لبنان ٢٤:
2025-04-23@03:55:49 GMT

الميلاد ليس شجرة وزينة وبابا نويل

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

الميلاد ليس شجرة وزينة وبابا نويل

مَن لم يختبر المعنى الخلاصي بحقيقته الايمانية لسر التجسد في حياته اليومية لن يستطيع أن يدرك أهمية هذا الحدث العظيم ببعض من التفسيرات، التي لم تستطع أن تتخطّى محدودية العقل البشري وحتى "الذكاء الاصطناعي". فالميلاد ببعده اللاهوتي والايماني هو أكثر من مجرد حدث زمني عابر مرّ عليه ردح من الزمن، وهو لم يُعطَ لغير الذين يعيشون العمل الخلاصي بعمقه الروحي والإنساني أن يفهموا تلك العلاقة المباشرة بين الله وكلمته والانسان.

 
بعد الميلاد لم يعد الانسان، أي انسان، في حاجة إلى أي وساطة ليكّلم الله مباشرة، بعدما صالح يسوع بتجسدّه الخلاصي الأرض مع السماء. فهو القائل "من رآني فقد رأى الآب". بالميلاد أصبحت علاقة الانسان بربه علاقة محبة. ما حدث قبل 2023 سنة في قرية وادعة من أرض فلسطين، التي تعاني اليوم الأمرّين، بدّل المفهوم الذي كان سائدًا في العهد القديم عن علاقة الانسان بخالقه، وهو الذي كلمه بلسان أنبيائه من إبراهيم إلى موسى، وهو الذي ناصر خائفيه والذين يتقونه، وأقام معهم عهدًا جديدًا عبر نوح بعد الطوفان الأول. 
فالميلاد الذي نعيشه اليوم هو غير الميلاد الحقيقي. فهو لا يشبهه بشيء لا من قريب ولا من بعيد. إنه الميلاد الذي شُوهّت معانيه. لقد أصبح ميلاد الزينة وعجقة الهدايا، ميلاد "بابا نويل". ميلاد اليوم لا يشبه صاحبه، الذي لم يولد في القصور الدافئة، بل في مغارة باردة. لقد شوهّوا لنا العيد. أفرغوه من معانيه الروحية. جرّدوه مما حمله إلينا طفل المغارة من علامات ملء الأزمنة. فبدلًا من أن نتعمّق في هذا السر الخلاصي، تأملًا وصلاة وصمتًا وخشوعًا كصمت مريم ويوسف، وخشوع الرعاة والمجوس، ننصرف إلى البهرجة والضجيج والصخب. نتعلق بالقشور ونهمل الجوهر. نصرف معظم وقتنا لتزيين شجرة اعتدنا أن نطلق عليها "شجرة الميلاد". هي جميلة وتدخل الفرح إلى القلوب، ولكنها تبقى مجرد تعبير عن فرح خارجي فيما الفرح الحقيقي هو ذاك النابع من نور المغارة وبما ترمز إليه. 
يحاول جميع الذين لم يتلقوا بشارة الخلاص بانفتاح، ومن بينهم حركات معادية للأديان السماوية، "وثننة" معاني عيد الميلاد، وتأطيره بكوادر تجارية بحتة، وقولبته بقوالب تتعارض مع المفاهيم الايمانية لعيد أصبح الحدّ الفاصل بين عهدين، قديم وجديد. فما بعد الميلاد لم يعد ما كان قبله. فالمفاهيم التي كانت سائدة تبدّلت. السلوك الايماني امتزج بأعمال الرحمة والأخوّة والتسامح. سقطت الشريعة وما فيها من فرائض بعدما حلّت مكانها محبة جامعة ومسكونية أوصى بها كلام الانجيل. "فإذا أحببتم من يحبونكم فأي فضل لكم". "أحبوا اعداءاكم". أحب قريبك كحبك لنفسك". ما من حب أعظم من هذا، وهو أن يبذل الانسان نفسه من أجل الذين يحبهم".  
هو ميلاد المحبة. "وهكذا يعرفونكم إذا كنتم تحبون بعضكم بعضًا كما أنا أحببتكم".  
في ليلَة الميلاد يُمَّحَى البُغضُ، في ليلَة الميلاد تُزهِرُ الأرضُ، في ليلة الميلاد تُدفَنُ الحربُ، في ليلَةَ الميلاد يَنبُتُ الحُبُ. عندما نسقي عطشانَ كأسَ ماء نكونُ في الميلاد. عندما نكسي عُريانَ ثوبَ حُب نكونُ في الميلاد. عندما نكفكف الدموع في العيون نكون في الميلاد. عندما نفرِشُ القلوبَ بالرجاء نكونُ في الميلاد. عندما أقبِّلُ رفيقي دونَ غشّ أكونُ في الميلاد. عندما تموتُ فيَّ روحُ الانتِقام أكونُ في الميلاد. عندما يُرمَّدُ في قلبيَ الجفا أكونُ في الميلاد. عندما تذوبُ نفسي في كيان الله أكونُ في الميلاد. (أطال الله بعمر المونسيور منصور لبكي). 
هذا هو الميلاد الحقيقي. إنه ليس يومًا واحدًا في السنة، بل كل يوم نعيشه من خلال محبتنا للآخر، أيًّا كان هذا الآخر. الميلاد هو الولادة الجديدة بالماء والروح وأعمال الرحمة والتسامح وتقبّل الآخر. هللويا.  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی المیلاد ة المیلاد

إقرأ أيضاً:

مستقبل وطن يشارك في قداس عيد الميلاد بالكنيسة المصرية بجوهانسبرج

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حرص النائب محمود حسين ، امين أمانة المصريين بالخارج بحزب مستقبل وطن علي زيارة الكنيسة القبطية الارثوذكسية - كاتدرائية القديس مار مرقس الرسول بجوهانسبرج بدولة جنوب أفريقيا  لتهنئة نيافة الحبر الجليل انطونيوس مرقص و نيافه الحبر الجليل الأنبا جوزيف والإخوه الأقباط من الجاليه المصريه بدولة جنوب افريقيا  بحلول عيد القيامه المجيد.

وشارك في  احتفالات الكنيسة المصرية بجوهانسبرج بعيد القيامة  ، الذي حضرها النائب محمود حسين كلا من  السفير محمد قنديل القائم بأعمال سفاره جمهورية مصر العربية لدى جنوب أفريقيا والملحق العسكري بالسفارة و أعضاء البعثه الدبلوماسية للسفاره لحضور قداس العيد و تهنئة نيافه الحبر الجليل الأنبا انطونيوس.

ونقل الدكتور محمد حسين ، الي نيافة الحبر الجليل انطونيوس مرقص و نيافه الحبر الجليل الأنبا جوزيف، مسئولي الكنيسة المصرية في جوهانسبرج ، تهنئة  المستشار عبدالوهاب عبدالرزاق رئيس الحزب والنائب احمد عبدالجواد ، الامين العام للحزب ، بمناسبة  عيد القيامة المجيد

وأكد النائب محمود حسين ، أن  عيد القيامة ليس مجرد مناسبة دينية فحسب، بل هو عيد وطني يعبر عن تلاحم الشعب المصري بكل أطيافه وأن مصر، بتنوعها الديني والثقافي، هي نموذج يحتذى به في العالم كله.

ودعا الله عز وجل أن يحفظ مصرنا الحبيبة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأن يعم علينا جميعاً الأمن والأمان والسلام في ربوع

 في سياق متصل حرص السفير محمد قنديل القائم بأعمال السفير المصري بدولة جنوب افريقيا ، علي نقل رساله تهنئة من  الرئيس عبدالفتاح السيسي ، لاقباط مصر بدولة جنوب افريقيا ، مؤكدا أن قوة الدولة المصرية تتجسد في وحدة  المسلمين والأقباط .

مقالات مشابهة

  • رضوى الشربيني تعود للأضواء وتتصدر التريند: مش مختفية وهارجع لما أكون جاهزة
  • هل يجب أن أكون مؤدبا مع ChatGPT؟.. نخبرك ما نعرفه عمّا يترتب على ذلك
  • بسيوني بسيوني.. محمد لطفي يحتفل بعيد ميلاد كريم عبد العزيز
  • راس كبش .. يستحق الاطاحة به !!
  • سارة الأردنية: «حسام حبيب أذى أهلي بعد شائعة ارتباطنا.. ومعنديش مشكلة أكون زوجة تانية»
  • شم النسيم .. أقدم عيد في التاريخ وشهادة ميلاد جديدة للمصريين| فيديو
  • تفاصيل نقش أثري نادر يعود لما قبل الميلاد في محمية الملك عبدالعزيز .. فيديو
  • منها بابا نويل والساونا.. حقائق وغرائب من فنلندا
  • عيادة متنقلة لتأمين إحتفالات أعياد الميلاد في الدقهلية
  • مستقبل وطن يشارك في قداس عيد الميلاد بالكنيسة المصرية بجوهانسبرج