هل ستنفذ #الدول_الكبرى قرار #دخول #المساعدات الإنسانية إلى #غزة كما ينبغي؟

كتب م. علي أبو صعيليك

اعتمد مجلس الأمن قرارا يدعو إلى اتخاذ خطوات عاجلة للسماح فورا بإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار، وامتنعت الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت بدلا من استخدامها التقليدي لحق النقض “الفيتو” في تعطيل أي قرار فيه فائدة للشعب الفلسطيني، ولذلك نرى أن القرار لن ينفذ بطريقة تؤدي إلى إدخال المعونات التي يحتاجها القطاع وأيضا سيتم التلاعب بوتيرة دخول المساعدات من أجل استمرار التضييق على الأبرياء الفلسطينيين من أجل الاستمرار في مخطط التهجير، ولكن في نفس الوقت ستعمل الولايات المتحدة من خلال وسائلها وأذرعها الرسمية في العالم أن تبيض وجهها القبيح على المستوى الشعبي بعدما ساهمت بفعالية في تنفيذ الإبادة المستمرة في قطاع غزة.

تستمر الولايات المتحدة الأمريكية منذ بداية الحرب في تقديم كل وسائل الدعم لجيش الاحتلال من أجل إبادة الأبرياء الفلسطينيين في قطاع غزة بحجة الحرب على حماس، من أسلحة ثقيلة وسفن حاملات طائرات وجنود وغطاء سياسي في مواجهة الجميع من خلال “الفيتو” في وجه أي دعوة لوقف الحرب حتى وصل عدد الضحايا من الأبرياء أكثر من عشرين ألف، فهل هناك أكثر من هذا الشاهد لنكتشف أن أمريكا تنفذ الفكر الصهيوني الذي نشأ عليه الكيان المحتل وهو “القتل ومن ثم التهجير والتوطين”.

مقالات ذات صلة عندما يصبح الحرف العربي كبسة 2023/12/23

صحيح أن أمريكا سمحت بتمرير قرار تسريع وتيرة دخول المساعدات، ولكنها وفق أهدافها المعلنة في هذه الحرب لن تسمح بتنفيذه كما يجب، فهي تمثل “القاتل والقاضي” كيف لا وهي التي منعت التعديل الذي اقترحته روسيا من أجل وقف إطلاق النار، وهنا يأتي دور دول العالم في العمل على تطبيق القرار خصوصا من الجانب الإنساني، بداية من مصر حيث يقع معبر رفح، وطالما أنها أصبحت تمتلك الغطاء السياسي وهو “قرار مجلس الأمن” فإنه لم هناك مبرر للتلكؤ في تنفيذ القرار لكي يتم إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأبرياء الذي يدفعون ثمن الغطرسة والوحشية الصهيو-أمريكية.

على جانب موازٍ، ستكثف الولايات المتحدة العمل من خلال أذرعها الإعلامية والسياسية من أجل تبييض وجهها الوحشي القبيح على المستوى الشعبي بعد أن اتضح للجميع أنها رأس الشر في الكون، وقد بدأت بالفعل مباشرة بعد إعلان القرار من أجل إعادة الاعتبار لشعبيتها التي تزلزلت، حيث صرحت مندوبتها لدى الأمم المتحدة بأن بلادها تعمل على حماية المدنيين وإيصال المساعدات لهم وهذا استمرار للسردية الصهيونية القائمة على الكذب المستمر لتحقيق الأهداف، ولا شك بأن لوسائل الإعلام الصهيونية دورا كبيرا في توجيه الرأي العام الغربي ولكن بعد مشاهد قتل الأطفال والنساء في غزة فإن أمريكا قد لا تنجح في إصلاح شيء، فلن يصلح قرار بسيط لا يحتوي على أمر بوقف إطلاق النار ما أفسدته الولايات المتحدة لإشباع رغبتها في السيطرة!

ودول العالم الكبرى وخصوصاً روسيا والصين وكذلك تركيا وحتى مصر العربية على المحك في تطبيق القرار رغماً عن أمريكا، حيث يتوفر الغطاء السياسي ولن يكون من المقبول الاستمرار في تفرد وتغول الولايات المتحدة على القرارات العالمية، فهل يترك الجميع أمريكا لكي تصبح القطب الأوحد؟ وحصول ذلك يعني توسع مشروعها الذي تسيطر من خلاله على ثروات الشعوب وهذا يؤثر كثيراً على مصالح الآخرين وخصوصا روسيا والصين.

صحيح أن مشروع القرار تقدمت به الإمارات نيابة عن الدول العربية، إلا أنه من المؤسف جدا استمرار غياب القوة في الموقف العربي في مواجهة ماكينة الحرب على الأشقاء في غزة، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود العديد من أدوات القوة، ولكن عدم استخدام هذه الأدوات واستمرار سقوط هذا العدد الضخم من الضحايا يزيد من حالة فقدان الثقة في الشارع العربي وزيادة الضغط الذي قد يولد الانفجار.

اقتربت الحرب من إكمال ثلاثة أشهر منذ السابع من أكتوبر ولم يحقق الصهاينة النصر المزعوم بل إن لغة المقاومة الفلسطينية تزداد قوة وثقة وازدادت شعبيتها خصوصا أنها تقدم الأدلة بشكل شبه يومي على روايتها في مقابل هشاشة الرواية الصهيونية، وقد تغيرت مواقف الكثير من الشعوب في نظرتها لفلسطين من ناحية والاحتلال من ناحية أخرى ولا نستبعد أن تهرب الولايات المتحدة قريبا إلى الأمام والبحث عن وقف إطلاق النار لأنها بدأت تستوعب استحالة القضاء على المقاومة الفلسطينية.

كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الدول الكبرى دخول المساعدات غزة الولایات المتحدة إطلاق النار من أجل

إقرأ أيضاً:

تفاصيل منع إدارة ترامب دخول المواطنين اليمنيين إلى الأراضي الأمريكية

البيت الأبيض (وكالات)

في خطوة مفاجئة، أعلنت الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء عن إجراءات مشددة ضد اليمن، حيث قررت إدارة الرئيس دونالد ترامب فرض حظر شامل على دخول المواطنين اليمنيين إلى أراضيها.

هذه الإجراءات تشمل حتى أولئك اليمنيين المقيمين بشكل قانوني في الولايات المتحدة، وهو ما يمثل تحولًا جذريًا في السياسة الأمريكية تجاه اليمن.

اقرأ أيضاً ترامب يعلن عن خطة دفاعية جديدة: القبة الحديدية الأمريكية في الطريق 28 يناير، 2025 توضيع من هيئة الغذاء والدواء السعودية حول منع السجائر الإلكترونية والتقليدية في المملكة 28 يناير، 2025

وبحسب تقارير من مصادر داخل الجالية اليمنية في أمريكا، فإن السلطات الأمريكية قامت بإعادة جميع اليمنيين الذين وصلوا إلى المطارات الأمريكية في الساعات الأخيرة إلى بلادهم.

من بين هذه المطارات التي شهدت تطبيق هذه الإجراءات، كان مطار واشنطن الدولي أحد أبرز الأماكن التي تم تنفيذ القرار فيها.

المصادر نفسها أكدت أن السلطات الأمريكية بررت هذا القرار بالادعاء بأن هناك دعمًا من بعض اليمنيين لحركتي الحوثيين (أنصار الله) وحماس، وهو ما اعتُبر من قبل الحكومة الأمريكية تهديدًا للأمن القومي.

هذا القرار يأتي في إطار تصعيد مستمر من إدارة ترامب ضد اليمن، بعد أن بدأت الحكومة الأمريكية في فرض عقوبات على حركة الحوثيين منذ تولي ترامب مهام منصبه، ما يعكس تحولًا في الموقف الأمريكي من الأزمة اليمنية.

وتعد هذه الخطوة جزءًا من سياسة أوسع تهدف إلى ردع التدخلات العسكرية اليمنية الداعمة لغزة، وهو ما يُنظر إليه على أنه جزء من الجهود الأمريكية في منطقة البحر الأحمر.

قرار منع اليمنيين من دخول الولايات المتحدة يثير العديد من التساؤلات حول مدى تأثيره على العلاقات الأمريكية اليمنية، ويدل على سياسة قد تكون أكثر قسوة تجاه اليمن وأبناءه.

تأتي هذه الإجراءات في وقت حساس، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى فرض سياساتها الخاصة في منطقة مضطربة، مما يثير قلقًا واسعًا بشأن تداعياتها على اليمنيين في الخارج.

وقد اعتُبر هذا القرار خطوة نحو فرض نوع من العقاب الجماعي على الشعب اليمني في محاولة لتوجيه الرسائل السياسية المطلوبة في سياق النزاعات الإقليمية.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: أعمال الأونروا الإنسانية بغزة مستمرة وتلتزم بتقديم المساعدات
  • الأونروا: مضطرون لنقل موظفينا من القدس بعد دخول قرار إغلاق مكاتبنا حيز التنفيذ
  • ماذا يعني انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ قانونيا وبيئيا؟
  • مفوضية أممية تقلل الإنفاق بعد تعليق المساعدات الإنسانية الأمريكية
  • رئيس أمريكا الذي تسيره المؤسسات
  • حماس تحذر من مماطلة الاحتلال في دخول المساعدات.. سيؤثر على إطلاق الأسرى
  • الأمم المتحدة: الاحتياجات الإنسانية في سوريا هائلة
  • تفاصيل منع إدارة ترامب دخول المواطنين اليمنيين إلى الأراضي الأمريكية
  • جوتيريش يعرب عن قلقه حيال إعلان أمريكا وقف المساعدات الخارجية
  • تاكر كارلسون: بلينكن بذل كل ما بوسعه لتسريع الحرب بين الولايات المتحدة وروسيا