العام الجديد.. عقد فلسطين الذي ستُشكله نتائج حرب غزة فلسطين..؟.
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
العام الجديد.. #عقد_فلسطين الذي ستُشكله نتائج #حرب #غزة فلسطين..؟.
ا.د #حسين_محادين*
(1)
يا للوجع ؛ طويلة جدا تلك العقود من السنوات الهلامية الشكل والمحتوى التي طويت او نفذت من رصيد اعمارنا عربا ومسلمين دون عِداد او افراح ؛ ولكن النادر من بين تلك السنوات ايضا من شكل سناماً فاصلا في حياتنا لتميزه الناجح كنصر على الذات الجمعية في وجداننا الجمعي؛ وبالتالي فهي التي تستحق منا كسنوات نادرة لاهميتها التي تستحق الوقوف للتأمل، والتفكر بها سواء اكانت سنوات للهزائم ؛ ام ندرة في الانتصارات انطلاقا من جهادنا الاكبر مع انفسنا في تاريخ امتنا المعاصرة تماما كما هو الحال في هذه السنة 2023 انطلاقا من سنام غزة ؛ ارادة؛ تضحيات جِسام؛وصبر اهلنا فيها تماما كصبر ايوب المؤمن بقضيته العادلة وبالتالي قدرتهم المهولة على القتال منذ ثمانين يوما وهم يغالبون واقعهم العربي الاسلامي المرّ منذ تلك العقود الغابرة دون انتصارات، ليشكلوا بصمودهم الاسطوري
العِبرة /الإنموذج المستدام والمُلهم لكل شعوب الارض المظلومة وحركات التحرر الساعية للتحرر والنهوض بايمانها والذي اشهرته بنجاح المقاومة الاسلامية المسلحة في وجه المحتل الصهيوني والغربي بقيادة امريكا وهي الداعم للاحتلال وإبادة الشعب الفلسطيني في غزة فلسطين للآن.
( 2)
قبل 7 اكتوبر 2023 كان زمن الانسان العربي المسلم :-
هلامي الفكر ؛ضبابي الاهداف؛ بليد السنوات احساسا وتعداد، ذابل الايمان بعدالة القضية الفلسطينية كحق انساني في التحرر من العدو الصهيوني الذي اقنعونا بانه “لا يقهر” لكن 7 اكتوبر المجيد قد دحض تلك القناعة إذ شكل سناماً زمنيا باسقاً وفاصلا في حياتنا بين ما قبله وما تلاه من من معطيات محبطة ونجاحات مأمولة الاستمرار ،مثلما نجح هذا التاريخ المتقد في اعادة تثبيت بوصلتنا الايمانية نحو القدس كمفتاح للسلم والحرب في العالم عبر معركة غزة واكنافها مقارنة مع ما سبقه من عقود وسنوات كانت هلامية الروح والشكل من تاريخ الصراع العربي الصهيوني المعاصر منذ ثمانية عقود تقريبا.
( 3)
إن عام 23-2024 الجديد باجتهادي العلمي والتحليلي الاستشرافي المستند الى معاني وآفاق معارك غزة فلسطين وشهدائها الابرار في عليين؛إنما سيشكل مفكرة وبوصلة العالم الجديدة؛ إذ سيجعل هذا العام السابق الجديد 2024 ايمان شعوبنا العربية الاسلامية بحقوقها التاريخية بازدياد كجزء من الانسانية وبصورة عالية المنسوب واضحة الحضور في تفاصيل ايامنا القادمة بعد انتهاء معركة غزة كمحطة نضالية اساس في مسيرة صراعنا الحضاري مع الصهاينة وحلفاؤهم على ارض الديانات فلسطين ؛ لا بل ان جُل شعوب العالم الاخرى ستقف اثناء وبعد معركة غزة لمراجعة واقعها وهشاشة وعيها التاريخي الذي لطالما وقع ومنذ عقود تحت سطوة التظليل الصهيوني لهم ازاء حقوق الشعب الفلسطيني العظيم في اقامة دولتهم المستقلة والعيش الآمن كبقية شعوب العالم على وجه هذه البسيطة .
اخيرا ..
ايّ كانت نتائج معركة طوفان الاقصى ومآلاتها بعد نضوج وبلاغة كل هذه الارادة الفلسطينية والايمان العقدي الناهض بالتضحيات فأن عام 2023 كان وسيبقى هو عام فلسطين باستحقاق حيث سيغدو هذا العام البيرق.. مُفتتح الزمن العربي المسلم الجديد القائم بذاته الانسانية وليس لذاته المؤمنة بحقوقها في الحرية والاستقلال بعون الله تعالى.
المجد والفخار لكل شهداء امتنا في عليين.
وحمى الله اردننا الحبيب واهلنا المغالبون فيه ايضا من اي فتنة او شر يارب العالمين.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: عقد فلسطين حرب غزة غزة فلسطین
إقرأ أيضاً:
اليوم التالي في غزة بين نرجسية الاحتلال وداعميه وقوة الأمر الواقع الذي فرضته المقاومة!
منذ بدأ الأمريكان وأذنابُهم الحديث بكل صلفٍ وكِبر عن ما يسمى باليوم التالي للحرب على غزة بقولهم: لا مكان لـ"حماس" في إدارة القطاع، وتجهيزهم لملء الفراغ بعد إزاحة الحركة؛ وذلك إما بتعيين حاكم عسكري من قِبل الاحتلال قياسا على الضفة، أو بإسناد المهمة لرئيس وزراء تابع للسلطة بعد القيام ببعض الإصلاحات داخلها؛ متجاهلين غضب "محمود عباس" وتضحياته من أجل إرضاء أمريكا وتل أبيب!.. كل ذلك كشف -باختصار- عن نرجسية الغرب وليس الاحتلال وحده، والتي بدت من سيل التصريحات المُتْرعة بالكِبر والعجرفة ابتداء من "نتنياهو" مرورا بـ"أنتوني بلينكن" الذي ردد خلفه -كالببغاء!- الحديث عن الهزيمة المُدوّية للمقاومة، وزاد من خيلائهم اغتيال عدد من القادة، مع التدمير الكامل والمُتعمّد لكافة مظاهر الحياة بالقطاع..
فما الذي حدث بعد مضي 471 يوما لم يتوقف خلالها القصف الوحشي بالطائرات والصواريخ الموجهة من المسيّرات وقذائف المدفعية الثقيلة، حتى استحالت كل مظاهر الحياة، ولا زالت شهية مصاصي الدماء من اليمين المتطرف لا تعرف الشبع ولا تشعر بالحرج مدعومة من النظام العالمي الغربي والخذلان العربي الرسمي، حتى قُلبت المعادلة رأسا على عقب؟! ترى كيف استطاعت المقاومة فرض الأمر الواقع بعقيدتها ومصابرتها في مواجهة العالم كله؟!
والإجابة عند المحلل السياسي الإسرائيلي "ألون مزراحي":
"ما أصبح أكثر وضوحا في هذه اللحظة الفريدة، هو أن حماس، وهي حركة فلسطينية صغيرة، لم تَهزم إسرائيل فحسب، بل الغرب برمته!! لقد انتصرت في ساحة المعركة، واستفادت بشكل مذهل من قراءتها وفهمها للعقلية الإسرائيلية، واستخدمت كل ما لديها بكفاءة عالية، وكسبت القلوب نحو القضية الفلسطينية، في جميع أنحاء العالم، ولم يتم تدميرها أو تفكيكها، بل احتفظت تقريبا بكل أسير أسَرَته، ولم تستسلم لأي ضغوط!".
سيحكم التاريخ باعتبارها واحدة من أكثر الإنجازات عبقرية، ربما في التاريخ العسكري كله، وهذا أبعد من أن يتم سبر أغواره، ومن دون التفكير أو الإحساس، جعلت إسرائيل من حماس أسطورة المقاومة التي ستعيش في الذاكرة الثقافية على مر العصور، لن تعود قضية فلسطين إلى الظل مرة أخرى!
"انتهى الحلم الصهيوني إذا".. هذا ما جاء في إفتتاحية صحيفة "هآرتس الإسرائيلية" قائلة:
"الفلسطينيون أفضل شعوب الأرض في الدفاع عن أوطانهم، فقد هبّوا للدِّفاع عن حقوقهم بعد 75عاما وكأنهم رَجُلٌ واحِد، لقد كانت خسائرنا تتعدى 912 مليون دولار -كل ثلاثة أيام- نحن نتعرض لحرب نحن بدأناها وأوقدنا نارها وأشعلنا فتيلها ولكننا لسنا مَن يُديرها، وبالتّأكيد لسنا مَن ينهيها! الفلسطينيون ببسالتهم أثبتوا أنهم هم فعلا أصحاب الأرض، ومَن غير أصحاب الأرض يدافع عنها بنفسه وماله وأولاده بهذه الشراسة وهذا الكبرياء والتحدي؟!
وأنا كيهودي أتحدى أن تأتي إسرائيل كلها بهذا الانتماء وهذا التجذُّر في الأرض، ولو كنا كذلك لما رأينا ما رأيناه مِن هروب اليهود بتلك الأعداد الهائلة في المطارات.
وللمفارقة فإن جيوش دول بكامل عِتادها لم تجرُؤ على ما فعلته المقاومة الفلسطينية في أيام معدودات بعد أن سقط القِناع عن الجندي الإسرائيلي الذي لا يُقهر وأصبح يُقتل ويُخطف، وطالما أن تل أبيب ذاقت صواريخ المقاومة، فمِن الأفضل أن نتخلّى عن حلمنا الزائف بإسرائيل الكبرى!!".
إنها قوة الأمر الواقع الذي فرضته "حماس وأخواتها" وتحدوا به العالم كله!".. توقفت المعارك وأُجبر العدو الصهيوني على الانسحاب، بعد الخسائر التي تلقّاها في جنوده وعتاده ما بين قتيل ومقطوع الأطراف بخلاف المدمرين نفسيا ممن عاينوا شراسة رجال المقاومة تلك التي تُدرّس في الأكاديميات العسكرية، مما اضطر "بنيامين نتنياهو" إلى الإذعان لضغوط الرئيس الأمريكي "ترامب" متوافقا مع الرغبة المُلحة لقادته العسكريين بضرورة إبرام اتفاقية لتبادل للأسرى بسبب العجز الكامل عن تحرير أسراهم، متجاهلا نرجسية أعضاء حكومته من الصهيونية الدينية أمثال "بن غفير" و"سموتريتش"..
أحدثت المقاومة ما اعتادته من الصدمة للعالم كله، بعد ظهور عناصرها في حي السرايا وميدان فلسطين، أثناء تسليم الأسيرات الثلاث ثم المجندات الأربع مرتدين زيهم الأخضر المُبهج أثناء قيامهم بعمليات التسليم والتبادل، بدقة عالية في التنظيم، ومهنية ملحوظة في إصدار بطاقات الإفراج أثارت دهشة ممثلي الصليب الأحمر، ثم ظهورهم بسيارات البيكبات -الدفع الرباعي- والتي أقلّت رجالهم، ما أحدث صدمة لدى المحللين الإسرائيليين بقولهم: أين كانت تلك السيارات أثناء تواجدنا في القطاع طوال 471 يوما؟!
فرضت المقاومة بقوة الأمر الواقع واقعا متغيرا كان بمثابة التحدي للعالم كله وقد وفّى قادتها بوعودهم كما قال الشهيد القائد "إسماعيل هنية": سنزيد من غلة أسرى العدو حتى يرى أسرانا النور! ووفّى الشهيد "يحيى السنوار" بوعده حين قال: سنُغيّر بالطوفان وجه العالم كله! ووفّى "أبو عبيدة" -الناطق العسكري للقسام- بوعده لأبطال نفق الحرية بأن من يحررهم من سجون الاحتلال هم سجّانو الاحتلال أنفسهم! وقد أُدرجت أسماؤهم ضمن الصفقة المباركة..
سلامٌ على غزة وأهلها من المرابطين البواسل، وسلامٌ على نساء غزة ممن علّموا أشباه الرجال في منطقتنا العربية معنى الرجولة!