موقع 24:
2025-02-03@06:06:09 GMT

لماذا تستخدم إيران الحوثيين لمهاجمة إسرائيل؟

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

لماذا تستخدم إيران الحوثيين لمهاجمة إسرائيل؟

بعد إسقاط الولايات المتحدة والقوات البحرية المتحالفة معها عدداً كبيراً من الطائرات الحوثية دون طيار فوق البحر الأحمر، أدى إعلان وزارة الدفاع الأمريكية إطلاق عملية "حارس الازدهار" إلى زيادة الاهتمام بدعم المليشيا اليمنية لحماس.

تـُشكل المسافة الجغرافية بين اليمن وإسرائيل، والتضاريس الجبلية الوعرة في اليمن أيضاً عاملاً مهماً آخر في الحسابات الاستراتيجية الإيرانية.

منذ بداية الصراع بين إسرائيل وحماس، خطا الحوثيون المدعومون من إيران خطوةً غير عادية إذ ساندوا مقاتلي حماس، وشاركوا في ضربات صاروخية، وعلميات اختطاف بحريّة وإطلاق طائرات دون طيار. ورغم فشل غالبية هذه الجهود، تثير هذه التطورات، السؤال لماذا يبدو أن الحوثيين، بين مختلف حلفاء إيران الشيعة، يتصرفون بهذه العدوانية؟ كما تساءل أرمان محموديان، المُحاضِر في الشؤون الدولية والباحث المساعد في معهد الأمن العالمي والقومي بجامعة جنوب كاليفورنيا. ربما يلفت هذا السؤال الانتباه، خاصةً أنّ عدداً كبيراً من الهجمات الحوثية لم يكلل بالنجاح.
و قال محموديان،  في تحليل بموقع "ناشونال إنترست" لا يملك الحوثيون القدرة حالياً على مهاجمة إسرائيل بنجاح لكن هذا لا يعني بالضرورة أنهم ورقة غير رابحة لإيران".
يدعم هذا الموقف التقارير الإعلامية الأخيرة التي تشير إلى أن المرشد الأعلى الإيراني خامنئي قال خلال اجتماع عُقد في بداية نوفمبر(تشرين الثاني) مع زعيم حماس إسماعيل هنية، إن إيران لا تنوي المشاركة في الهجمات. وحسب التقارير، قال خامنئي إنه بما أن حماس بدأت العملية بشكل مستقل عن إيران، فعليها أن تمضي فيما قدماً، وبشكل مستقل.

The Houthis, unlike Iran's other proxies, might be considered more expendable in the broader spectrum of Tehran's strategic considerations, writes @MahmoudianArman. https://t.co/k7TLRgDXTO

— National Interest (@TheNatlInterest) December 22, 2023

ورغم الثقة في هذه التقارير، يقول الكاتب، من المعقول القول إنه بسبب التفاوت الكبير في القوة بين إيران والولايات المتحدة، وإسرائيل، سيكون من المنطقي لإيران ألّا تشن حرباً على إسرائيل. والواقع أن إحجام إيران عن إطلاق العنان لحزب الله اللبناني، أو غيره من الوكلاء في سوريا ضد إسرائيل، أمر مفهوم أيضاً، إذ أن من شأن هذه الهجمات أن تفضي إلى تصعيد الموقف، وتنذر بمواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل.
ومن ناحية أخرى، ونظراً لدور إيران المُزعوم في حماية المجتمع الإسلامي و"الشعب المضطهد"، فإن التقاعس عن العمل ليس خياراً مُجدياً. ففي نهاية المطاف، تقود إيران سلسلة وكلاء في كل المنطقة تُعرف بـ "محور المقاومة".
وفي هذا السيناريو، تضطر إيران إلى التصرف بطريقة تُقلل التداعيات المحتملة. وسيتمثل الخيار الأقل خطورة في إجراءات رمزية، أو غير فعالة إلى حدٍ كبير. وقد يفسر هذا المنطق سماح إيران للحوثيين الأقل تهديداً لإسرائيل، بإطلاق الصواريخ والتهديد بالسلاح، ما يسمح لإيران بالحد من التصعيد، وحفظ ماء وجهها في آنٍ واحد.


اعتبارات استراتيجية

والواقع أن القرارات الوطنية تاريخياً، بما فيها التي تُقدِم عليها إيران، تتأثر بمجموعة من العوامل. ومن ثمَّ يمكن أن يُعزى قرار إيران الاستفادة من الحوثيين في اليمن لاعتبارات استراتيجية مُختلفة.
وأوضح الكاتب، أن من بين هذه العوامل الرئيسة وجود اليمن خارج المجال التقليدي للعمليات الاستخباراتية الإسرائيلية. فقد كانت إحدى نقاط قوة إسرائيل قدرتها الاستخبارتية القوية التي أدّت دوراً حاسماً في إنجازاتها العسكرية، الأمر الذي تجلى في حرب الأيام الستة في 1967، وعملية أوبرا ضد منشأة نووية عراقية في 1981، وعملية البُستان التي استهدفت منشأة نووية سورية في 2007، والعمليات التي عطّلت المساعي النووية والباليستية الإيرانية.
ورغم تفوق شبكة الاستخبارات الإسرائيلية في اختراق خصومها الأساسيين، فإن هذا التركيز ربما أدى إلى إهمال نسبي للكيانات الأقل تهديداً. وكانت الهجمات المفاجئة الأخيرة بمنزلة شهادة على هذا ذلك.


اليمن نقطة عمياء 

إن اليمن البعيد عن قلب محور المقاومة يمثل نقطة عمياء نسبياً للمخابرات الإسرائيلية، حسب الكاتب. وقصور مراقبة اليمن يُمكن أن يعطي إيران شعوراً بالأمان في استعانتها بالحوثيين، وكيلاً استراتيجيّاً دون التعرض لخطر الضربات الاستباقية أو الانتقامية الإسرائيلية.
وتـُشكل المسافة الجغرافية بين اليمن وإسرائيل، والتضاريس الجبلية الوعرة في اليمن أيضاً عاملاً مهماً آخر في الحسابات الاستراتيجية الإيرانية لاستخدام الفصيل الحوثي. فالمسافة بين البلدين تُقدر بنحو 2211 كم، ومن ثم فهي تمثل تحديات لوجستية للعمليات العسكرية الإسرائيلية.
يبلغ مدى عمليات المقاتلات الإسرائيلية، مثل F-35 Lightning II – بين 900 و 1200 ميل بحري، ويبلغ مدى F-16 نحو 900 ميل دون إعادة تزود بالوقود. وبسبب قدرات إسرائيل المحدودة للتزود بالوقود جواً، فإن هذه النطاقات تجعل العمليات المُستمرة على هذه المسافات صعبة جداً.
ورغم أن المقاتلات من طراز F-15 Eagle الإسرائيلية بوسعها العمل ضمن نطاق يبلغ 3 آلاف ميل، فإن هذا النوع من المقاتلات مُصمّم بالأساس للمعارك الجوية، التي قد لا تتماشى مع متطلبات مهام الضربات بعيدة المدى ضد الحوثيين.
ورغم امتلاك إسرائيل صواريخ باليستية بعيدة المدى، من طراز أريحا 2/3 (YA-3/4) القادرة نظرياً على الوصول إلى اليمن، فإن قرار استخدام هذه الأصول الاستراتيجية ينطوي على اعتبارات دقيقة. وتشكل البنية اللامركزية وشبه القَبَلية لميليشيا الحوثي ووجودها المتفرق في المناطق الجبلية تحدياً للاستهداف الدقيق.


موقع اليمن

وفي هذا السياق يصبح تحليل تكاليف ومنافع إرسال موارد عسكرية كبيرة ضد عدو غير واضح نسبياً في التضاريس الصعبة في اليمن، جانباً حاسماً في صنع القرار الاستراتيجي في إسرائيل.
وثمة عامل آخر يجب وضعه في الاعتبار، يضيف الكاتب، وهو موقع اليمن الجيوستراتيجي، إلى جوار البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، الذي تمر عبره 40% من التجارة الدولية. ويمكن لهذا الموقف أن يعطي الحوثيين وداعمتهم إيران شعوراً، ولو زائفاً، بالأمن، ظناً منهم أن المجتمع الدولي لا يستطيع تحمُّل ثمن حرب طويلة الأمد في تلك البقعة.
وأخيراً، يؤكد الكاتب ضرورة إدراك أن شبكات وكلاء إيران ليست مجرد أدوات للنفوذ الإقليمي، وإنما هي مكونات رئيسة لاستراتيجية الردع. وبتسليح هذه الجماعات، تُنذر إيران خصومها بالفوضى المحتملة التي يمكن أن تجتاح المنطقة.
وفي هذا السياق، تُعدّ كيانات مثل حزب الله، والميليشيات الشيعية في العراق، وسوريا، نشطة للغاية حتى أنه لا يمكن المخاطرة بها في صراعات حماس. لكن وضع الحوثيين مختلف.
واختتم الكاتب تحليله بالقول: "استطاعت إيران تعزيز أهدافها الإقليمية لنحو أربعين عاماً دون أن تعول على الحوثيين كثيراً، ما يشير إلى أنها يمكن أن تستمر في ذلك، وأن الحوثيين يمكن التخلي عنهم أكثر من غيرهم من وكلاء إيران في النطاق الأوسع لاعتبارات إيران الاستراتيجية".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إيران فی الیمن

إقرأ أيضاً:

مستشار سابق في البنتاجون: واشنطن تجهز عناصر العمال الكردستاني لمهاجمة تركيا

أنقرة (زمان التركية) – تعزز الولايات المتحدة الأمريكية دعمها لعناصر حزب لعمال الكردستاني الانفصالي ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا.

وأقر اللواء الأمريكي المتقاعد والمستشار السابق في البنتاغون، دوغلاس ماكجريجور، بتدريب الولايات المتحدة وتسليحها لحزب العمال الكردستاني.

وذكر ماكجريجور خلال مشاركته في برنامج أن واشنطن أعدت عناصر العمال الكردستاني لمهاجمة تركيا، قائلا: “قواتنا في سوريا، نتولى تدريب وتسليح العمال الكردستاني وبعض الجماعات. الأتراك يدركون هذا ومنزعجون جدا، لكننا فعلنا هذا في السابق”.

وقامت الولايات المتحدة بنقل تعزيزات عسكرية جديدة ضمت 80 مدرعة إلى قواعدها بالمنطقة.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن جزء كبير من هذه التعزيزات وصل برا عبر العراق، مشيرا إلى نقل الأسلحة الثقيلة وبطاريات المدفعية والمركبات المدرعة وناقلات الوقود إلى قاعدة خراب الجير في شمال الحسكة.

وتفيد المصادر بالمنطقة أن الولايات المتحدة سرُعت من وتيرة مساعداتها العسكرية للتنظيم الإرهابي خلال الفترة الأخيرة. ومنذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أرسلت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة معدات عسكرية وذخيرة وأجهزة تكنولوجية باستمرار إلى المناطق الخاضعة لسيطرة العمال الكردستاني.

وتبين أن القافلة الثانية وتضم 20 مدرعة وصلت إلى قاعدة كسراك وقيام مقاتلات ومروحيات تابعة للولايات المتحدة بدوريات في المنطقة أثناء عملية النقل.

Tags: الأكراد في سورياالعمال الكردستانيالقوات الأمريكية في سورياوحدات حماية الشعب الكردية

مقالات مشابهة

  • إيران تكشف عن صاروخ اعتماد.. رسالة تهديد إلى إسرائيل قبل ذكرى الثورة الإسلامية | تقرير
  • مستشار سابق في البنتاجون: واشنطن تجهز عناصر العمال الكردستاني لمهاجمة تركيا
  • لماذا يتوقف الأمر على دور سعودي فعال في إنهاء الحرب في اليمن؟
  • ‏حماس تطالب الوسطاء بإلزام إسرائيل بإدخال مواد الإغاثة التي نص عليها اتفاق غزة ووقف الانتهاكات
  • واشنطن تخطط لتحالف عسكري جديد للقضاء على الحوثيين في اليمن
  • تقرير: إسرائيل تشكو من تمويل إيران لحزب الله بحقائب من النقود عبر مطار بيروت
  • كاهن مسيحي: لماذا على الأميركيين أن يموتوا في سبيل إسرائيل؟
  • إسرائيل تزعم مواصلة تمويل إيران لفصائل لبنان بحقائب مليئة بالنقد
  • خبراء يفسرون نشر صورة السيسي مع رئيس إيران الراحل في "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية
  • إسرائيل تضرب أهدافًا لحزب الله.. وتقدّم شكوى ضد إيران لمواصلة تمويلها الجماعة