"إذا ولد يسوع اليوم، فسيولد تحت الأنقاض"، تحولت هذه العبارة إلى شعار يرفعه المسيحيون في بيت لحم والقدس، للاحتجاج على المجازر الإسرائيلية في غزة، والتي جعلت المشهد مختلفا في نهاية العام ببيت لحم والقدس، واللتان كانتا تتخذان زينتهما للاحتفال بعيد الميلاد وسط حضور ضخم للناس من داخل فلسطين وخارجها، وفقا لما نشرته صحيفة "الجارديان".

لكن هذا العام، وبدلا من سرير الأطفال في مزود مليء بالقش،  تم لف دمية الطفل بالكوفية الشهيرة باللونين الأبيض والأسود المرتبطة بفلسطين، وترقد بين كتل اصطناعية مكسورة، في إشارة لمحنة أطفال غزة.

طرقات بيت لحم خاوية

وتقول الصحيفة إنه تم إلغاء احتفالات عيد الميلاد في جميع أنحاء الأراضي المقدسة هذا العام، حيث تنعي المنطقة الفلسطينيين الشهداء في غزة، والذين يبلغ عددهم الآن أكثر من 20 ألفًا، وفقًا للسلطات في القطاع.

اقرأ أيضاً

إيكونوميست: المسيحيون يعانون في فلسطين.. ومحنتهم في بيت لحم والقدس تسبق غزة

وقال منذر إسحاق، راعي الكنيسة الإنجيلية اللوثرية، إنه يريد أن يبعث برسالة للعالم من خلال مشهد ميلاد هذا العام، مضيفا: "هذه هي حقيقة عيد الميلاد بالنسبة للأطفال الفلسطينيين.. لو ولد يسوع اليوم، لكان قد ولد تحت أنقاض غزة".

وتعد مدينة بيت لحم، الواقعة على بعد 10 أميال جنوب القدس في الضفة الغربية المحتلة، أحد أهم المراكز المسيحية؛ كنيسة المهد، التي تتقاسمها اليوم عدة طوائف، بناها الإمبراطور جستنيان قبل 1500 عام فوق المغارة التي يُعتقد أن المسيح ولد فيها.

واليوم، غالبية سكان بيت لحم مسلمون، لكن المدينة لا تزال موطنًا لمجتمع مسيحي مزدهر والعديد من الطوائف المسيحية، وتعتمد المنطقة بشكل كبير على قطاع السياحة والحج.

وقالت رئيسة بلدية بيت لحم، هناء هنية، إن حوالي 70% من اقتصاد بيت لحم يعتمد على الزوار الدوليين.

اقرأ أيضاً

برلمانية أمريكية صارخة في وجه نائبة الرئيس: يسوع المسيح تحت أنقاض بيت لحم (فيديو)

إسرائيل حطمت بهجة عيد الميلاد

وتضيف: "هذه الفترة عادة ما تكون نشطة للغاية. نستقبل ما بين 1.5 إلى 2 مليون زائر سنويا، لكن الآن ليس لدينا أي شيء.. لقد جعلت إسرائيل من الصعب للغاية الوصول إلى هنا عبر نقاط التفتيش وانهار اقتصادنا، لكننا لم نتمكن من الاحتفال على أي حال، فنحن في حداد على أهل غزة".

وعادة ما تزدحم ساحة المهد في قلب مدينة بيت لحم، خارج كنيسة المهد، بالسياح في شهر ديسمبر/كانون الأول، حيث يكون هناك أضواء احتفالية، وشجرة عيد الميلاد العملاقة، وتمتلئ أزقة المدينة ومطاعمها بالموسيقى.

لكن هذا العام، أصبحت ساحة المهد رمادية وخالية.

يتضمن برنامج شهر ديسمبر المزدحم استضافة وفود دولية وعروضًا للفنانين والمطربين قبل أن تتوج الاحتفالات باستعراض وقداس منتصف الليل عشية عيد الميلاد.

لكن من المتوقع أن يكون الحضور منخفضًا جدًا هذا العام، مما دفع الرهبانية الفرنسيسكانية، التي تخصص التذاكر وتتعامل مع الأمن للحدث، إلى إلغاء البروتوكولات المعتادة؛ وبدلاً من ذلك، ستكون خدمة الصلاة مفتوحة لأي شخص يمكنه أداءها.

اقرأ أيضاً

كنائس بيت لحم تستعد لاحتفالات عيد الميلاد بمغارة من ركام المباني

القدس.. لا احتفالات أمام جنون المستوطنين

وفي القدس أيضًا، تم إلغاء احتفالات عيد الميلاد من قبل رؤساء الكنائس الكبرى.

وظلت الممرات القديمة في المدينة القديمة، التي عادة ما تكون مليئة بالسياح والحجاج على مدار العام، هادئة منذ أكتوبر/تشرين الأول.

تم إغلاق معظم المتاجر والمطاعم، حيث يقول أصحاب الأعمال إنهم خائفون جدًا من القدوم إلى العمل.

وقد استخدم المستوطنون الإسرائيليون في البلدة القديمة ــ مثل بقية القدس الشرقية، التي ضمتها إسرائيل في عام 1980، فوضى الحرب لصالحهم.

وكانت هناك محاولات من قبل المطورين الإسرائيليين للاستيلاء على الأراضي في الحي الأرمني التي تعود ملكيتها لكل من الكنيسة والمسيحيين الأرمن الأفراد.

ويخيم الآن أفراد المجتمع البالغ عددهم 800 شخص على مدار 24 ساعة يوميًا في المواقع التي يعتقدون أنها معرضة للتهديد.

اقرأ أيضاً

ف. تايمز : أين يختبئ المسيحيون في غزة من هول العدوان؟ وكيف يتصرفون؟

المسيحيون في غزة

ويقول التقرير إنه لا يوجد اليوم سوى 182 ألف مسيحي في الأراضي المحتلة (مدن الداخل)، و50 ألفًا في الضفة الغربية والقدس، و1300 في غزة، وفقًا لتقديرات وزارة الخارجية الأمريكية.

وعندما سيطرت حركة "حماس" الإسلامية على القطاع في عام 2007، تم تسجيل 3000 مسيحي على أنهم يعيشون هناك.

وفي تلك المنطقة المحاصرة، تقول "الجارديان" إنه م تدمير المجتمع المسيحي الصغير بالفعل بسبب الحرب الجديدة، التي أشعل فتيلها الهجوم الذي شنته "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر والذي أسفر عن مقتل 1140 شخصًا.

تحولت كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية في مدينة غزة إلى ملجأ مؤقت لكنها تعرضت مرارا وتكرارا للغارات الجوية الإسرائيلية.

وفي الأسبوع الماضي، قالت البطريركية اللاتينية في القدس إن قوات الاحتلال حاصرت الكنيسة، وأطلق القناصة النار على امرأتين مسيحيتين، أم وابنتها، فقتلتهما عندما غامرتا بالخروج للحصول على الطعام والماء.

وأدان البابا فرانسيس الهجوم الذي زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه لم يكن يعلم به.

المصدر | بيثان ماكيرنان وسفيان طه / الجارديان - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: عيد الميلاد بيت لحم القدس غزة المسيح بیت لحم والقدس عید المیلاد هذا العام اقرأ أیضا فی غزة

إقرأ أيضاً:

22 عملية مقاومة ضد الاحتلال الصهيوني في الضفة والقدس خلال 24 ساعة

يمانيون../
أفاد مركز معلومات فلسطين “معطى” بتسجيل 22 عملية مقاومة نفذها الفلسطينيون ضد قوات الاحتلال الصهيوني والمستوطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ضمن معركة “طوفان الأقصى”.

وأوضح المركز في بيان مساء الأحد، أن هذه العمليات أدت إلى إصابة اثنين من المستوطنين، فيما تنوعت أشكال المقاومة بين إطلاق نار واشتباكات مسلحة، وتفجير عبوات ناسفة، وإلقاء زجاجات حارقة وحجارة، والتصدي للمستوطنين، بالإضافة إلى اندلاع مظاهرات واحتجاجات.

في التفاصيل، أصيب مستوطنان أثناء تصدي الشبان الفلسطينيين لهجوم المستوطنين على بلدة برقة شمال غرب نابلس. كما شهدت بلدة السيلة الحارثية في جنين اشتباكات مسلحة أسفرت عن تفجير ثلاث عبوات ناسفة خلال اقتحام قوات الاحتلال للمنطقة.

في بلدة يعبد بجنين، ألقى المقاومون عبوة ناسفة، بينما استهدف إطلاق النار قوات الاحتلال خلال اقتحامها بلدة طمون في طوباس.

كما تصدى مقاومون للمستوطنين في مفترق الفوار بالخليل، حيث ألقوا زجاجات طلاء وحجارة، ما أدى إلى تحطيم مركبتهم.

واندلعت مواجهات شملت بلدات عدة، منها بيت عنان في القدس، وكفر عين في رام الله، والسيلة الحارثية ويعبد وزبوبا في جنين، وبرقة ويتما وبورين في نابلس، ومخيم الفوار ومنطقة رأس العروض في الخليل، فيما شهدت بلدة الرشايدة ببيت لحم مظاهرات منددة بالاحتلال.

مقالات مشابهة

  • أردوغان: إسرائيل ستنسحب من الأراضي السورية التي احتلتها
  • زينب تدخل موسوعة جينيس بـ5 ساعات طهي متواصل.. «حطمت الرقم الأمريكي»
  • 22 عملية مقاومة ضد الاحتلال الصهيوني في الضفة والقدس خلال 24 ساعة
  • تبدأ الاحتفالات بهذا الموعد.. تعرف على الفرق بين رأس السنة وعيد الميلاد
  • حصاد 2024.. أبرز الخواتم الذكية التي أطلقت في هذا العام
  • نصائح للتوفير في عيد الميلاد.. كيف تحتفل بالأعياد من دون أن تفلس؟
  • موسكو.. وسائل النقل العام تتزين في أبهى صورة لاستقبال العام الجديد| صور
  • لسببين.. فصيل عراقي بارز يعلن توقف العمليات ضد إسرائيل ويتمسك بوحدة الساحات
  • بلال الدوي: مصر الدولة الوحيدة التي أجبرت إسرائيل على السلام
  • قصف عنيف يستهدف مستشفى كمال عدوان.. ومجازر متواصلة في قطاع غزة