حسين الشيخ.. أمير سر حركة فتح والذراع اليمنى لعباس
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
من مواليد مدينة رام الله عام 1960، وينحدر من عائلة نازحة من قرية دير طريف بقضاء الرملة، اعتقل في سن مبكرة وقضى 11 عاما في سجون الاحتلال، قبل أن يخرج منها بالتزامن مع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، تدرج بالمناصب في حركة فتح إلى أن عيّن عام 2002 أمين سر الحركة، وشغل عام 2017 منصب وزير الهيئة العامة للشؤون المدنية ورئيس لجنة التنسيق المدنية العليا.
برز اسمه في السنوات الأخيرة بوصفه واحدا من الأسماء المرشحة لخلافة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ويوصف بأنه الذراع اليمنى لعباس وأحد المقربين منه.
كما يوصف بأنه شخص براغماتي، ويرى أن "التعاون مع إسرائيل" هو السبيل لنيل حقوق الشعب الفلسطيني وليس الصدام.
الولادة والنشأةولد حسين شحادة محمد الشيخ وكنيته أبو جهاد يوم 14 ديسمبر/كانون الأول 1960 في مدينة رام بالضفة الغربية.
ينحدر من عائلة تشتغل في التجارة نزحت خلال النكبة عام 1948 من قرية دير طريف قضاء الرملة، وهو أب لـ4 بنات وولدين.
تجربة الاعتقالاعتقله الاحتلال الإسرائيلي عام 1978 وهو في سن الـ17، وحكم عليه بالسجن 11 عاما بتهمة الانتماء إلى خلية سرية، وتزامن نيله الحرية مع الانتفاضة الأولى التي اندلعت شرارتها عام 1987.
تعرض للملاحقة والمطاردة من الاحتلال خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وتحديدا في الفترة بين 2000 و2005.
استثمر فترة سجنه في تعلم اللغة العبرية التي أتقنها قراءة وكتابة ومحادثة، وهو ما سهل تواصله مع الاحتلال الإسرائيلي خلال التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل.
انضم حسين الشيخ إلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) نهاية سبعينيات القرن الماضي، وبعد خروجه من السجن عام 1989 انتخب عضوا في القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة الأولى، وعضوا في اللجنة الحركية العليا لفتح في الضفة الغربية، ونائبا لرئيس اللجان السياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، قبل أن يصبح أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية عام 1999.
أمر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات باعتقاله عام 2003، وذلك بعد توزيع بيان موقع باسمه وباسم كتائب شهداء الأقصى يتضمن هجوما على عدد من قيادات السلطة الفلسطينية، وقررت اللجنة المركزية لفتح حينها تنحيته من منصبه (أمين سر مرجعية فتح في الضفة) ودعت إلى اعتقاله ومحاكمته.
بعد تولي عباس رئاسة منظمة فتح والسلطة الفلسطينية انتخب حسين الشيخ لعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح منذ عام 2008، ثم عضوا في لجنة الحوار الوطني الفلسطيني في ملف المصالحة بين حركة فتح وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عام2017.
انتخب عضوا في اللجنة التنفيذية لفتح في يناير/كانون الثاني 2022، وفي مايو/أيار من السنة نفسها كلفه عباس بمهام أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة خلفا لصائب عريقات الذي توفي في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.
بعد إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية إثر اتفاق أوسلو في بداية التسعينيات من القرن الماضي عمل حسين الشيخ في قوات الأمن الفلسطيني برتبة عقيد من 1994 حتى 1997، ثم عمل في التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل، مما أهله لتولي منصب وزير الهيئة العامة للشؤون المدنية ورئيس لجنة التنسيق المدنية العليا التي تعتبر حلقة الوصل الرسمية الفلسطينية مع الحكومة الإسرائيلية، وذلك منذ 2007.
يتولى في هذا المنصب مسؤولية كل ما يتعلق بالعلاقة مع إسرائيل، مثل إدارة أموال المقاصة ولم الشمل والتسهيلات الاقتصادية والتصاريح التي يحتاجها الفلسطينيون لدخول إسرائيل للعمل أو زيارات عائلية أو للحصول على الرعاية الطبية أو لاستيراد أو تصدير السلع أو للحصول على بطاقات الهوية.
وفي أواخر عام 2021 توصلت وزارته إلى اتفاق مع سلطات الاحتلال للم شمل العائلات الفلسطينية (حوالي 5 آلاف فرد كدفعة أولى)، ومنح الهويات للذين هجّروا هم أو آباؤهم خلال سنوات النكبة 1948 والنكسة 1967 ولم تسجلهم إسرائيل ضمن السجل السكاني.
خليفة محتمل لعباسينظر إلى حسين الشيخ على أنه الذراع اليمنى لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وأحد المقربين منه، إذ يرافقه في كل جولاته الخارجية والمؤتمرات الإقليمية والدولية، كما يحضر إلى جانبه في اجتماعاته بمقر المقاطعة، وتصفه الصحافة الغربية والإسرائيلية بأنه الخليفة المحتمل لعباس.
أثار تعيينه من قبل محمود عباس في منصب أمين سر اللجنة التنفيذية عام 2022 جدلا في الأوساط الفلسطينية، وبينما انتقد البعض تعيينه بشكل مباشر من الرئيس دون الاحتكام إلى النظام الداخلي الذي ينص على انتخاب أمين السر في اجتماع اللجنة التنفيذية رأى آخرون أن القانون يمنح الرئيس الحق في إصدار تعيينات لملء المهام الشاغرة إلى حين البت فيها من قبل اللجنة التنفيذية للمنظمة.
ويرى مراقبون أن تعيينه في هذا المنصب يجعله أقرب إلى رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة، خاصة أن المسار الذي يسير فيه هو نفسه الذي أوصل أبو مازن إلى موقعه الحالي، إذ كان يشغل منصب أمين سر اللجنة التنفيذية عند وفاة ياسر عرفات، فخلفه في رئاسة منظمة التحرير، قبل أن يتولى رئاسة السلطة الفلسطينية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة اللجنة التنفیذیة الضفة الغربیة حسین الشیخ فی الضفة حرکة فتح أمین سر فتح فی
إقرأ أيضاً:
من سيحل نائبا للرئيس الفلسطيني؟
غزة- يعقد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية اجتماعا له يومي 23 و24 أبريل/نيسان بمدينة رام الله، بناء على دعوة وجهها رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح للأعضاء، ووضع على جدول أعماله استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، والذي يتطلب تعديلا للنظام الأساسي للمنظمة.
تكشف الأسئلة التالية عن المطبات القانونية لإقرار منصب نائب الرئيس، وحظوظ الشخصيات المرشحة لتولي المنصب، ومكامن الدعم والقوة التي يتمتع بها كل منهم.
ما مبررات استحداث منصب نائب للرئيس؟تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة في الرابع من مارس/آذار 2025، باستحداث منصب وتعيين نائب لرئيس منظمة التحرير ودولة فلسطين.
وأجمعت القراءات في حينه على أن هذا القرار جاء عقب ضغوط عربية ودولية تعرّض لها عباس على إثر التخوّف من غيابه المفاجئ وتداعياته على المشهد السياسي وهو على أعتاب التسعينيات من عمره (ولد في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1935)، وتزايد حالة القلق من غياب التوافق داخل حركة فتح على خليفة له.
وإلى جانب الضغط العربي والدولي على الرئيس عباس لتعيين نائب له، يقف غياب الأساس القانوني الذي يحدد خليفة لرئيس السلطة الفلسطينية عقبة أيضا وذلك بعد قرار المحكمة الدستورية بحل المجلس التشريعي الفلسطيني في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2018.
إعلانوتنص المادة (37) من القانون الأساسي المعدل لعام 2003، على أن يتولى رئيس المجلس التشريعي رئاسة السلطة الوطنية عند شغور المنصب، لمدة مؤقتة لا تزيد عن 60 يوما تُجرى خلالها انتخابات حرة ومباشرة لانتخاب رئيس جديد.
من المخول باختيار نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير؟منذ فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية التي جرت مطلع العام 2006، ذهبت السلطة الفلسطينية لإحياء أجسام منظمة التحرير باعتبارها المرجعية العليا للشعب الفلسطيني والتي تغيب عن هيكليتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، وذلك لتمرير أي قرار بعيدا عنهما.
ويخلو النظام الأساسي المعدل لمنظمة التحرير الفلسطينية المقر في 17 يوليو/تموز 1968 من أي إشارة لمنصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية، حيث تنص المادة (13) منه على تشكيل اللجنة التنفيذية والتي بدورها تنتخب رئيسا من بين أعضائها.
وبناء على نص المادة (29) من النظام فإن أي تعديل أو تغيير أو إضافة إليه تتم بأغلبية ثلثي أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني. لكن الأخير فوض في آخر دورة له عام 2018 المجلس المركزي لمنظمة التحرير بجميع صلاحياته نظرا لصعوبة انعقاده، وبالتالي استولى هذا المجلس على جميع الصلاحيات التي ينص عليها النظام الداخلي لمنظمة التحرير.
من أعضاء المجلس المركزي لمنظمة التحرير؟يعتبر المجلس المركزي هيئة دائمة منبثقة عن المجلس الوطني، ويتكون من اللجنة التنفيذية ورئيس المجلس الوطني وعدد من الأعضاء يساوي على الأقل ضعفي عدد أعضاء اللجنة التنفيذية يمثلون الفصائل والاتحادات الشعبية والكفاءات الفلسطينية.
وتقرر تشكيل المجلس المركزي للمنظمة في الدورة الحادية عشرة للمجلس الوطني التي انعقدت في القاهرة في يناير/كانون الثاني 1973.
وتكون المجلس في بداياته من 23 عضوا، و6 أعضاء مراقبين، ووصل عدد أعضائه في اجتماعه الأخير الذي انعقد في فبراير/شباط 2022 إلى 145 عضوا، مع الإشارة إلى غياب المعايير التي زاد بناءً عليها عدد الأعضاء، وكيفية استبدال الأموات منهم.
إعلان ما المعايير المقبولة عربيا ودوليا للمرشحين لخلافة الرئيس عباس؟تحرص إسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية المحيطة بفلسطين ألا يخرج النظام السياسي الفلسطيني ورموز السلطة عن المعايير المعمول بها والمتمثلة بالحفاظ على علاقة التنسيق الأمني مع إسرائيل المبنية على اتفاق أوسلو، والقبول بشروط الرباعية الدولية. وتتخَذ كل الخطوات التي من شأنها ألا تعيد إنتاج إجراء غير محسوب على غرار تصدر حماس للمشهد السياسي عقب الانتخابات التشريعية مطلع عام 2006.
وبحسب محللين، تكمن المعايير في 3 نقاط أساسية:
مدى القبول إسرائيليا، والعلاقة بالمنظومة الأمنية السائدة. القبول عربيا خاصة لدى الأردن ومصر وكذلك الولايات المتحدة. القاعدة الجماهيرية التي يتمتع بها داخل حركة فتح والجمهور الفلسطيني. من الأكثر حظا لتولي منصب نائب رئيس منظمة التحرير؟يرى مراقبون أن استحداث منصب نائب الرئيس قد يكون خطوة تمهيدية لإعادة هيكلة مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وربما فتح الباب أمام تغييرات أوسع في المشهد السياسي الفلسطيني خلال الفترة المقبلة، وهنا تبرز أكثر الأسماء حظا لتولي المنصب وهم:
حسين الشيخ
(ولد في 14 ديسمبر/كانون الأول 1960) سياسي فلسطيني، شغل منصب رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية برتبة وزير حتى 20 فبراير/شباط 2025، وأصبح عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في فبراير/شباط 2022، وكُلف بمهام أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة في 25 مايو/أيار من العام ذاته.
تشير الترقيات المتسارعة للشيخ بأنه الشخص الأوفر حظا لتسميته بمنصب نائب الرئيس، وذلك بحكم توليه ملف الشؤون المدنية والتنسيق الأمني مع الاحتلال لسنوات طويلة.
ويرافق الرئيس عباس في لقاءاته وجولاته، وظهر في عيد الفطر الماضي خلال وصوله لضريح الشهيد الراحل ياسر عرفات، وكان في استقباله رئيس الوزراء وعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بمن فيهم رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح.
مروان البرغوثي
إعلان(ولد في 6 يونيو/حزيران 1958) أحد الرموز القيادية الفلسطينية، لعب دورا بارزا خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وعلى إثر ذلك اعتقلته إسرائيل عام 2002، ويعتبر أول عضو من اللجنة المركزية لحركة فتح تعتقله سلطات الاحتلال وتحكم عليه بالسّجن المؤبد.
يحظى بتأييد داخل صفوف وقواعد حركة فتح، وحصل على شعبية كبيرة داخل استطلاعات الرأي التي ترشحه للرئاسة، لكن وجوده داخل السجن يعد أبرز التحديات أمام توليه مناصب متقدمة.
وتذهب بعض الآراء إلى أن هناك تيارات داخل حركة فتح تريد الانتهاء من تسمية نائب الرئيس قبل أي خروج متوقع له من الأسر ضمن استكمال صفقات التبادل بين حماس وإسرائيل.
(ولد 29 سبتمبر/أيلول 1961) رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني السابق في غزة، وانتخب عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح عام 2009، وفصله الرئيس عباس من الحركة عام 2011.
أدى الضغط العربي على عباس لاتخاذه قرارا في القمة العربية الطارئة بإعادة المفصولين من حركة فتح، وذلك تمهيدا لعودة دحلان للمشهد السياسي من جديد، لكن ذلك القرار لم يطبق على الأرض حتى الآن مما يؤخر حظوظه بالوصول إلى مناصب قيادية مرة أخرى.
(ولد في 14 مايو/أيار 1953) رئيس ومؤسس جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية حتى عام 2002، وانتُخب لعضويّة اللجنة المركزية لحركة فتح في المؤتمر السادس للحركة عام 2009 وعين أمينا لسرها في نفس العام، ويرتكز على قاعدته الجماهيرية في الضفة المحتلة.