تطمين من البرلمان: الدولار يتجه نحو السعر الرسمي والأزمة أمريكية مفتعلة
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
بغداد اليوم - بغداد
علقت اللجنة المالية البرلمانية، اليوم الأحد (24 كانون الأول 2023)، على الانخفاض المستمر في سعر صرف الدولار في السوق الموازي، فيما وضفت أزمة الدولار بأنها مفتعلة.
وقال عضو اللجنة معين الكاظمي، لـ"بغداد اليوم"، ان "الانخفاض المستمر في سعر صرف الدولار بالسوق الموازي يؤكد نجاح الحكومة في إيجاد حلول سريعة لازمة الدولار المفتعلة من قبل الجانب الأمريكي، والعراق خلال الفترة الماضية عمل على إيجاد حلول لهذه الازمة عبر تنويع سلة العملات الأجنبية في التعاملات الخارجية وغيرها من الخطوات العملية".
وأكد الكاظمي، ان "سعر الصرف في السوق الموازي، سيبقى بانخفاض بشكل تدريجي خلال الفترة القليلة المقبلة، وهناك إمكانية كبيرة للوصول الى السعر الرسمي المقر من قبل البنك المركزي العراقي، خصوصاً ان تحركات السلطة النقدية مستمرة لتقوية الاقتصاد العراقي الوطني".
وتوقع الخبير الاقتصادي عبد الرحمن المشهداني، يوم أمس السبت (23 كانون الأول 2023)، انخفاضًا تدريجيًا مستمرًا في اسعار صرف الدولار خاصة في النصف الثاني من شهر كانون الثاني 2024.
وقال المشهداني في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن" اسعار صرف الدولار في السوق الموازي بالعراق بانخفاض مستمر ولو كان بشكل طفيف لكنه تدريجي ومستمر، لافتا الى ان اجراءات البنك المركزي وقرارته وآليات عمل الحكومة كلها اسهمت مجتمعة في دفع اسعار الصرف للانخفاض".
واضاف، انه" رغم زيادة الطلب على شراء الدولار مع نهاية 2023 بسبب سفر عدد ليس بالقليل من العراقيين للخارج لاسباب متعددة، ومنها قضاء عطلة نهاية السنة، لكن في كل الاحوال فأن سعر الصرف سينخفض مرة اخرى وبشكل تدريجي ليصل الى 145 الف دينار لكل 100$ في النصف الثاني من شهر كانون الثاني 2024.
وكشف الخبير في الشأن المالي، ناصر الكناني، يوم الخميس (21 كانون الأول 2023)، عن سبب انخفاض سعر صرف الدولار في السوق الموازي.
وقال الكناني، لـ"بغداد اليوم"، ان "أبرز أسباب هذا الانخفاض، هو تقليل والحد من الحوالات السوداء، وهذا بسبب الاتفاق العراقي الأخير على تمويل التجارة الخارجية بغير الدولار خصوصاً مع الجانب التركي".
وتوقع "استمرار انخفاض سعر الصرف بشكل تدريجي، خصوصاً مع الحد من الحوالات السوداء، لكن وصول سعر الصرف في السوق الموازي الى السعر الرسمي يتطلب مزيد من الوقت".
وبين الكناني، ان "الانخفاض سيكون تدريجياً وبشكل بطيء جداً خلال الفترة المقبلة".
ويشهد السوق الموازي في بغداد والمحافظات تراجعاً ملحوظاً في سعر صرف الدولار أمام الدينار وبلغ سعر البيع في مكاتب الصيرفة بالعاصمة مساء اليوم، 152,400 دينارا لكل مائة دولار، وفي أربيل 152,650 ديناراً، وفي البصرة 152,300 ديناراً.
وكان البنك المركزي العراقي، أعلن في 14 من الشهر الجاري، التوصل إلى اتفاق مع البنك الفيدرالي الأميركي والخزانة الأميركية بشأن تلبية احتياجات العراق من شحنات الدولار النقدي للعام المقبل.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: فی السوق الموازی سعر صرف الدولار بغداد الیوم سعر الصرف
إقرأ أيضاً:
بكين تفرمل ضخّ الأموال في الأسواق الأمريكية: انسحاب تدريجي من صناديق الأسهم الخاصة ردًا على التصعيد التجاري
يمانيون../
كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن أن الصين بدأت بخطوات حاسمة للتراجع عن استثماراتها في صناديق الأسهم الخاصة الأمريكية، في سياق ما وصفته الصحيفة بـ”التصعيد الجديد في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين”، التي تجددت في ظل السياسات الحمائية التي يعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضها، بما في ذلك الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مالية مطلعة ومسؤولين تنفيذيين في شركات استثمارية، أن صناديق الثروة السيادية الصينية، المدعومة من الدولة، أوقفت جميع استثماراتها الجديدة في كبرى شركات رأس المال الخاص في الولايات المتحدة، بما يشمل كيانات مثل “بلاكستون” و”تي بي جي” و”كارلايل”، في خطوة تؤشر إلى إعادة هيكلة شاملة للاستراتيجية المالية الصينية تجاه السوق الأمريكية.
ويأتي هذا التحول الحاد، بحسب الصحيفة، نتيجة ضغوط مباشرة من السلطات الصينية، التي باتت ترى أن تدفق الأموال إلى السوق الأمريكية لم يعد يحقق مصلحة وطنية، في ظل التصعيد السياسي والاقتصادي من واشنطن، والذي بات يهدد استقرار العلاقات التجارية بين الجانبين.
وذكرت الصحيفة أن مؤسسة الاستثمار الصينية (CIC)، أحد أبرز صناديق الثروة السيادية في العالم، كانت في طليعة المؤسسات التي بادرت بتجميد استثماراتها في السوق الأمريكية، لتنضم إليها لاحقًا مؤسسات مماثلة تعمل تحت مظلة الدولة الصينية.
كما أوضح التقرير أن هذا الانسحاب لا يقتصر على الصفقات المستقبلية، بل يشمل أيضًا جهودًا لإعادة هيكلة استثمارات حالية، خاصة تلك التي تمّت عبر شركات استحواذ خارج الولايات المتحدة، لكنها تستثمر فعليًا في السوق الأمريكي.
وتشير المعطيات إلى أن هذا التوجه الاستراتيجي الجديد لا يأتي فقط كرد فعل اقتصادي، بل يعكس تصعيدًا سياسيًا مدروسًا من جانب بكين، في وقت تتعرض فيه لقيود متزايدة على صادراتها، وسط محاولات أمريكية لتقليص الاعتماد على سلاسل التوريد الصينية.
تنويع الوجهات الاستثمارية
في المقابل، تسعى الصين إلى توجيه استثماراتها نحو أسواق بديلة ذات طابع أكثر استقرارًا سياسيًا، وفقًا للتقرير، إذ كثفت شراكاتها الاستثمارية في دول أوروبية وآسيوية من بينها المملكة المتحدة، فرنسا، اليابان، السعودية، وإيطاليا.
ويرى مراقبون أن هذا التحول الصيني يحمل رسائل اقتصادية ذات طابع سياسي، تؤكد رفض بكين لمحاولات الهيمنة الاقتصادية الأمريكية، وتعيد رسم خريطة العلاقات الاستثمارية بين القوى الكبرى.
ويُتوقع، بحسب ما نقله التقرير عن محللين اقتصاديين، أن يؤثر هذا التراجع الصيني على أداء عدد من كبريات شركات رأس المال الخاص في الولايات المتحدة، التي كانت تعتمد على تدفقات رأس المال الآسيوي، وخصوصًا من الصين، كمصدر رئيسي للنمو والتوسع.
خسائر متوقعة للاقتصاد الأمريكي
مع تراجع شهية الاستثمارات الصينية في السوق الأمريكية، تتجه الأنظار إلى تأثير ذلك على الاقتصاد الأمريكي الذي يعاني أصلًا من تداعيات الحرب التجارية، والتي انعكست على مؤشرات النمو، وتسببت في تراجع قدرة الشركات الأمريكية على الوصول إلى التمويل الأجنبي.
في السياق ذاته، يرى محللون أن واشنطن قد تواجه ضغوطًا إضافية في الأشهر القادمة، إذا ما قررت الصين توسيع نطاق التراجع ليشمل سندات الخزانة الأمريكية أو الاستثمارات العقارية، وهو ما قد يشكل هزّة مؤلمة لأسواق المال الأمريكية.
ومع استمرار إدارة ترامب في اعتماد نهج المواجهة التجارية، تتعزز فرضية دخول العالم في مرحلة من “الانقسام الاقتصادي الكبير”، يعيد فيه كل قطب عالمي تشكيل تحالفاته المالية والتجارية بما يخدم مصالحه بعيدًا عن المركزية الأمريكية التي بدأت تتآكل أمام الصعود الصيني المتسارع.