تتفق استطلاعات الرأي كلها على أن الوضع السياسي للرئيس جو بايدن أضعف مما كان عليه، وضع باراك أوباما في هذه المرحلة قبل إعادة انتخابه، وأضعف مما كان عليه وضع دونالد ترامب قبل عام من خسارته انتخابات 2020.

ترامب لا يفوز إلا بالطرح، لا بالجمع

وأظهر استطلاع لشبكة "أن بي سي نيوز" الأمريكية أن نسبة تأييد بايدن انخفضت إلى 40%، وهي أدنى نسبة خلال رئاسته، وتقارَن مع 46% لأوباما في ديسمبر (كانون الأول) 2011، و44%  لترامب في ديسمبر (كانون الأول) 2019، حسب نسخ سابقة من الاستطلاع.

تتوافق النتائج مع استطلاعات رأي أخرى على المستوى الوطني وعلى مستوى الولايات تظهر معدل تأييد بايدن في الثلاثينات والأربعينات. علاوة على ذلك، أنهى بايدن السنة متخلفاً بفارق ضئيل عن ترامب في مواجهة افتراضية، وفق استطلاع أن بي سي، وإن كان ضمن هامش الخطأ، وهو ما لم يصل إليه أوباما قط ضد ميت رومني في 2012.

ولعل الأمر الأكثر إثارة للقلق لبايدن هو أن استطلاع شبكة أن بي سي واستطلاعات أخرى تشير إلى أن التحالف الديموقراطي انهار قبل أقل من سنة من انتخابات 2024 العامة، إذ شهد بايدن انخفاضاً في معدلات التأييد ليس فقط بين المستقلين ولكن أيضاً بين الناخبين الشبان، واللاتينيين، وحتى الناخبين السود.

President Biden’s approval rating is declining, according to recent national and battleground-state polling. https://t.co/UY4BsWWzui

— NBC News (@NBCNews) December 23, 2023

وقال الخبير الديموقراطي في استطلاعات الرأي جيف هورويت الذي شارك في تنظيم استطلاع أن بي سي، مع الجمهوري بيل ماكينتورف: "بكل المقاييس، جو بايدن في وضع أضعف اليوم مما كان عليه عندما فاز في انتخابات 2020".
ومن أسباب اهتزاز موقف بايدن، التضخم والتباين بين الأجور والأسعار، والمخاوف من عمره ولياقته، والحرب بين إسرائيل وحماس، التي أدت إلى انقلاب بعض الناخبين الشبان ضده.
وقال الخبير الديموقراطي في استطلاعات الرأي كورنيل بيلشر: "لا يمكن للديمقراطيين أن يولدوا أغلبية وطنية دون ظهور قوي للناخبين الأصغر سناً".
مع ذلك، يعتقد هؤلاء الاستراتيجيون الديموقراطيون، وغيرهم، أن تراجع أرقام بايدن في استطلاعات الرأي، كما هو الحال الآن، لا ينبئ بما قد يحدث في الانتخابات العامة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وأشاروا إلى عوامل عدة يجب مراقبتها في السنة المقبلة.

عندما يعتلي ترامب المسرح

بداية، يرى الديموقراطيون أنه يمكن لبايدن أن يستفيد على حساب ترامب، من المحاكمات والتحديات القانونية المتعددة التي يواجهها في 2024.
وقال هورويت، الخبير الديموقراطي في استطلاعات الرأي: "في الوقت الحالي، ينصب التركيز على جو بايدن أكثر من ترامب". وأضاف "لكن من المرجح أن يتغير هذا على مدار 2024، حيث ستحتل المحاكمات الرباعية لترامب وشهادته مركز الصدارة".
في الواقع، وجد استطلاع وطني لصحيفة نيويورك تايمز بالتعاون مع كلية سيينا أن نصف المستقلين، وحتى 13% من الذين يصفون أنفسهم بجمهوريين يعتقدون أنه يجب إدانة ترامب بمحاولة قلب نتائج الانتخابات الرئاسية في 2020، وهي المواقف التي يمكن أن تكون ذات أهمية في انتخابات متقاربة.

President Biden’s approval rating is declining, according to recent national and battleground-state polling. https://t.co/mGwUNCkIwR

— NBC News (@NBCNews) December 23, 2023

وقال الخبير الاستراتيجي الديموقراطي سيمون روزنبرغ إن "مستويات ترامب الأولمبية من الأعباء ومعاناة ماغا في 2018 و2020 و2022 و2023 تتعرض للتقليل من شأنها بشكل كبير في الوقت الحالي". وماغا هي إشارة إلى تيار ترامب السياسي "اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى".

سجل خاسر  وقال روزنبرغ إن ما يُقلل من شأنه أيضاً الآن هو أداء الحزب الديموقراطي في الانتخابات بعد أن ألغت المحكمة العليا الحق الدستوري في الإجهاض.
ويتضمن هذا الأداء الانتخابي احتفاظ الديموقراطيين بالسيطرة على مجلس الشيوخ بعد الانتخابات النصفية في 2022، فضلاً عن الانتصارات الانتخابية الرئيسية في كنتاكي، وفيرجينيا في نوفمبر (تشرين الثاني).
وتابع روزنبرغ "بالنسبة لي، إن أهم البيانات الانتخابية لدينا الآن، هي الأداء المتزايد للديموقراطيين منذ دوبس والذي انتقل إلى  2023" في إشارة إلى قرار المحكمة العليا الذي أبطل حكم رو ضد وايد، أي حق الإجهاض.
وأضاف "باعتباري محتراف، أفضّل أن أكون الفائز في الانتخابات بكل تعقيداتها... بدل أن أكون الذي قد يتمتع بميزة طفيفة في استطلاعات الرأي على بعد 11 شهراً، ويستمر في الخسارة والأداء الضعيف أمام الناخبين الفعليين".
وعزا المحللون السياسيون النجاحات الانتخابية التي حققها الديموقراطيون في 2022 و2023 إلى إعادة الاصطفاف السياسي حيث أصبح الديموقراطيون أكثر اندفاعاً نحو الانتخابات ذات الإقبال المنخفض. ويبقى السؤال هل  يترجم النجاح في الانتخابات الرئاسية ذات الإقبال المرتفع في 2024. التصور و الأداء الاقتصادي لا يزال الديموقراطيون متفائلين أيضاً بأن الأرقام الاقتصادية الوطنية الإيجابية، معدل بطالة أقل من 4 %، ومئات آلاف الوظائف التي تولّد كل شهر، وتباطؤ معدل التضخم، يمكن أن تترجم إلى مواقف شخصية أكثر إيجابية من الاقتصاد في 2024، رغم آراء الجمهور السلبية في تعامل بايدن مع القضية.
وقال 38 % فقط من الناخبين إنهم يوافقون على سجل بايدن الاقتصادي في استطلاع شبكة أن بي سي، في  نوفمبر (تشرين الثاني).
وقال هورويت: "الاقتصاد، بما في ذلك تكاليف المعيشة، يُظهر علامات تحسن حقيقية وهامة".
وأضاف "على عكس انتخابات 1992، عندما أعرب مستشارو جورج أتش دبليو بوش عن أسفهم لأن التحسنات الاقتصادية جاءت متأخرة للغاية ليشعر الناخبون بها حينها، ثمة علامات قوية تشير إلى أن من المرجح أن نتجنب الركود، وأن تأثير التضخم قد يبدأ في الانحسار". فماذا لو كانت وجهات النظر لبايدن راسخة؟
هذا ما يقلق الديموقراطيين، فاحتمال أن تكون وجهات النظر  لبايدن قد تحددت بالفعل، بصرف النظر عما يحدث لترامب في قاعة المحكمة، أو إذا تحسن الاقتصاد.
وبالنسبة لهورويت، فإن سبب تشاؤم الديموقراطيين، إذا كانت "وجهات النظر لبايدن ثابتة وأنه غير قادر على تحويل التركيز مرة أخرى إلى ترامب".
مما يثير قلق هورويت أيضاً هو إذا كان "الإقبال بين الناخبين الأصغر سناً والسود واللاتينيين منخفضاً، وفي الوقت نفسه، لم تكن هوامشه مع هؤلاء الناخبين كبيرة كما في 2020".
وأضاف هورفيت أن ثمة بعد ذلك التأثير المحتمل لمرشحي طرف ثالث، والذين يمكن أن يكونوا بمثابة أصوات احتجاجية حيوية لناخبي بايدن الساخطين.
وحجم التصويت لطرف ثالث مهم، بالنظر إلى سقف ترامب الواضح الذي تراوح بين 46 إلى 47%  في انتخابات 2016 و2020.
وقال بيلشر، الخبير الديموقراطي في استطلاعات الرأي: "ترامب مرشح لنسبة 47%، وأغلبية الأمريكيين لن تدعمه أبداً". وأضاف "ترامب لا يفوز إلا بالطرح، لا بالجمع".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة بايدن فی الانتخابات أن بی سی

إقرأ أيضاً:

التكبالي: الفيدرالية في هذا الوقت تعني تقسيم ليبيا أطرافاً أطرافاً

أكد عضو مجلس النواب، علي التكبالي، أن الفيدرالية في هذا الوقت تعني تقسيم ليبيا أطرافا أطرافا، مشيرا إلى أنه قد نرى في هذه الحالة برقة البيضاء والحمراء، وفي كل منهما ستكون هناك مشايخ.

وقال التكبالي، في تصريحات لـ«العربية الحدث»: أوضاع الجنوب في أسوأ ما يكون، ولكن هذا لا يدعونا للإسراع إلى الفيدرالية أو التقسيم، في طرابلس سوف يتدخل الإيطاليون والأتراك، وسوف يتدخل الفرنسيون أيضا، وفي فزان سوف يتدخل التبو، وسوف ينادي الطوارق بحقهم المشروع”.

وأضاف “نحن في مأزق، ومخرجنا الوحيد التضامن وأن تكون ليبيا واحدة، ومجلس النواب للأسف لا يستمع له أحد، وهو في أكثر الأحيان أخرج القوانين التي لم يستمع لها أحد، ونسمع اليوم عما تفعله مؤسسة النفط، رغم أن النواب منع التعاطي في أي شأن يخص مال الليبيين”.

وتابع “النواب ليس له دور كبير كما يظن البعض أكثر من إخراج القوانين”.

وكان النائب بالمجلس الرئاسي”موسى الكوني” قد شدد خلال لقائه بالسفير البريطاني أمس الأحد على ضرورة العمل بنظام الأقاليم الثلاثة وبمجالس تشريعية مستقلة مدعياً أنه الطريق لضمان الاستقرار في كل مناطق ليبيا.

الوسومالتكبالي الفيدرالية الكوني ليبيا

مقالات مشابهة

  • شيخ العقل تلقى اتصالا استقبل تيمور جنبلاط ونواب اللقاء الديموقراطي
  • مقامرة ترامب الجديدة والخطيرة
  • مجلس المفوضية يعقد اجتماعاً لمتابعة عملية «تسجيل الناخبين»
  • أستاذ علوم سياسية: الرأي العام العالمي يتفق مع الموقف العربي تجاه حل الدولتين
  • العراق.. انتخابات على وقع قلق العقوبات والتدخلات الخارجية
  • ماذا تعني المناطق الإسرائيلية في لبنان وسوريا وغزة؟
  • التكبالي: الفيدرالية في هذا الوقت تعني تقسيم ليبيا أطرافاً أطرافاً
  • السايح يبحث مع تيته استعدادات المفوضية لتنظيم انتخابات المجالس البلدية
  • معلقًا على موقف النويري.. العرفي: لا تغيير في موقف البرلمان.. الانتخابات يجب أن تكون رئاسية أو متزامنة
  • استطلاعات الرأي الإسرائيلية تمنح بينيت أفضلية على الليكود في الانتخابات