الاقتصاد نيوز _ بغداد

تعكس أكبر 10 مشروعات طاقة متجددة في الشرق الأوسط الوتيرة المتسارعة التي تمضي بها جهود تحول الطاقة من قِبل حكومات المنطقة، في إطار مساعٍ أوسع لتحقيق أهداف الحياد الكربوني وتعزيز أمن الطاقة.
وكثيرًا ما اعتمد الشرق الأوسط على النفط والغاز، ليس فقط لتعظيم الإيرادات، ولكن لتوليد الكهرباء، غير أنه في السنوات الأخيرة رسّخت المنطقة نفسها رائدًا إقليميًا في قطاع الطاقة المتجددة عبر العديد من المشروعات الجاري تنفيذها في هذا الخصوص، وفقا لمنصة الطاقة المتخصصة ومقرها الولايات المتحدة.

وتوقّعت شركة موردور إنتليغنس (Mordor Intelligence) المتخصصة في أبحاث السوق والخدمات الاستشارية أن تنمو سوق الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط بنسبة 13.43% سنويًا خلال المدة من 2023 إلى 2028.

ويأتي هذا النمو مدعومًا –أساسًا- بالخطط الحكومية المختلفة التي تستهدف تعزيز المصادر المتجددة في مزيج الطاقة الوطني للدول.

أكبر مشروعات الطاقة المتجددة
تتسارع وتيرة تنفيذ مشروعات الطاقة النظيفة في العديد من البلدان -حاليًا- ضمن جهود تحول الطاقة، وفيما يلي أكبر 10 مشروعات طاقة متجددة في الشرق الأوسط من حيث التكلفة الرأسمالية، وفق قائمة أعدها موقع مجلة إيكونومي ميدل إيست (Economy Middle East)، نشرتها منصة الطاقة المتخصصة:

1- محطة براكة للطاقة النووية
تتصدّر محطة براكة للطاقة النووية قائمة أكبر 10 مشروعات طاقة متجددة في الشرق الأوسط، وهي ليست أول مشروع رائد من نوعه في الإمارات فحسب، ولكنها أول محطة تجارية من نوعها في العالم العربي أيضًا.

تقع المحطة التي تبلغ تكلفتها الاستثمارية 24 مليار دولار، في منطقة الظفرة بأبوظبي، وكان قد بدأ العمل عليها في عام 2012، ودخلت الوحدتان 1 و3 من المحطة حيز التشغيل بالفعل.

تؤدي المحطة، التي تبلغ سعتها 5600 ميغاواط، دورًا حاسمًا في تنويع مزيج الطاقة في الإمارات؛ إذ تزود 25% من إجمالي استعمال الكهرباء في البلد الخليجي، ومن المتوقع أن تخفض 22 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا (ما يعادل انبعاثات 84 مليون سيارة) ما إن تدخل حيز التشغيل.

2- مجمع محمد بن راشد آل مكتوم
يحتل مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية المرتبة الثانية في قائمة أكبر 10 مشروعات طاقة متجددة في الشرق الأوسط، وتبلغ مساحته 77 كيلومترًا، كما أنه يُصنَّف أكبر مجمع من نوعه في العالم، بتكلفة استثمارية قدرها 13.6 مليار دولار.

تبلغ سعة المجمع الكائن في دبي 5 آلاف ميغاواط، ومن الممكن أن يدخل حيز التشغيل في عام 2030.

ويمتلك المجمع القدرة على خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بما يزيد على 6.5 مليون طن سنويًا، ليسهم في أهداف الحياد الكربوني في دبي بحلول 2050.

كما تحوي المرحلة الرابعة من المشروع أطول برج للطاقة الشمسية في العالم (أكثر من 263 مترًا) وأكبر سعة تخزين للطاقة الحرارية (نحو 6000 ميغاواط في الساعة).

3- مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر
يحل مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر في المرتبة الثالثة بقائمة أكبر 10 مشروعات متجددة في الشرق الأوسط، بقيمة استثمارية قدرها 8.4 مليار دولار.

يقع المشروع في السعودية، وهو نتاج تعاون بين شركات نيوم (NEOM) وأكوا باور (ACWA Power)، وإيربرودكتس (Air Products)، ويضم محطة طاقة شمسية بحرية، ومنشآت لتخزين طاقة الرياح والكهرباء.

الرئيس التنفيذي لأكوا باور: محطة شمسية ضخمة بمشروع نيوم.. وهذه خططنا لمصر والمغرب (حوار)
ويستهدف المشروع إنتاج 600 طن من الهيدروجين الأخضر يوميًا بحلول عام 2026، وهو يخدم رؤية السعودية 2030، كما يستهدف تقليص انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بواقع 5 ملايين طن سنويًا.

4- محطة بنبان للطاقة الشمسية
تأتي محطة بنبان للطاقة الشمسية في المرتبة الرابعة بقائمة أكبر 10 مشروعات طاقة متجددة في الشرق الأوسط، بسعة إجمالية تلامس 1800 ميغاواط.

يقع المشروع في أسوان، ويحوي 41 محطة طاقة شمسية، ويُعد من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم؛ إذ تبلغ مساحته 47 كيلومترًا، ويتألّف من 200 ألف لوحة شمسية.

يأتي المشروع -الذي تبلغ تكلفته الاستثمارية 4 مليارات دولار- في إطار البرنامج المصري لتعرفة تغذية الطاقة المتجددة إف آي تي (FiT)، الذي أُعلن في سبتمبر/أيلول (2014).

5- محطة الشعيبة
يتألّف مشروع الشعيبة للطاقة الشمسية الذي يموّله صندوق الاستثمارات العامة السعودي من محطتي الشعيبة بي في 1 و الشعيبة بي في 2، واللتين تُنتجان 600 ميغاواط و2.031 ميغاواط على الترتيب.

ويحل هذا المشروع وقيمته الرأسمالية 2.4 مليار دولار، خامسًا في قائمة أكبر 10 مشروعات طاقة متجددة في الشرق الأوسط، ولديه القدرة على تشغيل 450 ألف منزل.

وإلى جانب شركة المياه والكهرباء القابضة (بديل) المملوكة ل‍صندوق الاستثمارات العامة، تبرز أكوا باور وعملاقة الطاقة الحكومية أرامكو (Aramco) المطورين الرئيسين للمشروع.

6- مشروع طاقة الرياح بمجمع خليج السويس
تضم قائمة أكبر 10 مشروعات طاقة متجددة في الشرق الأوسط، مشروع طاقة الرياح بمجمع خليج السويس، وهو نتاج تعاون بين شركة أكوا باور السعودية وصندوق الثروة السيادي المصري، وتلامس تكلفته الاستثمارية 1.5 مليار دولار.

تصل سعة المشروع إلى 1100 ميغاواط، ويقع تحديدًا بمنطقة جبل الزيت على الضفة الغربية لخليج السويس، وهو أحد أكبر مشروعات طاقة الرياح في العالم، ويستهدف تشغيل أكثر من مليون منزل، وخفض ثاني أكسيد الكربون بواقع 2.4 مليون طن سنويًا.

7- محطة سدير للطاقة الشمسية
تأتي محطة سدير للطاقة الشمسية في السعودية بالمرتبة السابعة ضمن قائمة أكبر 10 مشروعات طاقة متجددة في الشرق الأوسط، بسعة إجمالي 1500 ميغاواط، وتكلفة استثمارية قدرها 924 مليون دولار.

تُعَد المحطة الكائنة في العاصمة الرياض، ثاني أقل محطة بالعالم في تكلفة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، بواقع 1.239 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة.

وتستهدف محطة سدير إزالة 2.9 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا، وتشغيل 185 ألف منزل، وفق تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

8- محطة نور للطاقة الشمسية
تحل محطة نور للطاقة الشمسية في الإمارات ثامنًا بقائمة أكبر 10 مشروعات طاقة متجددة في الشرق الأوسط، بسعة إجمالية تلامس 1.177 ميغاواط، وقيمة رأسمالية 870 مليون دولار.

تُسهم المحطة في إزالة مليون طن متري من غاز ثاني أكسيد الكربون، وهي تقع في مدينة سويحان بإمارة أبوظبي، وتحوي 3.2 مليون لوحة شمسية موزّعة على مساحة 8 كيلومترات مربعة.

كان بناء المحطة قد انطلق في مايو/أيار (2017)، لكنها لم تدخل حيز التشغيل حتى أبريل/نيسان (2019).

"نور" هي مشروع مشترك بين شركة أبوظبي الوطنية للطاقة، وماروبيني كورب اليابانية، وجينكو سولار القابضة، وتمتلك القدرة على تزويد 90 ألف شخص بالكهرباء.

9- محطة رياح دومة الجندل
في المركز قبل الأخير بقائمة أكبر المشروعات النظيفة، تأتي مزرعة رياح دومة الجندل الواقعة في منطقة الجوف غرب السعودية، بسعة قدرها 400 ميغاواط، وتكلفة استثمارية بلغت 500 مليون دولار.

وبمقدور المحطة التي تُعد الأولى في السعودية والأكبر من نوعها في الشرق الأوسط، تشغيل 70 ألف منزل، كما تستطيع خفض الانبعاثات الكربونية بنحو 1 مليون طن سنويًا.

وتطور المحطة شركات إي دي إف رينيوابولز (EDF Renewables) ومصدر (Masdar) الإماراتية.

10- محطة الخرسعة للطاقة الشمسية
تتذيل محطة الخرسعة للطاقة الشمسية القطرية قائمة أكبر 10 مشروعات طاقة متجددة في الشرق الأوسط، بسعة 800 ميغاواط.

وتستطيع المحطة توفير 10% من الكهرباء في قطر؛ ما يُسهم في إزالة 26 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال عمرها التشغيلي.

وتلامس التكلفة الاستثمارية للمحطة التي تطورها شركات توتال إنرجي (TotalEnergies)، وماروبيني كورب، وسراج باور (Siraj Energy)، 462 مليون دولار.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار ثانی أکسید الکربون للطاقة الشمسیة فی الطاقة المتجددة ملیون دولار طاقة الریاح ملیار دولار فی العالم طن سنوی ا ملیون طن التی ت

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط على المقاس الإسرائيلي!

الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على سوريا ولبنان، تؤكد أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تقوم بتغيير شامل للمنطقة بأكملها، وأن لديها مشروعا للتوسع يتضح بشكل أكبر يومياً، حيث تريد إسرائيل خلق مناطق نفوذ واسعة لها في المنطقة برمتها، وهو ما يعني بالضرورة انتهاك سيادة الدول المجاورة والاعتداء على وجودها.

أبرز ملامح التوسع الإسرائيلي في المنطقة تجلى في المعلومات التي كشفتها جريدة «معاريف» الإسرائيلية، التي قالت إن الطيران الإسرائيلي رفض منح الإذن لطائرة أردنية كانت تقل الرئيس الفلسطيني محمود عباس نحو العاصمة السورية دمشق، واضطر الرئيس عباس للسفر براً من الأردن إلى سوريا، للقاء الرئيس أحمد الشرع، كما أن الصحيفة كشفت بذلك أيضا، أن القوات الإسرائيلية هي التي تسيطر على المجال الجوي لسوريا وتتحكم به. وفي التقرير العبري ذاته تكشف الصحيفة، أن وزارة الدفاع الأمريكية بدأت تقليص وجودها العسكري على الأراضي السورية، وهو ما يعني على الأغلب والأرجح أنه انسحاب أمريكي لصالح الوجود الإسرائيلي الذي بات واضحاً في جملة من المناطق السورية.

إسرائيل استغلت سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي وتوغلت فوراً داخل الأراضي السورية، كما قامت بتدمير ترسانة الأسلحة السورية، وسبق تلك الضربات الكبيرة التي تعرض لها حزب الله اللبناني، وما يزال، والتي تبين أن لا علاقة لها بمعركة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، حيث اعترفت أجهزة الأمن الإسرائيلية، بأن عمليتي «البيجر» و»الوكي توكي» كان يجري الإعداد لهما منذ سنوات، وإن التنفيذ تم عندما اكتملت الإعدادات، وهو ما يعني أن الضربة التي تلقاها حزب الله كانت ستحصل لا محالة، سواء شارك في الحرب، أم لم يُشارك، حيث كان يتم التخطيط لها إسرائيلياً منذ سنوات. هذه المعلومات تؤكد أنَّ إسرائيل لديها مشروع للتوسع والهيمنة في المنطقة، وأنَّ هذا المشروع يجري العمل عليه منذ سنوات، ولا علاقة له بالحرب الحالية على قطاع غزة، بل إن أغلب الظن أن هذه الحرب كانت ستحصل لا محالة في إطار مشروع التوسع الاسرائيلي في المنطقة.

إسرائيل تقوم باستهداف المنطقة بأكملها، وتقوم بتغييرها، وبتدوير المنطقة لصالحها، وهذا يُشكل تهديداً مباشراً واستراتيجياً لدول المنطقة كافة، بما في ذلك الدول التي ترتبط باتفاقات سلام معها
الهيمنة الإسرائيلية على أجواء سوريا، والاعتداءات اليومية على لبنان واليمن ومواقع أخرى، يُضاف إلى ذلك القرار الإسرائيلي بضم الضفة الغربية، وعمليات التهويد المستمرة في القدس المحتلة، إلى جانب تجميد أي اتصالات سياسية مع السلطة، من أجل استئناف المفاوضات للحل النهائي.. كل هذا يؤكد أن المنطقة برمتها تتشكل من جديد، وأن إسرائيل تحاول أن تُشكل هذه المنطقة لصالحها، وتريد أن تقفز على الشعب الفلسطيني ولا تعتبر بوجوده.

خلاصة هذا المشهد، أن إسرائيل تقوم باستهداف المنطقة بأكملها، وتقوم بتغييرها، وتقوم بتدوير المنطقة لصالحها، وهذا يُشكل تهديداً مباشراً واستراتيجياً لدول المنطقة كافة، بما في ذلك الدول التي ترتبط باتفاقات سلام مع إسرائيل، خاصة الأردن ومصر اللذين يواجهان التهديد الأكبر من هذا المشروع الإسرائيلي الذي يريد تهجير ملايين الفلسطينيين على حساب دول الجوار، كما أن دول التطبيع ليست بمنأى هي الأخرى عن التهديد الإسرائيلي الذي تواجهه المنطقة.

اللافت في ظل هذا التهديد أن العربَ صامتون يتفرجون، من دون أن يحركوا ساكناً، إذ حتى جامعة الدول العربية التي يُفترض أنها مؤسسة العمل العربي المشترك لا تزال خارج التغطية، ولا أثر لها أو وجود، كما أن المجموعة العربية في الأمم المتحدة لم تتحرك، ولا يبدو أن لها أي جهود في المنظمة الأممية من أجل مواجهة هذا التهديد الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • الشرق الأوسط على المقاس الإسرائيلي!
  • في يوم الأرض.. الإمارات ترسخ ريادتها عالمياً في حماية البيئة
  • مجلس السيادة يعلن عن بشريات بخصوص الطاقة الشمسية 
  • نور ورزازات3 تعود إلى العمل والمغرب يطلق طلب عروض لبناء محطة للغاز الطبيعي بميناء الناظور
  • الكاردينال الوحيد من الشرق الأوسط.. ساكو مرشحا لخلافة بابا الفاتيكان
  • لأول مرة في التاريخ .. عراقي مرشح لمنصب بابا الفاتيكان المقبل
  • روسيا .. محطة أخرى
  • التحركات الأخيرة في حضرموت ومشروع “الشرق الأوسط الجديد”
  • الشرق الأوسط يحترق… والشعوب وحدها تدفع الثمن
  • وزير البترول يبحث مع مسئولي شركة هواوى التعاون في الطاقات النظيفة