خيانة على أيدي القنصل العراقي في مانشستر في زمن التعيينات السياسية
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
24 ديسمبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث: عندما تُفرغ الكراسي الدبلوماسية من روح المهنية، وتبدأ بقرع طبول الأمور الشخصية والانتماءات الحزبية، يصبح الدبلوماسي مجرد واجهة باهتة تفتقر إلى أبجديات الوظيفة، اذ تكشف صور ووثائق عن ان القنصل العراقي في مانشستر جواد الجبوري، يخالف القانون العراقي وتوجهات الدولة وحتى التيار الصدري (الذي ينتمي اليه، او محسوبا عليه)، بالتأسيس لعلاقة مباشرة وتعاونا مع القنصل الفخري الاسرائيلي ومندوبة السفارة الاسرائيلية في جمعية القناصل الخيرية في مدينة مانشستر، دورين جيرسون Doreen Gerson
وجواد الجبوري كان مرشحا للتيار الصدري، وعضو مجلس نواب سابق عن نفس التيار، وتعين في الخارجية، العام ٢٠١٨ على رغم انعدام خبرته في السلك الدبلوماسي، والذي لم يعمل فيه يوما واحدا قبل هذا التاريخ.
لقد طغت حسابات السياسة الحزبية على أصول الدبلوماسية الحقيقية، و يُرسم مسارٌ ليس بفضل الكفاءة، بل بعواطف المناصب وتقاسم النفوذ بين المتنفذين، اذ يعبث الدبلوماسي بهيبة الوظيفة ويعطِّل رسالتها السامية، وهذا ما يتضح في التفاصيل، إذ ترأس الجبوري مؤخرا جمعية خاصة بالقناصل وبعض الشخصيات العامة في مدينة مانشستر بإرادته وترشيح نفسه من خلال الضغط على الوزارة، واذا به يصبح رئيسا لها مع اعضاء اخرين ويجتمع بهم ويقيم تعاونا ولقاءات ثنائية وجماعية بحضور اكبر الاعضاء في الجمعية واكثرهم نشاطا وهي ممثلة إسرائيل والقنصل الفخري لإسرائيل في هذه الجمعية داخل مدينة مانشستر.
الصورة والوثائق الرسمية ومن موقع الجمعية نفسها، الدليل الدامغ على هذه الخطوة غير المسبوقة التي ترقى إلى خيانة الوظيفة والوطن على ايدي هذا القنصل.
ندعو الحكومة ممثلة بالخارجية، والتيار الصدري، إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة التي توقف هذا القنصل عن حده، وتبعده عن تمثيل العراق في الواجهات الدبلوماسية العالمية.
هذا القنصل، بعيدًا عن مسؤولياته، يصبح لديه اهتمامات شخصية تتمثل في حضور التجمعات وتكوين علاقات مع أعداء البلاد، وهذه العلاقات الخطيرة تُلقي بظلالها السلبية على سمعة البلاد وتفتح أبواب النزاعات.
المهنية والكفاءة تبقى غائبة في زمن التعيينات السياسية، وتتعرض الدبلوماسية للتجاوزات والفشل، فالمناصب الرفيعة تصبح رهينة أيادي السياسة وليست للذين يفهمون أهميتها وأصولها.
رسوماتٌ لدبلوماسية مضطربة تعبر عن الإحباط والاستهتار بالمهنية تملأ صفحات الاحداث، وأصوات الانتقاد تتردد لكن الخارجية، صامته دائما.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
السوداني يعلن استئناف عمل بعثة العراق الدبلوماسية في دمشق
أعلن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، مساء أمس الخميس، أن البعثة الدبلوماسية العراقية "فتحت أبوابها وباشرت مهامها في دمشق"، بعدما غادر طاقمها إلى لبنان عقب سقوط نظام بشار الأسد.
وفرّ الأسد من سوريا في أعقاب هجوم خاطف للفصائل المسلحة قادته هيئة تحرير الشام، بعد مرور أكثر من 13 عاماً على قمع الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية، والذي أدى إلى اندلاع واحدة من أكثر الحروب دموية في القرن الراهن.
وبعد ساعات من سقوط النظام السوري في 8 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أفاد مصدر دبلوماسي بأن طاقم السفارة العراقية في دمشق انتقل إلى لبنان عن طريق البرّ.
رئيس الوزراء: لم نتلق أي اتصال من الجولاني pic.twitter.com/x3p2tkDg20
— واع (@INA__NEWS) December 19, 2024وأكد السوداني في مقابلة مع قناة "العراقية" الإخبارية، مساء أمس الخميس، أن بلده "بالتأكيد ليس ضد التواصل مع الإدارة في سوريا طالما هناك مصلحة لاستقرار سوريا والمنطقة"، مضيفاً "إلى الآن لم تحصل خطوة رسمية بهذا الاتجاه، رغم أن بعثتنا الدبلوماسية فتحت أبوابها وباشرت مهامها في دمشق".
وأشار إلى عدم حصول "أي اتصال" بينه وبين (أبو محمد) الجولاني"، القائد العام لهيئة تحرير الشام الذي صار يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع، مذكّراً بأن بلده "ينتظر الأفعال لا الأقوال" من حكام سوريا الجدد.
رئيس الوزراء: بعثتنا الدبلوماسية باشرت مهامها في دمشق pic.twitter.com/blCXY7vdpi
— واع (@INA__NEWS) December 19, 2024وبعد سقوط الأسد، شددت حكومة بغداد التي جاءت بها أحزاب شيعية موالية لإيران، على "ضرورة احترام الإرادة الحرّة" للسوريين والحفاظ على وحدة أراضي سوريا التي تتشارك مع العراق حدوداً يزيد طولها عن 600 كيلومتر.
إلا أن السوداني رأى أن "ثمة حالة من القلق من طبيعة الوضع في الداخل السوري"، داعياً الإدارة السورية الجديدة إلى أن "تعي خطورة هذا القلق من الدول العربية والإقليمية، وأن تعطي ضمانات ومؤشرات إيجابية حول كيفية احترامها التنوع الموجود في سوريا، وإعدادها لعملية سياسية لا تقصي أحداً".