القدس المحتلة-سانا

شجرة السرو الخضراء المزينة بالنجوم والأضواء وضحكات الصغار والأهل والأصدقاء.. الشوق للهدية التي ننتظر من بابا نويل إحضارها.. الشوكولا والحلويات.. الولائم التي تعدها الأمهات والجدات بالكثير من الحب.. الموقد الذي تتجمع العائلة حوله لتزيد أحاديثها الدفء الذي تنشره النار.. مظاهر فرحٍ قتلها الاحتلال الإسرائيلي في حربه المتواصلة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لليوم التاسع والسبعين.

تحت أهوال قصف طيران الاحتلال ومدفعيته ووسط الخوف والدمار والمجازر التي تنشرها قواته في جميع المناطق.. دون شجرةٍ وزينة.. شموعٍ وهدايا.. طعامٍ ومأوى.. يستقبل أهالي القطاع عيد الميلاد المجيد.. وحدها أمنية السلام ما زالت باقية في قلوبهم.. يسمعها كل العالم لكن الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة تصر عبر دعمها الاحتلال وتأمين الحماية له أن تكون هدايا العيد من نارٍ وبارود.. قنابل وصواريخ تمزّق الأطفال وذويهم إلى أشلاء.. تحوّل المنازل إلى ركام.. والأرض إلى كتلة نار تحرق الأخضر واليابس.

فرحة عيد الميلاد التي كانت منقوصة في كل عام بسبب منع الاحتلال المسيحيين المقيمين في القطاع من التوجه إلى مدينة بيت لحم في الضفة الغربية للاحتفال بأعياد الميلاد والتواصل مع أقربائهم، أصبحت مسلوبة بالكامل هذا العام، جراء حرب الإبادة الجماعية المستمرة بحق أهالي القطاع منذ السابع من تشرين الأول الماضي، حيث لم تتزين شوارع وازقة مدينة بيت لحم مهد السيد المسيح ابتهاجاً بأعياد الميلاد كعادتها في هذا الوقت من العام، إذ خلت من أي مظاهر احتفالية، حتى شجرة الميلاد التي جرت العادة بنصبها في ساحة كنيسة المهد غابت لأول مرة منذ إضاءتها في عام 1994.

راعي كنيسة المهد للروم الأرثوذكس الأب عيسى ثلجية قال: لأول مرة نرى كنيسة المهد تخلو من السياح والزوار، وهذا لم نشهده حتى خلال فترة وباء كورونا، بيت لحم يخيم عليها الحزن والألم جراء الوضع الصعب الذي وصلنا إليه بفعل عدوان الاحتلال على قطاع غزة والضفة الغربية، مضيفاً: لن تكون هناك احتفالات كما أقر مجلس الكنائس بل سيقتصر إحياء عيد الميلاد على إقامة الشعائر الدينية داخل الكنيسة، وستكون الصلوات من أجل أن يتوقف القتل والدمار في غزة، وأن يحل السلام والأمان.

كنيسة الميلاد الإنجيلية اللوثرية التاريخية في بيت لحم أعدّت زينة مختلفة باستخدام الأنقاض بدلاً من شجرة عيد الميلاد رفضاً لعدوان الاحتلال على القطاع.

وقال قس الكنيسة منذر إسحاق: بينما تُرتكب الإبادة الجماعية ضد شعبنا في غزة، لا يمكننا الاحتفال بميلاد يسوع المسيح هذا العام بأي شكل من الأشكال، لا نشعر بالرغبة في الاحتفال، وبدلاً من تزيين شجرة عيد الميلاد اختارت الكنيسة زخرفةً مصنوعة من الأنقاض ترمز إلى الدمار في غزة، وتتضمن الزخرفة كومةً مكوّنة من قطع خرسانية حول غصن زيتون، وفي وسط هذه الكومة توضع لعبة على هيئة طفل ملفوف بالكوفية الفلسطينية، لاستحضار مشهد طفل رضيع عالق تحت الانقاض وحول هذا الحطام تم ترتيب أغصان الاشجار المكسورة والايقونات المختلفة والشموع.

وأضاف إسحاق: أردنا أن نقول للكنائس في جميع أنحاء العالم: للأسف، عيد الميلاد في فلسطين هكذا.. سواء كنا مسيحيين أو مسلمين، هذا هو الوضع الذي نمر به.. نحن نتعرض لحرب إبادة جماعية تستهدف جميع الفلسطينيين.

وللأسف، عندما نفكر في ولادة السيد المسيح، نفكر في الأطفال الذين قُتلوا بوحشية في غزة.

كما أعلن بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس إلغاء جميع الفعاليات الاحتفالية بعيد الميلاد المجيد هذا العام، واقتصارها على الصلوات والطقوس الكنسية والدينية.

المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس طالب جميع المسيحيين في العالم أن يتذكروا فلسطين الجريحة.. أرض الميلاد التي تنزف دماً، والصلاة من أجل الشعب الفلسطيني واتخاذ مواقف جريئة تدافع عنه وتطالب بوقف الحرب والعدوان على قطاع غزة الذي يعيش الفلسطينيون فيه آلاماً تعجز الكلمات عن وصفها.

عدوان الاحتلال الذي استهدف كل شبر في القطاع طال حتى الكنائس والأديرة، حيث قصف ثلاث كنائس بينها كنيسة القديس بروفيريوس ثالث أقدم كنيسة في العالم التي يعود تاريخ بنائها إلى عام 425 ميلادي ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات ممن لجؤوا إلى هذه الكنائس هرباً من القصف.

عيد الميلاد رسالة محبة وسلام كان يمكن أن يترجمها مجلس الأمن الدولي خلال جلسته قبل يومين بقرار يلزم الاحتلال بوقف عدوانه على قطاع غزة والسماح بإدخال المساعدات إليه دون قيود لإنقاذ حياة 2.4 مليون فلسطيني مهددين بالموت جوعاً أو برداً أو بانتشار الأوبئة والأمراض، إن نجوا من قصف الاحتلال وإعداماته الميدانية ومن التعذيب الوحشي في معتقلاته، إلا أن الولايات المتحدة استخدمت “الفيتو” لتمنع بذلك المجلس للمرة الخامسة خلال العدوان من اعتماد قرار لوقفه مانحة الاحتلال الضوء الأخضر والمزيد من الوقت لسفك دم الفلسطينيين دون مساءلة او محاسبة.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: عید المیلاد قطاع غزة بیت لحم فی غزة

إقرأ أيضاً:

مشاهد مرعبة لاقتحام عشرات المسلحين حفل عيد ميلاد بمدرسة في لندن

تحول حفل عيد ميلاد أقيم في قاعة مدرسية بشرق العاصمة البريطانية لندن إلى مشهد عنف وفوضى، بعدما اقتحم نحو 50 شابا مسلحين بالسكاكين والسواطير المكان، مما أدى إلى إصابة مراهقَين ونقل عدد من الحضور إلى المستشفى وسط حالة من الذعر.

الواقعة المروعة حدثت في قاعة ملحقة بمدرسة "إلم بارك" الابتدائية في منطقة هافرينغ، حيث كان يُحتفل بعيد ميلاد فتاة تبلغ (16 عاما). وبينما كان الحفل جاريا مساء السبت، اقتحم العشرات من الشباب القاعة، واندلع شجار عنيف استمر لنحو ساعتين.

وبحسب بيان الشرطة البريطانية، فقد تم استدعاء الدوريات بعد الساعة التاسعة مساء، حيث واجه الضباط مجموعة "عدوانية" من المراهقين، اعتدت على عناصر الشرطة خلال محاولتهم تفريق الحشود، مما اضطر السلطات لاستخدام الكلاب البوليسية وفرق التدخل السريع.

A gang of 50 armed youths crashed a 16-year-old's birthday party in Elm Park, in East London.

A 15-year-old girl has been hospitalised after being attacked by the gang after leaving the venue.

Three teenagers have been arrested for "assaulting emergency workers". pic.twitter.com/rcr7Ojoije

— Turning Point UK ???????? (@TPointUK) March 23, 2025

إعلان

نُقل مراهقان، أحدهما في الـ16 من عمره والآخر يبلغ 19 عاما، إلى المستشفى لتلقي العلاج، ووُصفت حالتيهما بالمستقرة. كما عولج عدد من رجال الشرطة في موقع الحادث بعد إصابتهم بجروح طفيفة أثناء التدخل.

وتداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لقطات تظهر عشرات المراهقين وهم يفرّون من المكان في حالة من الهلع، بينما انتشرت قوات الشرطة في الشوارع المجاورة لإخلاء المنطقة وضبط المتورطين.

وقالت إحدى الأمهات لصحيفة "هافرينغ ديلي" إن ابنتها ذات الـ15 عاما تعرّضت لهجوم لاحق في القطار أثناء محاولتها العودة من الحفل، حيث لحقت بها المجموعة نفسها، ووقعت اشتباكات جديدة داخل القطار، مؤكدة أن ابنتها لا تزال تتلقى العلاج في المستشفى.

View this post on Instagram

A post shared by Daily Tuesday (@dailytuesday.co.uk)

وصرح أحد السكان المحليين بأن الحي شهد مشهدا غير مسبوق من الفوضى، وقال "رأينا ما لا يقل عن 50 شابا يركضون في الشوارع، يُلقون أسلحة في مداخل المنازل، ويشتبكون مع الشرطة بشكل عنيف".

بدورها، أكدت شرطة العاصمة أن 3 مراهقين تم توقيفهم في موقع الحادث بتهمة الاعتداء على موظفي الطوارئ، وتم الإفراج عنهم لاحقا بكفالة. كما فُتح تحقيق واسع لتحديد ملابسات الحادث، والجهات المسؤولة عن تنظيم الحفل وسلامته الأمنية.

وتواجه المدرسة والمنظمون انتقادات حادة، بسبب غياب إجراءات التأمين الكافية، خاصة في حدث مخصص للمراهقين.

مقالات مشابهة

  • أولى قبائل الرياض :أسرار طسم وجديس وصراعها الدموي قبل 400 عام قبل الميلاد .. فيديو
  • سوري ينعى شقيقه الذي قضى برصاص الاحتلال الإسرائيلي بدرعا.. ويتوعد (شاهد)
  • رامي عياش: لقبت بـ الطفل المعجزة.. وكانت أغني في حفلات المدرسة وأعياد الميلاد
  • مشاهد مرعبة لاقتحام عشرات المسلحين حفل عيد ميلاد بمدرسة في لندن
  • سعر استخراج شهادة الميلاد 2025.. تعرف عليها
  • عبد المسيح: مبروك لابن الكورة العميد ألفرد حنا تعيينه رئيسًا لهيئة الأركان في قوى الأمن
  • الأردن: إجراءات الاحتلال التي تستهدف تهجير الغزيين باطلة
  • وفد ياباني يزور محطة بئر الأسطى ميلاد ضمن خطة لدعم الشبكة العامة للكهرباء
  • جيش الاحتلال يقول إن الفرقة التي نفذت عمليات في لبنان تستعد للعمل في غزة
  • إستشهد وهو يصلي القيام في خيمته .. من هو صلاح البردويل الذي اغتاله الاحتلال؟