عصب الشارع -
أعلنت الإدارة الأمريكية أنها وبعد جهود كبيرة وضغوط متعددة مارستها على طرفي القتال وضمانات مختلفة قد أثمرت جهودها أخيراً على اقناع قائد اللجنة الأمنية الكيزانية عبد الفتاح البرهان وقائد مليشيا الجنجويد محمد حمدان دقلو (حميدتي) للجلوس وجهاً لوجه بمدينة عنتبي اليوغندية في الثامن والعشرين من شهر ديسمبر الجاري وسيكون هذا اول لقاء يجمع الخصمين منذ إندلاع هذه الحرب التي وصفها الإثنان بالعبثية، ورغم ذلك فإن المراقبين لا زالوا لا يأملون خيراً من هذا اللقاء مع السيطرة الكبيرة لفلول النظام السابق على قائد اللجنة الأمنية وتقييد حركتة.
ولكن يبدو أن الإدارة الأمريكية قد قدمت ضمانات لقائد اللجنة الأمنية بكبح جماح المتشددين من قيادات الحركة الإسلامية وضمان عدم قيام إنقلاب عسكري في حال موافقته علي هذا اللقاء واستعداد القوات الافريقية الأممية للتدخل ان لم تجرِ الأمور حسب ماهو مخطط له بإنهاء هذا القتال من خلال هذا اللقاء رغم ظهور تهديدات مبطنة من القيادات الإسلامية المرتبطة بالنظام السابق بعدم السماح له بالمغادرة إلا بعد منحهم ضمانات كاملة بأنهم سيكونون موجدون في اتفاق وضع الحكم في المستقبل تحت مسمى مشاركة جميع الأطياف السياسية بلا إستثناء وبدون ذكر (عدا المؤتمر الوطني)، الجملة التي ظلت تزعجهم طوال السنوات الماضية ومن أجلها رفضوا كافة مبادرات الاتفاق بين الجيش والدعم خلال الفترة الماضية..
ورغم أن هذا اللقاء المرتقب لا يعني عملياً إنهاء القتال الدائر منذ تسعة اشهر إلا أن بعض الدوائر تعتبره بداية للحوارات المفتوحة القادمة ومن خلاله يمكن حل بعض النقاط التي تقف حائلاً أمام جدية الحوارات السابقة كاعتقاد الفلول المعلن بوفاة حميدتي وتعويلهم على أن ذلك سيشتت شمل الدعم السريع كما أنهم ظلوا لفترة قصيرة غير متيقنين من حقيقة الأحداث على وحتي سقوط ودمدني وتخوفهم من سقوط مدن أخرى، كما قيادات الدعم السريع كانت تتحرك في سرية تامة لوصول معلومات إليها بأن دولة مرتبطة بالفلول قد طلبت إحداثيات مكان تواجد حميدتي وقد كان الضغط كبيراً حتى يظهر للوجود ومعرفة مكان تواجده وهو الأمر الذي كان يزعج حكومة بورتسودان كثيراً وهو أمر يصل الي درجة المجازفة بالموافقة على هذا اللقاء الذي لايصب في مصلحتها ..
بكل تأكيد ان هذا اللقاء سيحاط بسياج تام من السرية والتكتم رغم أن الفلول ليس لديهم القدرة علي ذلك وسيسارعون من خلال وزارة خارجيتهم من بورتسودان بإصدار البيانات التي ستقف حائلا امام امام تنفيذ كل مايتم الاتفاق عليه
ولكنهم علي كل حال يعلمون بأن سيف البند السابع مشهور على أعناقهم، مع ترحيب قيادات الدعم السريع به وإعلانهم الإستعداد لإستقبال قوات الفصل الإفريقي في المناطق التي يسيطرون عليها وهو إعلان غير مباشر بعزل الولايات الخمس التي مازالت تحت قبضة فلول النظام السابق وهو الأمر الذي سيحول المعادلة لصالح الدعم السريع أو حتى دعم المجتمع الدولي لها حتي يكون الدخول آمناً ولا أحد يمكنه التكهن تماماً بما سيحدث بعد هذا اللقاء ولكن بلا شك أن الأيام القادمة ستكون ساخنة رغم الشتاء على فلول البحر الأحمر
والثورة لن تتوقف
والقصاص يظل أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء
الجريدة
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع هذا اللقاء
إقرأ أيضاً:
معارك عنيفة قرب الخرطوم والنائب العام يتعهد بمحاكمة الدعم السريع
الخرطوم- قال مصدر عسكري للجزيرة إن مدينة بحري شمال الخرطوم شهدت -اليوم الاثنين- اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، في حين تعهد النائب العام مولانا الفاتح محمد عيسى طيفور بمحاكمة مسلحي قوات الدعم أمام المحاكم الوطنية بالبلاد.
وقال المصدر إن الجيش استخدم القصف الجوي والمدفعي على مواقع الدعم السريع ببحري أعقبه هجوم بري تمكن الجيش خلاله من استعادة عدة أحياء بضاحية شمبات وسط مدينة بحري واستعادة عدد من المباني من بينها مستشفى البراحة ومصانع الدقيق، وأشار المصدر إلى أن الجيش عازم على استعادة مدينة بحري بالكامل خلال الفترة القادمة.
ويسعى الجيش السوداني لفك الحصار عن قيادته العامة بوسط الخرطوم من خلال التوغل عبر شمال بحري. وتسيطر قوات الدعم السريع على مركز العاصمة الخرطوم وتحاصر قيادة الجيش وتسيطر على القصر الرئاسي منذ مايو/أيار من العام الماضي.
وفي دارفور غربي السودان قالت مصادر بقيادة الجيش بالفاشر للجزيرة نت إنهم قصفوا بالمدفعية الثقيلة مواقع الدعم السريع في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، وكشفت المصادر عن تنفيذ سلاح الجو سلسلة ضربات جوية على المحور الجنوبي مما أدى لتصاعد الدخان.
وتشهد الفاشر معارك عنيفة ومستمرة بين الجيش والقوة المتحالفة معه من حركات دارفور المسلحة وقوات الدعم السريع، حيث تسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على آخر معاقل الجيش في اقليم دارفور.
إعلانفي الأثناء ذكرت مصادر للجزيرة أن الطيران الحربي شن ضربات جوية على مواقع تتبع لقوة الدعم السريع بمدينة نيالا جنوب دارفور غربي البلاد، وبحسب المصادر استهدف الجيش بالضربات مواقع للسلاح وقاعدة دفاع جوي تستخدمها قوات الدعم السريع لإطلاق المسيرات الطويلة المدى فضلا عن ضرب مواقع لتنقيب الذهب بمنطقة سانقو بجنوب دارفور. وأشارت مصادر محلية بنيالا إلى وقوع ضحايا مدنيين جراء القصف الجوي.
محاكمةمن جانب آخر، قال مولانا الفاتح محمد عيسى طيفور النائب العام، رئيس اللجنة الوطنية لجرائم وانتهاكات القانون الوطني والقانون الدولي الإنساني، إن قوات الدعم السريع "ارتكبت جرائم بشعة يندى لها جبين الإنسانية، أبرزها جريمة الإبادة الجماعية ضد شعب المساليت بمدينة الجنينة بولاية شمال دارفور، فضلا عن استهداف المدنيين في نفس الولاية من خلال قتل الرجال واغتصاب النساء".
وقال مولانا طيفور في تصريحات -اليوم الاثنين- ببورتسودان إن السلطات السودانية ستحاكم مسلحي قوات الدعم أمام المحاكم الوطنية بالبلاد، مشيدا بكفاءة السلطة القضائية الوطنية والمؤسسات العدلية قائلا "لدينا بالبلاد سلطة قضائية راسخة وعادلة ونيابة عامة فاعلة قادرة على إنجاز كل المهام المنوطة بها".
وكشف النائب العام عن تواصل مع بعض الدول بخصوص تسليم المتهمين، مبينا أنه إذا لم يتم تسليمهم فستمضي الإجراءات وستتم محاكمتهم غيابيا.
وتطرق مولانا طيفور لجرائم وانتهاكات القانون الوطني والقانون الدولي الإنساني في ولاية الجزيرة، مستعرضا تفاصيل جرائم القتل والاغتصاب والتهجير وغيرها من الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم في المنطقة.
وتحدث النائب العام عن ارتكاب قوات الدعم جرائم اغتصاب بشكل واسع يتجاوز 966 حالة اغتصاب موثقة، مشيرا إلى وجود حالات لم يتم الإبلاغ عنها وتوثيقها.
إعلانومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية، ويواجه نحو 26 مليون شخص انعداما حادا في الأمن الغذائي، وفقا للأمم المتحدة التي دقت ناقوس الخطر مجددا -الخميس- بشأن الوضع في البلاد التي قد تواجه أخطر أزمة غذائية في التاريخ المعاصر.