قرار واضح.. هكذا ستعود سوريا إلى لبنان!
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
الكلامُ الإيجابيّ الذي أطلقه الرئيس السوري بشار الأسد باتجاه لبنان قبل أيام ليس عادياً أبداً، فالرسائل التي تأتي في سياقه مهمة جداً ويمكن أن تصبّ في خانة العديد من الأطراف المناوئة لدمشق.
في مضمون كلام الأسد أمام وفد حزب "البعث العربي الإشتراكي" 5 نقاطٍ أساسيّة وهي: لا إلغاء لأحد في لبنان - التعاطي والإنفتاح على كافة المكونات اللبنانية من دون تميز لاسيما من له تمثيل شعبي في مجلس النواب - سوريا لا تقف ضدّ أحد في لبنان - من وقع في الخطأ وتراجع عنه فلا مشكلة معه - سوريا قلبها كبير وتتسع للجميع.
ماذا يعني كلّ ذلك؟
ما يقوله الأسد يعني أنّ دمشق مستعدة لفتح أبوابها أمام أي طرفٍ سياسي لبنانيّ كان ضدها خلال الفترة السابقة. المسألةُ هذه ليست صعبة وحصلت في أوقاتٍ سابقة، وأبرزُ من قام بخطوات تجاه سوريا رغم "الخصومة" معها هما الرئيس السّابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري. أيضاً، كان رئيس الجمهورية السابق ميشال عون أول المبادرين تجاه سوريا قبل أكثر من 10 سنوات، وذلك رغم المواجهة المباشرة التي خاضها ضدّها في أواخر ثمانينيات القرن الماضي وقبيل إتفاق الطائف عام 1989.
المُفارقة الأبرز هنا هي أنّ الأسد يظهر وكأنهُ يُبدي استعداداً لإستقبال أي جهة سياسية لبنانية "قامت بعملية نقدٍ بناء لمسارها السياسي"، على حدّ تعبيره. هنا، قد يكون أول المستفيدين من هذا "العرض" هو جنبلاط الأب الذي باستطاعته الإستفادة من تموضعه السياسي "الوسطي" حالياً لفتحِ خطوط تواصل جديدة مع سوريا عبر بوابة نجله تيمور. واقعياً، ما الذي يمنع ذلك طالما أنّ جنبلاط على تنسيقٍ مع حليف سوريا الأول في لبنان، أي "حزب الله"؟ ما الذي يجعل جنبلاط بعيداً عن دمشق طالما أنّ كل الطرق باتت توصل إليها سعودياً وعربياً؟
أن يقول الأسد إنّ سوريا لا تقف ضدّ أحد في لبنان وإنها ضدّ إلغاء أي طرف، فإنّ ذلك يعني أن أغلب الأطراف مقبولة بالنسبة لدمشق. ولكن، أين تكمن الرسالة الأعمق في ظل هذ الظرف؟ ماذا يقصد الأسد من كلامه وسط حرب غزة وأحداث جنوب لبنان التي قد تُغير خارطة المنطقة؟ ماذا يعني حينما ينطقُ بهذا الموقف ومعركة رئاسة الجمهورية في لبنان على أشدّها؟
إلى جانب جنبلاط، أول من يمكن الإستفادة من مواقف الأسد هو رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الذي كان يطمحُ لزيارة سوريا أواخر العام الماضي لكنه لم يتمكّن من ذلك حتى الآن. بالنسبة لرئيس "التيار"، فإنّ التنسيق مع سوريا الآن بات أسهل طالما أن الأسد فتح الأبواب العريضة أمام ذلك، وقد يكون الظرف مناسباً لباسيل لتقديم أوراق اعتماد سياسية لدى دمشق قد تساهم في التمهيد نحو مكاسب أكبر له في لبنان.
المسألة أيضاً لا تقف عند هذا الحد.. فتأكيد سوريا انفتاحها على أيّ طرف يعني أن قد تعودُ إلى لبنان من بوابة التنسيق، ومن بوابة تثبيت نفسها مُجدداً كمؤثر وكـ"قِبلة" للسياسيين الراغبين بالتعامل معها بغض النظر عن مسيرة الخصومة. الأمرُ هذا يعني أن الأسد يتحدث من موقعٍ قوي، وما حظيَ به من دعمٍ عربيّ خلال الفترات القليلة الماضية، جعلهُ يعطي لبنان مساحةً أيضاً من الإهتمام بعدما كان هناك إبتعادٌ واضح.
في الواقع، إن كان الأسدُ يطمحُ لأن تكون العلاقات مع لبنان جيدة، فأول ما يمكن فعله، بحسب مصادر سياسية، هو الضغط باتجاه طرح ملف النازحين على الطاولة. الدورُ هنا يبدأ من جهة "حزب الله" وحلفائه قبل أيّ شيء، علماً أن الحزب قد يكونُ الراعي الأول لأي علاقة بين سوريا وأي طرفٍ آخر في لبنان، لأنه سيكون السبيل الأول للتلاقي مع دمشق.
في خلاصة القول، يمكن أن يكون لبنان في صُلب الإهتمام السوري خلال المرحلة الآتية، وقد تساهم الظروف الإقليمية الحالية رغم التوترات، في تقوية سوريا أكثر وجعلها أمام ترتيبات مرتبطة بتحالفات جديدة داخل لبنان.. والسؤال الأبرز: من سيكون الزائر اللبناني الجديد إلى سوريا؟ من سيسبق الآخر إلى دمشق؟ فلننتظر ونُراقب!!!
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان یعنی أن
إقرأ أيضاً:
من هو ماهر النعيمي الذي عاد لسوريا بعد غياب 14 عاما؟ (شاهد)
وثّقت وسائل الإعلام السورية، في الساعات القليلة الماضية، عددا من الصور ومقاطع الفيديو، لوصول من يوصف بكونه: الرائد المنشق عن نظام بشار الأسد المخلوع، ماهر النعيمي، إلى مطار دمشق الدولي، وذلك عقب غياب دام 14 عاما.
واستقبل النعيمي، في المطار، أفرادٌ من عشيرته وأقاربه، فيما عبّر خلال تصريحات لـ"تلفزيون سوريا"، عن سعادته البالغة بعودته إلى بلده سوريا التي وصفها بـ"بلد الجميع".
وتحدّث النعيمي، عن مشاعر الاشتياق التي رافقته طوال فترة الغياب، بالقول إنّ: رؤية دمشق من جديد تعدّ لحظة فارقة في حياته، آملا في أن تكون هذه العودة بداية جديدة لكل السوريين، للتعالي على الجراح وبناء دولة قائمة على الوحدة والتسامح.
بعد 14 عاما من تاريخ انشقاقه عن قوات النظام المخلوع
الرائد ماهر النعيمي يعود إلى #دمشق وسط استقبال حافل.. وهذه رسالته إلى السوريين والإدارة الجديدة@adn2n93#تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/LidsSb9Zy7 — تلفزيون سوريا (@syr_television) January 17, 2025
كذلك، اعتبر الرائد المنشق عن نظام بشار الأسد المخلوع، أنّ: "بناء الوطن يبدأ من الفرد الذي يسهم في تعزيز قيم المجتمع لتحقيق الاستقرار والتنمية"، فيما أكّد "أهمية الحفاظ على الإنجازات التي حققها السوريون بعد سنوات من النضال".
وتابع: "الحقوق يجب أن تُسترد عبر القانون وليس عن طريق الأفراد" موضحا: "عصر الأسد انتهى، وعلينا أن نتحد تحت سقف الدولة ورمز العلم الذي اخترناه للتعبير عن وحدتنا".
من هو النعيمي؟
الرائد ماهر إسماعيل الرحمون النعيمي، من مواليد قرية معرزاف بمحافظة حماة، هو ضابط سابق في الحرس الجمهوري السوري. غير أنه انشقّ عن النظام في 21 أيلول/ سبتمبر 2011، لينضم عقب انشقاقه إلى لواء الضباط الأحرار، ليصبح فيما بعد الناطق باسم ما يسمى بـ"الجيش السوري الحر".
ووفق موقع "الذاكرة السورية"، فقد أسس النعيمي، كتيبة "معاوية بن أبي سفيان" في دمشق في أيلول/ سبتمبر 2011، قبل أن ينتقل للعمل في الشمال في وقت لاحق ويشارك في تأسيس ألوية وكتائب "أحفاد الرسول".
أيضا، لعب النعيمي، دورا بارزا في تأسيس عدد من المجالس العسكرية الخاصة بـ"الجيش الحر"، منها "المجلس العسكري المؤقت للجيش السوري الحر" الذي أسسه برفقة العقيد رياض الأسعد وعدد من الضباط المنشقين في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2011.
إلى ذلك، انضم لاحقا إلى "المجلس العسكري الثوري الأعلى" بقيادة العميد مصطفى الشيخ، الذي تشكل في 6 شباط/ فبراير 2012، وأصبح ناطقا باسمه. فيما لم يعد للنعيمي منذ أواخر عام 2013 أي نشاط واضح على المستوى العسكري أو السياسي.