دخلت الحرب التي تشنها إسرائيل داخل قطاع غزة يومها 79، وسط تقارير دولية تشير إلى أن الحرب على القطاع وتحديدا في المناطقة الشمالية منه هي الأكثر تدميرا ودموية في العصر الحديث، وفاقت ما فعله الحلفاء خلال الهجوم على ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، وما فعلته الولايات المتحدة الأمريكية في 3 سنوات من حربها ضد تنظيم "داعش"، حيث طال الدمار الأخضر واليابسة وخلف ما يزيد عن 20 ألف شهيد.

وبينما تتعالى الأصوات الرسمية والشعبية حول العالم والتي تطالب بوقف الحرب في غزة يصر الطرفان الإسرائيلي والأمريكي على أن الحرب مستمرة حتى تحقق أهدافها من وجهة نظر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي يعمل من خلال غطاء ومباركة أمريكية على طمس القطاع وسحق من فيه وهو ما يبرزه حجم الدمار والخراب والضربات العسكرية على مدار شهرين فقط من الحرب.

الحرب مستمرة في غزة

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان له السبت، إنه عبر خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي جو بايدن، عن تقديره لموقف الولايات المتحدة في مجلس الأمن، في إشارة على ما يبدو إلى مناقشات المجلس بشأن حرب غزة ورفض الأخيرة أي قرارات تدعو لوقف إطلاق النار في القطاع.

وتبنى مجلس الأمن الدولي، الجمعة، قرارا يطالب إسرائيل و"حماس" بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء قطاع غزة، ويدعو أيضا الأمين العام للأمم المتحدة لتعيين منسق لتسليم هذه المساعدات.

وذكر البيان أن نتنياهو "أوضح أيضا أن إسرائيل ستواصل الحرب حتى تحقيق كل أهدافها كاملة"، فيما أكد الرئيس الأمريكي، أن محادثته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كانت "خاصة"، ولم يصر فيها على إدخال وقف إطلاق نار في قطاع غزة.

ونقلت الخدمة الصحافية للبيت الأبيض عن بايدن قوله: "لم أطلب منه (نتنياهو) وقف إطلاق النار"، مضيفا أن محادثته مع نتنياهو كانت "طويلة وخاصة".

وقال البيت الأبيض في بيان السبت، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناقشة الوضع في إسرائيل وغزة.

من جهته أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق، أن عدم طلب الرئيس الأمريكي من بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار في غزة، يؤكد شراكة وتواطؤ واشنطن في القتل والتدمير في غزة.

وقال الرشق في بيان: "تصريح الرئيس الأمريكي بايدن بأنه لم يطلب من مجرم الحرب نتنياهو وقف حربه الهمجية على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة هو تأكيد على شراكته وتواطئه في القتل والتدمير الذي يرتكبه الجيش الصهيوني في غزة، واستخفاف بالمنظومة الأممية والدول التي طالبت بوقف العدوان على القطاع".

من جانبها قالت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية نقلا عن مصادر مطلعة، إن محادثات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس لم تحرز تقدما حتى الآن، وأن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بغزة يحيى السنوار غير معني بـ"صفقة" حاليا.

وقالت الصحيفة إن نتنياهو أبلغ بايدن خلال اتصال هاتفي مساء السبت، أن إسرائيل تتوقع ضغوطا أمريكية على الوسطاء القطريين لإنجاز الصفقة، لكن هذا المحور لا يحقق أي نتائج حتى الآن.

وتوضح "يديعوت أحرنوت" أنه في محاولة لخلق حافز لحماس، يبدو أن إسرائيل أرسلت إلى القطريين عرضا تضمن تنازلات بما في ذلك الاستعداد لهدنة طويلة (أسبوع إلى أسبوعين) مقابل الإفراج عن النساء والأطفال والشيوخ والمرضى، ولكن وفقا لتصريحات المتحدثين باسم حماس، تصر الحركة على وقف كامل للأعمال العدائية في الوقت الحالي.

فشل المفاوضات الجديدة 

وتنتظر إسرائيل الآن ردا من حماس على الاقتراح المتجدد، فيما تقول مصادر مطلعة على الأمر إنه في غضون يومين قد نصل إلى استنتاج مفاده- بأننا وصلنا إلى طريق مسدود وأنه لا يوجد اتفاق، أو أن مفاوضات كبرى (الجميع مقابل الجميع) ستبدأ بعد ذلك.

وتؤكد "يديعوت أحرنوت" أن المحادثات مستمرة، لكن إسرائيل لم تتلق أي مؤشرات على إحراز تقدم، فيما تقول مصادر أمنية إسرائيلية،  إن يحيى السنوار ليس لديه مصلحة في الصفقة، وأن المسؤولين الإسرائيليين "لا يشعرون أن السيف قريب من رقبته".

وتصر حماس على شروط لإنجاز اتفاق التبادل وهي:

وقف الأعمال العدائية (وقف النار الكامل) وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.فتح المعابر وإدخال المساعدات إلى جميع مناطق قطاع غزة.إجراء مفاوضات غير مباشرة بشأن الأسرى، وفقا لمبدأ "الجميع للجميع".أجراء محادثات فلسطينية داخلية برعاية عربية، من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية.

وتنقل "يديعوت أحرنوت" عن تقارير تأكيدات أن حماس في غزة قادرة على الصمود في وجه الهجوم الإسرائيلي، وأنها مستمرة في تكبيد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة بشكل يومي.

وأعلن السبت أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام فقدان الاتصال بـ 5 أسرى بينهم 3 ظهروا في فيديو "لا تتركونا نشيخ" مرجحا مقتلهم في قصف إسرائيلي.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن مستوى الدمار الذي أصاب قطاع غزة نتيجة الحرب الإسرائيلية ليس له مثيل في أي حرب نشبت خلال القرن الـ21.

من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد مقتل 8 من جنوده في المعارك الدائرة بقطاع غزة، ليرتفع عدد قتلاه منذ 7 أكتوبر الماضي إلى 485.

وقال الجيش الإسرائيلي، إن بين القتلى 158 منذ بدء العملية البرية، فيما بلغ إجمالي المصابين 1996، بينهم 826 منذ بدء العملية البرية.

يأتي ذلك فيما الوقت الذي قالت هيئة البث الإسرائيلية، السبت، إن الجيش يستعد للانتقال إلى "المرحلة الثالثة" من الحرب في غزة خلال الأسابيع المقبلة.

مرحلة جديدة من الحرب

وشهدت المرحلة الأولى من الحرب غارات جوية وبرية وبحرية مكثفة، فيما تضمنت المرحلة الثانية اجتياحا بريا موسعا بالدبابات.

وأوضحت الهيئة أنه "على ضوء الإنجازات المحققة سيتم وقف الاجتياح البري، وتسريح عناصر من قوات الاحتياط، وتقليص العمليات العسكرية، والانتقال إلى عمليات واغتيالات محددة، وإقامة منطقة عازلة آمنة داخل قطاع غزة".

وكجزء من المناقشات حول إعادة الانتشار، يستعد الجيش الإسرائيلي لتقليص عدد المقاتلين في غزة، وتسريح جنود من الاحتياط، وإخراج المقاتلين بانتظام، والاستعداد للقتال بشكل مستهدف.

وأشارت الهيئة إلى أن الجيش يسيطر على جزء كبير من شمال قطاع غزة، ولا يزال بعيدا عن السيطرة على الجزء الجنوبي من قطاع غزة خاصة في خان يونس ورفح، حيث لا تزال هناك معارك طاحنة

من جانبه هدد قائد في الحرس الثوري الإيراني بـ"إغلاق البحر الأبيض المتوسط وممرات مائية أخرى" بسبب الحرب على قطاع غزة، من دون أن يوضح كيف يمكن أن يحدث ذلك.

وقال مساعد قائد الحرس الثوري للشؤون التنسيقية محمد رضا نقدي، إن البحر المتوسط قد يُغلق إذا واصلت الولايات المتحدة وحلفاؤها ارتكاب "جرائم" في غزة.

وأوضح نقدي: "سيتعين عليهم قريبا انتظار إغلاق البحر المتوسط و(مضيق) جبل طارق وممرات مائية أخرى"، وفق وكالة أنباء "تنسيم" الإيرانية.

وتابع: "بالأمس صار الخليج ومضيق هرمز كابوسا بالنسبة لهم، واليوم هم محاصرون (...) في البحر الأحمر".

وهاجمت جماعة الحوثي على مدى الشهر الماضي سفنا تجارية تبحر في البحر الأحمر، ردا على الهجوم الإسرائيلي على غزة، مما دفع بعض شركات الشحن إلى تغيير مساراتها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قطاع غزة الحرب العالمية الثانية بنيامين نتنياهو الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل الجيش الإسرائيلي جماعة الحوثي الحرس الثوري الإيراني الجیش الإسرائیلی بنیامین نتنیاهو الرئیس الأمریکی یدیعوت أحرنوت وقف إطلاق قطاع غزة من الحرب فی غزة

إقرأ أيضاً:

هل ينجح نتنياهو في استغلال جثة بيباس لتفجير اتفاق غزة؟

يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لاستغلال قضية جثة الأسيرة شيري بيباس لتعطيل اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفقا لمحللين إسرائيليين.

وكان نتنياهو قد أعلن في وقت مبكر فجر اليوم الجمعة أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لم تسلم جثة شيري بيباس ضمن الجثث التي أعيدت إلى إسرائيل أمس الخميس، زاعما أن الجثة التي سلمت إلى إسرائيل تعود لامرأة من غزة.

وفي تفسير لما حدث، أعلن القيادي في حركة حماس إسماعيل الثوابتة في وقت سابق أن جثة الأسيرة الإسرائيلية بيباس تحولت إلى أشلاء بعد قصف إسرائيلي على موقع وجودها واختلطت بأشلاء ضحايا آخرين على ما يبدو.

ويرى الخبير بالشأن الإسرائيلي شادي الشرفا أن هناك نوايا مبيتة لدى اليمين الإسرائيلي من أجل استغلال الحدث لتفجير مفاوضات المرحلة الثانية، لكنه استبعد نجاح ذلك لأن الإسرائيليين كانوا قد تفاجؤوا عندما أعلنت حماس أن لديها الاستعداد للإفراج عن الأسرى دفعة واحدة، وضبط الأمور ومعرفة أين يوجد الأسرى.

ورجح أن تستغل إسرائيل موضوع الجثة لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق لكي لا تدفع استحقاق المرحلة الثانية، أي أنها تريد الاستمرار في عملية التبادل للإفراج عن أكبر عدد من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة في غزة.

إعلان

وأشار المتحدث نفسه إلى وجود صعوبات كبيرة في مسألة انتشال جثث الأسرى في غزة، خاصة وأن الاحتلال الإسرائيلي يعيق إدخال المعدات الثقيلة إلى القطاع من أجل إزالة الركام، مشيرا إلى أن الاحتلال يتحمّل مسؤولية قتل أسراه.

وعطّل نتنياهو الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة، ولديه توجه يقضي بتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق أو الذهاب إلى المرحلة الثانية والإفراج عن الأسرى، لكن دون الحديث عن وقف الحرب في قطاع غزة.

ووفق الشرفا، فإن الموقف الأميركي يتسم بتناقض، فمن جهة يتحدث المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف عن أن المرحلة الثانية يفترض أن تؤدي إلى إنهاء الحرب على غزة، في المقابل يطرح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو موقفا يتماهى مع الموقف الإسرائيلي بالقول إنه "يجب تدمير حماس".

ويعتقد الخبير في الشأن الإسرائيلي أن الكرة الآن في الملعب الفلسطيني، إذ إن فصائل المقاومة الفلسطينية عليها أن تدرس الموقف الإسرائيلي، مؤكدا أن المقاومة تدرك إمكانية العودة إلى الحرب، وهي تعد نفسها لجولة أخرى من الحرب.

وبدورها، تحدثت مراسلة الجزيرة نجوان سمري عن استغلال كبير داخل إسرائيل لموضوع جثة الأسيرة، حيث يُشن هجوم واسع على حركة حماس وتهديدها بدفع "ثمن باهظ على خرق الاتفاق"، وهناك دعوات من اليمين المتطرف، وعلى رأسهم وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، إلى استئناف الحرب.

ورغم التهديد والوعيد من قبل نتنياهو والجيش الإسرائيلي لحركة حماس، فإن مسؤولا إسرائيليا كشف لوسائل إعلام إسرائيلية صباح اليوم  الجمعة -وفق نجوان- أن إسرائيل ستلتزم بما هو مقرر غدا السبت، حيث سيتم الإفراج عن 6 أسرى أحياء مقابل إفراجها عن أسرى فلسطينيين.

يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يتعرض لانتقادات داخلية بسبب موقفه من صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية.

إعلان

ومن المفترض أن تبدأ الأيام المقبلة المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، التي من المتوقع أن تشمل إعادة نحو 60 أسيرا متبقيا يعتقد أن أقل من نصفهم على قيد الحياة، فضلا عن انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة وانتهاء الحرب.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: إسرائيل جاهزة لاستئناف القتال بأي لحظة في قطاع غزة
  • نتنياهو: إسرائيل أدخلت دبابات إلى الضفة الغربية لأول مرة منذ عقود
  • كاتب صحفي: نتنياهو لن يستطيع مقاومة ضغوط الشارع الإسرائيلي
  • كاتب صحفي: نتنياهو لن يستطيع مقاومة الضغوط الداخلية في الشارع الإسرائيلي
  • معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي: حماس أذلت “إسرائيل” عسكريا وأفشلت قطار التطبيع 
  • حركة فتح: الخوف يسيطر على أهل غزة من إلغاء الهدنة وعودة العدوان الإسرائيلي
  • باحث سياسي: الاحتلال الإسرائيلي لم يتمكن من فصل قطاع غزة جغرافيا
  • هل ينجح نتنياهو في استغلال جثة بيباس لتفجير اتفاق غزة؟
  • بن جفير يطالب نتنياهو بالعودة إلى الحرب
  • لماذا تعرضت بي بي سي لهجوم من جماعة يهودية مناصرة للاحتلال الإسرائيلي؟