ليبيا تعد خارطة طريق استراتيجية للتنقيب عن النفط والغاز في 2024
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
سلط مركز "أوراسيا ريفيو" الأمريكي للدراسات والبحوث الضوء على الوضع الاقتصادي في ليبيا وتحديدا قطاع الطاقة، حيث تهدف الشركة الوطنية للنفط إلى زيادة القدرة الإنتاجية إلى مليوني برميل يوميا خلال ثلاث إلى خمس سنوات، وتنوي إصدار عطاءات لمناطق التنقيب بحلول نهاية سنة 2024.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن هدف المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، الذي أعلنت عنه خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 28"، يتمثّل في زيادة إنتاج النفط بمقدار 100 ألف برميل يوميا بنهاية سنة 2024، بالإضافة إلى 1.
وأوضح الموقع أن ليبيا تستعد أيضا لإجراء جولة تراخيص النفط والغاز السنة المقبلة، التي ستكون الحدث الأول من نوعه منذ ما يقارب عقدين من الزمن. وتهدف هذه الخطوة إلى دعم هدف إنتاج البلاد البالغ مليوني برميل يوميا على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
وأضاف الموقع أنه على الرغم من مواجهة عدم الاستقرار السياسي والانتخابات غير المقررة والاشتباكات بين الحكومات المزدوجة، فمن المتوقع أن تصل قدرة إنتاج النفط الخام في ليبيا إلى 1.8 مليون برميل يوميا بحلول سنة 2024، وذلك وفقا لتقرير صادر عن غرفة الطاقة الأفريقية.
لكن مقارنة بسنة 2022، عندما وصلت أسعار النفط العالمية إلى أعلى مستوى لها منذ 15 سنة، لم تتمكن ليبيا من الاستفادة من احتياطاتها البالغة 3 بالمائة من احتياطيات النفط والغاز العالمية و39 بالمائة من احتياطيات إفريقيا. وكانت أسباب ذلك سياسية وتحديدا توقّف الإنتاج لعدة أشهر مع دخول النفط تحت سيطرة حكومتين متنافستين: حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا برئاسة عبد الحميد دبيبة، وحكومة الاستقرار الوطني برئاسة فتحي باشاغا.
وكانت الخطة تتمثل في إقالة دبيبة من منصبه من خلال إغلاق حقول النفط والموانئ ونشر مليشيات مسلحة موالية لخليفة حفتر. وفي غضون أيام، تمكنوا من إغلاق العديد من المرافق الرئيسية، بما في ذلك حقلي النفط العملاقين الفيل والشرارة، بالإضافة إلى مينائي البريقة والزويتينة، ونتيجة لذلك اضطرت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية إلى إعلان عدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها التعاقدية.
وأشار الموقع إلى أن التأثير على المؤسسة الوطنية للنفط كان مدمرا. فقد بلغت الخسارة في الإنتاج 333 ألف برميل يوميا، بتكلفة تبلغ حوالي 34.69 مليون دولار يوميا. وفي السنوات الأخيرة، شكّلت عائدات النفط والغاز ما بين 96 بالمائة و98 بالمائة من دخل طرابلس، مما يجعل ليبيا واحدة من الدول ذات أعلى ناتج محلي إجمالي في أفريقيا.
وأدى الحصار المفروض على محطات التصدير وخطوط الأنابيب في سنة 2020 إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 31 بالمائة بعد انخفاض صادرات النفط الخام والمكثفات من 1.1 مليون برميل في سنة 2019 إلى 350 ألف برميل. ولكن الأمور تتحسن في قطاع الطاقة الليبي في سنة 2023، وذلك وفقا لتقرير "حالة الطاقة الأفريقية للربع الأول" الصادر عن غرفة الطاقة الأفريقية.
مقارنة بسنة 2022، بلغ الإنتاج أقل من 600 ألف برميل يوميا خلال النصف الأول من السنة، بانخفاض قدره 50 بالمائة، لكن مع استبدال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، من المتوقع أن تكتسب البلاد المزيد من السيطرة على عائدات النفط، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاج. وردا على ذلك، رفعت المؤسسة الوطنية للنفط إنتاج النفط الخام ليقترب من مستويات ما قبل الحصار البالغة 1.164 مليون برميل يوميا، وذكرت أن الإنتاج في سنة 2023 يجب أن يبلغ متوسطه 1.2 مليون برميل يوميا.
وتسير المؤسسة الوطنية للنفط على الطريق الصحيح لتحقيق متوسط الهدف البالغ مليوني برميل يوميا إذا أمكن الوصول إلى هذا الرقم باستخدام البنية التحتية الحالية للبلاد، وهو أحد الأسباب التي تجعل حكومة الوحدة الوطنية تعمل على جذب استثمارات أجنبية إضافية.
وأضاف الموقع أن عدم الاستقرار السياسي في ليبيا استمر لأكثر من عقدين من الزمن، مما يجعل من الصعب جذب شركات النفط العالمية للاستثمار في البلاد. ورغم وجود شركات متعددة الجنسيات مثل شركة توتال إنرجي الفرنسية، وشركة إيني الإيطالية، وشركة شل البريطانية، وكونوكو فيليبس الأمريكية، التي تعمل في ليبيا منذ ما يقارب 70 سنة، إلا أن إطلاق المشاريع الجديدة كان محدودا.
وكان الإعلان عن شراكة إيني مع المؤسسة الوطنية للنفط في مشروع لتطوير الغاز البحري بقيمة 8 مليارات دولار في كانون الثاني/ يناير بمثابة أول مشروع جديد في ليبيا منذ أكثر من 20 سنة. وهذا يسلط الضوء على صعوبة إقناع الكيانات الأجنبية بأن ليبيا بيئة آمنة ومستقرة لممارسة الأعمال التجارية.
وحسب ، فإن المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا كشفت عن خطة استراتيجية تهدف إلى زيادة الشفافية في بياناتها المالية، مما يشير إلى المرحلة الأولية لرؤية كبيرة لوضع ليبيا كمنتج عالمي رائد للطاقة مرة أخرى. وتهدف هذه الرؤية الطموحة، التي عبّر عنها بن قدارة، إلى استعادة مكانة ليبيا السابقة كلاعب رئيسي في ساحة الطاقة العالمية. وتظهر التطورات الأخيرة، مثل مشروع إيني الجديد وتوسيع مصالح توتال إنرجي في مختلف المجالات، التزاما متزايدا بدعم المؤسسة الوطنية للنفط الليبية في تعزيز إنتاج النفط والحد من حرق الغاز. وقد أبدت شركة توتال إنرجي أيضا اهتماما بمشاريع الطاقة الشمسية المحتملة لتزويد مواقع الإنتاج بالكهرباء، مما سلط الضوء على نهج متعدد الأوجه لتطوير الطاقة.
وبيّن أن المؤسسة الوطنية للنفط الليبية كانت قد أعلنت عن تقدم كبير. فقد حقّق حقل إيراوان النفطي معدل إنتاج قدره 92 ألف برميل يوميا في غضون خمسة أسابيع فقط، وهو ما يتماشى بشكل مريح مع هدفها السنوي البالغ 100 ألف برميل يوميا. وبينما تبحث أوروبا عن مصادر طاقة بديلة وتقلل من اعتمادها على الطاقة الروسية، فإن ليبيا في وضع جيد يسمح لها بأن تصبح مركزا محوريا لتصدير النفط والغاز.
وقال الموقع إنه رغم التقلبات السياسية الماضية، فإن التوقّعات الحالية تشير إلى مستقبل أكثر استقرارا وواعدا لقطاع الطاقة في ليبيا. كما اتخذت ليبيا خطوات استباقية لتعزيز إنتاجها من الغاز، بما في ذلك تأمين صفقة غاز بحرية كبيرة مع شركة إيني والتخطيط للحفر الاستكشافي في الأحواض الرئيسية. ويؤكد التطوير المحتمل لمصنع تسييل الغاز الطبيعي وخط أنابيب الغاز التزام البلاد بتوسيع البنية التحتية للطاقة، مما يمهد الطريق للنمو المستقبلي والاستثمار في هذا القطاع.
وذكر أن المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا قدمت خطة طموحة لتعزيز إنتاج النفط والغاز، وتقليل حرق الغاز، وتحسين الشفافية في التقارير المالية. ورغم الصعوبات السابقة وعدم الاستقرار السياسي، تشير التطورات الأخيرة إلى مستقبل أكثر أمانا وواعدا لقطاع الطاقة في ليبيا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي ليبيا التنقيب النفط الغاز ليبيا نفط غاز تنقيب المزيد في اقتصاد اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المؤسسة الوطنیة للنفط اللیبیة ملیون برمیل یومیا ألف برمیل یومیا النفط والغاز إنتاج النفط فی لیبیا فی سنة
إقرأ أيضاً:
إعلان القاهرة يؤكد قدرة مصر على صياغة خارطة طريق للتعاون بين الدول الثماني
قال الكاتب الصحفي، جمال رائف، إن إعلان القاهرة يؤكد قدرة الدولة المصرية على صياغة خارطة طريق للتعاون بين الدول الثمانية وأيضًا تقديم نموذج لكيفية التعاون ما بين الدول النامية وهذا ما يحتاجه الآن المجتمع الإقليمي والدولي بان يكون هناك مثل هذا التكامل ما بين الدول النامية مما يساهم في خفض تابعات تأثيرات الأزمات الاقتصادية العالمية على الدول النامية.
اقتصادية النواب: كلمة السيسي بقمة الثمانية خارطة طريق لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية وكيل القوى العاملة بالنواب: كلمة الرئيس السيسي أمام قمة الدول الثماني تاريخية العالم يشهد الآن الكثير من المتغيراتوأضاف «رائف»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «هذا الصباح»، المذاع عبر شاشة قناة «إكسترا نيوز»، أن العالم يشهد الآن الكثير من المتغيرات التي تؤثر على الاقتصاد ولذلك التعاون والتكامل بين الدول النامية أمر مهم للغاية، مشيرًا إلى أن إعلان القاهرة وضع عدد من البنود تمثل خارطة عمل وتمصل نهجًا مهمًا للغاية في التعاون والتكامل.
دول المجموعة الثمانيةوتابع: «التوافق الذي حدث هو نجاح مهم للقمة التي احتضنتها القاهرة وهذا التوافق في هذا التوقيت يؤكد أن هناك إرادة سياسية من دول المجموعة لإيجاد تعاون بناء في الفترة المقبلة».
مصر تقدم نموذج للبناء والسلام في ظل عالم يموج بالصراعات
يذكر أن الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، قال إن مصر تقدم نموذج للبناء والسلام في ظل عالم يموج بالصراعات، مشيرًا إلى أن مصر تقدم فلسفة في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية أكثر من رائعة تستحق الدراسة.
وأضاف «أحمد»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «هذا الصباح»، المذاع عبر شاشة قناة «إكسترا نيوز»، أن شعار قمة القاهرة للدول الثماني النامية الاستثمار في الشباب وفي المشروعات الصغيرة والمتوسطة بما يعكس التطلع إلى المستقبل، مؤكدًا على أن مصر ترى أنه من حق شعوب المنطقة أن تعيش في استقرار وازدهار وهذا لن يأتي إلا بأمرين الأول تعزيز التعاون بين الدول الثماني وفقًا للمصالح المشتركة والمنافع المتبادلة.
وتابع: « الأمر الثاني هو مواجهة التهديدات والتحديات وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وبالتالي كانت الرؤية والفلسفة المصرية إطفاء الحرائق ووقف العدوان في غزة وحل القضية الفلسطينية ودعم سيادة لبنان وتنقيذ القرار 1701 ومساعدة سوريا في العملية الانتقالية الشاملة ومنع التصعيد في الإقليم».