صحيفة عبرية: القرار في غزة ليس للأمريكيين بل للرأي العام الإسرائيلي والدعم السياسي
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
كتب المحلل العسكري رون بن يشاي في صحيفة "ايديعوت أحرنوت"، أن القرار في قطاع غزة لا يعتمد على الأمريكيين بل إلى الجمهور الإسرائيلي والدعم السياسي.
وقال التقرير، الذي اعتمد على تصريحات قادة عسكريين ميدانيين من قوات الاحتلال الجوية، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يمكنه اتخاذ قرار في غزة واستكمال أهداف الحرب التي حددها له المستوى السياسي، ولكن هذا أمر سيتسبب في خسائر فادحة في الضحايا وسيتطلب الكثير من الوقت، بضعة أشهر على الأقل.
وطرح بن يشاي سؤالا وهو: هل سيمنح الجمهور والمستوى السياسي جيش الاحتلال الإسرائيلي الوقت والدعم المعنوي والسياسي له؟
وأضاف: يعتقد المسؤولون الأمنيون أن كل شيء لا يعتمد حاليا على الأمريكيين، بل على الرأي العام، وعلى صمود الجمهور الإسرائيلي وعلى الدعم الذي سيقدمه السياسيون.
وذكرت الصحيفة أنه بعد زيارة قصيرة قبل يومين إلى خانيونس، وانطباعات البقاء مع القوات في شمال القطاع، "تظهر بوضوح أن طبيعة القتال الذي ما زال متوقعا يتطلب وقتا وجهدا ذهنيا هائلا".
وأكد الكاتب أن قتالا معقدا يدور في حي الشجاعية مع مقاتلي المقاومة.
وأردف التقرير: "مع أن الحي خالي من السكان المقاومة هناك قوية وقوات الفرقة 162 مضطرة للقتال من الزقاق في الزقاق، ومن منطقة إلى أخرى، وضد الآر بي جي الموجودة في الخدمة".
وأشار إلى أن القتال وسط القطاع، "عنيف" ويدور على قدم وساق وسيستمر لفترة طويلة، وفقا لبن يشاي.
وذكر التقرير أن خانيونس "أكثر خطورة" بالنسبة لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي من المنطقة الحضرية الكثيفة التي تركز فيها القتال في وقت سابق.
وتابع: دمار مثل الذي حدث في شمال القطاع لم أشاهده إلا في غروزني في الشيشان عام 2000، عندما جاء فلاديمير بوتين لزيارة هناك يوم انتخابه رئيسا لروسيا.
وأكد بن يشاي "تحول 70% من المباني شمال قطاع غزة إلى أنقاض".
وجاء في التقرير: لقد فوجئ جيش الاحتلال الإسرائيلي عندما اكتشف أن مجموعة الأنفاق والأعمدة التابعة لحماس أكبر بنسبة 500% إلى 600% من تقديراته.
وأوضح أنه "إذا كان الجيش يعتقد في السابق أن هناك 500 كيلومتر من الأنفاق ونحو 1000 بئر في كامل أراضي قطاع غزة، فإنه الآن ومن المعروف أن هناك آلاف الكيلومترات من الأنفاق وآلاف الأعمدة هذه أرقام لا يمكن تصورها".
وتبين أن مركز الحكم المدني لحماس كان بالفعل في شمال القطاع، لكن المركز العسكري المهم والرئيسي يقع في منطقة خانيونس، وفقا للتقرير.
ومضى في تقريره، قائلا: يسمح هذا التشكيل بين أعضاء حماس والجهاد الإسلامي بتحريك القوات من مكان إلى آخر وضرب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي من مسافة طويلة أو قصيرة حسب اختيارهم.
وأردف: طالما كان جيش الاحتلال الإسرائيلي يتحرك في جنوب ووسط القطاع "لم يندفع المقاتلون إلى الظهور على السطح، بل ركزوا على وضع عبوات ناسفة أمام قوات المشاة التي تتحرك بين المزارع وتدخل المباني.
وأكمل شرح الواقع العسكري في الميدان بالقول: والآن، عندما يتحرك جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل أقل وينتقل إلى مرحلة تدمير البنية التحتية، يستخدم المقاتلون قدراتهم الفرق المضادة للدبابات أكثر ضد المدرعات - الدبابات والمدافع المضادة للدبابات وجرافات D9 الكبيرة التي تمهد الطريق لكل هدف جديد تقترب منه القوات.
ورأى أن بطء الحركة في وسط القطاع، إلى جانب قدرة المقاتلين على الرؤية من مسافات بعيدة، يجعل من السهل عليهم استخدام الصواريخ المضادة للدبابات وصواريخ RPG29 الفتاكة ذات الرأس المزدوج الاختراق.
بن يشاي، أشار إلى أن الفرقة 98 والقوات الجوية لا تستطيع استخدام كامل قوتها النارية في هذه المنطقة كما فعلت في شمال قطاع غزة بسبب "المناطق الأمنية" العديدة للسكان المدنيين المنتشرة في منطقة خانيونس.
وبيّن أن حركة جيش الاحتلال الإسرائيلي بطيئة وسط القطاع لأن المنطقة كبيرة ومتهورة للغاية والحركة السريعة فيها تكلف ثمنا باهظا في حياة جنود الاحتلال.
ونوه إلى أن هناك عامل مثبط آخر وهو الرغبة الحازمة في عدم المساس بالأسرى فوق وتحت سطح الأرض.
وحول مكان تواجد الأسرى، افترض بن يشاي: أولاً – يمكن الافتراض أن معظم الأسرى محتجزون الآن في وسط الشريط. والثاني هو أنه من المرجح أن يكون زعيم حماس، يحيى السنوار، قد أحاط نفسه بعدد غير معروف من الأسرى، معظمهم من الجنود، بحيث إذا وصلوا إليه وإلى مجموعة قيادته العليا، فإن الأسرى سيتضررون أيضا - إما بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي أو لأنه هو ورجاله سيقتلونهم.
وذكر أن هذا (الأسرى) هو السبب المباشر الذي يجعل السنوار وقيادة حماس في غزة يشعرون أن لديهم القدرة على إملاء تل أبيب على وقف إطلاق النار بشكل دائم وانسحاب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى مسافة غير معروفة.
وزعم بن يشاي، وفقا لبيانات، أن جيش الاحتلال تمكن من خلال العدوان الجوي والبري من استهداف ما بين 7000 و9000 مقاتل من حماس والجهاد الإسلامي، لافتا في الوقت نفسه أن ذلك لا يردع السنوار، الذي يعتقد أنه من خلال استغلال الأسرى سيكسب الوقت، وبمرور الوقت سيكسب ضغوطا دولية على دولة الاحتلال لوقف القتال.
كما أشار إلى أن سلاح جو الاحتلال يشعر بالإحباط من هذا الوضع ويتحدث عن معضلات تواجهها القيادة العليا ولا يستطيع التعامل معها إلا المستوى السياسي.
وقال إن الطموح هو المس بالمسؤولين الكبار: يحيى السنوار، وشقيقه محمد، محمد الضيف، مروان عيسى وآخرين، مدعيا أنه في هذه المجموعة المحدودة، بالكاد أصيب اثنان حتى الآن، وهما ليسا من كبار السن، وفق التقرير.
وذكر أن هناك أربع حالات لسلاح جو الاحتلال أصابت فيها صواريخ المضادة للدبابات والمروحيات القتالية مقاتلين من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وكشف أنه حتى الآن قُتل أقل من خمسة جنود بتلك الاستهدافات.
بخصوص الجبهة الشمالية، يعمل سلاح الجو بشكل مكثف لإبعاد حزب الله عن الحدود، لكن لا أحد يتوهم أن ذلك لا يمكن أن يتم إلا من الجو، وفقا لبن يشاي.
ورجح المحلل العسكري أنه من المحتمل أن تكون هناك حاجة إلى مناورة برية محدودة لتحريكها ليس فقط إلى ما هو أبعد من المدى المضاد للدبابات، الذي يبلغ الآن ثمانية كيلومترات، ولكن أيضا إلى ما هو أبعد منه.
وبيّن أن هناك ضرورة للوصول إلى وضع حيث لن يتمكن حزب الله من استخدام القوة العسكرية في جنوب لبنان، مستدركا أن هذا الأمر سيتعين عليه الانتظار حتى بعد إطلاق سراح الأسرى في غزة، وإلحاق الضرر بالقيادة العليا لحماس، وتفكيك بنيتها التحتية الرئيسية بشكل مقيد، حسب قوله.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة الاحتلال الإسرائيلي القطاع حماس السنوار حماس غزة الاحتلال الإسرائيلي السنوار القطاع صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال الإسرائیلی المضادة للدبابات وسط القطاع أن هناک فی شمال إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
وشهد شاهد من أهلها.. صحيفة إسرائيلية: تعيينات ترامب تخدم اليمين الإسرائيلي في قضايا الاستيطان وضم الضفة الغربية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تشهد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تحولًا كبيرًا مع تعيين شخصيات بارزة من التيار اليميني الأمريكي في مناصب حكومية حساسة. هذه الشخصيات لا تدعم إسرائيل فقط في إطار السياسة التقليدية، بل تتبنى مواقف أكثر تطرفًا تتماشى مع اليمين الإسرائيلي، خاصةً فيما يتعلق بالاستيطان والصراع الفلسطيني.
على سبيل المثال، يعكس تعيين مايك هاكابي سفيرًا للولايات المتحدة في إسرائيل تحولًا نحو دعم أقوى لمواقف إسرائيل المتشددة، مثل ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية. وسبق أن نفى هاكابي وجود "الشعب الفلسطيني".
شخصيات أخرى مثل بيت هيجسيث، المرشح لمنصب وزير الدفاع، ومايكل والتز، المرشح لمستشار الأمن القومي، يملكان مواقف مؤيدة بشكل علني لاستمرار المستوطنات والتصعيد العسكري ضد إيران.
وقد دعا والتز مؤخرًا إلى استهداف المواقع النووية الإيرانية، في خطوة قد تعيد تشكيل مشهد الشرق الأوسط.
ومع ذلك، هذا الدعم الأمريكي لا يعني أن إسرائيل ستتحرك بحرية مطلقة. هناك ضغوط أمريكية مستمرة، كما اتهم الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي، جيورا إيلاند، الإدارة الأمريكية بالتسبب في مقتل الرهائن الإسرائيليين في غزة نتيجة لتدخلها في وقف العمليات العسكرية. ولكن على الرغم من هذه الانتقادات، تظل القرارات النهائية في يد إسرائيل.
في ظل هذه التوترات السياسية، يستمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مواجهة محاكمة جنائية رغم الحرب. رفضت المحكمة طلب نتنياهو تأجيل شهادته، مما يثير تساؤلات حول الأولويات القضائية في وقت تتعرض فيه إسرائيل لأحد أخطر الصراعات في تاريخها الحديث.
ومع كل ذلك، تشير هذه التطورات إلى أن إسرائيل قد تكون أمام فترة جديدة من الدعم الأمريكي غير المسبوق، لكن هذا الدعم ليس مفتوحًا بلا شروط، ويعتمد على التوافق مع السياسات الأمريكية.