سودانايل:
2025-04-25@23:19:48 GMT

الوجه الاخر للجنجويد

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

بعد انفصال جنوب السودان في العام ٢٠١١ راجعت الانقاذ دستور ٢٠٠٥ بحجة ازالة المواد المتعلقة بالجنوب. ولكن التعديل طال فيدرالية الموارد والايرادات باعتبارها ركن في العدالة الانتقالية التي ارستها اتفاقية نيفاشا. فعادت الارض كأهم مورد تحت تصرف رئيس الجمهورية كما كانت. ينوب عنه والي الولاية والمعتمد ووزارة التخطيط العمراني.

فحدثت اكبر هجمة على أراضي المجتمعات المحلية من قبل هيئة الاستثمار ووزارات البنى التحتية والتعدين والزراعة الالية مما ضيق الخناق على المراعي في وقت شهدت فيه الثروة زيادة مضطردة . حيث رصدت ورشة اقامتها وزارة الزراعة والثروة الحيوانية بولاية شمال كردفان في مدينة ام روابة عام ٢٠١٦ وصول قطيع الضان الي ٥٣ مليون رأس . مع تقلص مساحات الرعي بسبب الاعتداء الجائر عليها من قبل أنشطة إقتصادية اخرى داخل تشكيلة إقتصادية افتقدت للتكامل فيما بينها . فقد طالبت الوزارة المشار اليها حكومة ولاية شمال كردفان بارجاع ٣٦ مخرف دخلت كردون المباني وتوسعت فيها المدن و بعضها زحفت عليها المشاريع الزراعية في شمال الولاية . هذا غير الاراضي التي قام فيها مشروع النفط وتعدين الذهب في غرب وجنوب كردفان . فإختفت (المسارات والمخاتيت والنزل) التي تنظم حركة المرحال ويرتاح فيها الرعاة لبعض الوقت .
في مخرف اسمه (الشويطينة) غرب مدينة الابيض والذي دخل ضمن السكن الإستثماري ورحل أهله الى غرب كردفان حاول الرعاة تنظيم انفسهم في جمعية سموها جمعية الانتاج الحيواني. وتقدموا بطلب عمل زرائب ومحلب حول المدينة. ولكنهم اينما ذهبوا وُضعت في وجههم العراقيل من قبل حكومة الولاية .
رئاسة الجمهورية وقتها حينما أطلقت يد الاستثمارات العربية والطفيلية الإسلامية في أراضي المجتمعات المحلية وأفقدت بعضها خصوبتها عن طريق إستخراج النفط لم تسال نفسها عن الكيفية التي يمكن ان يكسب هؤلاء الرعاة عيشهم بعد ان يفقدوا حيواناتهم ويصبحون في عداد المعدمين . لكن يبدو ان هذا السؤال كان حاضراً في ذهن المخططين والإجابة عليه أيضا كانت جاهزة. وهي إستيعابهم في حروب الإنقاذ الممتدة . وبعد ان سقطت الانقاذ وإنتهت تلك الحروب تلفت الرعاة فلم يجدوا مراعيهم. كما لم تعد يدهم مطلقة في نهب القبائل الأخرى الخارجة على سلطان أمير المؤمنين في الخرطوم.
وإذا نظرنا للحصار الذي تخضع له مدينة الابيض منذ إشتعال هذه الحرب سنجد أن تلك القوات هي بالفعل موجودة في الاراضي التي كانت ترعى فيها حيواناتها من قبل . والجديد فقط أنها تحمل السلاح وتقطع الطريق. في مناطق مثل الدبيبات التي يوجد فيها ٣٣ أرتكاز تقطع مدينة الابيض عن غرب كردفان.... وكذلك مدينتي الفولة وابوزبد، تسكنها قبائل ينحدر منها معظم المسلحين في قطاع كردفان . وأغلب سائقي الشاحنات الذين التقيناهم بعد تعرضهم للنهب على هذا الطريق قالوا انهم قد تم الاعتداء عليهم من قبل مدنيين يحملون السلاح ولايستطيعون أن يجزموا بأنهم من قوات الدعم السريع.
لذلك إذا تم التوصل إلى وقف دائم لاطلاق النار في جدة فسيكون من الصعب تنفيذه بدقة في كردفان. لأن النهب وقطع الطريق أصبحا من الحرف الاساسية في ذلك الاقليم الذي بات أهله بلا مورد رزق بسبب سياسة إقتصادية تقوم على تشجيع الاستثمار دون النظر لمصلحة المجتمعات المحلية . وهي لاتختلف عن السياسة التي أقرتها حكومة الفترة الانتقالية عقب الثورة . وبالتالي فإن مفاوضات جدة وكذلك مشاورات أديس أبابا إذا نجحت في ايقاف هذه الحرب فإنها ستبذر بذور الحرب القادمة مالم يتم إعتماد سياسة إقتصادية مختلفة . لأن صناعة السلام تحتاج توجهات تنموية ومنحازة لغمار الناس أكثر من إنحيازها للإستثمارات المحلية والعربية والاجنبية . فالجنجويد لم يهبطوا من السماء. ولهم وجه آخر يأخذ ملامحه من غياب العدالة وإنتهاك الحق في العمل وفي الحياة نفسها .  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: من قبل

إقرأ أيضاً:

فريق طبي بالقاهرة يستخرج "قلم رصاص" من وجه طفل في جراحة نادرة

استقبل قسم جراحة الوجه والفكين في مستشفى روض الفرج العام بالقاهرة، حالة طبية نادرة لطفل يبلغ من العمر ثماني سنوات، قدم من محافظة أسوان، كان يعاني من تورم ملحوظ في الجانب الأيمن من وجهه بالإضافة إلى تيبس في الفك السفلي استمر لأكثر من أربعة أشهر.

وبعد خضوع الطفل لفحوصات إكلينيكية دقيقة وصور الأشعة اللازمة، كشفت النتائج عن وجود جسم غريب مستقر أسفل العين اليمنى للطفل، والمفاجأة كانت أن هذا الجسم الغريب تبين لاحقًا أنه قلم رصاص، وعند سؤال الطفل عن كيفية وصول القلم إلى هذا المكان، أوضح أنه تعرض لإصابة منذ فترة طويلة، لكنه لم يتوقع أبدًا أن يكون القلم قد اخترق وجهه واستقر بداخله.

فور تشخيص الحالة، وبناءً على تعليمات مباشرة من مدير المستشفى، تم على الفور تشكيل فريق طبي متخصص في جراحة الوجه والفكين للتعامل مع هذه الحالة الطارئة وإجراء التدخل الجراحي العاجل لإنقاذ الطفل وتخليصه من هذا الجسم الغريب.

وقد تكللت جهود الفريق الطبي بالنجاح الباهر خلال الجراحة الدقيقة التي أجريت للطفل، تمكن الجراحون بمهارة عالية من استخراج قلم الرصاص من مكانه الحساس، بالإضافة إلى تركيب شبكة معدنية متخصصة لإصلاح التلف في الجدار العظمي للوجه، كما نجح الفريق في فك تيبس الفك السفلي للطفل، مما ساهم في استعادة قدرته على فتح فمه بشكل طبيعي كما كان في السابق.

وأعرب الأستاذ الدكتور حمودة الجزار، رئيس قطاع الشؤون الصحية بالقاهرة، عن خالص شكره وتقديره العميق للفريق الطبي المتخصص الذي شارك في هذه الجراحة المعقدة والناجحة، وخص بالذكر كلًا من الدكتور علاء عبد السميع، استشاري جراحة الوجه والفكين، والدكتورة دينا حسام، والدكتور وسام سامي، والدكتور مينا إبراهيم، والدكتورة مريم رؤوف، والدكتور حازم يسري، والدكتورة أماني، بالإضافة إلى الدكتور عربي حامد، استشاري التخدير. كما شمل الشكر الفنيين أحمد رضا وأحمد الشاذلي ورنا سلامة، وطاقم التمريض بقيادة رحاب حسن، تقديرًا لجهودهم وتفانيهم في خدمة المرضى.

مقالات مشابهة

  • «الشيباني»: ما قاله محمد الرعيض تحليل خاطئ للوضع الراهن
  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم الخليل ويطلق الغاز السام على مدخل مخيم «الفوار» جنوبا
  • غرب كردفان.. الأضرار التي لحقت بالمشروعات والبنى التحتية
  • سفيرة الجامعة العربية أمام جثمان البابا فرانسيس: «تأثرت بشدة وذكرت اللحظة التي تحدثت فيها عن معاناة الفلسطينيين»
  • مقتل عشرات المدنيين في مجزرة للدعم السريع بغرب كردفان
  • حسين خوجلي يكتب: حصريا على أحرار كردفان
  • موقع عسكري: ما أنواع أهداف الضربات الأمريكية في اليمن التي تستخدم فيها صواريخ مضادة للإشعاع الثمينة؟
  • فريق طبي بالقاهرة يستخرج "قلم رصاص" من وجه طفل في جراحة نادرة
  • عرض كوني ساحر في السماء
  • قبائل عرب جنوب دارفور وجنوب كردفان حاربت في 2023م ضد مستقبلها وضد مصالحها