قال تقرير في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أمس السبت، إن اغتيال قائد مجموعة فاغنر العسكرية، يفغيني بريغوجين، كان بموافقة من سكرتير مجلس الأمن الروسي، الجاسوس السابق وأقدم حليف للزعيم الروسي فلاديمير بوتين، نيكولاي باتروشيف.

نيكولاي باتروشيف، هو الحليف الرئيسي للزعيم الروسي منذ عقود، وكان وراء اغتيال زعيم فاغنر

ووفقاً للصحيفة، أشار مسؤولون في استخبارات غربية وضابط استخبارات روسي سابق، إلى أن مقتل بريغوجين في 23 أغسطس (آب) الماضي، بعد تحطم طائرته في سانت بطرسبرغ، استغرق تخطيطاً قرابة شهرين.

ونفى الكرملين تورطه في مقتل بريغوجين، وتحدث بوتين عن تحطم الطائرة، بقنبلة يدوية انفجرت على متنها.

WSJ News Exclusive: Russian President Vladimir Putin’s top ally, Nikolai Patrushev, put in motion the assassination of Yevgeny Prigozhin, the Wagner mercenary chief https://t.co/QAGJIo4n9z https://t.co/QAGJIo4n9z

— The Wall Street Journal (@WSJ) December 22, 2023 استهداف صريح

وحسب التقرير، وضعت القنبلة التفتيش الأمني ​​للطائرة التي كانت ستقل زعيم فاغنر إلى إفريقيا، لكنها فقدت ارتفاعها بعد حوالي نصف ساعة، وتحطمت على الأرض قرب قرية روسية.

وبعد ساعات من التحطم سأل أحد الأوروبيين المشاركين في جمع المعلومات الاستخبارية، والذي حافظ على قناة اتصال مع الكرملين، أحد المسؤولين هناك عما حدث، فرد عليه دون تردد قائلاً: "كان لا بد من إقالته والتخلص منه".

مسار تصادمي

ويُذكر أن باتروشيف حذر بوتين طويلا، من اعتماد موسكو على فاغنر في أوكرانيا، حتى لا يحصل بريغوجين على النفوذ السياسي والعسكري، الذي كان يهدد الكرملين بشكل متزايد.

وبفضل عشرات آلاف المقاتلين والعوائد المادية المربحة في إفريقيا، تمكن بريغوجين من إدارة إمبراطورية بمليارات الدولارات في الخارج. ولكن بعد عودته إلى روسيا وإلى الجبهات في أوكرانيا، ثم مواجهاته العلنية مع كبار ضباط الجيش، بسبب الأسلحة والإمدادات، وضعته على مسار تصادمي مع الكرملين.

وبعد تحول الأمر إلى تمرد صريح في أواخر يونيو (حزيران) الماضي، ضد القادة العسكريين الروس، مع مسيرة مسلحة إلى موسكو لمقاتلي ودبابات فاغنر، تدخل باتروشيف لدرء التحدي الأكبر لحكم بوتين الذي دام أكثر من عقدين، ورأى فرصة للقضاء على بريغوجين إلى الأبد. 

تأكيد سلطة بوتين

وفي مقابلات مع وكالات استخبارات غربية، ومسؤولين أمنيين، أمريكيين وروس سابقين، ومسؤولين سابقين في الكرملين، كشفت الصحيفة تفاصيل جديدة عن تمرد ومقتل أقوى أمراء الحرب في روسيا، ودور  باتروشيف المجهول ف في إعادة تأكيد سلطة بوتين على روسيا.

وقالت الصحيفة إن الرجل طيلة حكم بوتين، عمل على توسيع نطاق الأجهزة الأمنية الروسية، وأرهب أعداء روسيا بالاغتيالات في الداخل والخارج، وفي الآونة الأخيرة، تزايد نفوذه، بعد دعم غزو أوكرانيا، وتعيين ابنه ديمتري، المصرفي السابق، وزيراً للزراعة، ويصفه البعض بخليفة محتمل لبوتين. 

ووصفه زملاؤه السابقون، ببيروقراطي رصين، مثل بوتين، يرفض وسائل الإعلام، ويعتمد على قراءات يومية عن العالم من أجهزة الأمن الروسية.

ومثل بوتين، انضم  الرجل إلى أجهزة التجسس في السبعينيات،  حتى انهيار الاتحاد السوفياتي، عندما توافد ضباط آخرون على وظائف أكثر ربحية في القطاع الخاص الناشئ في روسيا. 

جاسوس خفي

وفي صور له مع بوتين، يظهر باتروشيف شخصية في الخلفية، لا يمكن ملاحظتها في الغالب، ببدلة داكنة غير ملحوظة.

وقال مسؤولون سابقون في الكرملين، إنه يسافر يومياً في سيارة ليموزين روسية الصنع من طراز "أوروس" إلى مكتبه البسيط في مجمع الإدارة الرئاسية، على بعد خطوات من الكرملين، مشيرين إلى أن مكالماته الهاتفية عادة ما تكون مشفرة.

وانخرط باتروشيف في التجسس في سن مبكرة في لينينغراد السوفيتية، سانت بطرسبرغ، ثم جنده "كي جي بي" بعد حصوله على شهادة في الهندسة، والتحق بأكاديمية جهاز التجسس في مينسك.

وسرعان ما عمل في مكافحة التجسس وضابطاً مسؤول عن الأمن في المنطقة المتاخمة لفنلندا، ومع بوتين، عانى من انهيار الاتحاد السوفييتي، وانحدار الأجهزة الأمنية، بينما حاولت حكومة الرئيس بوريس يلتسين إدخال إصلاحات اقتصادية على النمط الغربي. وعندما عين يلتسين بوتين في 1999 رئيساً للوزراء، أوصى بوتين بباتروشيف بديلاً له لقيادة النسخة الجديدة من كي جي بي، جهاز الأمن الفيدرالي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين روسيا بوتين الكرملين

إقرأ أيضاً:

الكرملين: مبعوث بوتين قد يزور واشنطن لبحث تعزيز العلاقات الثنائية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الكرملين، اليوم الأربعاء، أن كيريل دميترييف، المبعوث الخاص للرئيس فلاديمير بوتين للتعاون الاقتصادي والاستثماري الدولي، قد يزور الولايات المتحدة هذا الأسبوع لمناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وذلك بعد أن أفادت وسائل الإعلام لأول مرة عن الزيارة المحتملة.

وقالت المصادر إن دميترييف، الخاضع للعقوبات الأمريكية، من المقرر أن يلتقي المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف لإجراء محادثات.

وكان دميترييف قد ألمح سابقا إلى إمكانية التعاون بين روسيا والولايات المتحدة في مشاريع تطوير القطب الشمالي، ومعادن الأرض النادرة، وكذلك استكشاف المريخ بالتعاون مع الملياردير إيلون ماسك.

وقال مصدر مطلع، إلى أن الحكومة الأمريكية رفعت العقوبات مؤقتا عن دميترييف لمنحه تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة.

ومن جانبها، أفادت وكالة رويترز بأن دميترييف، الذي يرأس أيضا صندوق الاستثمار المباشر الروسي، سيلتقي ويتكوف اليوم الأربعاء.

وكان ويتكوف قد التقى بوتين مرتين في موسكو ضمن جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وفي تعليقه على هذه التقارير، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين، اليوم الأربعاء: "نعم، أؤكد أن هذه الزيارة ممكنة. نحن نواصل مناقشاتنا مع الأمريكيين عبر قنوات مختلفة، ولا يمكنني تقديم أي تفاصيل إضافية في الوقت الحالي".

أما دميترييف، فقال، الأربعاء، إن زيارته للولايات المتحدة لا تزال "غير مؤكدة"، ملمحا في منشور على منصة ظ إلى أن المحادثات بين البلدين تواجه "مقاومة" من قبل أصحاب المصالح الراسخة والروايات القديمة.

مقالات مشابهة

  • وول ستريت جورنال: واشنطن تسعى لاتفاق مع ليبيا لاستقبال مهاجرين ترحلهم
  • لا ينوي السفر..الكرملين: بوتين لن يلتقي ترامب في السعودية
  • الكرملين: مبعوث بوتين قد يزور واشنطن لبحث تعزيز العلاقات الثنائية
  • لدول بينها ليبيا .. وول ستريت جورنال تكشف تفاصيل خطة ترامب لترحيل مهاجرين من أمريكا
  • الكرملين: بوتين منفتح على محادثات السلام والحل السلمي للصراع في أوكرانيا
  • بعد انضمامها إلى ناتو..الكرملين‭:‬ بوتين منفتح على استعادة العلاقات مع فنلندا
  • الكرملين: بوتين منفتح على استعادة العلاقات مع فنلندا
  • “وول ستريت جورنال”: تكتيك إسرائيلي جديد ضد المقاومة في الضفة الغربية
  • الكرملين: بوتين منفتح على الاتصالات مع ترامب على الفور إذا لزم الأمر
  • الكرملين: جدول أعمال بوتين لا يتضمن محادثة هاتفية مع ترامب