القيادات الاهلية في ميدان مناهضة الحرب سلميا !!
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
في ظل غياب كامل الدولة واجهزتها المعنية بحماية المواطنين والدفاع عنهم وعن مصالحهم ، بجانب انسحاب القوى السياسية والمدنية ،بفعل الحرب،الجارية منذ اكثر من ثمانية اشهر ،التي شغلت المساحات التي كانت تنشط فيها سلميا، تحركت الادارات الاهلية والقيادات الدينية لملء الفراغ الناشيء عن ذلك الانسحاب، بالمبادرة لحماية مجتمعاتها ،في مواجهة خطر تمدد الحرب.
ومع ان مبادرة سكان الهلالية ،شمالي الجزيرة ، ومبادرة اهالي رفاعة، التي تلتها، للتوافق مع قوات الدعم السريع ،التي دخلت المنطقة ، بما يؤمن سلامتهم وسلامة ممتلكاتهم، ويؤمن بقاءهم في بيوتهم ،وممارستهم لحياتهم الطبيعية ،قد وجدت ترحيبا واهتماما واسعا ،واتبعتها مجتمعات اخرى، في ظروف مماثلة ،الا انها ليست الاولى من نوعها. فقد
سبقتها مبادرة مماثلة، تمخضت عن اتفاق بين اهالي الرهد ابودكنة ،بولاية شمال كردفان، مع قوات الدعم السريع ،حوالي منتصف يونيو الماضي ،استهدف على نحو استراتيجي،حسب بيان بهذا الخصوص "عودة الأمن للمدينة وأريافها، وعودة الحياة فيها لطبيعتها."
وشهدت نيالا مطلع الشهر نفسه " تجمع ثمانين قبيلة، اقر مبادرة لمنع انزلاق المنطقة في الحرب ،تزامن مع مبادرتين مماثلتين،في الفاشر والجنينة " ،وفق ما جاء في الهدف في 3 يونيو 2023 ،الا ان تلك المبادرات قد انهارت بسبب اندلاع الحرب.
وفي هذا الاطار ،اطار المبادرات الاهلية لاحتواء الحرب سلميا ، دعت قيادة السجادة القادرية بطيبة الشيخ عبدالباقي ،في بيان، مواطني مدني لعدم الخروج من ديارهم والتعايش مع الوضع الناجم من سيطرة قوات الدعم على ولاية الجزيرة وعاصمتها مدني.ووعدت بالتنسيق لفتح مسارات آمنة للمرضى والاسواق وتامين المستشفيات.
تنبثق هذه المبادرات من روح الدعوة لوقف الحرب ، ومنع تمددها وتوسيع نطاقها وتحولها لحرب اهلية شاملة ، و ومقتضى حماية المدنيين. كما تتسق مع الموقف الوطني العام، الراكز في مبدأ السلمية في مناهضة الحرب ،والتصدي للانقلاب، ومع الاعراف والتراث الاهلي في حفظ الامن وفض النزاعات وتعزيز التعايش السلمي، وذلك على قاعدة رفض الحرب، مبدئيا ،والامتناع عن الانحياز لاي طرف من اطرافها، ورفض التصعيد والتصعيد المضاد، وتوسيع رقعة الموت والدمار،وقد عبر عن ذلك بيان اهالي القولد ،بالولاية الشمالية، برفض " دعوات المقاومة الشعبية والتعبئة العامة التي اطلقها عناصر النظام البائد ، من فلول الحركة الاسلامية وبعض واجهات الحزب الشيوعي ،ما يطلق عليه تنظيم الصحفيين الاشتراكيين." وجاء في البيان ان " دعوة ابناء الولاية لحمل السلاح خارج المنظومة الامنية والعسكرية بحجة الدفاع عن النفس ،والزج بهم في حرب عبثية ، لن يؤدي الا الى " انهيار الدولة السودانية وتهتك النسيج الاجتماعي ."
التوقيع: Abdalla Rizig Abusimazeh
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
مظاهرات أردنية مناهضة لتهجير الفلسطينيين وسعي برلماني لقوننة منعه
عمّان- قبيل الزيارة المرتقبة للعاهل الأردني عبد الله الثاني إلى واشنطن، ولقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، شهدت العاصمة عمّان ومختلف المحافظات الأردنية مسيرات وفعاليات ووقفات شعبية احتجاجية مناهضة لدعوات الرئيس الأميركي تهجير الفلسطينيين إلى دول الجوار بما فيها الأردن ومصر.
وفي مشهد غير مسبوق، عكس عمق المخاوف الأردنية -رسميا وشعبيا- من المخططات الأميركية الهادف لتصفية القضية الفلسطينية، خرجت جميع الأطر التمثيلية تحت شعار "رفض التهجير".
ولم يكن التيار الإسلامي المعارض وحده هذه المرة في الشارع للاحتجاج، بل ضمت الفعاليات الشعبية ممثلي العشائر، وأحزاب الموالاة التي هتفت ضد تصريحات ترامب مؤخرا والهادفة للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، وهو ما أثار رفضا إقليميا ودوليا واسعا.
وعبّر المشاركون في المسيرات عن الموقف الوطني الداعي لحماية الأردن من خطر التهجير وتحويله إلى وطن بديل للفلسطينيين، والوقوف بحزم لإسناد الشعب الفلسطيني في مواجهة مخططات التهجير، مؤكدين على أهمية التحرك العاجل عربيا وإسلاميا ودوليا للوقوف بوجه الخطة الأميركية التي أطلقها ترامب.
وفي تصريحات مثيرة للجدل، اقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة لتهجير سكان قطاع غزة إلى دول مجاورة، بما في ذلك مصر والأردن، واصفا القطاع بأنه "مكان مدمر" يحتاج إلى تطهير لإحلال السلام في المنطقة. وجاءت هذه التصريحات خلال حديثه مع الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان"، حيث أشار إلى أن الخطة قد تكون "مؤقتة أو طويلة الأجل".
من جانبه، قال النائب في البرلمان الأردني ينال فريحات، إن "قطاع غزة ليس مجمعا من مجمعات ترامب التجارية، وشعب غزة ليسوا موظفين لديه، بحيث تنقلهم من شركة إلى شركة أخرى، وفلسطين ليست جغرافيا بلا تاريخ أو بلا روح".
إعلانوقال فريحات في حديثه للجزيرة نت، إن عودة أهل غزة من جنوب القطاع إلى شماله على الرغم من الدمار والقصف والحرق، تؤكد على أن ما عجز عنه العدوان الإسرائيلي على القطاع لن يحققه ترامب وبنيامين نتنياهو عبر الضغوطات، لافتا إلى أن "أهل غزة لن يساوموا خان يونس وجباليا المهدمة لا بواشنطن ولا بنيويورك".
ودعا النائب في البرلمان الشعب الأردني إلى وحدة الصف الوطني بوجه المؤامرات التي تستهدف الوطن، مشددا على أن اليد التي ستمتد للأردن ستجد جيشا وشعبا متلاحما ليقطعها.
في حين قال كبير عشائر الأردن الشيخ طراد الفايز، إن مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتهجير أبناء غزة للأردن ومصر ما هو إلا "إمعان في الجنون والظلم، واعتداء صارخ على الأردن وسيادته".
وقال الفايز في تصريحٍ للجزيرة نت، إن أهل غزة الذين واجهوا آلة القتل الإسرائيلية، هم عمليا قبروا بأيديهم كافة مشاريع التهجير والتوطين مرة وإلى الأبد، وأضاف مستدركا "لو استطاع الاحتلال الإسرائيلي أو ترامب تهجير الفلسطينيين منذ سنوات لفعلوا".
وشدد على رفض أي محاولة لتهجير الفلسطينيين إلى الأردن، موضحا أن ذلك يعني "انفجارا أكبر مما يتخيله ترامب وإدارته". مؤكدا على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، وإنهاء الاحتلال، أو "فإن المقابل سيكون كارثة تحل على المنطقة برمتها".
وأثار مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتهجير سكان قطاع غزة إلى دول مجاورة، بما في ذلك مصر والأردن، ردود فعل غاضبة، ووصف ترامب القطاع بأنه "مكان مدمر" يحتاج إلى تطهير لإحلال السلام في المنطقة.
قانون يمنع التهجير
بالتوازي مع المظاهرات الشعبية، اقترح عدد من النواب الأردنيين، إصدار مشروع قانون يمنع تهجير الفلسطينيين إلى الأردن، وذلك بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن بسط سيطرة بلاده على قطاع غزة، وإعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى، منها الأردن ومصر.
إعلانوأعلن النائب خميس عطية، رئيس "كتلة إرادة والوطني الإسلامي"، تبني مقترح لإصدار مشروع قانون يهدف إلى منع تهجير الفلسطينيين إلى المملكة، وتبنى المقترح وفق عطية عشرات النواب من مختلف الكتل والأطياف البرلمانية.
وبحسب المقترح النيابي، فإن مشروع القانون جاء بهدف عدم المساس بالوحدة الوطنية وتأكيد سيادة الأردن، انسجاما مع أحكام الدستور، وتعبيرا عن الرفض الكامل الرسمي والشعبي الأردني لتهجير الفلسطينيين إلى الأردن واعتبارها وطنا بديلا، حيث إن الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين.
وجاء في المقترح النيابي أن "الشعب الفلسطيني هو من يقرر مصيره، إضافة إلى الرفض المطلق لتصفية القضية الفلسطينية، وتنفيذ الأردن كل الالتزامات الدولية والمواثيق والأعراف التي حرمت ومنعت التهجير القسري".
ويرتكز مقترح مشروع القانون على القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقيات جنيف لعام 1949، التي تحظر الترحيل القسري، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية (1998)، والذي يصنف التهجير القسري جريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب.
كما يرتكز على قرارات الأمم المتحدة، التي تدين التهجير القسري وتدعو إلى حماية حقوق اللاجئين والنازحين، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (1966)، والذي يحظر، في مادته الـ12، الإبعاد القسري للأشخاص أو منعهم من العودة إلى أوطانهم.
وكان الملك الأردني قد أكد على "ضرورة وقف إجراءات الاستيطان، ورفض أي محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية"، مشددا على "ضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم".
واستقبل الملك عبد الله الثاني في عمان، الخميس، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأجرى سلسلة اتصالات هاتفية مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الإماراتي محمد بن زايد والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وذلك في إطار حراك مكثف لملك الأردن بعد تصريحات ترامب المثيرة للجدل بشأن غزة.
إعلان