بوتين يلمح إلى انفتاحه على هدنة في أوكرانيا
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
يبدو أن ثقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نفسه لا تعرف حدوداً، وفي معرض التباهي بفشل الهجوم الأوكراني المضاد وتعثر الدعم الغربي، قال بوتين مخاطباً جنرالاته الثلاثاء، إن أوكرانيا محاصرة إلى درجة أن القوات الروسية الغازية "تفعل ما تريد".
تحشد أوكرانيا الدعم لصيغتها للسلام، والتي تتطلب من موسكو تسليم جميع الأراضي الأوكرانية التي استولت عليها ودفع تعويضات.
في الواقع، أرسل بوتين أيضاً رسائل لجس النبض عن إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل عام، في خريف 2022، وفقاً لمسؤولين أمريكيين. وجاءت هذه المبادرة الهادئة، التي لم تُعلن من قبل، بعدما هزمت أوكرانيا الجيش الروسي في شمال شرق البلاد. وقالوا إن بوتين أشار إلى أنه راضٍ عن الأراضي، التي استولت عليها روسيا، ومستعد للهدنة.
President Vladimir Putin has been signaling through intermediaries that he is open to a cease-fire in Ukraine, officials familiar with the matter said. https://t.co/ctLY0WOblz
— The New York Times (@nytimes) December 23, 2023 وترى الصحيفة أن اهتمام بوتين بوقف للنار، مثال للانتهازية والارتجالية اللتين شكلتا مقاربته للحرب خلف الأبواب المغلقة.
وتظهر عشرات المقابلات مع الروس الذين يعرفونه منذ وقت طويل، ومع مسؤولين دولين يعرفون بعمق كيفية عمل الدوائر الداخلية في الكرملين، زعيماً يناور لتقليل المخاطر والحفاظ على خياراته في حرب طالت أكثر مما توقع. ووقت يطلق خطابات نارية متشددة في العلن، فإن بوتين كان يبعث سراً رسائل تنم عن رغبته في إعلان النصر والمضي قدماً.
وقال أحد المسؤولين الدوليين البارزين الذي اجتمع مع كبار المسؤولين الروس في الخريف الماضي: "إنهم يقولون، إننا مستعدون للتفاوض على وقف للنار...إنهم يريدون البقاء حيث هم في الميدان".
ولا يوجد دليل على أن القادة الأوكرانيين الذين تعهدوا باستعادة أراضيهم سيقبلون مثل هذا الاتفاق. ويقول بعض المسؤولين الأمريكيين إنها قد تكون بمثابة محاولة مألوفة من الكرملين للتضليل، ولا تعكس رغبة حقيقية لدى بوتين في المساومة. ويلفت المسؤولون الروس السابقون إلى أن بوتين قد يغير رأيه مجدداً إذا اكتسبت القوات الروسية الزخم مرة أخرى.
12.23.23 5:40 PM ET CNN Anchor Jim Acosta @acosta w/ CNN Military Analyst Colonel Cedric Leighton USAF (ret) @CedricLeighton Topic: Putin quietly signals he is open to a ceasefire in Ukraine. Colonel Leighton : "Both sides are trying to run out the clock" Full Segment pic.twitter.com/URpPUbeZ8D
— Jeff Storobinsky (@jeffstorobinsky) December 23, 2023في الأشهر الـ16 الأخيرة، استوعب بوتين العديد من الإذلالات، والتراجعات المحرجة، وتمرداً من أمير حرب كان صديقه ذات مرة، قبل أن يبلغ حالة الثقة الفضفاضة. وفي غضون ذلك، شن حرباً قتلت أو شوهت مئات الآلاف بينما كان يظهر تناقضات باتت علامة فارقة لحكمه.
وقال مسؤول روسي سابق بارز نقل رسالة بوتين لنيويورك تايمز: "إنه فعلاً يريد التوقف في الخطوط الحالية. ولا يرغب في التراجع متراً واحداً".
وأفاد المسؤولون الحاليون والسابقون، بأن بوتين يرى مجموعة عوامل تخلق لحظة مناسبة للتوصل إلى اتفاق، ساحة المعركة التي تبدو في طريق مسدود، وتداعيات الهجوم الأوكراني المخيب للآمال، وضعف الدعم الغريي، ومنذ أكتوبر (تشرين الأول) و الانشغال بالحرب في غزة.
ورداً على أسئلة خطية بعد رفضه مقابلة، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في رسالة صوتية: "من الناحية النظرية هذه الفرضيات التي قدمتموها غير صحيحة". وسئل بيسكوف هل روسيا مستعدة لوقف النار على الخطوط الحالية للجبهة، فأشار إلى التصريحات الأخيرة لبوتين عن أهداف روسيا في الحرب التي لم تتغير.
وتحشد أوكرانيا الدعم لصيغتها للسلام، والتي تتطلب من موسكو تسليم جميع الأراضي الأوكرانية التي استولت عليها ودفع تعويضات. وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء إنه لا يرى أي علامة على رغبة روسيا في التفاوض. وأضاف "نرى فقط استعداداً وقحاً للقتل".
وبعد المكاسب التي حققها الجيش الأوكراني في خريف 2022، شجع بعض مؤيدي أوكرانيا، مثل رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة السابق الجنرال مارك ميلي آنذاك، كييف على التفاوض، لأن أوكرانيا حققت في ساحة المعركة أكبر قدر يمكن أن تتوقعه بطريقة معقولة. لكن مسؤولين أمريكيين كباراً آخرين رأوا أن الوقت سابق لأوانه لمحادثات. وتعهد زيلينسكي بمواصلة القتال حتى تحرير البلاد بأكملها، من قبضة روسيا.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية بوتين
إقرأ أيضاً:
الكرملين يكشف تفاصيل مكالمة بوتين والمستشار الألماني شولتس
أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شدد، خلال محادثة هاتفية مع المستشار الألماني أولاف شولتس، على ضرورة أخذ مصالح موسكو الأمنية في الاعتبار عند حل الصراع في أوكرانيا.
وتحدث بوتين وشولتس هاتفيا، يوم الجمعة، لما يقرب من ساعة، وهي أول محادثة هاتفية مباشرة بينهما منذ ما يقرب من عامين.
وأعلن الكرملين بعد المكالمة الهاتفية أن أي اتفاقات محتملة لحل النزاع يجب أن تستند إلى الحقائق الإقليمية الجديدة.
ووفقا للكرملين فإن المكالمة الهاتفية بين شولتس وبوتين بشأن الحرب في أوكرانيا جاءت بمبادرة من جانب ألمانيا.
وأعرب بوتين عن انفتاحه على مواصلة المفاوضات لحل الصراع، ولكن وفقا للشروط التي حددتها موسكو من قبل، وفقا لما ذكره الكرملين.
وتشمل هذه الشروط تخلي أوكرانيا عن تطلعاتها للانضمام إلى عضوية حلف شمال الأطلسي والاعتراف بخسارة الأراضي التي تطالب بها روسيا.
ووفقا للكرملين، فإن بوتين أبلغ شولتس أن الحرب كانت نتيجة لسنوات من السياسة العدوانية التي انتهجها حلف شمال الأطلسي.
واتهم بوتين الحلف بالسعي إلى تحويل أوكرانيا إلى منطقة انتشار موجهة ضد روسيا.
وأضاف الكرملين أن بوتين أشار أيضا، خلال المحادثة مع شولتس، إلى حدوث تدهور غير مسبوق في العلاقات الروسية - الألمانية "نتيجة للمسار غير الودي الذي تنتهجه السلطات الألمانية".
وأفادت تقارير أن بوتين أبلغ شولتس أن روسيا كانت دائما تحترم العقود الخاصة بتصدير الطاقة إلى ألمانيا، وهي مستعدة لاستئناف التعاون ذي المنفعة المتبادلة.
وذكرت الخدمة الصحفية للكرملين أن بوتين وشولتس ناقشا أيضا تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، واتفق الجانبان على ضرورة بقاء مستشاريهما على اتصال.
كيف علّق الرئيس الأوكراني على الاتصال؟
أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن غضبه إزاء الاتصال الهاتفي الذي جرى بين شولتس وبوتين.
وقال زيلينسكي في رسالة مصورة تم بثها على منصات التواصل الاجتماعي: "في رأيي، تفتح مكالمة أولاف صندوق الشرور (صندوق باندورا)".
وتابع الرئيس الأوكراني قائلا: "الآن ربما تكون هناك محادثات أخرى ومكالمات أخرى، وهذا بالضبط ما أراده بوتين منذ فترة طويلة".
وشدد على أنه "من الضروري بمكان بالنسبة له (بوتين) إضعاف عزلته الدولية، وعزلة روسيا".
وأوضح زيلينسكي أن المحادثات مع بوتين "لا تؤدي دائما إلى أي شيء"، مشيرا إلى أنه تم إبلاغه مسبقا بأن شولتس سيتحدث مع بوتين.