سيدي الرئيس هل طلبت من نتنياهو وقف إطلاق النار؟
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
كان الرئيس الأميركي جو بايدن في طريقه لمغادرة البيت الأبيض مساء أمس السبت، عندما سأله الصحفيون عن تفاصيل مكالمته الهاتفية الطويلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق من اليوم.
بطبيعة الحال كان محور الحديث يدور حول الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، التي أدّت -حتى الآن- إلى استشهاد 20 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 50 ألفا آخرين.
الحرب أدت -أيضا- إلى مقتل 485 جنديا وضابطا في جيش الاحتلال الإسرائيلي وفقا لآخر إعلان رسمي، بينهم 158 قُتلوا منذ بدء العملية البرية على القطاع الفلسطيني.
ولذلك كان طبيعيا أن يأتي سؤال أحد الصحفيين على النحو التالي: سيدي الرئيس هل طلبت اليوم من نتنياهو وقف إطلاق النار؟
أما إجابة بايدن فكانت: "أجريت اتصالا مطولا مع نتنياهو، ولم أطلب منه وقف إطلاق النار".
تفاصيل الاتصالوكان البيت الأبيض قال في بيان، إن الرئيس جو بايدن بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة وأهدافها ومراحلها، مضيفا أن بايدن شدد خلال الاتصال على الحاجة الماسة لحماية المدنيين بمن فيهم العاملون في مجال المساعدات الإنسانية.
من جهته قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان، إن نتنياهو أكد لبايدن أن إسرائيل ستواصل الحرب حتى تحقيق جميع أهدافها.
وأضاف البيان أن نتنياهو أكد لبايدن تقديره لموقف الولايات المتحدة بمجلس الأمن، في إشارة على ما يبدو إلى مناقشات المجلس بشأن حرب غزة، حيث حالت واشنطن خلال الأسابيع الماضية دون صدور أي قرار ينص على وقف إطلاق النار.
وذكر البيان الإسرائيلي أن نتنياهو "أوضح -كذلك- أن إسرائيل ستواصل الحرب حتى تحقيق جميع أهدافها بالكامل".
وقبل يومين، أشار تقرير للجزيرة نت إلى أن تزايد يقين النخبة السياسية في واشنطن في غياب أي مصلحة أميركية في الإبقاء على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بالوتيرة نفسها المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأشار التقرير إلى خلافات علنية طغت على السطح بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول طريقة إدارة الحرب على غزة، ومستقبل القطاع بعد توقف القتال، وهي خلافات لم تصل لنقطة وقف أو تغيير طبيعة الدعم الأميركي لتل أبيب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الوزراء الإسرائیلی وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
المرحلة الثانية من اتفاق غزة.. نتنياهو يناقش "سيناريو قاتم"
يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مناقشة أمنية تتناول احتمالية انهيار المرحلة الثانية لاتفاق غزة وعودة الجيش الإسرائيلي إلى القتال على الفور.
وستجري المناقشة في الوقت، الذي يزور فيه مبعوث ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إسرائيل، استعدادا لزيارة نتنياهو الرسمية إلى واشنطن الأسبوع المقبل.
ومع إطلاق سراح أربيل يهود وآغام برغر، الخميس، إلى جانب غادي موزيس، انتهت فئة النساء المدنيات والجنديات في الصفقة، وتستعد إسرائيل للضربات التي ستأتي وكذلك لاحتمال انهيار الاتفاق والعودة إلى القتال، لكن ليس من المتوقع أن يحدث هذا قريبًا.
ومن بين 25 مختطفا إسرائيليا كانوا مدرجين على القائمة حتى الآن، عاد 10 منهم على قيد الحياة خلال 10 أيام، كما عاد 5 عمال أجانب آخرين.
وبحسب كافة التقديرات في إسرائيل، وبحسب القائمة التي وصلت من حماس، لم يعد هناك أي نساء مختطفات على قيد الحياة.
وذكرت وسائل إعلام أميركية أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يواجه عقبات خطيرة في مراحله المقبلة مشيرة إلى عدد من التحديات والمؤشرات على ذلك.
وقال موقع "ذا هيل" الأميركي في تقرير: "تنفس الإسرائيليون والفلسطينيون الصعداء مع بدء وقف إطلاق النار الأخير، لكنهم الآن يحبسون أنفاسهم ليروا ما إذا كان سيدوم. على الرغم من وجود بعض علامات الأمل، إلا أن هناك أسبابا أكثر تدعو للقلق، خاصة مع التحديات التي تواجه المراحل المقبلة من الاتفاقية".
وأشار الموقع إلى أن الاتفاقية تنقسم إلى 3 مراحل، كل منها أكثر تعقيدا وهشاشة من سابقتها.
وبدأت المرحلة الأولى، التي تستمر 6 أسابيع، بالإفراج عن 3 أسرى إسرائيليين مقابل إطلاق سراح 90 أسيرا فلسطينيا.
ومن المقرر أن يتم الإفراج تدريجيا عن 30 إسرائيليا آخر وأكثر من 1600 فلسطيني.
تطورات مقلقة
لفت "ذا هيل" إلى أنه على الرغم من استمرار وقف إطلاق النار، فإن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تثير شكوكا بشأن التزامه بتنفيذ المرحلة التالية، فقد أعلن نتنياهو أن "كلا من الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب والرئيس السابق جو بايدن قد قدما دعما كاملا لإسرائيل في حقها بالعودة إلى القتال إذا توصلت إلى استنتاج مفاده بأن المفاوضات حول المرحلة الثانية غير مجدية".
جاء هذا التصريح في أعقاب قصف إسرائيلي مكثف حتى اللحظات الأخيرة قبل وقف إطلاق النار، مما أسفر عن مقتل 73 شخصا في غارات جوية ليلة الإعلان عن الاتفاقية.
ووفقا لمسؤول إسرائيلي رفيع، فإن نتنياهو وافق على الاتفاقية فقط تحت ضغط من مبعوث ترامب، ستيفن ويتكوف، الذي نقل رسالة صارمة من الرئيس الأميركي مطالبا بعقد صفقة.
المرحلة الثانية من الاتفاقية، المقرر بدؤها بعد 42 يوما من وقف إطلاق النار، تتطلب إعلان "هدوء مستدام" يتبعه الإفراج عن الأسرى المتبقين مقابل عدد غير محدد من الأسرى الفلسطينيين والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية.
ومع ذلك، فإن التفاصيل العالقة، مثل إنشاء منطقة عازلة حول غزة وربما بعض الوجود العسكري داخل القطاع، قد تعرقل تنفيذ هذه المرحلة، وفقا لتقرير "ذا هيل".
ونظرا لعزم نتنياهو على الاحتفاظ بالسلطة بأي ثمن فقد يكون تهديد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة إذا لم "تحتل إسرائيل غزة وتنشئ حكومة عسكرية مؤقتة" فيها، كافيا لإفشال الصفقة.
أما المرحلة الثالثة، التي لا يوجد لها موعد محدد، فتشمل إعادة إعمار غزة فضلا عن إعادة فتح المعابر الحدودية وإعادة جثث الإسرائيليين والفلسطينيين الذين قتلوا في الصراع، وهي مهمة قد تكلف ما يصل إلى 80 مليار دولار.
كما أن مسألة حكم غزة ما بعد الحرب تبقى غير واضحة، خاصة بعد رفض إسرائيل لدور حماس أو فتح في إدارة القطاع.