24 ديسمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث: تعكس أكبر 10 مشروعات طاقة متجددة في الشرق الأوسط الوتيرة المتسارعة التي تمضي بها جهود تحول الطاقة من قِبل حكومات المنطقة، في إطار مساعٍ أوسع لتحقيق أهداف الحياد الكربوني وتعزيز أمن الطاقة.

وكثيرًا ما اعتمد الشرق الأوسط على النفط والغاز، ليس فقط لتعظيم الإيرادات، ولكن لتوليد الكهرباء، غير أنه في السنوات الأخيرة رسّخت المنطقة نفسها رائدًا إقليميًا في قطاع الطاقة المتجددة عبر العديد من المشروعات الجاري تنفيذها في هذا الخصوص، وفقا لمنصة الطاقة المتخصصة ومقرها الولايات المتحدة.

وتوقّعت شركة موردور إنتليغنس (Mordor Intelligence) المتخصصة في أبحاث السوق والخدمات الاستشارية أن تنمو سوق الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط بنسبة 13.43% سنويًا خلال المدة من 2023 إلى 2028.

ويأتي هذا النمو مدعومًا –أساسًا- بالخطط الحكومية المختلفة التي تستهدف تعزيز المصادر المتجددة في مزيج الطاقة الوطني للدول.

أكبر مشروعات الطاقة المتجددة
تتسارع وتيرة تنفيذ مشروعات الطاقة النظيفة في العديد من البلدان -حاليًا- ضمن جهود تحول الطاقة، وفيما يلي أكبر 10 مشروعات طاقة متجددة في الشرق الأوسط من حيث التكلفة الرأسمالية، وفق قائمة أعدها موقع مجلة إيكونومي ميدل إيست (Economy Middle East)، نشرتها منصة الطاقة المتخصصة:

1- محطة براكة للطاقة النووية
تتصدّر محطة براكة للطاقة النووية قائمة أكبر 10 مشروعات طاقة متجددة في الشرق الأوسط، وهي ليست أول مشروع رائد من نوعه في الإمارات فحسب، ولكنها أول محطة تجارية من نوعها في العالم العربي أيضًا.

تقع المحطة التي تبلغ تكلفتها الاستثمارية 24 مليار دولار، في منطقة الظفرة بأبوظبي، وكان قد بدأ العمل عليها في عام 2012، ودخلت الوحدتان 1 و3 من المحطة حيز التشغيل بالفعل.

تؤدي المحطة، التي تبلغ سعتها 5600 ميغاواط، دورًا حاسمًا في تنويع مزيج الطاقة في الإمارات؛ إذ تزود 25% من إجمالي استعمال الكهرباء في البلد الخليجي، ومن المتوقع أن تخفض 22 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا (ما يعادل انبعاثات 84 مليون سيارة) ما إن تدخل حيز التشغيل.

2- مجمع محمد بن راشد آل مكتوم
يحتل مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية المرتبة الثانية في قائمة أكبر 10 مشروعات طاقة متجددة في الشرق الأوسط، وتبلغ مساحته 77 كيلومترًا، كما أنه يُصنَّف أكبر مجمع من نوعه في العالم، بتكلفة استثمارية قدرها 13.6 مليار دولار.

تبلغ سعة المجمع الكائن في دبي 5 آلاف ميغاواط، ومن الممكن أن يدخل حيز التشغيل في عام 2030.

ويمتلك المجمع القدرة على خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بما يزيد على 6.5 مليون طن سنويًا، ليسهم في أهداف الحياد الكربوني في دبي بحلول 2050.

كما تحوي المرحلة الرابعة من المشروع أطول برج للطاقة الشمسية في العالم (أكثر من 263 مترًا) وأكبر سعة تخزين للطاقة الحرارية (نحو 6000 ميغاواط في الساعة).

3- مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر
يحل مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر في المرتبة الثالثة بقائمة أكبر 10 مشروعات متجددة في الشرق الأوسط، بقيمة استثمارية قدرها 8.4 مليار دولار.

يقع المشروع في السعودية، وهو نتاج تعاون بين شركات نيوم (NEOM) وأكوا باور (ACWA Power)، وإيربرودكتس (Air Products)، ويضم محطة طاقة شمسية بحرية، ومنشآت لتخزين طاقة الرياح والكهرباء.

الرئيس التنفيذي لأكوا باور: محطة شمسية ضخمة بمشروع نيوم.. وهذه خططنا لمصر والمغرب (حوار)
ويستهدف المشروع إنتاج 600 طن من الهيدروجين الأخضر يوميًا بحلول عام 2026، وهو يخدم رؤية السعودية 2030، كما يستهدف تقليص انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بواقع 5 ملايين طن سنويًا.

4- محطة بنبان للطاقة الشمسية
تأتي محطة بنبان للطاقة الشمسية في المرتبة الرابعة بقائمة أكبر 10 مشروعات طاقة متجددة في الشرق الأوسط، بسعة إجمالية تلامس 1800 ميغاواط.

يقع المشروع في أسوان، ويحوي 41 محطة طاقة شمسية، ويُعد من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم؛ إذ تبلغ مساحته 47 كيلومترًا، ويتألّف من 200 ألف لوحة شمسية.

يأتي المشروع -الذي تبلغ تكلفته الاستثمارية 4 مليارات دولار- في إطار البرنامج المصري لتعرفة تغذية الطاقة المتجددة إف آي تي (FiT)، الذي أُعلن في سبتمبر/أيلول (2014).

5- محطة الشعيبة
يتألّف مشروع الشعيبة للطاقة الشمسية الذي يموّله صندوق الاستثمارات العامة السعودي من محطتي الشعيبة بي في 1 و الشعيبة بي في 2، واللتين تُنتجان 600 ميغاواط و2.031 ميغاواط على الترتيب.

ويحل هذا المشروع وقيمته الرأسمالية 2.4 مليار دولار، خامسًا في قائمة أكبر 10 مشروعات طاقة متجددة في الشرق الأوسط، ولديه القدرة على تشغيل 450 ألف منزل.

وإلى جانب شركة المياه والكهرباء القابضة (بديل) المملوكة ل‍صندوق الاستثمارات العامة، تبرز أكوا باور وعملاقة الطاقة الحكومية أرامكو (Aramco) المطورين الرئيسين للمشروع.

6- مشروع طاقة الرياح بمجمع خليج السويس
تضم قائمة أكبر 10 مشروعات طاقة متجددة في الشرق الأوسط، مشروع طاقة الرياح بمجمع خليج السويس، وهو نتاج تعاون بين شركة أكوا باور السعودية وصندوق الثروة السيادي المصري، وتلامس تكلفته الاستثمارية 1.5 مليار دولار.

تصل سعة المشروع إلى 1100 ميغاواط، ويقع تحديدًا بمنطقة جبل الزيت على الضفة الغربية لخليج السويس، وهو أحد أكبر مشروعات طاقة الرياح في العالم، ويستهدف تشغيل أكثر من مليون منزل، وخفض ثاني أكسيد الكربون بواقع 2.4 مليون طن سنويًا.

7- محطة سدير للطاقة الشمسية
تأتي محطة سدير للطاقة الشمسية في السعودية بالمرتبة السابعة ضمن قائمة أكبر 10 مشروعات طاقة متجددة في الشرق الأوسط، بسعة إجمالي 1500 ميغاواط، وتكلفة استثمارية قدرها 924 مليون دولار.

تُعَد المحطة الكائنة في العاصمة الرياض، ثاني أقل محطة بالعالم في تكلفة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، بواقع 1.239 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة.

وتستهدف محطة سدير إزالة 2.9 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا، وتشغيل 185 ألف منزل، وفق تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

8- محطة نور للطاقة الشمسية
تحل محطة نور للطاقة الشمسية في الإمارات ثامنًا بقائمة أكبر 10 مشروعات طاقة متجددة في الشرق الأوسط، بسعة إجمالية تلامس 1.177 ميغاواط، وقيمة رأسمالية 870 مليون دولار.

تُسهم المحطة في إزالة مليون طن متري من غاز ثاني أكسيد الكربون، وهي تقع في مدينة سويحان بإمارة أبوظبي، وتحوي 3.2 مليون لوحة شمسية موزّعة على مساحة 8 كيلومترات مربعة.

كان بناء المحطة قد انطلق في مايو/أيار (2017)، لكنها لم تدخل حيز التشغيل حتى أبريل/نيسان (2019).

“نور” هي مشروع مشترك بين شركة أبوظبي الوطنية للطاقة، وماروبيني كورب اليابانية، وجينكو سولار القابضة، وتمتلك القدرة على تزويد 90 ألف شخص بالكهرباء.

9- محطة رياح دومة الجندل
في المركز قبل الأخير بقائمة أكبر المشروعات النظيفة، تأتي مزرعة رياح دومة الجندل الواقعة في منطقة الجوف غرب السعودية، بسعة قدرها 400 ميغاواط، وتكلفة استثمارية بلغت 500 مليون دولار.

وبمقدور المحطة التي تُعد الأولى في السعودية والأكبر من نوعها في الشرق الأوسط، تشغيل 70 ألف منزل، كما تستطيع خفض الانبعاثات الكربونية بنحو 1 مليون طن سنويًا.

وتطور المحطة شركات إي دي إف رينيوابولز (EDF Renewables) ومصدر (Masdar) الإماراتية.

10- محطة الخرسعة للطاقة الشمسية
تتذيل محطة الخرسعة للطاقة الشمسية القطرية قائمة أكبر 10 مشروعات طاقة متجددة في الشرق الأوسط، بسعة 800 ميغاواط.

وتستطيع المحطة توفير 10% من الكهرباء في قطر؛ ما يُسهم في إزالة 26 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال عمرها التشغيلي.

وتلامس التكلفة الاستثمارية للمحطة التي تطورها شركات توتال إنرجي (TotalEnergies)، وماروبيني كورب، وسراج باور (Siraj Energy)، 462 مليون دولار.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: ثانی أکسید الکربون للطاقة الشمسیة فی الطاقة المتجددة طاقة الریاح ملیون دولار ملیار دولار فی العالم طن سنوی ا ملیون طن التی ت

إقرأ أيضاً:

تحليل لـCNN: سوريا قد تصبح أكبر مكسب استراتيجي لإسرائيل في الشرق الأوسط الجديد لنتنياهو

تحليل بقلم مصطفى سالم من شبكة CNN

(CNN)--  بعد ساعات فقط من إطاحة المتمردين الإسلاميين بالديكتاتور السوري بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول، وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أطراف مرتفعات الجولان المحتلة، مُطلاً على سوريا، وقال في رسالة مصورة إن هذا السقوط التاريخي سيخلق "فرصاً بالغة الأهمية" لإسرائيل.

مع انزلاق سوريا إلى الفوضى بعد سقوط الأسد، حيث أن شعبها الذي مزقته الحرب يُصارع مستقبلاً غامضاً، وأقلياتها العرقية والدينية تُبدي حذرها من التاريخ "الجهادي" للقيادة الجديدة، رأت حكومة نتنياهو فرصةً سانحة للمضي قدما في مسعاه لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، وهو مساعي تتوخى تقسيم سوريا إلى مناطق حكم ذاتي أصغر.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر لقادة أوروبيين في اجتماع عُقد في بروكسل الشهر الماضي: "لا يمكن لسوريا المستقرة إلا أن تكون سوريا اتحادية تضمّ مناطق حكم ذاتي مختلفة وتحترم أساليب الحياة المختلفة".

ومنذ هجوم حركة “حماس” في 7 أكتوبر/تشرين الأول وما تلاه من صراعات إقليمية، تباهى نتنياهو مرارًا وتكرارًا بـ"تغيير وجه الشرق الأوسط" لصالح إسرائيل، ويرى التطورات في سوريا نتيجة مباشرة لأفعال إسرائيل، وهو الآن ينتهز الفرصة لتوسيع سيطرته الإقليمية وإنشاء مناطق نفوذ من خلال السعي إلى تحالفات مع الأقليات في أطراف سوريا.

وفي الأيام التي تلت الإطاحة بالأسد، أمر نتنياهو بشن هجوم بري غير مسبوق في سوريا، مما دفع القوات الإسرائيلية إلى عمق أكبر في البلاد من أي وقت مضى، وأدى إلى قلب 50 عامًا من الوفاق الضمني بين إسرائيل وعائلة الأسد.

وسرعان ما أدى هذا التصعيد إلى التخلي عن تعهد نتنياهو الأولي بممارسة "حسن الجوار" تجاه سوريا الجديدة.

 واستهدفت مئات الغارات الجوية القدرات العسكرية لجيش الأسد لمنع وقوعها في أيدي الجماعات المسلحة، واستولت القوات الإسرائيلية على جبل الشيخ، أعلى قمة في سوريا، وموقع استراتيجي حيوي يطل على إسرائيل ولبنان وسوريا.

 واستهدفت إسرائيل يوم الاثنين مواقع رادار ومراكز قيادة عسكرية في جنوب سوريا، ويوم الخميس استهدفت حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية في العاصمة السورية دمشق.

وتعهدت إسرائيل بمواصلة عملياتها، حيث صرّح مسؤول إسرائيلي لشبكة CNN أن بلاده لن تسمح لقوات النظام السوري الجديد بالانتشار في الجنوب، معتبرة إياها تهديدًا للمواطنين الإسرائيليين.

تغيير الحدود

ظلت حدود إسرائيل مع سوريا دون تغيير إلى حد كبير منذ حرب عام 1967، عندما احتلت مرتفعات الجولان السورية وضمتها لاحقًا في خطوة رفضها معظم المجتمع الدولي، لكن أيدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى، ولكن الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا طمست خطوط تلك الحدود مع استيلائها على المزيد من الأراضي.

 ولم ترسم إسرائيل حدودها بالكامل مع جيرانها.

لمدة نصف قرن، حكم حافظ الأسد وابنه بشار سوريا بقسوة، وتحملا الحروب والثورات والانتفاضات، وأججا المخاوف الطائفية لردع دعوات التغيير.

 وتجنب الأسد الابن المواجهة المباشرة مع إسرائيل، لكنه وفّر لعدوها اللدود، إيران، طرق إمداد رئيسية للجماعات المسلحة التابعة لطهران، وأبرزها "حزب الله" في لبنان، الذي أطلق آلاف الصواريخ على إسرائيل خلال الحرب بين إسرائيل و”حماس”.

وأطاح الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع - المعروف سابقًا باسمه الحركي أبو محمد الجولاني، والذي كان مرتبطًا سابقًا بتنظيم القاعدة - بالأسد في هجوم خاطف بدعم تركي قبل توليه السلطة في ديسمبر، وتخلّى عن الزي العسكري التقليدي، وارتدى بدلة وربطة عنق، وصرّح مرارًا لوسائل الإعلام الأجنبية بأنه لا يرغب في مواجهة إسرائيل.

وقالت ناتاشا هول، الزميلة البارزة في برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "كان يعتقد أنه يستطيع التودد إلى إسرائيل من خلال طمأنتها بأنه لن يكون هناك عنف على طول حدودها ولن يكون هناك قتال معها لكن إسرائيل تشجعت خلال العام والنصف الماضيين، وبدعم من إدارة ترامب، ولديها طموح أكبر". 

وطاالب نتنياهو بنزع السلاح الكامل من جنوب سوريا، كما قال إن القوات الإسرائيلية المنتشرة داخل المنطقة العازلة التي فرضتها الأمم المتحدة وخارجها في مرتفعات الجولان بعد سقوط نظام الأسد، ستبقى إلى أجل غير مسمى في الأراضي السورية المحتلة.

وكذلك يقول المسؤولون الإسرائيليون الآن إنه سيكون هناك وجود عسكري إسرائيلي في سوريا "لأجل غير مسمى"، ودعوا إلى حماية الدروز والأكراد السوريين، وهم أقليات مهمة تعيش في جنوب وشمال شرق سوريا على التوالي. 

ويسكن الدروز ثلاث محافظات رئيسية قريبة من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل في جنوب البلاد.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس الأسبوع الماضي، بعد أن قتلت القوات الموالية للشرع مئات من أفراد الأقلية العلوية ردًا على محاولة أنصار الأسد السيطرة على مدن قرب ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​السوري: "خلع الجولاني (الشرع) جلبابه، وارتدى بدلة، وتظاهر بالاعتدال - والآن نزع القناع وكشف عن هويته الحقيقية: إرهابي جهادي من مدرسة القاعدة، يرتكب فظائع بحق السكان المدنيين".

وأبرزت المذبحة، التي أودت بحياة أكثر من ٨٠٠ شخص من كلا الجانبين، الخطر الذي يتهدد نظام الشرع الهش، في ظل تكثيف الأطراف الإقليمية جهودها لعقد تحالفات مع مختلف الطوائف داخل سوريا.

وإذا نجحت إسرائيل في إنشاء منطقة منزوعة السلاح في سوريا بدعم من السكان الدروز المحليين، فسيُخضع ذلك أجزاءً كبيرة من جنوب البلاد للنفوذ الإسرائيلي، مما يُمثل أكبر سيطرة إقليمية لإسرائيل في سوريا منذ تأسيسها.

وقال تشارلز ليستر، الزميل البارز ورئيس مبادرة سوريا في معهد الشرق الأوسط بواشنطن العاصمة، لشبكة CNN: "هناك خطر حقيقي من أن يؤدي ذلك في النهاية إلى دوامة من التصعيد"، وأضاف: "لم تفعل الحكومة السورية المؤقتة شيئًا ردًا على كل هذه الإجراءات الإسرائيلية، وإذا تغير هذا الوضع، فقد تشتعل الأوضاع".

وفي الأسابيع الأخيرة، اتخذ الشرع موقفًا أكثر صرامة تجاه تحركات إسرائيل، مُدينًا تقدمها باعتباره "توسعًا عدائيًا"، في حين يسعى إلى المصالحة مع الأقليات ذاتها التي تقربت منها إسرائيل.

وبعد يوم من العنف الدموي على الساحل خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقّع الشرع اتفاقية تاريخية مع القوات التي يقودها الأكراد لدمجهم في مؤسسات الدولة، ويُقال إنه على وشك توقيع اتفاقية مماثلة مع الدروز في جنوب سوريا.

وذكرت كارميت فالنسي، الباحثة البارزة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، بأن "تصرفات إسرائيل مدفوعة بقلقها من امتداد الاضطرابات وعدم الاستقرار في سوريا إلى أراضيها".

وقالت فالنسي لـCNN: "ما يحفز إسرائيل هو الخوف من ظهور نظام إسلامي معادٍ لها بالقرب من حدودنا... لقد قرروا عدم الاعتماد على ما يجري الآن، بل التأكد من أنه في حال ظهور أي تهديد، فسيكون موجودًا للحد منه".

 وتابعت: "التصور السائد في إسرائيل هو أنه لا ينبغي الاعتماد على البراغماتية التي يُظهرها الشرع حتى الآن، وأننا يجب أن نكون مستعدين للسيناريو السلبي.

مغازلة الأقليات السورية

في الوقت الذي يسعى فيه نتنياهو إلى توسيع نفوذ إسرائيل في سوريا، فقد خصَّ دروز سوريا بالحماية، ساعيًا إلى التحالف مع أقلية دينية قد تُحرم من حقوقها على يد الحكام الإسلاميين الجدد في سوريا.

وأوعز نتنياهو وكاتس للجيش الإسرائيلي في وقت سابق من هذا الشهر "بالاستعداد للدفاع" عن الدروز في سوريا، وقالا إن إسرائيل "لن تسمح للنظام الإسلامي المتطرف في سوريا بإيذاء" الدروز.

 وقد يُسمح أيضًا للدروز السوريين بالعمل في مرتفعات الجولان المحتلة.

وعلى الرغم من أن معظم دروز الجولان يُعرّفون أنفسهم بأنهم عرب سوريون ويرفضون دولة إسرائيل، إلا أن بعضهم قبل الجنسية الإسرائيلية.

 وفي إسرائيل، يُطلب من المواطنين الدروز الخدمة في الجيش - على عكس مواطنيهم العرب المسلمين والمسيحيين.

ورفض العديد من أفراد الطائفة الدرزية السورية عرض نتنياهو للدعم منذ سقوط الأسد، وخرجت الحشود إلى شوارع السويداء، وهي مدينة سورية ذات أغلبية درزية، احتجاجًا على دعوته لنزع السلاح من جنوب سوريا، واتهم زعماء إقليميون يمثلون الطائفة إسرائيل بأهداف توسعية.

وحذّر وليد جنبلاط، الزعيم الدرزي اللبناني الذي يحظى باحترام واسع بين الدروز خارج لبنان، من طموحات إسرائيل الأسبوع الماضي.

وقال في مؤتمر صحفي عُقد في بيروت، الأحد: "إسرائيل تريد استغلال القبائل والطوائف والأديان لمصلحتها الخاصة، إنها تريد تفتيت المنطقة"، وأضاف: "على الدروز توخي الحذر".

ومع ذلك، رحب بعض أفراد المجتمع الدرزي، القلقين من أن يفرض الشرع حكمًا إسلاميًا صارمًا في سوريا، بعرض نتنياهو سرًا، معتبرين إياه ضمانًا للحماية في مستقبل غامض، وفقًا لما ذكره ناشط محلي وصحفي لـCNN.

وفي أعقاب تصريحات نتنياهو، شكّل بضعة آلاف من الدروز فصيلًا مسلحًا يُسمى "المجلس العسكري"، على حد قولهم.

وقال ليستر إن هذه المجموعة "بالكاد تحظى بأهمية تُذكر، هناك فصيل صغير جدًا في السويداء يبدو أنه يُلمح إلى فكرة انفتاحه على نوع من الحماية الخارجية".

كما ترى إسرائيل أكراد سوريا حليفًا محتملًا، ودعت إلى حمايتهم من الحملة العسكرية التركية.

 وتُلقي تركيا باللوم على المسلحين الأكراد السوريين في ارتباطهم بحزب العمال الكردستاني، وهو جماعة انفصالية مسلحة في تركيا.

وقالت هول: "تكمن مشكلة إقامة تحالفات مع أقليات مسلمة غير سنية أو غير عربية في أن معظم السوريين يرغبون في الوحدة، لذا أعتقد أن إسرائيل ستواصل محاولاتها لخلق التوتر لأن طموحاتها كانت خارجية للغاية، مما أدى إلى نتائج عكسية وخلق لحظة من الوحدة بين السوريين". 

مناطق النفوذ

في حين أن تحركات إسرائيل في سوريا ربما كانت الأكثر وضوحًا، إلا أنها ليست اللاعب الإقليمي أو العالمي الوحيد الذي سعى إلى توسيع نفوذه هناك.

وتعتزم تركيا، التي عارضت نظام الأسد لفترة طويلة وسعت إلى الإطاحة به، توقيع اتفاقية دفاع مع الشرع قد تسمح بنشر طائرات مقاتلة في قاعدتين في وسط سوريا.

وقال ليستر: "لدى تركيا خطط، بإذن من دمشق، لاحتلال قاعدتين جويتين رئيسيتين على الأقل في وسط سوريا، ونشر طائرات مقاتلة في سوريا من أجل فرض بعض مظاهر السيادة السورية، وبالطبع هذا موجه إلى إسرائيل".

وأرسلت المملكة العربية السعودية، حيث وُلد الشرع وقضى سنواته الأولى، طائرةً ملكيةً الشهر الماضي لنقله إلى الرياض لعقد اجتماعات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في لفتة جريئة أكدت عزم المملكة على إعادة تأكيد هيمنتها في المنطقة، مع الإشارة إلى تراجع النفوذ الإيراني الهائل في سوريا.

وفي غضون ذلك، فقدت روسيا، التي كان لها دور محوري في إبقاء الأسد في السلطة مقابل وجود عسكري استراتيجي على البحر الأبيض المتوسط، موطئ قدمها في سوريا. 

وأفادت وكالة "رويترز" للأنباء الشهر الماضي أنه في ظل عدم وضوح موقف ترامب بشأن سوريا والقلق من تنامي نفوذ تركيا، تضغط إسرائيل على الولايات المتحدة للسماح لروسيا بالاحتفاظ بقواعدها العسكرية هناك في محاولة لإبقاء البلاد ضعيفة ولامركزية. 

ولم تتمكن CNN من تأكيد التقرير.

وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الشهر الماضي: "إذا كانت أي قوة أخرى في سوريا اليوم تعتقد أن إسرائيل ستسمح لقوى معادية أخرى باستخدام سوريا كقاعدة عمليات ضدنا، فهي مخطئة تمامًا"، وأضاف: "ستعمل إسرائيل على منع أي تهديد قد ينشأ بالقرب من حدودنا في جنوب غرب سوريا".

أمريكاإسرائيلالسعوديةتركياسورياالإدارة الأمريكيةالجيش الإسرائيليالحكومة الإسرائيليةالحكومة التركيةالحكومة السعوديةالحكومة السوريةبشار الأسدبنيامين نتنياهودونالد ترامبنشر الجمعة، 14 مارس / آذار 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • تحليل لـCNN: سوريا قد تصبح أكبر مكسب استراتيجي لإسرائيل في الشرق الأوسط الجديد لنتنياهو
  • “التخطيط”: 6.7 مليار جنيه استثمارات بخطة 2025/2024 لربط 4 مشروعات طاقة متجددة
  • 6.7 مليار جنيه استثمارات عامة بخطة 2025/2024 لربط 4 مشروعات طاقة متجددة بالشبكة القومية للكهرباء
  • «المشاط»: 6.7 مليار جنيه استثمارات عامة بخطة 2025/2024 لربط 4 مشروعات طاقة متجددة
  • بقيمة 4 مليارات دولار.. تمويل مشروعات الطاقة المتجددة للقطاع الخاص ببرنامج نوفي
  • تفاصيل مشروعات الطاقة المتجددة للقطاع الخاص الموقعة ضمن برنامج «نُوَفِّي»
  • بنك نكست يوقع بروتوكول تعاون مع "تومورو سولار" لتمويل محطات الطاقة الشمسية
  • بنك نكست يوقع بروتوكول تعاون مع تومورو سولار لتمويل وحدات الطاقة الشمسية
  • بنك نكست يمول وحدات الطاقة الشمسية بالتعاون مع «تومورو سولار»
  • فريق طلابي من هندسة المطرية بحامعة حلوان يتصدر مسابقة عالمية للطاقة المتجددة