أسيرة إسرائيلية سابقة: الحراس في غزة كانوا يحموننا بأجسادهم من القصف
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
قدمت أسيرة إسرائيلية مفرج عنها من قطاع غزة، شهادة جديدة على حسن المعاملة التي تلقتها من حراسها من كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، مؤكدة أنهم كانوا مستعدين للتضحية بحياتهم من أجل حمايتها وأبنائها الثلاثة من القصف الإسرائيلي.
وقالت الأسيرة تشين ألموغ غولدشتاين (48 عاما)، في حوار لها هي وابنتها أغام، مع القناة "12" العبرية، إن "الحراس الذين أسرونا (في غزة) كانوا يحموننا بأجسادهم من القصف.
وأضافت: "عندما كنا نسألهم عما إذا كانوا سيقتلوننا، كان ردهم: نموت نحن قبل أن تموتوا".
وروت أنه في إحدى الليالي، في أثناء الأسر في غزة، أُخرِج أسرى (لم تحدد عددهم)، إلى محل سوبر ماركت للجلوس فيه بمكان لم تحدده.
وقالت: "كنا في محل سوبر ماركت، ثم بسرعة حصل قصف (إسرائيلي) على الشارع (حيث السوبر ماركت)، وكان (إطلاق النار) مثل الحفارة التي تقترب منك، كان جنوناً".
وأضافت: "وفيما نحن هكذا، طوينا الفراش الذي كنا عليه، ووقف حراسنا وخاطفونا المسلحون يحموننا بأجسادهم".
أسيرة إسرائيلية: الحراس الذين أسرونا كانوا يحموننا بأجسادهم من القصف#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/xZczWc8AL5
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) December 23, 2023اقرأ أيضاً
أسيرة سابقة: خشيت الموت بصواريخ إسرائيلية وليس بأيدي حماس
وتساءل الصحفي الإسرائيلي: "يحمونكم؟"، فردّت: "من إطلاق النار القادم من الجيش الإسرائيلي، لأننا كنا مهمين جداً بالنسبة إليهم"، لافتة إلى أنه اعتراها "خوف من أن يتلقوا تعليمات بقتلنا".
وأشارت إلى أن الحراس "كانوا قريبين جدا منا، ولم نبق لأي لحظة وحدنا.. لذلك كنت أخاف أن يأتي الجيش في أي لحظة لمحاولة إنقاذنا.. كنت أخشى ذلك".
وذكرت غولدشتاين أنها أُسرَت هي وأبناؤها مع إسرائيليين آخرين في شقة لمدة 5 أسابيع، ثم أضافت: "كانت مخاوفي من أن هذا الشيء (الأسر) قد يستغرق سنوات".
وفي ردها على سؤال عن كيفية قضاء الوقت خلال مدة الاحتجاز، قالت: "كنت ألعب مع أبنائي.. وابنتي أغام كانت تمارس الرياضة طوال الوقت.. حتى إن أحد الحراس قام بمبارزة الأيدي معي، لكنه وضع منشفة قبل ذلك على يده".
وعندما سألها المذيع لماذا المنشفة؟، أجابت بالقول: "لقد كانوا يحترمون المرأة.. المرأة بالنسبة لهم مقدسة ولا يجوز لمسها.. المرأة بالنسبة لهم ملكة".
كما تحدثت الأسيرة عن ابنيها الصغيرين، قائلة: "كانوا يلعبون ويرسمون، حتى إن حراسنا علموهم بعض الألعاب بلعبة الورق".
وأُطلق سراح غولدشتاين وابنتها أغام (17 عاماً)، وابنيها غال (11 عاماً)، وطال (9 سنوات) من قبل "حماس" قبل 3 أسابيع، في إطار صفقة تبادل الأسرى خلال الهدنة الإنسانية في قطاع غزة.
???? مقابلة مع أسيرة سابقة في #غزة
" أطلقوا علي إسم سلسبيل"
"لعبوا معنا مكاسرة اليد"
"المرأة عندهم كالملكة" pic.twitter.com/JFA7AaYsnA
اقرأ أيضاً
مقتل أسيرة إسرائيلية جديدة في غزة
أما أغام فقالت: "قالوا لي: أنت، سنزوجك في غزة، وسنجد لك زوجاً هنا".
وكشفت غولدشتاين عن إطلاقهم اسم "سلسبيل" على ابنتها، ووصفته بالاسم "الجميل".
من جهتها، قالت القناة "12" العبرية: "حماس، التي احتجزت أفراد العائلة الأربعة، أدركت أن في يديها ورقة مساومة لا تقدَّر بثمن، وصدرت تعليمات لخاطفيهم بإبقاء غولدشتاين وأبنائها على قيد الحياة مهما كان الثمن".
وبخصوص مقتل المحتجزين الإسرائيليين الثلاثة في غزة بنيران الجيش الإسرائيلي أخيراً، قالت أغام: "نتنياهو أراد إسقاط حماس. لكن إذا قتلتم الحارسين اللذين كانا معي، فأين أنا، وأين سأذهب؟ وهنا، لقد تلقينا إجابات عن المكان الذي سيذهب إليه الناس دون خاطفيهم، لقد قتلوا بنيران قواتنا".
وأشارت في هذا الصدد إلى قتل الجيش الإسرائيلي "بالخطأ" 3 أسرى إسرائيليين في غزة أخيراً.
وأضافت في إشارتها إلى المشاركة في جنازة أحد هؤلاء الأسرى: "لقد سألوني عن سبب حضوري جنازة ألون، فقلت إنني أشعر وكأننا نحن، لكن هذا لم يحدث لنا بالنهاية".
يشار إلى أن حركة "حماس" وباقي فصائل المقاومة كانت قد أفرجت عن نحو 50 أسيرا إسرائيليا من النساء والقاصرين، مقابل الإفراج عن 150 أسيرا فلسطينيا بسجون الاحتلال خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بموجب اتفاق هدنة إنسانية.
ومرارا، أعلنت المقاومة في غزة، مقتل عدد من الأسرى المحتجزين لديها بسبب القصف الإسرائيلي الكثيف والعشوائي على أنحاء القطاع.
اقرأ أيضاً
أسيرة إسرائيلية سابقة لدى حماس تكشف كواليس 7 أسابيع في غزة.. ماذا قالت؟
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أسيرة ملكة القسام حماس أسيرة إسرائيلية غزة أسیرة إسرائیلیة من القصف فی غزة
إقرأ أيضاً:
انتقادات إسرائيلية لسوء الأداء الإعلامي في الحرب.. حماس نجحت بالدعاية
رغم ما يحوزه الاحتلال من أدوات دعائية واسعة وكبيرة، وشبكة طويلة من العلاقات مع كبرى الشبكات الإعلامية حول العالم، أمام الحصار الذي يفرضه على إعلام المقاومة، لكن خيبة أمل كبيرة رافقته خلال الحرب الأخيرة، ومراسم إطلاق سراح المختطفين من غزة، بسبب قدرة المقاومة على توصيل رسائلها الإعلامية للجمهور الاسرائيلي الذي بات يلتفّ حول الشاشات للاستماع لما يقوله ناطقوها.
أوري يسخاروف، رئيس قسم الأبحاث في حركة "خبراء الأمن"، وجندي احتياطي من الوحدة الاستخبارية 8200، زعم أن "إطلاق سراح المختطفين في الأسابيع الأخيرة وفّر لحماس فرصة ذهبية للدعاية الحية للجمهور الإسرائيلي بتنظيمها عروضاً هوليوودية صادمة، مستوحاة من رموز النضال الفلسطيني، وهدفها إذلال الإسرائيليين من خلال هذه الأداة الإعلامية، وأعلنت بكتابات خلف منصات التسليم بثلاث لغات: "نحن اليوم التالي"، في رسالة موجهة للجمهور الفلسطيني والإسرائيلي والعالمي".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21" أن "حماس تطلّعت لأن تحقق مثل هذه الصور تأثيراً مماثلاً لتأثير عملياتها التفجيرية في أعوام 1994 في قلب دولة الاحتلال، بحيث تسفر عن تراجعها، وتعبها، ورعبها، وإعطاء الحركة كل ما تريده، من خلال متابعتها جيداً للأصوات الداعية اليوم لوقف القتال، ويصفون فكرة "النصر المطلق" بأنها "شعارات فارغة ونكتة حزينة".
وأوضح أن "هذ الصور القادمة من غزة بمثابة المسمار الأخير في نعش فكرة الحلّ السياسي، لأن "طقوس الإذلال" التي ترافق عمليات الإفراج عن المختطفين تحقق النتيجة المعاكسة تماماً لما تأملته حماس، لأنها في 2025، لن تلتقي مع "إسرائيل" السابقة، المستعدة لإجراء محادثات متسرّعة في طابا، أو تجميد الاستيطان مقابل الدخول في المفاوضات، أو إطلاق سراح ثلاثين أسيرة مقابل فيديو لاختطافهن".
وأشار أنني "ألتقي بقطاع واسع من الجمهور الذي يعيش "حرب البقاء"، يلعق جراحه، ويشعر بالاشمئزاز من هذه الصور، وغاضب من أي صور تعيده لما قبل السابع من أكتوبر، ويفهم جيدًا ثمن الإنكار الذي سمح لحماس بخداع صناع القرار، ومنح تقييماتها الاستخبارية شعورا زائفا بالهدوء".
وختم بالقول أنه "سيكون من الصعب مجددا بيع الإسرائيليين ذات "منتج" لما قبل هجوم السابع من أكتوبر، وقبول تنظيم وتسليح جيشها على بعد مئات الأمتار من الكيبوتسات تحت ستار أننا "سنردّ في المكان والزمان المناسبين"، لأن هذه العلامة التجارية لهذا المنتج كانت خدعة كبيرة".
درور إيدار خبير الشئون الدعائية، أكد أن "الإعلام الإسرائيلي يفقد طريقه بتغطية الحرب، لأن استخدامه المتلاعب للمشاعر العامة وذكريات الهولوكوست يشوّه خطابه العام، مما يستدعي التحذير من تحويل الصور الدعائية الحاضرة اليوم لتاريخ من الهستيريا، في ضوء استخدام حماس لوسائلنا الإعلامية بكل صراحة، التي تستسلم لها، من خلال بث الوضع المسرحي للمختطفين، مروراً بالتغطية التي تتكرر دون تجديد لساعات طويلة حتى تصبح "مخدّرة" للعقل، وانتهاءً بالعرض الثنائي الأسود والأبيض للموقف من الصفقة عموما".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21" أن "وسائل الإعلام مسؤولة عن نقل الواقع إلى جمهورها الاسرائيلي، لكنها بدلاً من ذلك تعمل على تفكيك وعيه، وهذا أمر خطير دائماً، وأثناء الحرب الوجودية يصبح الأمر خطيراً بشكل مضاعف، وهو ما يتكرر في بث مشاهد المختطفين على منصة المسرح في غزة، مع أن مثل هذه المشاهد تكتسب اليوم زخماً في ظل التغطية الإعلامية الواسعة".
وأوضح أن "حماس تراقب وسائلنا الإعلامية ونحن نلقي اللوم على بعضنا، وتبقى فقط مشاعر العداء تجاه قيادتنا، وليس تجاه العدو الحقيقي، ويبدو أن نفس التنمّر السياسي الذي عرفناه في عام الانقلاب القانوني عاد ليطلّ برأسه على الشاشات، وهكذا يراقبنا الفلسطينيون، ويفركون أيديهم معًا، فيما فقدنا أعصابنا في عيونهم، تمامًا كما تنبّأوا عندما اختطفونا، وأدركوا التعبئة الأحادية الجانب التي قامت بها أغلب وسائلنا الإعلامية لصالح التنازلات والاستسلام".
وأشار أنه "في كل هذه الحالات لم يكن هناك مكان مناسب في الخطاب الإعلامي لصوت عقلاني آخر، يفحص الأمور بمعزل عن العاطفة، ويأخذ في الاعتبار الاعتبارات المستقبلية مثل إهمال حياة الإسرائيليين ، وتشجيع العمليات المسلحة في ضوء غسيل الأدمغة الإعلامي الذي أطلق على معارضي الانقلاب القانوني وصف "أعداء السلام والشعب" والفاشيين ومحرّضي الحرب والمتطرفين والمسيحانيين والنازيين اليهود".