الطرق الصوفية تحتفل بمولد السيدة نفيسة (صور)
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
تحتفل الطرق الصوفية والمحبين والمريدين للسيدة نفيسة رضى الله عنها وأرضاها، بمولد السيدة، وتستمر الاحتفالات حتى يوم الأربعاء المقبل الموافق 27 من ذات الشهر حيث الليلة الختامية.
وبدأ المحبون والمريدين التوافد من شتى المحافظات لإحياء ذكرى مولد "نفيسة العلم" السيدة نفيسة بمسجدها الكائن بالقاهرة القديمة.
ميلادها:ولدت السيدة نفيسة في مكة المكرمة عام 145هـ، وهي حفيدة الإمام الحسن بن علي رضي الله عنهما، ووالدها الإمام القاسم بن محمد بن جعفر بن أبي طالب، وزوجها إسحاق المؤتمن بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
نشأت السيدة نفيسة في المدينة المنورة، حيث كانت تتردد على المسجد النبوي وتسمع إلى شيوخه وتتلقى الحديث والفقه من علمائه، حتى لقبها الناس بلقب "نفيسة العلم".
السيدة نفيسة.. حبيبة المصريين حياتها الصالحةكانت السيدة نفيسة من الصالحات العابدات، وقد حفرت قبرها بيدها، وكانت تنزل لتجلس فيه وتقرأ القرآن فيه، وكانت من سيدات العلم في العالم الإسلامي، واشتهرت بإجابة دعائها حتى كان الإمام الشافعي يرسل لها دوما لتدعو الله له كلما نزلت به نازلة.
وفاتهاتوفيت السيدة نفيسة في القاهرة عام 208هـ، وكانت صائمة ورفضت أن تفطر وقالت: "لقد سألت الله أن يقبضني إليه صائمة".
كانت السيدة نفيسة من النساء الصالحات اللاتي تركن أثرًا طيبًا في المجتمع، ومازالت قبرها مزارًا للمؤمنين من كل أنحاء العالم.
27 ديسمبر.. الصوفية تستعد لمولد السيدة نفيسة هل طلب الإمام الشافعي الدعاء من السيدة نفيسة؟نعم، فقد طلب الإمام الشافعي الدعاء من السيدة نفيسة أكثر من مرة، فقد أرسل إليها عندما اشتد عليه المرض، فطلبت منه أن يحسن الوضوء، فأيقن أنه سيموت، فأوصى في وصيته أن يصلى عليه السيدة نفيسة، ولما صلى الناس عليه سمعوا هاتفا يقول: "إن الله عز وجل غفر لمن صلى على الشافعي ببركه الشافعي وغفر للشافعى ببركة صلاة السيدة نفيسة عليه".
وأقر الإمام الشافعي بفضل السيدة نفيسة عليه في أكثر من مناسبة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الطرق الصوفية الليلة الختامية نفيسة العلم الإمام الشافعی السیدة نفیسة
إقرأ أيضاً:
رمضان الصاوي: العلم والعقل لا يستغنيان عن بعضهما فكلاهما مكمل للآخر
عقد الجامع الأزهر، اليوم الثلاثاء، ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، وكان موضوع حلقة اليوم: "مكانة العقل في الإسلام"، وذلك بحضور الدكتور رمضان الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، والدكتور عبدالفتاح خضر، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، وأدار الملتقى الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
وقال الدكتور رمضان الصاوي إن العقل أحد مقاصد الإسلام الخمس، بل هو أهم هذه المقاصد، فمقاصد الإسلام هي: "حفظ الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال"، والعقل هو أهمها لأن المقاصد الأربعة الباقية لا تتم إلا به، والعقل وإعماله شرطان أساسيان للإيمان بالله ـ عز وجل ـ لذلك وجه سبحانه وتعالى العقل بقوله: " أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ، وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ، وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ"، وقال الأعرابي ببداهته وعقله: " الأثر يدل على المسير، والبعرة تدل على البعير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، ألا تدل على السميع البصير"، لافتا أن الله قد نهى الإنسان عن عدم التعقل واتباع الظن فقال: "إن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا"، فالعقل ونصوص القرآن الكريم داعيان إلى الإيمان بعد تفكير ومن ذلك قوله تعالى: "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ".
وبين نائب رئيس جامعة الأزهر أن العقل للتفكير والتدبير، والسمع للنقل والنصوص، والشرع عقل في الخارج والعقل شرع في الداخل، لذلك منع الله تعالى الكفار من العقل، فقال سبحانه: "صم بكم عمي فهم لا يعقلون"، مع وجود العقل، إلا أنه لا يعمل ولا يفكر، والعقل شرع في الداخل لأن الله تعالى يقول: "فِطْرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِى فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم"، لهذا كان الاهتمام بالعقل من جانب الإسلام على أحكمه وأشده، فقد منع الإسلام كل ما يغيب العقل أو يؤثر عليه، حيث قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، ونهى نبينا "صلى الله عليه وسلم عن كل مفتر ومخدر، وقد ركز أعداء الله الذين دخلوا بلادنا على تغييب العقل، بإغراق الشباب في المخدرات حتى يغيبوه عن قضاياه الأساسية، فإذا غاب العقل لم يعرف الإنسان عدوه من صديقه، مؤكدا أن العلم والعقل لا يتسغنيان عن بعضهما فكلاهما مكمل للآخر.
من جانبه، أوضح الدكتور عبدالفتاح خضر أن العقل تجري أموره في اللغة على الإمساك، لأنه يمسك الإنسان من أن يصنع القبيح، إلا أن هناك من يفهم كل شيء ويدرك كل شيء ويعي معظم الأشياء، إلا أنه ليس بعاقل لأنه فعل واخترع وتعلم وتعرف، لكنه لا يؤمن بالله، ومن ذلك قوله تعالى: " قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ"، وقوله تعالى: " إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ"، لافتا أن كل هذه لطائف ربانية أوجدها الله تعالى في الإنسان لكي يحيى سعيدا، ويصل إلى السعادة الحقيقية في الجنة.
وأضاف أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر أن السعادة المطلقة التي لا نسبية فيها تكون في الجنة، فالله استودعنا العقل من أجل أن نسعد، إلا أن بعض الناس جعلوا من العقل إلها يعبد، معتقدين أنه طالما كانت الحواس سليمة فالعقل سليم، ونقول لهؤلاء أن العقل ليس إلها، وإنما العقل يقف عند وجود الإله، ومن هنا كان العجز عن الإدراك إدراك، والعبث والدخول والبحث في ذات الله إشراك، فعلى المسلم أن يقف بعقله عند حدوده وأن يعلم أن السعيد هو من يسخر عقله لله.