صحفي أمريكي: لقد حان الوقت ليتحدث بايدن بصراحة مع إسرائيل
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
مع استمرار الهجوم الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، كتب الصحفي الأمريكي، توماس فريدمان، مقالاً في صحيفة «نيويورك تايمز»، تحت عنوان: «لقد حان الوقت ليتحدث بايدن بصراحة مع اسرائيل»، وشدد فيه على قوات الاحتلال الإسرائيلي، بالوقف الفوري للصراع القائم في قطاع غزة وعدم قتل آلاف المدنيين الأبرياء.
نتنياهو ومصالحه الشخصيةوقال توماس فريدمان، إن الوقت قد حان لكي تطلب أمريكا من إسرائيلأن تنسحب بالكامل من غزة، مقابل الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين ووقف دائم لإطلاق النار تحت إشراف دولي، بما في ذلك الولايات المتحدة وحلف الناتو والمراقبون العرب، دون أي تبادل للأسرى للفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وأضاف أن الوقت قد أزف لكي تقدم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل أكثر من مجرد إشارات لطيفة حول الكيفية التي يمكن أن تخوض بها حرب غزة دون قتل الآلاف من المدنيين، وعلى واشنطن أيضا أن تتوقف عن إضاعة الوقت في البحث عن قرار الأمم المتحدة المثالي لوقف إطلاق النار بشأن غزة، وتخبر إسرائيل أن هدف حربها المتمثل في محو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من على وجه الأرض لن يتحقق، وأن تكلفة تحقيق هذا الهدف لن تستطيع أمريكا ولا العالم تحملها.
القرار العسكريواستمر الكاتب في تقديم توصياته، قائلا إن الوقت قد حان لكي تخبر الولايات المتحدة إسرائيلكيف تعلن النصر في غزة وتعود إلى ديارها، لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصبح الآن عديم الفائدة تماما ولا يصلح زعيما لأنه يعطي الأولوية لاحتياجاته الانتخابية على مصالح الإسرائيليين، ناهيك عن مصالح أفضل صديق لإسرائيل، الرئيس بايدن.
ويشرح فريدمان أسباب توصياته قائلا إن الغالبية العظمى من الإسرائيليين اليوم يريدون عودة أكثر من 120 محتجزا، علاوة على أي أهداف حرب أخرى، كما أن قضية هؤلاء المحتجزين تجعل الإسرائيليين مجانين، لأنها تجعل صنع القرار العسكري العقلاني هناك مستحيلا، خاصة وأن العديد من الخبراء يعتقدون أن زعيم حماس يحيى السنوار قد أحاط نفسه الآن بهؤلاء المحتجزين كدروع بشرية وسيكون من المستحيل قتله دون قتل العديد منهم أيضا، وأي حكومة إسرائيلية تفعل ذلك ستتعرض لعاصفة من غضب الجمهور الإسرائيلي.
سمعة السنواروأضاف أن إسرائيل ألحقت أضرارا جسيمة بالمناطق الحضرية الرئيسية في غزة وشبكة الأنفاق التابعة لحماس وقتلت الآلاف من مقاتلي هذه الحركة، إلى جانب، الآلاف من المدنيين، وحماس كمنظمة عسكرية تستحق العقاب، وقد تدهورت إلى حد كبير على حد قوله، لكن هذا العدد الهائل من القتلى والجرحى والنازحين المدنيين في غزة أدى إلى كارثة إنسانية، وليس لدى إسرائيل خطة منذ بداية الحرب لكيفية إدارة هذه الأزمة الإنسانية ومعالجتها، وكيفية حث الفلسطينيين والعرب من غير حماس على التقدم والشراكة مع إسرائيل لإصلاح وإدارة غزة بعد الحرب.
وأورد فريدمان أن هناك انزعاجا متزايدا في قيادة الجيش الإسرائيلي من حقيقة أن حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة تطلب منه خوض حرب في غزة دون هدف سياسي محدد بوضوح أو جدول زمني أو آلية للفوز والسلام.
وذكر الكاتب المزيد من الأسباب لدعم ما دعا إليه، قائلا إن أفضل طريقة لتشويه سمعة السنواروتدميرها هي أن تغادر إسرائيل غزة وتجعله يخرج من نفقه، ويواجه شعبه والعالم ويتحمل إعادة بناء غزة بمفرده..
وذكر الكاتب المزيد من الأسباب لدعم ما دعا إليه، قائلا إن أفضل طريقة لتشويه سمعة السنوار وتدميرها هي أن تغادر إسرائيل غزة وتجعله يخرج من نفقه، ويواجه شعبه والعالم ويتحمل إعادة بناء غزة بمفرده.
وزعم الكاتب الأمريكي الشهير أن هناك توترا كبيرا بين السنوار وقادة حماس في الخارج "لأنهم بدؤوا محادثات مع قادة من السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية حول إعادة توحيدالقيادة الفلسطينية وتجديدها بعد الحرب لتمكين نوع من ترتيبات السلام الطويلة الأجل مع إسرائيل".
وقال إن أمام إسرائيل خيار يمكّنها من امتلاك مستقبل غزة إلى الأبد، ولا يورثها واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية على هذا الكوكب، وهو خروجها من غزة الآن، وهذا من شأنه أن يتيح لأمريكا وحلفائها أن يُظهروا للعالم أجمع أن هناك سببا واحدا فقط لموت سكان غزة لاحقا، وهو عدم قبول حماسبوقف إطلاق النار.
انسحاب كاملومضى يقول إنه ومنذ بداية هذه الحرب، كان على إسرائيل أن تجيب كل يوم على أفعالها وأخطائها وتجاوزاتها، ولم يضطر السنوار إلى ذلك لمدة دقيقة واحدة، وقد حان الوقت لقلب الطاولة.
وأضاف أن انسحاب إسرائيل الكامل ووقف إطلاق النار الخاضع للمراقبة الدولية، مقابل جميع المحتجزين، سيحول كل الضغوط السياسية والعسكرية والدبلوماسية والأخلاقية إلى السنوار، وليس ليوم واحد فقط، بل للمستقبل.. أسوأ الأخبار لخصوم أمريكا
كذلك زعم فريدمان أن إيران وحزب الله والحوثيين يرغبون بشدة في بقاء إسرائيل في غزة إلى الأبد حتى تتحمل فوق طاقتها عسكريا واقتصاديا ودبلوماسيا وأخلاقيا، وأن أسوأ الأخبار التي يمكن أن يتلقوها هي أن يسمعوا أن إسرائيل تعرض انسحابا كاملا مقابل الإفراج عن جميع محتجزيها ووقف إطلاق نار مراقب دوليا.
وأضاف أن أسوأ الأخبار الممكنة بالنسبة لـ الصين وروسيا أن يسمعا أن بايدن رتب هذه النهاية للحرب.
الرمال المتحركة في غزةوقال إنه لا يشك في أن الجيش الإسرائيلي قادر على تحصين حدوده في غزة، والاستفادة من جميع الدروس التي أدت إلى هجوم حماس في السابع من أكتوبر الماضي.
ودعا الكاتب فريق بايدن إلى إشراك الإسرائيليين في نقاش صاخب وصريح وغير مقيد حول مقدار ما حققوه بالفعل عسكريا، وأفضل طريقة لتعزيز مكاسبهم وكيفية إنهاء هذه الحرب بنوع من توازن القوى الجديد لصالح إسرائيل، قبل أن تغرق إسرائيل نفسها في الرمال المتحركة في غزة، مطاردة انتصارا خياليا.
اقرأ أيضاًترحيب سعودي بقرار مجلس الأمن بشأن إيصال المساعدات الإنسانية لغزة
واشنطن بوست: العدوان على غزة خلف دمارا لا مثيل له في هذا القرن
محمد منير يعلن تبرعه بجزء من أرباح حفله في ليلة رأس السنة لأهالي غزة (فيديو)
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل الحرب في إسرائيل الحرب في فلسطين العدوان الإسرائيلي على غزة توماس فريدمان حماس غزة فلسطين إطلاق النار قائلا إن قد حان فی غزة
إقرأ أيضاً:
أكاديمي أمريكي: نتنياهو في خطر ولديه استراتيجية تضليل بشأن الأسرى
أكد أكاديمي أمريكي، أنّ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه خطرا سياسيا، ويتبع استراتيجية تضليل بشأن الأسرى وحرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة.
وذكر أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية بواشنطن بوعز اتزيلي في مقال نشره موقع "ويللا" العبري، إنّ "خطرا سياسيا كبيرا يهدد نتنياهو يتمثل في إنهاء الحرب على غزة".
ووجه اتزيلي انتقادا شديدا إلى نتنياهو، بسبب محاولته فصل مصير الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس عن ملف وقف إطلاق النار في قطاع غزة. للحفاظ على مصالحه السياسية.
وأوضح أن نتنياهو يتقن خطاب "فرّق تسد"، حيث يظهر نفسه كمفاوض شرس يسعى لتحقيق "أفضل صفقة" ممكنة لتحرير الأسرى، بينما هو يتجاهل مسألة أن استمرار العمليات العسكرية يعرض حياتهم للخطر.
وقال: "نتنياهو يصنع وهما بأنه يحارب من أجل الرهائن، بينما الحقيقة أن القتال أدى إلى مقتل 41 منهم على الأقل بعد أسرهم أحياء".
وأضاف أن استطلاعات الرأي تظهر بشكل متواصل أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين تفضل اتفاقا يعيد الأسرى على مواصلة الحرب، لكن نتنياهو يواصل إيهام الجمهور بخطاب مفصول عن الواقع، محولا الانتباه كل مرة عن الصفقة المطروحة أو تجاهل تصريحات حماس بشأن استعدادها لإطلاق سراح الرهائن مقابل إنهاء القتال.
وتوقف اتزيلي عند رسالة طياري سلاح الجو الإسرائيلي ورسائل الدعم التي وقعها عشرات الآلاف من جنود الاحتياط والمواطنين، معتبراً إياها ضربة قاسية للخطاب الرسمي الذي يروّج له نتنياهو.
وقال: "هذه الرسائل كسرت حاجز الوهم. لقد أكدت أن عودة الرهائن مرهونة بوقف الحرب، وأن هذا المطلب ليس رفضاً بل تعبير عن مصلحة أمنية وإنسانية عليا".
وأشار إلى أن الرسائل نجحت في تفكيك "الفصل الخطابي الزائف" ما بين الأسرى والحرب، ووضعت القيادة الإسرائيلية أمام معادلة أخلاقية واضحة: "إما إنهاء الحرب وإعادة الرهائن، أو استمرار النزيف والمعاناة من أجل مكاسب سياسية ضيقة."
واستشهد الكاتب بشهادات مسؤولين أمنيين سابقين، بينهم رئيس سابق لجهاز "الشاباك"، ممن أكدوا أن نتنياهو لا يسعى فعليا لإتمام صفقة، بل "يفاوض من أجل التفاوض، من أجل كسب الوقت".
وتابع: "الرجل يعرقل الحلول ثم يعود بعد فترة ويخرق الاتفاقات لاستئناف القتال بذريعة تحرير الرهائن، بينما هو من رفض الخطة في الأساس."
وفي ختام مقاله، شدد اتزيلي على أن إنهاء الحرب لا يجب أن يُنظر إليه كثمن أو تنازل، بل كمصلحة وطنية وأمنية لإسرائيل، قائلا: "جميع الخبراء يعلمون أن الانتصار العسكري الكامل على تنظيم مثل حماس غير ممكن. الحل يكمن في إيجاد بديل سياسي وحكيم، وضمان أمن فعّال ومستدام."
وأكد أن نتنياهو يدرك هذا الواقع جيدا، لكنه يرفض الاعتراف به علنا لأن ذلك "لا يخدم بقاءه كسياسي"، مضيفا أن محاولته لفصل قضية الحرب عن قضية الأسرى "لن تنجح هذه المرة"، فالشعب "بدأ يرى الحقيقة ويميز الكذب عن الواقع".
وقال: "الشعب سيتجاوز خطاب التخويف، وسينهي الحرب، ويعيد الرهائن. لا يوجد طريق آخر".