دبي: «الخليج»
يعد الأمن المائي أولوية وطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، تسعى لتحقيقها الجهات الاتحادية والمحلية في الدولة في إطار استراتيجية الأمن المائي 2036 التي تهدف إلى ضمان استدامة واستمرارية الوصول إلى المياه خلال الظروف الطبيعية وظروف الطوارئ.
ويمثل التوجه نحو استخدام الطاقة المتجددة لتحلية مياه البحر أولوية وطنية بالنسبة لمؤسسات الدولة، بما يعزز ريادة دولة الإمارات في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة.


رؤية شاملة
أكد سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، أن دبي لديها رؤية شاملة لاستدامة موارد المياه عبر زيادة القدرة الإنتاجية لتحلية المياه باستخدام أحدث التقنيات وأكثرها كفاءة بما يسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية، مشيراً إلى توجه الهيئة لتطوير محطات تحلية المياه بتقنية التناضح العكسي التي تعد أكثر كفاءة وتتطلب طاقة أقل من تقنية التقطير الومضي متعدد المراحل، ما يقلل من الانبعاثات الكربونية ويدعم جهود دولة الإمارات في مجال العمل المناخي والحد من الاحتباس الحراري، وهو أحد محاور أجندة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) الذي استضافته دولة الإمارات في مدينة إكسبو دبي.
وأضاف الطاير «تحقيقاً لرؤية وتوجيهات سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتوفير أفضل مرافق لأفضل مدينة في العالم، نعمل في هيئة كهرباء ومياه دبي على توفير بنية تحتية متطورة ومتكاملة للطاقة والمياه تواكب المسار التنموي المتصاعد في دبي وتضمن تلبية الطلب المتزايد على خدمات الكهرباء والمياه وفق متطلبات خطط التنمية الشاملة المستدامة، وأهداف خطة دبي الحضرية 2040».
وتابع «ضمن جهودنا لتعزيز الأمن المائي في دبي من مصادر مستدامة، وقعنا مؤخراً اتفاقيتي المساهمين وشراء المياه للمرحلة الأولى من مشروع مجمع حصيان بقدرة إنتاجية 180 مليون جالون من المياه المحلاة يومياً بنظام المنتج المستقل للمياه باستثمارات تبلغ 3.357 مليار درهم، وسيكون هذا المشروع أكبر محطة على مستوى العالم لتحلية المياه بالطاقة الشمسية، ويدعم هذا المشروع الاستراتيجية المتكاملة لإدارة الموارد المائية في دبي 2030 التي تركز على تعزيز الموارد المائية واستخدام أحدث التقنيات والحلول المبتكرة».
وأوضح الطاير أن القدرة الإنتاجية للهيئة لتحلية المياه باستخدام تقنية التناضح العكسي ستصل إلى 303 ملايين جالون من المياه المحلاة يومياً بحلول عام 2030، مع الأخذ بالاعتبار أن القدرة الإنتاجية للمياه المحلاة سترتفع عام 2030 لتصل إلى 730 مليون جالون يومياً.
ووفقاً لاستراتيجية الهيئة فإن 100% من إنتاج دبي من المياه المحلاة عام 2030، سيأتي من مزيج من الطاقة النظيفة، الذي يجمع بين مصادر الطاقة المتجددة والحرارة المهدورة، الأمر الذي سيجعل دبي تتجاوز الهدف المحدد عالمياً في ما يتعلق باستخدام الطاقة النظيفة في تحلية المياه.
كيف تعمل تقنية التناضح العكسي؟
قال المهندس ناصر لوتاه، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع الإنتاج في هيئة كهرباء ومياه دبي، إن تقنية التناضح العكسي لمياه البحر (SWRO) تعد من أفضل التقنيات فعالية وأكثرها كفاءة لتحلية المياه، مشيراً إلى أنها تستند إلى مبدأ العكس التام لعملية التناضح التي تحدث بشكل طبيعي والتي تنتقل من خلالها جزيئات السائل من محلول ذي تركيز أقل إلى محلول ذي تركيز أعلى من خلال غشاء شبه نفاذ (Semi-Permeable Membrane)، أما في التناضح العكسي، فيتم تطبيق ضغط مرتفع على المحلول ذي التركيز العالي (مثل مياه البحر) لتنفذ جزيئات السائل خلال الغشاء شبه النفاذ تاركة الأملاح خلفها.
وتتسم تقنية التناضح العكسي بعدد من المزايا التي تجعلها خياراً مثالياً مقارنة مع تقنيات تحلية المياه الأخرى، ومن أبرز هذه المزايا عدم ارتباط عملها بوحدات إنتاج الطاقة التقليدية، ما يعزز الكفاءة التشغيلية ويدعم التوجه الاستراتيجي لزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة.
كما أن المحطات التي تعتمد على تقنية التناضح العكسي تستهلك كمية أقل من الطاقة مقارنة بتقنيات تحلية المياه الأخرى مثل التقطير الومضي، ما يعني كلفة تشغيلية أقل والحد من الانبعاثات والتأثيرات البيئية.
وتعمل تقنية التناضح العكسي بكفاءة عالية، ما يجعلها حلاً موثوقاً ومستداماً للحصول على مياه نقية من مصادر مختلفة مثل مياه البحر أو المياه الجوفية. إضافة إلى ذلك، تتيح تقنية التناضح العكسي تحلية المياه بسرعة وفاعلية، ما يجعلها مناسبة للاستخدام في الظروف الطارئة أو في المناطق التي تعاني نقص المياه.
يشار إلى أن هيئة كهرباء ومياه دبي لديها محطتان لتحلية المياه بتقنية التناضح العكسي بقدرة إنتاجية تبلغ 63 مليون جالون يومياً، علماً أن القدرة الإنتاجية الإجمالية للمياه المحلاة في الهيئة تبلغ 490 مليون جالون يومياً.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات ديوا إمارة دبي القدرة الإنتاجیة کهرباء ومیاه دبی الطاقة النظیفة دولة الإمارات لتحلیة المیاه تحلیة المیاه ملیون جالون میاه البحر

إقرأ أيضاً:

«أشغال الشارقة» تنجز مسجد النحوة

الشارقة: «الخليج»
أنجزت دائرة الأشغال العامة بالشارقة بالتعاون مع دائرة الشؤون الإسلامية في الشارقة مسجد النحوة في إمارة الشارقة، وهو مشيد بنمط صديق للبيئة وصفري الطاقة الكربونية ليكون من أوائل المباني المشيدة على هذه الخصائص في المنطقة.
ويتسع المسجد لـ 240 مصلياً من الرجال والنساء، وذلك استمراراً لخطة الدائرة السنوية لعام 2024، ومواكبة النهضة والتوسع العمراني بالإمارة، وتلبية احتياجات قاطني المنطقة، وتيسير إقامة الشعائر بيسر وطمأنينة.
وبني المسجد وفق الطراز المعماري الإسلامي الممزوج بالطابع الحديث، وهو مطعم بعدد من التصاميم والنقوش المعمارية بقبتين رئيسيتين دائرتي الشكل تتوسطان المسجد، ومنارة بارتفاع 20 متراً؛ على مساحة أرض إجمالية تبلغ 1870 متراً مربعاً، ومرافقه الخدمية من ميضأة ومسكن للإمام مؤلف من 3 غرف ومجلس ومنافعها، وقد شيد المسجد وفقاً لاشتراطات ومعايير الاتحاد العالمي للمعاقين.
وأكد المهندس عبد الله الطنيجي مدير إدارة الأفرع، أن الدائرة تقوم بالتواصل والتنسيق الدائم مع المجالس البلدية بالإمارة لدراسة احتياجات المناطق والضواحي من المشاريع وفق الكثافة السكانية والتطور العمراني. مع التركيز بشكل كبير على «التصميم السلبي»، وهي تقنية معمارية تنسجم مع البيئة المحلية والمكونات المادية للمبنى، لتقليل الحاجة إلى تقنيات التدفئة أو التبريد الكهربائية.
وعن ممارسات الاستدامة في المشروع، أفاد الطنيجي بأن التصميم البسيط للمبنى يحقق الحياد المناخي. وتم تزويده بأنظمة تكييف إشعاعية تعمل على توفير استهلاك الطاقة وتحسن جودة البيئة الداخلية، ويعد التبريد بالإشعاع أسلوباً مبتكراً للتبريد المريح عالي الكفاءة باستخدام تقنية خاصة تعمل على تدوير المياه المبردة عبر أنابيب مدمجة في هيكل المبنى، إذ يستخدم نظام التوزيع الخاص به مجموعة من الأنابيب الخاصة والمضخات وصمامات التحكم التي تركب داخل الأرضيات أو الجدران أو الأسقف، لتبرد المياه الباردة التي تدور عبرها الجدران عن طريق امتصاص الحرارة المنبعثة من باقي أنحاء الغرفة بشكل متساو، وبالتالي تطرد التيارات الهوائية والبقع الساخنة. وتسجل انخفاضاً في استهلاك الطاقة بحوالي 40 % من الطاقة السنوية.
وبهدف زيادة تخفيض استهلاك الطاقة تمت زيادة سماكة عزل السطح الحرارية إلى 75 مم بحيث تحقق معامل انتقال حراري وتحسن مواصفات الزجاج الخارجي وتحقق معامل انتقال حراري ومعامل ظل واستخدام المصابيح الموفرة للطاقة للإضاءة الداخلية والخارجية، لأن عمرها أطول وكفاءتها عالية مقارنة مع المصابيح التقليدية ومعدل توفير الطاقة يصل إلى 80 في المئة، واستخدام صنابير الوضوء من نوعية موفرة للمياه وتركيب دورات مياه من النوع المزدوج التدفق حيث يساعد على تحديد كمية المياه التي تستخدمها مما يؤدي إلى ترشيد وتوفير استهلاك المياه سنوياً.

مقالات مشابهة

  • ضاحية الفرسان مدينة ذكية تعتمد على استدامة الموارد الطبيعية
  • الأنبار تعلن عن تصنيع جهاز لتحلية وتنقية المياه يعمل على الطاقة الشمسية
  • ديوا تستقطب مشروعات بقيمة 43.6 مليار درهم
  • «أشغال الشارقة» تنجز مسجد النحوة في خورفكان
  • “ديوا” تستقطب مشروعات بقيمة 43.6 مليار درهم بنظام المنتج المستقل للطاقة والمياه في 10 أعوام
  • «أشغال الشارقة» تنجز مسجد النحوة
  • زيادة كبيرة في استثمارات الطاقة النظيفة عالمياً
  • السنغال تلغي صفقة محطة لتحلية المياه مع أكوا باور السعودية
  • الجفاف في كردستان يصل إلى مراحل خطيرة والأهالي يفرطون باستخدام المياه الجوفية
  • سلطنة عمان تنافس بقوة فى قطاع الهيدروجين والطاقة النظيفة عالميًّا