باريس – فاز الروائي العراقي الفرنسي فرات العاني في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بجائزة الأدب العربي لعام 2023، من مؤسسة جان لوك لاغاردير ومعهد العالم العربي بباريس، عن روايته "أتذكر الفلوجة".

وتخوض رواية "أتذكر الفلوجة" في قضية الهوية من خلال حوار مونودرامي بين أب وابنه، عبر لعبة الذاكرة وتقنية سردية مموهة ومخاتلة تمزج بين الماضي والحاضر، وبين القص التخييلي والسيرة الذاتية.

وفي شبه ترجمة قصصية لمقولة الشاعر الفرنسي روني شار "نحن لا نسكن إلا الأماكن التي نغادرها"، يحفر الكاتب فرات العاني في ذاكرة الأمكنة وتاريخ العراق في سبعينيات القرن الماضي، من خلال بطله أحمد رامي الذي بقي يحن لمدينته الأولى الفلوجة، ويبحث عن أصوله وهويته رغم العقود الثلاث التي عاشها في المنفى الفرنسي، بينما يجسد ابنه حالة اغتراب الأجيال العربية الجديدة المولودة في المنافي.

ولد الكاتب والصحفي فرات العاني في باريس عام 1980 لأبوين عراقيين، ورواية "أتذكر الفلوجة" هي الثانية في رصيده بعد روايته الأولى "عطر العراق" التي فازت بجائزة ألبرت لوندري العام 2019.

في هذا الحوار مع الجزيرة نت تحدث العاني عن حيثياث فوزه بجائزة الأدب العربي، وغاص في تفاصيل كتابته لرواية "أتذكر الفلوجة" التي قال إنها "تذهب أبعد من الخيال"، وأوضح أسباب هوسه الخاص بالذاكرة في كتاباته ونبشه الدائم في تاريخ العراق، كما بيّن أسباب تأثره الكبير بكتاب "هويات قاتلة" لأمين معلوف، وكشف عن موضوع ومناخات روايته القادمة التي تدور أحداثها بين العراق والاتحاد السوفياتي السابق. فإلى الحوار:

كيف تقبلت فوز روايتك "أتذكر الفلوجة" بجائزة الأدب العربي لعام 2023، من مؤسسة جان لوك لاغاردير ومعهد العالم العربي بباريس؟

فرحت كثيرا عندما علمت أنني فزت بهذه الجائزة المرموقة لعدة أسباب. أولا لأنها تمثل تكريسا أدبيا جميلا، وثانيا لأن والدي أخذني لأول مرة إلى معهد العالم العربي عندما كنت مراهقا واحتفظت بذكريات رائعة عن اكتشاف الثقافة الأدبية العربية.

إن حصولي على هذه الجائزة في هذا المكان حركني وجعلني أفكر في المرة الأولى التي وطأت فيها قدمي معهد العالم العربي بباريس.

ما إضافة مثل هذه الجوائز الفرنسية المرموقة ومساهمتها في تشجيع نشر الأدب العربي باللّغة الفرنسية؟

تسلط هذه الجائزة الضوء على أعمال الكتاب من العالم العربي أو الذين يكتبون ويعالجون قضايا ومواضيع عن الدول العربية. إنها طريقة رائعة لتعريف القراء بالثقافة الغنية للعالم العربي، ولكنها أيضا عرض لهذا الأدب الواسع. ومن المهم للغاية، مثل أي ثقافة أخرى، إدراج العالم العربي في مجموعة الكتابات المعاصرة.

تخوض رواية "أتذكر الفلوجة" في قضية الهوية من خلال حوار مونودرامي بين أب وابنه، عبر لعبة الذاكرة وتقنية سردية مموهة تمزج بين الماضي والحاضر، فهل الموضوع هو الذي فرض هذا البناء الفني المخاتل، أم العكس صحيح؟

كلاهما. لأن أحدهما يتغذى على الآخر. بالنسبة لي، كان استخدام هذه البنية الفنية واضحا لأنني أتعامل مع الذاكرة والماضي.

للقيام بذلك، بدا لي منطقيا أن أجمع ماضي الشخصيتين الرئيسيتين معا، مثل مرآة مشوهة لحقيقتين قريبتين وبعيدتين في نفس الوقت. نقاش بين شخص فاقد للذاكرة وآخر يشعر بالحنين للماضي، هي طريقة لإعادة بناء واقع أحلامك، من خلال السؤال الكبير عن الهوية.

الكاتب فرات العاني: الأدب يعمل على تدوين الذاكرة في الوقت المناسب (الجزيرة) بقي بطل الرواية أحمد رامي يبحث عن هويته رغم الثلاثة عقود التي عاشها في المنفى الفرنسي، وكذا الأمر بالنسبة إلى ابنه الذي ولد في المنفى، هل يعكس هذا الغربة الجسدية والروحية والبحث عن الهوية التي تعيشها أنت ويعيشها جيلك والأجيال العربية المولودة في المنفى؟ وما المحفزات والأسباب التي جعلتك تختار موضوع الهوية ثيمة رئيسية لروايتك "أتذكر الفلوجة"؟

في هذه الرواية يحاول أحمد رامي إعادة التواصل مع ماضيه من خلال ابنه، وهو ما جعل هذا الابن يبحث عن نفسه ويطرح الأسئلة. لكن رامي يجد صعوبة في الحديث عن هذا الماضي بسبب الصدمات المرتبطة بطفولته وأيضا بسبب الصعوبة التي واجهها هناك في العراق كناشط سياسي يواجه نظاما استبداديا يطارد المعارضين.

المنفيون يأخذون كل شيء معهم، الأفراح والمصائب، ولذلك يصبح من الصعب على الجيل المولود في المنفى أن يبني نفسه بدون إعادة الاتصال بأصوله. يتم تحرير الاغتراب من خلال البحث عن الذات، وهذا يمر عبر الهوية في رأيي.

المنفيون يأخذون كل شيء معهم، الأفراح والمصائب، ولذلك يصبح من الصعب على الجيل المولود في المنفى أن يبني نفسه بدون إعادة الاتصال بأصوله. من جهتي، ليس للعراق أي ماضي استعماري مع فرنسا، لذا كان الأمر أكثر صعوبة. لم يكن لدي أي نقاط مرجعية. جاء المهاجرون الآخرون من حولي من أماكن أخرى ويمكنهم على الأقل أن يتشاركوا في تاريخ مشترك. بالنسبة للعراقيين في فرنسا، كان الأمر شبه مستحيل.

يتم تحرير الاغتراب من خلال البحث عن الذات، وهذا يمر عبر الهوية في رأيي. ولهذا أصررت على هذا الموضوع بالذات في روايتي "أتذكر الفلوجة".

كيف تعرف الهوية وكيف تعيشها أنت المولود في المنفى الفرنسي لأبوين عراقيين؟

الهوية ليست اسما، ولا بلد المنشأ، ولا بلد الميلاد، إنها كل هذه الأشياء، وهي ما نصنعه ونعيشه لاحقا. يستحضر الراوي هذه "الحقيبة غير المرئية" الشهيرة التي يحملها كل مسافر، بالنسبة لي هذه هي الهوية. نحن نمضي قدما بفتح حقيبتنا، وإغلاقها، وملئها، وإفراغها.

الهوية متحركة وليست ثابتة. يمكننا أن نقرر ماذا سنكون بينما نشعر بالفضول بشأن أصولنا، يمكننا أيضا الاستغناء عنها. إنها حالة خاصة. من جهتي، أعتقد أن الجذور مهمة لبناء المستقبل، لأن الهوية شجرة متعددة الفروع.

إنها (الهوية) متحركة وليست ثابتة. يمكننا أن نقرر ماذا سنكون بينما نشعر بالفضول بشأن أصولنا، يمكننا أيضا الاستغناء عنها. إنها حالة خاصة. من جهتي، أعتقد أن الجذور مهمة لبناء المستقبل، لأن الهوية شجرة متعددة الفروع.

هل تعتبر روايتك "أتذكر الفلوجة"ترجمة سردية لكتاب أمين معلوف الفكري "الهويات القاتلة"، الذي ينظر لصراع الهويات المتعددة الذي تفرضه العولمة والمجتمع، ومحاولة إعادة توطينها من خلال السرد التخييلي ولعبة الذاكرة ؟ أين تبدأ الهوية الفردية وأين تنتهي الهوية الجماعية الإنسانية؟

من المضحك أن كتاب "هويات قاتلة" لأمين معلوف هو كتاب مؤسس في بحثي عن الهوية. لقد ترك هذا الكتاب بصماته علي وساعدني على فهم أشياء كثيرة. بداية الثقافة المزدوجة ليست 50% للأولى و50% للثانية، إنها أعقد من ذلك بكثير لأن المسألة ليست مسألة أرقام أو مسألة توزيع الدم والانتماء، إنها قبل كل شيء تجربة. لم أكتب هذه الرواية كتفسير لذلك الكتاب المرجع، لكن من الواضح أنه أعطاني نقطة انطلاق لفهم الهوية في حياتي الخاصة. الهوية ليس لها تعريف خاص بها. إنها أمر فريد بالنسبة للجميع، وأنا مقتنع بذلك اليوم.

تلخص روايتك "أتذكر الفلوجة"، المقولة الجميلة للشاعر الفرنسي روني شار "نحن لا نسكن إلا الأماكن التي نغادرها"، فكيف تتعامل مع ذاكرة الأمكنة في كتاباتك السردية؟ وإلى أي مدى تعتبر هذه الذاكرة محفزا للكتابة والإبداع؟ هل لديك أماكن ومدن أكثر من غيرها تستفزك للكتابة؟

هذا سؤال ممتاز. أعطي أهمية كبيرة للأماكن في كتاباتي وحياتي. أشعر بالحنين إلى الأماكن لدرجة أنني أحيانا أقوم برحلة حج للحنين، وأعود إلى أماكن من طفولتي، وهذا يلهمني كثيرا ويساعدني في إعادة كتابة الأشياء.

كصحفي وكاتب، لا أستطيع أن أتخيل الكتابة عن مكان معروف أو غير معروف بدون الذهاب والعودة إليه، تحفيزا للإلهام. المكان المادي الحقيقي لا يقل أهمية عن المكان الخيالي للرواية، لا أستطع الكتابة من دون وقع المكان وتأثيره.

بالنسبة لعلاقة المكان بالكتابة، نعم، لدي مدن وبلدان بعينها تلهمني أكثر من غيرها، في فرنسا وأماكن أخرى من العالم. أحيانا أنعزل وأحتاج للصمت التام في هذه الأماكن لأكتب. وأحيانا أخرى أحتاج إلى أمكنة صاخبة وضاجة بالحياة مثل المقاهي، أعتقد أن الأمر يعتمد على النوايا والمواضيع التي أفكر في كتابتها.

كتبت رواية وتخيلت الأماكن واخترعت الأسماء، ولكن من الواضح أنني احتفظت بالكثير من الواقع في "أتذكر الفلوجة". الخيال دائما مستوحى من الواقع.

جسدت شخصية السارد ابن البطل أحمد رامي، في مزاوجة فنية مباشرة ومتعمدة بين السرد التخييلي والسرد السير- ذاتي، فما أسباب هذا التوجه الفني؟ وأين يبدأ الموضوعي وأين ينتهي الذاتي في روايتك "أتذكر الفلوجة؟ وإلى أي مدى يستطيع الكاتب والمبدع عموما أن يتخلص من شخصيته وذاته وتفاصيل حياته في كتاباته وأعماله الإبداعية؟

لقد كتبت رواية وتخيلت الأماكن واخترعت الأسماء، ولكن من الواضح أنني احتفظت بالكثير من الواقع في "أتذكر الفلوجة". الخيال دائما مستوحى من الواقع. من ناحيتي أعتقد أن هناك إلهاما للسيرة الذاتية ولكن هناك أيضا جزء كبير من الخيال الذي لا أريد بالضرورة الكشف عنه، لأن أحدهما يتغذى على الآخر.

وقد كان الهدف أيضا في هذه الرواية الإجابة عن الأسئلة التي لم يكن لدي إجابات عنها. عندما توفي والدي، شعرت بالحاجة الملحة لاستكشاف هذا الخيال، لتكريمه ولكن أيضا لتلبية طلبات ورغبات الطفل التي لم يتم حلها بعد، وخاصة أن أكون في سلام مع قصتي.

يحضر تاريخ العراق بكثافة في روايتيك "أتذكر الفلوجة" و"عطر العراق"، بل ويتحول العراق والفلوجة ومدن أخرى إلى شخصيات بحد ذاتها في الرواية، فما رسائلك المضمونية والفنية من خلال توظيفك لهذه الحيلة الفنية؟

هذا صحيح، لأن شخصياتي ليست مجرد شخصيات بشرية، ولأنني أتخيل كل شيء كشخصيات. بغداد، الفلوجة، العراق، كلها شخصيات، ولكن أيضا فقدان الذاكرة والعار والغضب والصمت هي شخصيات روائية. أحب أن آخذ القراء على متن طائرة الخيال وأمسك بأيديهم وأدخلهم إلى أعماق نفسي، لأنني أؤمن أن كل شيء يمر عبر الأحاسيس، الروائح والتفاصيل ولون السماء وموقف الشخصيات.. إلخ.

في الحقيقة أريد أن أكون أقرب ما يمكن إلى دقة المواقف، ولكن بدون تقديم الكثير من التفاصيل دائما. في بعض الأحيان، كل ما يتطلبه الأمر هو جملة بسيطة لإثارة شيء معقد.

تقوم روايتك الأولى "عطر العراق" على لعبة التذكر والذاكرة، والحفر في تاريخ العراق قصصيا مثل رواية "أتذكر الفلوجة"، فما أسباب هذا التوجه الفني، وهل ستواصله في روايتك القادمة؟

نعم، لدي هوس خاص بالذاكرة. لن أعمل بالضرورة على هذا الموضوع فحسب، لكنه قريب من قلبي. الذاكرة هي الذكريات والماضي والتاريخ والسفر والعلاقة بين الوالدين والطفل، كل هذا يهمني بشكل كبير. ويصادف أن لدي ذاكرة جيدة وأتذكر كل التفاصيل. وهنا ولدت روايتي المصورة "عطر العراق"، وهي ليست رواية بالمعنى الكلاسيكي وإنما تسلسل زمني بسيط لذكرياتي في العراق منذ الطفولة، أما رواية "أتذكر الفلوجة" فهي تذهب إلى أبعد من الخيال.

رواية "عطر العراق" لفرات العاني (الجزيرة) حدثنا عن عملك الروائي القادم هل سيكون في نفس مناخات الذاكرة والهوية وتاريخ العراق أم ستغير البوصلة تماما نحو عوالم أخرى؟

لقد بدأت بكتابة روايتي القادمة. سيكون العراق حاضرا بالتأكيد ولكن ليس ذلك فحسب، حيث ستنتقل القصة أيضا الى الاتحاد السوفياتي السابق، إنه تحقيق عائلي آخر، ولكن أكثر من جانب الأم.

ترتكز القصة الرئيسية على شخصية عراقية مهمة، تتمثل في طيار عراقي من أفضل طياري الطائرات المقاتلة في الستينيات، يتم إرساله إلى روسيا ليتدرب على متن طائرة سوفياتية، إنها قصة يكتنفها الغموض والسرية أيضا. ستسافر بنا أولا الى العراق في الستينيات، ثم الى الاتحاد السوفياتي السابق، وستمتد الأحداث حتى يومنا هذا. لا أريد أن أكشف أكثر تفاصيل هذه القصة، ولكنني مهتم كثيرا بقصص الأساطير العائلية.

هل هناك مشروع لترجمة رواية "أتذكر الفلوجة" من الفرنسية إلى لغة الضاد وتوطينها في ثقافتها العربية الأصلية الرئيسية التي كانت موضوع أحداثها؟

لدي وكيل أدبي يتولى الحقوق الأجنبية. في الوقت الحالي، وقعنا على ترجمة الرواية إلى اللغة الإنجليزية، وآمل أن يفتح هذا المجال أمام ترجمات أخرى، وخاصة العربية. سأكون سعيدا برؤية هذه الرواية التي كتبها شاب عراقي فرنسي تترجم في العالم العربي.

الأدب بالنسبة لي هو إطالة عمر الكلمات والذاكرة، من خلال لعبتي الكتابة والقراءة.

يقول فرناندو بيسوا "الأدب هو الدليل على أن الحياة لا تكفي"، فكيف تعرف الأدب والكتابة وكيف تعيشهما؟

هذه مقولة جميلة جدا أجد نفسي فيها. لكنني أعتقد أيضا أن الأدب يعمل على تدوين الذاكرة في الوقت المناسب.

الأدب يتيح لنا أن نقول ما لم نقله قط. في بعض الأحيان لا نستطيع التحدث عن كل شيء، على سبيل المثال التعبير من خلال أصواتنا عن الأشياء الصعبة أو حتى الأشياء الجميلة. الكتابة تساعد على إنشاء هذا الجسر.

الأدب بالنسبة لي هو إطالة عمر الكلمات والذاكرة، من خلال لعبتي الكتابة والقراءة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: العالم العربی الأدب العربی تاریخ العراق هذه الروایة بالنسبة لی أحمد رامی فی المنفى من الواقع أعتقد أن من خلال کل شیء

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي: مصر خيارها السلام.. والأموال التي تنفق في الحروب يجب أن تنفق فى التعمير والتنمية

كتب-عمرو صالح

أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، زيارة تفقدية إلى الأكاديمية العسكرية المصرية، بحضور الفريق أشرف زاهر رئيس الأكاديمية العسكرية.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال كلمته في زيارة تفقدية إلى الأكاديمية العسكرية المصرية، بحضور الفريق أشرف زاهر مدير الأكاديمية العسكرية: "كل عام وأنتم طيبين.. إن شاء الله يكون شهر عظيم علينا كلنا.. عليكم وعلى أسركم وعلى الدنيا كلها كل سنة وأنتم طيبين".

وتابع الرئيس السيسى: "أنا مطمئن عليكم ودايما مدير الأكاديمية يطلعني علي بشكل دوري وأحيانا يومي على الأكاديمية وتطور العملية التدريبية والتعليمية وأنا كنت بتكلم مع مثلث القيادة بعد الصلاة.. خلي بالكم التطور ده سمة من سمات العصر.. اوعوا تفتكروا أن الموجود هو الأفضل ويفضل كده على طول.. قد يكون الأفضل حاليا ولكن بعد يتطور ويبقي احسن"

وواصل: "النقطة التانية اللى عاوز أكلمكم فيها.. أوضاع مصر.. احنا خلال الـ 18 شهر دول كانت ظروف صعبة على المنطقة في موضوع أحادث غزة والصراع الموجود ونتائجه، واحنا جزء من المنطقة"، مردفا: "احنا دائما دورنا دور إيجابي يهدف إلى تهدئة الصراعات وإطفاء الحرائق ما أمكن.. ودا دورنا الحريصين عليه.. وكان خلال الفترة اللي فاتت ومازلنا حتى الآن.. وكان هدفنا وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات وإطلاق سراح الرهائن.. كلام لم يتغير.. وكنا دائما نحذر من استمرار الصراع".

واستكمل السيسى: "دايما أي صراع عسكري ممكن يخرج عن السيطرة نتيجة القوات اللى بتشتغل وتستخدم.. والحسابات ممكن يحصل خطأ في التقدير ويترتب عليها قرار خاطئ.. ده دورنا ومازلنا قائمين به وحريصين عليه"، مستطردا: "احنا أول دولة عملت اتفاقية السلام عام 1979.. لنا تجربة رائعة جدا جدا فى الوقت ده.. ومكنشي فيه حد بيتكلم عن السلام وكان طرح الرئيس السادات لهذا الموضوع كان محل نقاش كبير جدا وكان له آثار كبير جدا فى الوقت".

واستطرد: "دايما خيار مصر السلام وهو الأفضل لأن الأموال اللى تنفق فى الحروب يجب أن تنفق فى التعمير والتنمية.. وحتي اللى بيكسب فى الحرب حجم الإنفاق اللى بيعمله لهذا المكسب بيكون له تأثير كبير جدا على اقتصاده"، مشددا: "نبذل جهدا كبيرا فى هذه المرحلة وهو امتداد للمراحل السابقة من أجل الوصول إلى تثبيت وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات وإطلاق سراح الرهائن".

وأوضح: "كان لينا طرح خلال الفترة الماضية أن احنا نقدر نعمل إعادة إعمار لقطاع غزة رغم الدمار الكبير.. والتصور ده جاهز بالتنسيق مع الأشقاء.. واشتغل فى الموضوع ده كل مؤسسات الدولة.. وزارة التعليم العالي ووزارة الإسكان والهيئة الهندسية.. كل دول اشتغلوا من أجل وثيقة من كل الوجوه وتكون قابلة للتنفيذ.. ثم مع الأشقاء فى الدول العربية فى مؤتمر القمة العربية تم مناقشة هذا الموضوع واقرتها الدول العربية فى قمة غزة بالقاهرة".

وعن الشأن الداخلي قال: "ده إطلالة سريعة على الموقف.. الموقف الداخلي أخباره ايه.. طبعا عارفين الشهر ده.. لازم نستعد له كويس.. واشتغلنا عليه كويس ومش أول مرة خلال الشهور اللي فاتت علشان الأمور تكون متوفرة بشكل كويس وبأسعار مناسبة ما أمكن يعني لأن حجم الطلب فى الشهر ده بيكون ضخم جدا من كل الناس فى مصر".

وأكد السيسى: "الأمور الحمد لله رب العالمين.. الاحتياطات من السلع كلها موجودة ومتوفرة.. بنتكلم مفيش احتياطي أقل من 4 شهور – 6 شهور.. حريصون فى كل السلع زي الأزر والسكر وغيرها من السلع الأساسية وتحتاج إليها الناس فى حياتها اليومية.. الحمد لله رب العالمين".

وتابع: "لازم أسجل هنا للمصريين تقدير شديد واحترام شديد.. اصفافهم خلف القيادة والدولة.. بقول لكم أنتوا كمستقبل مصر أن بدون أي جهد.. الجهد كان متوفر بوعي وتفاهم المصريين للمخاطر الموجودة.. كانوا ومازالوا على قلب رجل واحد تجاه الأحداث التي تمر بالمنطقة.. وده أمر مأثر فيا جدا بشكل إيجابي وسعيد بيه اوي"، مشددا: "سعيد أن المصريين جنب مني ومعايا وفاهمين.. حتي لو فيه ظروف صعبة الكل تجاوزها.. كلنا فى مصر على قلب راجل واحد تجاه التحديات فى المنطقة.. ده أمر لازم اقولوا واسجله لشعب مصر.. كل التحية لشعب مصر".

وواصل: "الفترة اللى احنا فيها واللى جاية.. مكملين الجهد ده والتنسيق مع الأشقاء والشركاء فى أوروبا والولايات المتحدة أن احنا نصل إلي وقف الحرب فى غزة.. فترة كبيرة اوي والمنطقة شهدت أحداث كبيرة اوي خلال سنة ونص.. وكلها أحداث مكنتش إيجابية".

وأضاف: "بالله سبحانه وتعالي وبيكم والقوات المسلحة بنقوم بدور فى حماية حدودنا رغم الظروف الصعبة الموجودة فى هذه الاتجاهات.. صراعات وحروب يمكن لكن احنا الحمد لله الموقف فى مصر بفضل الله وبفضلكم.. الأمور بخير وسلام.. اطمئنوا وبقول لكل الشعب المصري.. لا تشغلوا بالكم أبدا".

واستكمل السيسى: "ندير الأمر بكل الحرص والالتزام والثقة فى الله ثم فى أنفسنا.. ماشيين على خط ثوابت.. ثوابت قانون وأعراف دولية.. ثوابت أخلاقية وإنسانية.. العمل على إنهاء الصراعات والنزاعات.. كلها ثوابت مدعومة من داخلها.. الثوابت دي من أفضل الثوابت اللي ممكن نتعامل بها".

وواصل: "مهم أوي ومش ملفت للنظر وكنت متوقع كده.. المصريين دائما تجدهم فى الشدائد.. ممكن الناس تكون متضايقة شوية من الأسعار والظروف الصعبة.. لكن وقت الشدائد تجد المصريين"، مضيفا: "بطمنكم الحمد لله الأمور بخير.. اطمنوا على بلدكم".

وتابع: "عاوز أقول لكم ولكل الموجود فى الأكاديمية بنحاول بيكم نعمل تطوير إيجابي أوي فى مصر.. ربنا يوفقكم وكل سنة وأنتم طبيبن.. خلي بالكم من بعضكم ونحترم بعض.. ونبذل الجهد المناسب أن نكون مستعدين كويس.. أى كان القطاع اللى شغال فيه.. كل مؤسسات وقطاعات الدولة تشتغل بكفاءة كويسة على تقدم الدولة وازدهارها".

اقرأ أيضاً:

القوات المسلحة تهنئ الرئيس السيسي بذكرى العاشر من رمضان

السيسي يشكر الشعب المصري على اصطفافه بقوة خلف القيادة السياسية

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

الرئيس عبد الفتاح السيسي الأكاديمية العسكرية المصرية الفريق أشرف زاهر السيسى مصر

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

إعلان

رمضانك مصراوي

المزيد دراما و تليفزيون مسلسل "معاوية" يواجه أزمة في دولتين خلال شهر رمضان.. ما القصة؟ دراما و تليفزيون أول تعليق من آية سماحة بعد ظهورها في"أشغال شقة جدًا" جنة الصائم بعد جدل مسلسل "معاوية".. علي جمعة يحسم حكم تمثيل الأنبياء والصحابة (فيديو) سفرة رمضان أضفها إلى سحورك.. 4 أطعمة تحمي شرايينك من الانسداد والجلطات دراما و تليفزيون "آسف يا شيرين".. أبرز تصريحات حسام حبيب في "رامز إيلون مصر"

هَلَّ هِلاَلُهُ

المزيد دراما و تليفزيون مسلسل "معاوية" يواجه أزمة في دولتين خلال شهر رمضان.. ما القصة؟ دراما و تليفزيون أول تعليق من آية سماحة بعد ظهورها في"أشغال شقة جدًا" جنة الصائم بعد جدل مسلسل "معاوية".. علي جمعة يحسم حكم تمثيل الأنبياء والصحابة (فيديو) سفرة رمضان أضفها إلى سحورك.. 4 أطعمة تحمي شرايينك من الانسداد والجلطات دراما و تليفزيون "آسف يا شيرين".. أبرز تصريحات حسام حبيب في "رامز إيلون مصر"

إعلان

أخبار

الرئيس السيسي: مصر خيارها السلام.. والأموال التي تنفق في الحروب يجب أن تنفق فى التعمير والتنمية

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك عاجل - الإفتاء تحذر من فتوى خاطئة منتشرة بشأن موعد أذان الفجر الرئيس السيسي: أعددنا خطة لإعمار غزة سنبدأ تنفيذها عقب انتهاء الأزمة السيسي يشكر الشعب المصري على اصطفافه بقوة خلف القيادة السياسية 23

القاهرة - مصر

23 13 الرطوبة: 45% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رمضانك مصراوي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • أنا هادم الملذات.. مؤلف وتقابل حبيب يعلق على بداية قصة حب ياسمين وكريم فهمي
  • 3 طرق طبيعية وفعالة للتخلص من حب الشباب
  • البرلمان العربي ينوه بالإسهامات التي حققتها المرأة العربية على كافة الأصعدة
  • ليلى علوي تكشف عن الأرقام التي أثرت في حياتها ومسيرتها الفنية
  • مجهولة الهوية.. العثور على جثة فتاة في ترعة الإسماعيلية
  • نقيب الصحفيين العراقيين رئيس اتحاد الصحفيين العرب الاستاذ مؤيد اللامي : غيًرنا صورة العراق في الإعلام العربي من ” بلد القتل والطائفية” إلى “بلد السلام والأمان”
  • تأجيل معرض "القلم" لفنون الخط العربي بالهناجر
  • عصام السقا: أحب التغيير في الشخصيات التي أجسدها
  • الرئيس السيسي: مصر خيارها السلام.. والأموال التي تنفق في الحروب يجب أن تنفق فى التعمير والتنمية
  • أثر الإسلام على الهوية الوطنية العمانية