كما في كل نهاية سنة منذ أكثر من قرن، تعرض حلويات عيد الميلاد التقليدية في اليونان المصنوعة من بودرة السكر والعسل واللوز في المحلات أمام المارة، لكن مع ارتفاع الأسعار قد لا يتمكن كثيرون من شرائها.

في وسط أثينا، يعرض محل الحلويات العريق "شاتزيس" حلويات الميلاد "ميلوماكارونا" و"كورابييديس" التي تباع في كل أنحاء اليونان.

إلا أنه هذه السنة قد يتخلى الكثير من المستهلكين عن هذه الحلويات التي ارتفع سعرها بحوالى 10 بالمئة خلال سنة والسبب: ارتفاع اسعار الزبدة والبيض وزيت الزيتون.

في هذا المحل الشهير، تباع حلويات الكورابييديس بسعر  23.90 يورو للكيلوغرام، وباستثناء دخول بعض السياح، يغيب سحر الميلاد عنه إذ أنه شبه فارغ.

على بعد 500 كيلومتر من أثينا، في سوق كالاماريا في ضواحي سالونيكي (شمال) يعبر كل مستهلك عن غضبه من ارتفاع الأسعار، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.

وفرة

يقول نيكوس يوردانيديس الذي يعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات ويبلغ من العمر 32 عاما أمام صناديق تفيض بالطماطم والجزر والفلفل الأخضر، "ماذا الآن؟ هل سنضطر للتوقف عن تناول الطعام أيضا؟".

ويضيف "نحن بلد ينتج الفواكه والخضروات بوفرة. كما تسير الأمور، لن نتمكن بعد الآن من شرائها".

في نوفمبر، بلغت نسبة التضخم 3 بالمئة على أساس سنوي، وهي أعلى بقليل من تلك المسجلة في منطقة اليورو (2.4 بالمئة). يعود السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع إلى زيادة أسعار المواد الغذائية والمشروبات غير الكحولية (+9 بالمئة خلال عام).

وارتفعت أسعار اللحوم بنسبة 8.1 بالمئة على أساس سنوي والفواكه 12 بالمئة والحليب والجبن والبيض 4.8 بالمئة.

زيت الزيتون، المكون الرئيسي في المطبخ اليوناني، سجل الارتفاع الأكبر بنسبة بلغت 31.4 بالمئة في نوفمبر 2023 على أساس سنوي بسبب ضعف المحاصيل.

وأكد خريستوس ديميترياديس، وهو موظف حكومي متقاعد يبلغ من العمر 69 عاما، في سوبرماركت في سالونيكي، أن "ما يحدث غير مسبوق".

وأضاف "كيف سنعيش؟" وهو ينظر إلى بعض عبوات زيت الزيتون التي تباع ب 14 يورو للتر الواحد فيما كان سعرها  "3.5 الى 4 يورو في 2021".

تقشف

بالنسبة لتسعة يونانيين من كل عشرة، يشكل التضخم الهاجس الأكبر بحسب استطلاع للرأي أجراه معهد بالس لقناة سكاي التلفزيونية.

بعدما تضررت بشدة من الأزمة المالية الطويلة وتبعات التقشف، شهدت اليونان هبوطا كبيرا لمستوى المعيشة في السنوات الـ15 الماضية.

وبعد ثلاث خطط إنقاذ بقيمة إجمالية بلغت 289 مليار يورو بين عامي 2010 و2018، استعاد الاقتصاد في الأونة الاخيرة حيويته لكن هشاشته لا تزال واضحة جدا.

يشيد رئيس الوزراء المحافظ كيرياكوس ميتسوتاكيس، الذي أعيد انتخابه بشكل مريح لمدة أربع سنوات في يونيو الماضي، باستمرار بعودة الاقتصاد الى الرخاء والذي أصبح بحسب رأيه "أحد الاقتصادات الأكثر استقرارا في منطقة اليورو" مع نمو مرتقب بنسبة 2.5 بالمئة في 2024 بحسب البنك المركزي اليوناني.

ورحب بإقرار البرلمان موازنة 2024، "وهي الأولى منذ 14 عاما مع استعادة اليونان لفئتها الاستثمارية" وفقا لما حددته وكالتا التصنيف الائتماني فيتش وستاندرد آند بورز.

لكن الرواتب متدنية، وهي أقل مما كانت عليه قبل الأزمة المالية، ما يؤثر على القدرة الشرائية.

إلا أن الأسعار أعلى بنسبة 5.5 بالمئة عن المتوسط في الاتحاد الأوروبي في 2022 بحسب يوروستات.

بالنسبة للمنتجات الأساسية، الحليب والجبن والبيض، فان الأسعار كانت أعلى بنسبة 38,938.9 بالمئة عن المعدل الأوروبي السنة الماضية.

في 2022، أنشأت أثينا "سلة منزلية" لهذه المنتجات بأسعار مغرية في بعض محلات السوبرماركت.

وقال نيكوس اندرولاكيس رئيس حزب باسوك-كينال (اشتراكي)، خلال مناقشة الموازنة إن "سياساتكم تقدم نوعية حياة رديئة للغالبية العظمى من المستهلكين في بلد تعد فيه الوظائف منخفضة الأجر مع حياة يومية باهظة".

في سوق سالونيكي، يقول البائع بيتروس الماليوتيس إن مخزونه من المكسرات لا ينخفض. ويقول "بات الناس حاليا يحدون من مشترياتهم من المنتجات التي لا يعتبرونها ضرورية".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أثينا اليونان التضخم عيد الميلاد أثينا اقتصاد

إقرأ أيضاً:

شركات غذاء عالمية تحذر من ارتفاع الأسعار بسبب الحرب التجارية

أطلقت شركات الأغذية الكبرى في العالم تحذيرات متتالية هذا الأسبوع من تفاقم الأعباء على المستهلكين، في ظل ارتفاع أسعار السلع الأساسية كالبن والكاكاو، وتزايد الضغوط الناتجة عن سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمركية، بحسب تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ.

بيبسيكو.. تراجع التوقعات بفعل الرسوم

شركة "بيبسيكو" -صاحبة العلامات التجارية مثل "دوريتوس" و"بيبسي"- خفّضت توقعاتها السنوية للأرباح، عازية ذلك إلى "الرياح المعاكسة التجارية" وتدهور معنويات المستهلكين. وأشارت الشركة إلى أن تكلفة الإنتاج ترتفع، بينما يتباطأ الطلب على منتجاتها من الوجبات الخفيفة والمشروبات الغازية.

ويأتي ذلك في وقت تسعى فيه وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية، بقيادة روبرت ف. كينيدي الابن، إلى حظر استخدام أصباغ الطعام الصناعية المستخرجة من البترول، وهي مكونات تدخل في العديد من منتجات بيبسيكو، إضافة إلى حملات تستهدف الحد من استهلاك المشروبات السكرية.

الطلب الاستهلاكي ظل ضعيفا رغم التعديلات السعرية بحسب نستله (غيتي) نستله.. ارتفاعات مزدوجة في الأسعار

أما "نستله" السويسرية، التي تنتج قهوة "نسبريسو" وشوكولاتة "كيت كات"، فقد اضطرت إلى رفع أسعارها بنسب مزدوجة في أسواق متعددة لمواجهة الارتفاع الحاد في أسعار الكاكاو والبن.

إعلان

وفي تصريحات للإدارة، أكدت الشركة أن الطلب الاستهلاكي ظل ضعيفًا رغم التعديلات السعرية.

يونيليفر.. ضغط الأسواق الناشئة

أما "يونيليفر"، التي تحقق نحو 60% من عائداتها من الأسواق الناشئة، فقد سجلت انخفاضًا في حجم المبيعات رغم ارتفاع الإيرادات الناتجة عن رفع الأسعار.

وتركزت التراجعات في أميركا اللاتينية بسبب معدلات الفائدة المرتفعة، وفي الصين حيث تراجع الطلب بشكل عام.

دانون.. التوجه نحو الصحة يدعم النمو

بدورها، استفادت "دانون" الفرنسية من زيادة الطلب على الزبادي العالي البروتين في أميركا الشمالية، وتركيبات الرُضع في الصين.

وتسعى الشركة إلى الاستفادة من توجه المستهلكين نحو الغذاء الصحي، خاصة مع انتشار استخدام أدوية خسارة الوزن مثل "ويغوفي" من شركة "نوفو نورديسك".

كما تراهن "دانون" على شيخوخة السكان لتعزيز الطلب على منتجاتها الغذائية المتخصصة.

أرنو طالب الاتحاد الأوروبي بالتوصل إلى اتفاق مع واشنطن لحماية منتجات الأوروبية من الرسوم (الأوروبية) أعباء متصاعدة

وتؤكد الشركات أن قدرة المستهلكين على التحمل ستتوقف على تطورات الحرب التجارية. فقد طالبت فرنسا، على لسان الملياردير برنارد أرنو، الاتحاد الأوروبي بالتوصل إلى اتفاق مع واشنطن لحماية منتجي النبيذ من الرسوم الجديدة.

من جانبها، تدرس اليابان زيادة وارداتها من الأرز وفول الصويا الأميركيين كمبادرة تفاوضية في مواجهة رسوم ترامب.

أما الصين، فقد خفّضت وارداتها من العديد من السلع الأميركية إلى مستويات متدنية جدا، بل إلى الصفر في بعض الحالات مثل القمح، وذلك ما يمنح دولًا مثل البرازيل والأرجنتين فرصة لتعويض الحصة الأميركية من السوق العالمية.

وختمت "بلومبيرغ" تقريرها بالتنبيه إلى أن تعقيد المشهد التجاري، والتقلب في السياسات الجمركية، قد يؤديان إلى إعادة ترتيب سلاسل الإمداد والغذاء على نطاق عالمي، في ظل تقارير عن لجوء مزارعين أميركيين إلى الإفلاس بمعدلات مرتفعة، وتوسّع شركات الغذاء الكبرى مثل "بي آر إف" البرازيلية في السعودية لتعزيز الأمن الغذائي الإقليمي.

إعلان

ومع استمرار اضطرابات التجارة العالمية، يبدو أن المستهلكين في أنحاء العالم -وخاصة في الأسواق النامية- سيواجهون مزيدًا من الارتفاعات في أسعار الغذاء، ومزيدًا من التحديات في الحفاظ على نمط حياة صحي وميسور.

مقالات مشابهة

  • أرباح "الدار العقارية" الإماراتية ترتفع 24.6% في الربع الأول
  • تصاعد مقلق للإعتداءات ضد المسلمين بفرنسا في 2025
  • ارتفاع الأسواق الأوروبية والآسيوية وتراجع وول ستريت وسط ترقب أرباح الشركات الكبرى
  • أرباح "أبوظبي الأول" تقفز 23% لـ1.4 مليار دولار بالربع الأول
  • تراجع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.4 بالمئة
  • ارتفاع قياسي في الإنفاق العسكري العالمي خلال عام 2024.. الأكبر منذ الحرب الباردة
  • ارتفاع قياسي بالإنفاق العسكري العالمي خلال عام 2024.. الأكبر منذ الحرب الباردة
  • الإنفاق العسكري العالمي يسجل أعلى مستوى له منذ نهاية الحرب الباردة: هل نحن على حافة سباق تسلح جديد؟
  • بنسبة إنجاز تتجاوز 90 بالمئة… مواصلة إعادة تأهيل المجمع القضائي ‏في ‏دوما
  • شركات غذاء عالمية تحذر من ارتفاع الأسعار بسبب الحرب التجارية