ألفا، فإن كل ما يمكن أن يعزز صمود الغزيين في أرضهم استُهدف.
إن استهداف المنشآت البيئية مثل منشآت المياه والطاقة وحتى تدمير التربة لم يكن عشوائيا وعارضا، بل مقصودا ومتعمدا، وهذه جريمة حرب ليس بحق أهل غزة وفلسطين فحسب، بل بحق البيئة والمناخ. وكان الأحرى بقمّة المناخ (كوب 28) أن تُكرس من وقتها لهذه الجرائم البيئية عوضا عن الشعارات البيئية الفارغة. وكما تقول الناشطة البيئية غريتا تونبيرغ "لا عدالة مناخية في أرض محتلة".
______________________________
المصادر:
كرزم، جورج 2022: رغم الحصار الخلايا الشمسية تنتج ربع الكهرباء في غزة وتتحدى النفاق المناخي تودمان، ويل 2023 وزملاؤه: Gaza’s Solar Power in Wartime تودمان، ويل 2023 وزملاؤه: Gaza’s Solar Power in Wartime موقع swissinfo.ch: "الماء تحول إلى سلاح في صراع الشرق الأوسط" نُشر بتاريخ 4 ديسمبر 2008 موقع دويتشة فيله: قطاع غزة.. تلوث في مياه الشرب ونقض في الموارد المائية نُشر بتاريخ 28/8/2009 موقع أونروا – غزة مكان ملائم للعيش 2020 ؟ : نُشر بتاريخ 28.8.2012 موقع دنيا الوطن – بلدية غزة: الاحتلال استهدف مصادر المياه في غزة بشكل متعمد: نُشر بتاريخ 5/8/2014 صرصور، أمل 2014: Impact of the last Israeli Military Operation on the Vital Environmental Sectors in Gaza Governorates, 2014 يونيسيف: تقرير منشور بتاريخ 21.5.2021 هيئة ACAPS، تقرير عن المياه في غزة خلال الحرب نُشر بتاريخ 13/12/2023 هيئة NWRC في تقرير عن تلوث التربة في غزة – نُشر 17/12/2009 موقع والّا الإسرائيلي: تقرير "نتنياهو يرفض الادعاءات عن إدخال الوقود إلى غزة: "بدونه سيكون من الصعب مواصلة القتال" منشور بتاريخ 17.11.2023 موقع زمان الإسرائيلي: تقرير بعنوان "كارثة بيئية في ظل الحرب: مياه الصرف الصحي تتدفق مرة أخرى من غزة إلى شواطئ إسرائيل" نُشر بتاريخ 16/10/2023المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الطاقة الشمسیة فی استهداف المنشآت المنشآت المائیة الصرف الصحی هذه الحرب المیاه فی قطاع غزة قطاع غز أکثر من فی قطاع الذی ی فی غزة
إقرأ أيضاً:
المحطات المدمرة وأبطال الطاقة والمستشفيات المظلمة: أوكرانيا تحارب من أجل النور مع اقتراب فصل الشتاء
تقوم الدولة التي أنهكتها الحرب بإعادة بناء محطات الطاقة وتتطلع إلى مصادر الطاقة المتجددة مع اشتداد الهجمات الروسية على قطاع الطاقة.
اعلانتستعد أوكرانيا لفصل الشتاء الثالث في ظل الغزو الروسي. ومع انخفاض درجة الحرارة، فإن توليد الطاقة التي تعمل بالوقود الأحفوري أمر حيوي لإبقاء الأنوار مضاءة، لكن البلاد تأمل في الانتقال إلى الطاقة الخضراء في المستقبل.
وبحلول عام 2030، تريد أوكرانيا أن يكون 27 % من استهلاكها النهائي للطاقة من مصادر الطاقة المتجددة، علما بأن من شأن ذلك أن لا يقتصر على الانبعاثات فحسب، بل يعزز أمن الطاقة حيث يصعب تدمير الإنتاج اللامركزي ويمكن إصلاح التكنولوجيا بسرعة أكبر.
"يمكن لصاروخ واحد أن يدمر محطة حرارية بقدرة 250 ميجاوات. بينما تحتاج إلى ما يعادل 40 صاروخًا تقريبًا لإحداث نفس الضرر لمزرعة رياح وهذا ببساطة يرجع إلى حقيقة أنها منتشرة على مساحة أكبر من الأرض"، كما يقول جيفري أوثام، كبير مسؤولي الاستدامة في شركة DTEK الأوكرانية للطاقة.
ويضيف قائلاً: "هنا نرى أن مصادر الطاقة المتجددة لا تقتصر فوائدها على تحقيق تغير مناخي وإزالة الكربون فحسب، بل تقدم أنظمة طاقة أكثر مرونة وأمانًا"، مضيفًا أن الشركة تحاول تسريع نشر مصادر الطاقة المتجددة بسبب الحرب.
من خلال ثقب شظايا، يعيد المهندسون الحياة إلى محطة الطاقة المتضررة.Serge Serdiukovوقد عُرض تأثير الحرب على نظام الطاقة في أوكرانيا في معرض للصور الفوتوغرافية أقيم مؤخرًا بعنوان "الكفاح من أجل النور". وقد أقيم المعرض بالقرب من البرلمان الأوروبي في بروكسل ونظمته شركة DTEK وبعثة أوكرانيا لدى الاتحاد الأوروبي.
أظهرت الصور محطات الطاقة الحرارية التي دمرتها القوات الروسية، والعمال الذين يقومون بإصلاحها، وتأثير ذلك على الحياة الأوكرانية، بما في ذلك الشوارع المظلمة والعمليات الجراحية التي لا تتوفر فيها الإضاءة المناسبة.
"قال سيرهي مورغونوف، أحد المصورين، في هذا الحدث: "نحن في أوكرانيا نعيش في أوقات مظلمة، بالمعنى الحرفي للكلمة. "إلى جانب كل شيء آخر، نختبر ما يعنيه الحرمان من ميزة أساسية من مزايا حضارة القرن الحادي والعشرين: الضوء.
"تخيل حياتك بدون ضوء، بدون إمكانية شحن أجهزتك، أو حفظ طعامك، أو الوصول إلى العملية التعليمية، أو إعداد تقاريرك الضريبية، أو الشعور بالأمان في شارع مظلم."
بعد هجوم روسي، نُقل أرتور البالغ من العمر 13 عامًا على ضوء المشاعل لتلقي العلاج بعد ستة طوابق من سلالم المستشفى، ثم بُترت ذراعه فيما بعد.Mstyslav Chernov, 2023.أوكرانيا تريد مستقبلًا أكثر اخضرارًا مع الاتحاد الأوروبيكما أن لمصادر الطاقة المتجددة كذلك أهمية في توفير الطاقة المحلية وتقليل الاعتماد على الواردات الأجنبية ومساعدة أوكرانيا على بناء روابط أكثر قوة مع الاتحاد الأوروبي. وكجزء من هدفها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فإن أوكرانيا تحتاج إلى مواءمة نفسها مع طموحات الاتحاد الأوروبي في مجال المناخ.
يقول باسكال لامي، عضو المجلس الاستشاري لـ DTEK والمدير العام السابق لمنظمة التجارة العالمية: "[مصادر الطاقة المتجددة] هي مستقبل أوروبا و[أوكرانيا] تريد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
ويضيف: "أيًا كان نوع العلاقة التي ستربطهم في المستقبل مع روسيا، على افتراض انتهاء هذه الحرب في مرحلة ما، سيتعين عليهم أن يكونوا مستقلين عن الضغط الروسي، ونحن نعلم أن الوقود الأحفوري هو أحد أهم أدوات القوة والضغط الروسية".
تقف معدات الطاقة صامتة ومحطمة.Serge Serdiukov, 2024.ويقول لامي إنه على الرغم من أن الأمر سيستغرق عدة سنوات لطرح هذه الطاقة المتجددة، إلا أن الاتجاه واضح.
وقد تصبح أوكرانيا مركزًا للطاقة الخضراء في أوروبا نظرًا لإمكانياتها الكبيرة في إنتاج الطاقة المتجددة.
فوفقا لباحثين في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ، يمكن أن تنتج أوكرانيا 180 جيجاوات من طاقة الرياح و39 جيجاوات من الطاقة الشمسية. وبالمقارنة، فإن ألمانيا تهدف إلى إنتاج 130-140 جيجاوات من طاقة الرياح و200 جيجاوات من الطاقة الشمسية.
ما التحديات التي تواجه نشر مصادر الطاقة المتجددة في أوكرانيا؟ومع ذلك، هناك بعض افثمة عوائق كبيرة أمام طرح الطاقة الخضراء في أوكرانيا، فالغزو الروسي لا يخلق مخاطر فيما يتعلق بتركيب قدرات التوليد والتحديات التي تواجه توصيل قطع الغيار فحسب، بل إنه أدى إلى انشغال العمال بالقتال في الحرب أو إصلاح محطات الطاقة.
اعلانكما أنه زاد من مخاطر الأضرار، مما يجعل جذب الاستثمارات أكثر صعوبة.
"إن جذب الشركاء المستعدين للعمل في تلك الظروف، وتأمين التمويل من القطاع الخاص على وجه الخصوص، يمثل تحديًا حقيقيا، نظرًا للمخاطر. وغالبًا ما نحتاج إلى وجود الضمانات المالية المناسبة، وهو دور واضح جدًا يمكن أن تلعبه الدول"، مؤكدًا على دعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لأوكرانيا.
يتم تحويل محطة طاقة حرارية إلى هيكل عظمي عاري في ضربة واحدة بطائرة بدون طيار وصاروخ.Serge Serdiukov, 2024.كما يجب تعزيز شبكة أوكرانيا أيضًا. فالهجمات التي يتعرض لها نظام الطاقة والاعتماد على محطات الطاقة النووية والحرارية البطيئة الاستجابة، يجعل من الصعب موازنة كمية الكهرباء على الشبكة. وقد تؤدي مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية إلى تفاقم هذه المشكلة لأنها تعتمد على الظروف الجوية.
يمكن أن يساعد تخزين البطاريات وتحسينات الشبكة في حل مشكلة الموثوقية هذه. تهدف DTEK إلى بناء 200 ميجاوات من التخزين وتعمل على تعزيز الشبكات. ويشمل ذلك مشروعا تجريبيا لرقمنة الشبكة وتقليل أوقات انقطاع التيار الكهربائي في البلدات المستصلحة التي كانت مرادفًا للفظائع التي حدثت في بداية الحرب، مثل بوتشا.
اعلانRelatedطيور السنونو المهاجرة في رحلة الشتاء والصيفتقرير: الجيش الروسي عذّب وأعدم عشرات أسرى الحرب الأوكرانيين خلال الشتاءفون دير لاين تصل أوكرانيا لمساعدتها في مواجهة الشتاءشاهد: الأوكرانيون يحتفلون بعيد "ماسنيتسيا" ويودعون فصل الشتاءكيف يمكن لأوكرانيا اجتياز فصل الشتاء؟على المدى القصير، يبقى الوقود الأحفوري شريان الحياة بالنسبة لأوكرانيا. فبعد الهجمات التي استهدفتها والتي قضت على ما يقرب من 9.2 جيجاوات من قدرة التوليد في وقت سابق من هذا العام، عملت البلاد جاهدةً على إعادة تشغيلها.
"يجب أن نفكر في هذا الشتاء وإبقاء الأنوار مضاءة في أوكرانيا، ولهذا السبب نقوم بإصلاح محطات الطاقة لدينا بأسرع ما يمكن. وفي الوقت نفسه، يجب أن نخطط لما سيحدث في الشتاء القادم والشتاء الذي يليه. وبعبارة أخرى، توفير المرونة على المدى الطويل مع إصلاح السقف من أجل اليوم".
الميكانيكيان مكسيم وأندري مع دميترو، عامل لحام بالغاز الكهربائي.Serge Serdiukov, 2024.العمل في هذه المحطات بعيد كل البعد عن الأمان. وصف أوليغ، وهو عامل طاقة من الجيل الثاني تحدث بشرط استخدام اسمه الأول فقط، خطورة وظيفته وواجب إبقاء الأنوار مضاءة الذي يجري في دمه.
"إنه عمل محفوف بالمخاطر على حياتنا. عندما نذهب إلى العمل، لسنا متأكدين من أننا سنعود إلى المنزل".
اعلانويرى أن مصادر الطاقة المتجددة ستكون جزءًا مهمًا من مزيج الطاقة في أوكرانيا في السنوات القادمة. "أعتقد أن الطاقة المتجددة هي مستقبلنا. ومع ذلك، ما زلنا نعتمد على محطات الطاقة الحرارية لأننا نحتاج إليها في الوقت الحالي فقط لضمان اجتياز فصل الشتاء."
هناك مخاوف الآن من إمكانية استهداف نظام الطاقة من جديد. وسواء كان توليد الطاقة متجددًا أو يعمل بالطاقة الأحفورية، فهناك خطر دائم طالما استمرت الحرب.
أثناء انقطاع التيار الكهربائي، توفر المولدات الكهربائية الموسيقى التصويرية للحياة في مدن مثل كييف.Yurko Dyachyshyn, 2023."نحن نفتقد الصواريخ والدفاع الجوي لضرب الصواريخ الروسية. إنها أيضًا مسألة حماية سمائنا ووجود عدد كافٍ من الدفاعات الجوية لحماية المحطات"، تقول لاريسا بيلوزير، عضو البرلمان الأوكراني.
"وتضيف: "إن التهديدات كبيرة وحتى اللامركزية وامتلاك الطاقة البديلة مهددة أيضًا، لأن روسيا تضاعف قدرتها على ضرب أوكرانيا كل ليلة وترهيبها ثلاث مرات.
اعلانلا تزال الطاقة مهمة للغاية - لا لكي تجتاوز أوكرانيا فصل الشتاء فقط، ولكن أيضًا لضمان جودة الحياة في البلاد. وتجسّد سلسلة الصور الفوتوغرافية فكرة أن الحياة يجب أن تستمر، والصراع اليومي من أجل توفير الطاقة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أحكام بسجن "نجوم تيك توك وأنستغرام" في تونس بسبب خرق قواعد "الأخلاق الحميدة" عواصم أوروبا ونتيجة الانتخابات الأمريكية.. ترقبٌّ وحذر وآمالٌ ومخاوف مقتل شخص وإصابة 40 في غارات روسية على خاركيف وسومي ومساعدات أمريكية جديدة لأوكرانيا الغزو الروسي لأوكرانيا الشتاء محطة توليد الطاقة اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. الحرب بيومها الـ395: قصف عنيف على مستشفى كمال عدوان والجيش الإسرائيلي يهاجم هدفاً لحزب الله في دمشق يعرض الآن Next كيف يرى الإسرائيليون مستقبل الدولة العبرية بين وعود هاريس وتجارب ترامب؟ يعرض الآن Next تقرير جديد: نصف المجندات في الجيش الدنماركي تعرضن للتحرش.. سيكون التجنيد إجباريا للنساء في 2027 يعرض الآن Next إسرائيل تؤكد الهجوم على دمشق لأول مرة منذ بدء الحرب على غزة.. و"اختطاف" سوري يعمل مع شبكات إيرانية يعرض الآن Next إسرائيل تنفّذ وعيدها.. تل أبيب تنسحب رسميا من الاتفاق الذي يعترف بوكالة الأونروا اعلانالاكثر قراءة إسبانيا وجهودٌ مضنية للبحث عن جثث غرقت في وحلِ أسوء كارثةٍ طبيعية في تاريخ البلاد المعاصر الوثيقة الأمنية الأكثر سرية: كيف بات الإسرائيليون ضحية حملة كذب من آلة السم التابعة لمكتب نتنياهو واقعة صادمة في إيران.. امرأة تتجرّد من ملابسها في إحدى الجامعات! دراسة: ممارسة الجنس جزء أساسي في حياة من هم فوق 65 عاما قصف بلا هوداة ومقتل 50 طفلا في جباليا ونتنياهو الحل بإعادة حزب الله شمال الليطاني باتفاق أو من دونه اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024غزةدونالد ترامبإسرائيلكامالا هاريسفيضانات - سيولألمانياروسياوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - أونرواعاصفةضحاياإسبانياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024