من أعلى مراتب الفن في البلاد.. يجب أن يكون السجاد محور رحلتك القادمة لأذربيجان لهذا السبب
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بالنسبة للبعض، المنزل هو المكان الذي يوجد فيه القلب. ولكن في أذربيجان، ينص المَثَل على التالي: "أينما تكون سجادتي، هذا هو المكان الذي أعيش فيه".
وعلاقة حب أذربيجان بالسجاد قوية جدًا، فهو شكل فني يحظى باحترامٍ كبير.
واليوم، السجاد جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية، فهو موجود في كل مكان، على جدران وأرضيات المنازل والمطاعم على سبيل المثال، أو معروضًا في أكوام خارج متاجر الهدايا التذكارية.
ويُنسج بعضها للمناسبات الخاصة، مثل الولادات، وحفلات الزفاف، وأعياد الميلاد، ودفن الموتى.
ونسج السجاد ظاهرة فنية مهمة لدرجة أنّ منظمة اليونسكو أدرجته في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في عام 2010.
تتمتّع السجادات الأذربيجانية بتاريخ غني يعود إلى العصر البرونزي. Credit: Azerbaijan Brand Centerوفي عاصمة البلاد باكو، يأتي التجسيد الأكثر لفتًا للانتباه للسجادات المحبوبة على شكل مبنى يبدو كسجادة عملاقة نصف ملفوفة.
ويقع متحف السجاد الوطني الأذربيجاني، الذي صممه المهندس المعماري النمساوي فرانز جانز، على الممشى الساحلي الصاخب في المدينة.
متحف السجاد الأذربيجاني في باكو. Credit: Azerbaijan Brand Centerوتضم طوابقه الثلاث مجموعة ضخمة من السجاد الأذربيجاني، بالإضافة إلى المنسوجات، والأعمال السيراميكية، والمجوهرات، والأزياء التقليدية.
ويمتد تاريخ سجاداته، ويبلغ عددها نحو 6 آلاف سجادة، إلى القرن الـ17 حتّى يومنا هذا، وينحدر من مناطق مختلفة في جميع أنحاء البلاد، من شواطئ بحر قزوين، إلى المناطق النائية في منطقة كاراباخ الجبلية.
تفاصيل دقيقة تُقسّم السجادات الأذربيجانية إلى 4 أصناف، وفقًا لمنطقة المنشأ. Credit: Azerkhalchaوعند النظر إلى الوراء في التاريخ، ستجد أنّ السجاد الأذربيجاني وصل إلى مدى بعيد منذ فترة طويلة.
ومُدِح هذا الفن في "كتاب ديدي كوركوت" (Book of Dede Korkut) الذي يعود إلى القرن العاشر، ما يجعله من أقدم القطع الباقية من الأدب التركي.
ويُعتقد أنّ الرحالة العربي، المقدسي، وهو من القرن العاشر أيضًا، زار أذربيجان، مشيرًا إلى أنّ "سجاداتها ليست لها مثيل في العالم".
وعندما يتعلق الأمر بعملية صنع السجاد، فهي معقدة للغاية وتستغرق وقتًا طويلاً.
Credit: Emil Khalilov/Azerbaijan Brand Centerفي البداية، تُربّى الأغنام للحصول على صوفها، وعادةً ما يتم ذلك خلال فصلي الربيع أو الخريف، ثم يتم غسله، وغزله، وصبغه قبل نسج الخيوط إما في الأنوال الأفقية أو الرأسية.
ولا تزال تقنيات الصباغة الطبيعية القديمة هي الأكثر تفضيلاً في أذربيجان.
وتُستخلص تلك الصبغات من النباتات، والفواكه، والخضروات، مثل البصل الأحمر، والزعفران، وقشور الجوز، والرمان.
وصمدت هذه التقنيات القديمة بقوة أمام اختبار الزمن.
كسر التقاليد عَرَض الفنان فائق أحمد تصاميمه الفريدة في جميع أنحاء العالم. Credit: Courtesy Faig Ahmed Studioلكن الأمر لا يتعلق بالماضي والتقاليد التي لا تنضب، فيُعرَف أحد الفنانين الأذربيجانيين، فائق أحمد، بتفكيكه للسجاد التقليدي و"تدنيسه" بأنماط جديدة ثلاثية الأبعاد.
عَرَض أحمد، الذي يعمل ويعيش في باكو الآن، تصاميمه الفريدة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك نيويورك، وباريس، ومومباي.
من تصاميم الفنان الأذربيجاني. Credit: Courtesy Faig Ahmed Studioومثّل الفنان بلاده في بينالي البندقية في عام 2007، وتم إدراجه في القائمة المختصرة لجائزة جميل الثالثة في متحف "فيكتوريا وألبرت" بلندن عام 2013.
وبدأ كل شيء بسجادة ورثتها عائلته عن جدّته الكبرى.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: تصاميم عادات وتقاليد فنون
إقرأ أيضاً:
دراسة: الحياة على الأرض قد تنتهي بعد 1.6 مليار سنة لهذا السبب
كشفت دراسة جديدة عن تهديد وجودي مستقبلي يهدد بإنهاء الحياة على كوكب الأرض بعد 1.6 مليار سنة، وذلك بسبب التغيرات الناتجة عن تقدم الشمس في العمر.
وأوضحت الدراسة التي نُشرت في مجلة "Planetary Science Journal"، أن الشمس، مع تقدمها، تصبح أكثر سطوعا تدريجيا، مما يؤدي إلى تعطيل دورة الكربون المعقدة على الكوكب، وبالتالي انخفاض مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى حد يشكل خطرا على النباتات وكل الكائنات الحية التي تعتمد عليها.
وأشار الباحثون إلى أن هذا الانخفاض في مستويات ثاني أكسيد الكربون سينجم عن زيادة معدلات التجوية الناتجة عن ارتفاع سطوع الشمس.
وقال الباحثون بالدراسة المشار إليها، إنه "مع مرور الوقت، يؤدي تآكل الصخور السيليكاتية على الأرض بفعل الرياح والأمطار إلى امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وغالبًا ما يتم دفنه بواسطة العمليات الجيولوجية، ثم يُطلق في الغلاف الجوي عبر النشاط البركاني. هذه هي دورة الكربون غير العضوية الرئيسية، والتي تستمر على مدار ملايين السنين".
وأضافوا أن "زيادة سطوع الشمس بنسبة 10% كل مليار سنة تؤدي تدريجيا إلى تسخين الأرض وزيادة عمليات التجوية، مما يقلل من مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. وهذا يُشكل تهديدا كبيرا للنباتات، التي قد تواجه خطر الانقراض بسبب نقص ثاني أكسيد الكربون أو ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير محتملة".
وأكدت الدراسة أن هذا التهديد، رغم جديته، لن يحدث إلا بعد حوالي 1.6 مليار سنة. وأوضح الباحثون أن هذا التقدير الجديد يزيد بشكل كبير من الفترة الزمنية التي يمكن للأرض أن تحتفظ خلالها بمحيط حيوي فعال، ما يعني تمديد الفترة الزمنية التي قد تسمح بتطور الحياة المعقدة.
وفي هذا السياق، أوضح العلماء أن "هذا يشير إلى أن ظهور الحياة الذكية قد يكون عملية أقل احتمالًا، وبالتالي أكثر شيوعا مما كان يُعتقد سابقا"، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن نماذجهم لا تأخذ في الحسبان جميع المتغيرات، مثل تأثير السحب ودورة المياه، والتي قد تُغير من نتائج التقديرات.
وبينما يؤدي تقلص الغطاء النباتي تدريجيا إلى انخفاض أعداد الحيوانات بسبب نقص الغذاء والأكسجين، أشار الباحثون إلى أن بعض الكائنات الحية الدقيقة اللاهوائية قد تتمكن من البقاء لفترة أطول حتى تصل الشمس إلى مرحلة أكثر تقدما في عمرها، ما يتسبب في تبخر المحيطات.
واختتم العلماء الدراسة بالتأكيد على أهمية متابعة هذا النوع من الأبحاث لفهم مستقبل الأرض بشكل أفضل واستكشاف احتمالات وجود الحياة خارجها.