دبلوماسي أمريكي: الرياض فقدت ثقتها بالحكومة اليمنية وفاوضت الحوثي منفردة
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
كشف دبلوماسي أمريكي رفيع أن السعودية لم تعد تثق في الحكومة اليمنية المعترف بها، وذهبت إلى التفاوض مع جماعة أنصار الله "الحوثي" بعيدا عنها.
وقال مصدر يمني مطلع مقيم في واشنطن نقلا عن الدبلوماسي الأمريكي، طلب عدم الكشف عن هويتهما، في حديث خاص لـ"عربي21" إن الرياض تتفاوض مع الحوثيين بعيدا عن الحكومة اليمنية المعترف بها، والمتمثلة بمجلس القيادة الرئاسي، في العاصمة المؤقتة، عدن، بسبب فقدانها الثقة بالمجلس.
وأكد الدبلوماسي الأمريكي وفقا للمصدر اليمني على أن الرياض لا تثق أبدا بسلطات المجلس الرئاسي، ولذلك ذهبت منفردة للتفاوض مع جماعة الحوثيين، حيث أحرزت تقدما كبيرا فيها، ووصلت المفاوضات إلى مراحلها النهائية لحل الأزمة في البلاد.
"لا علم لها بالمفاوضات"
من جهته، أفاد مصدر حكومي في وقت سابق الشهر الجاري، أن القيادة اليمنية، ليس لديها أي علم أو دراية بمجريات المفاوضات بين السعوديين والحوثيين.
وقال المصدر في تصريح لـ"عربي21" شريطة عدم ذكر اسمه، إنه تواصل مع عدد من المسؤولين في الحكومة من بينهم عضو في فريق المفاوضات الذي شكله المجلس الرئاسي في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وأكدوا له أنه لا علم لهم بما يجري من مفاوضات مع الحوثيين.
"المملكة ليست وسيطا"
وأشار الدبلوماسي الأمريكي إلى أن المملكة ليست وسيطا في حل الأزمة اليمنية، كما تحب أن تظهر من خلال مساعيه وجولات المفاوضات مع الحوثيين، كون ذلك يجافي الحقيقة.
وتوصيف الدور السعودي في اليمن، يبرز كخلاف جوهري بين جماعة الحوثي والرياض، ففي الوقت الذي تجتهد الأخيرة على أن تكون وسيطا بين الجماعة والحكومة اليمنية المعترف بها، يشدد الحوثيون على أن المملكة السعودية طرف في الحرب، وأن محاولاتها لعب دور الوسيط في المشاورات مرفوض وهروب من استحقاقات ما بعد الحرب.
وحسب المصدر اليمني المطلع نقلا عن الدبلوماسي في الإدارة الأمريكية فإن التصعيد الأخير من قبل الحوثيين في البحر الأحمر ومهاجمتها سفن الشحن التابعة أو المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية أعاق عملية التوقيع على خارطة الطريق التي تم التفاهم عليها، رغم إيقاف واشنطن إجراءاتها بشأن الرد على هجمات الجماعة، بناء على طلب السلطات السعودية.
وقال الدبلوماسي الأمريكي إن إدارة جو بايدن، ترى أن توجيه ضربة عسكرية للحوثيين في الوقت الراهن أو إعادة تصنيف في قوائم المنظمات الإرهابية، لن يكون في مصلحتها، أو في مصلحة السلام في البلاد، مؤكدا أن هناك خلافا كبيرا بين المشرعين في الكونغرس بشأن إعادة تصنيف الحوثي كمنظمة إرهابية.
وسبق أن ألغت إدارة الرئيس بايدن قرار تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية، في يناير/كانون الثاني 2021، بعد أيام من فوزه بالانتخابات على دونالد ترامب، الذي أقر التصنيف للحوثيين في آخر أيام فترته الرئاسية.
وكان المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، قد كشف مساء السبت، عن توصل الأطراف اليمنية إلى الالتزام بخطوات لوقف إطلاق النار، والبدء بعملية سياسية جامعة برعاية الأمم المتحدة.
وقال غروندبرغ في بيان له، إنه "بعد سلسلة اجتماعات مع الأطراف في الرياض ومسقط، وضمن ذلك مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وكبير مفاوضي الحوثي محمد عبد السلام، رحب المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بتوصل الأطراف إلى الالتزام بمجموعة من التدابير تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن، وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة"، مضيفاً: "سيعمل المبعوث الأممي مع الأطراف في المرحلة الراهنة، لوضع خارطة طريق تحت رعاية الأمم المتحدة تتضمن هذه الالتزامات وتدعم تنفيذها".
و ستشمل خارطة الطريق التي سترعاها الأمم المتحدة، من بين عناصر أخرى، وفقا لبيان المبعوث الأممي إلى اليمن "التزام الأطراف بتنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، ودفع جميع رواتب القطاع العام، واستئناف صادرات النفط، وفتح الطرق في تعز وأجزاء أخرى من اليمن، ومواصلة تخفيف القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة".
وتابع :"ستنشئ خارطة الطريق أيضاً آليات للتنفيذ، وستعمد لعملية سياسية يقودها اليمنيون برعاية الأمم المتحدة".
"ترحيب حكومي"
من جانبها، أعلنت الحكومة اليمنية مساء السبت، ترحيبها بالبيان الذي أصدره غروندبرغ، بشأن جهود إنهاء الحرب في البلاد.
وقالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان لها، إنها ترحب بالبيان الصادر عن غروندبرغ بشأن الجهود المبذولة للتوصل لخارطة طريق برعاية الأمم المتحدة لأنهاء الحرب التي تسببت بها مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيا.
وأكدت الوزارة في بيانها على "تعاملها الإيجابي مع كافة المبادرات الهادفة لتسوية الأزمة في اليمن بالوسائل السلمية وفقا للمرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن ٢٢١٦، وبما يحقق تطلعات وآمال الشعب اليمني".
وأعربت الخارجية اليمنية عن شكرها "لكافة الجهود التي بذلها الأشقاء في السعودية وسلطنة عمان للدفع قدما بالتسوية واستئناف العملية السياسية".
فيما لم يصدر أي تعليق رسمي من الحوثيين حول بيان المبعوث الأممي غروندبرغ.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، كان الناطق باسم الحوثيين وكبير مفاوضي الجماعة، محمد عبدالسلام قد كشف عن أن "تقدماً تم إحرازه في خارطة الطريق، وتجاوز أهم العقبات لضمان إنهاء الحرب، والحصار في اليمن".
وقال عبد السلام عبر موقع "إكس": "التقينا المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، وناقشنا خلال اللقاء المسار الإنساني والسياسي والعسكري، والتقدم الذي تم إحرازه في خارطة الطريق، وتجاوز أهم العقبات لضمان إنهاء العدوان والحصار، وخروج القوات الأجنبية من اليمن، وإعادة الإعمار، والتهيئة للحوار السياسي".
ويشهد اليمن هدوءا نسبيا على الرغم من انهيار اتفاق الهدنة الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في تشرين الأول/ أكتوبر 2022، باستثناء اشتباكات وهجمات محدودة يتبادل الطرفان الاتهامات بمسؤولية كل طرف عن ذلك.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية السعودية اليمنية الحوثي الحكومة اليمنية السعودية اليمن الحوثي أنصار الله الحكومة اليمنية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدبلوماسی الأمریکی الحکومة الیمنیة المبعوث الأممی الأمم المتحدة خارطة الطریق إلى الیمن فی الیمن
إقرأ أيضاً:
هل تم قصف وزير دفاع الحوثيين؟ : غارة جوية دقيقة تطيح بقيادات بارزة من مليشيا الحوثي في الحديدة بينهم وزراء ومحافظ
صنعاء (الجمهورية اليمنية) - في ضربة جوية دقيقة وصفت بأنها من الأعنف منذ تصاعد التوترات في البحر الأحمر، كشفت مصادر عسكرية رفيعة المستوى في القوات المشتركة بالساحل الغربي اليمني عن مقتل عدد من أبرز قيادات جماعة الحوثي، بينهم ثلاثة وزراء ومحافظ من حكومة الانقلاب غير المعترف بها دولياً، في غارة استهدفت اجتماعاً سرياً جنوب منطقة الفازة بمحافظة الحديدة، يوم الثلاثاء 2 أبريل الجاري، وفقا لمواقع يمنية.
وأكد المصدر العسكري، الذي فضل عدم الكشف عن هويته لكونه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام، أن الضربة الجوية أصابت هدفها بدقة، وأدت إلى مقتل القيادات الحوثية أثناء اجتماع رفيع لمناقشة تنفيذ هجمات تهدد أمن الملاحة الدولية. وأوضح أن أبرز القتلى هم:
محمد ناصر العاطفي: وزير الدفاع في حكومة الحوثيين.
مجاهد أحمد عبدالله علي: وزير العدل وحقوق الإنسان في حكومة الحوثيين.
محمد عياش محمد قحيم: وزير النقل والأشغال العامة في حكومة الحوثيين.
عبدالله عبده أحمد عطيفي: محافظ محافظة الحديدة في حكومة الحوثيين.
وأوضح المصدر أن الاجتماع كان يهدف إلى تنسيق عمليات عسكرية محتملة ضد السفن التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، في تهديد مباشر لأمن الممرات البحرية الدولية.
وفي تأكيد رسمي، أعلن وزير الإعلام في الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً معمر الارياني، أن الغارة، التي نُفذت يوم الثلاثاء 2 أبريل، أسفرت عن مقتل أكثر من 70 عنصراً حوثياً، من بينهم قادة ميدانيون وخبراء تابعون للحرس الثوري الإيراني. وأضاف أن العملية تمت بتنسيق استخباراتي عالي المستوى، ونفذتها طائرات أمريكية دقيقة الاستهداف.
وتأتي هذه الضربة ضمن سلسلة من العمليات الجوية المركزة التي استهدفت مواقع المليشيا خلال الأسبوعين الماضيين، شملت منشآت عسكرية، ومخازن أسلحة، ومنظومات دفاعية في عدة محافظات يمنية، وأسفرت عن خسائر بشرية ومادية فادحة، رغم محاولات التعتيم الإعلامي من جانب المليشيا.
ووسط صمت حوثي مطبق وتكتم شديد على تفاصيل الضربة، تؤكد المصادر الميدانية أن هذه العملية أحدثت حالة من الإرباك والشلل داخل صفوف القيادة الحوثية، التي تحاول التقليل من تداعياتها داخلياً وخارجياً.
وتُعد هذه العملية تحولاً نوعياً في مسار المواجهة مع المليشيا، ورسالة قوية بأن التهديدات للملاحة الدولية والأمن الإقليمي لن تمر دون رد حاسم، في ظل تصاعد التحركات الدولية لحماية الأمن البحري في المنطقة.