سواليف:
2024-12-28@21:37:54 GMT

توظيف مقصود لخسائر الفلسطينيين

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

#توظيف_مقصود_لخسائر_الفلسطينيين – #ماهر_أبوطير

اللعبة الخطيرة في #الوعي_العربي، تتعلق بمحاولات تعزيز صورة إسرائيل القوية، مقابل الفلسطيني المذبوح، والهدف بث الندم في ضمائر الناس وتكريس الشعور بالهزيمة أمام دولة تحميها دول العالم العظمى، وتوفر لها سبل الإدامة، من خلال وسائل مختلفة.

وكأنّ الإنسان العربي يراد له أن يبقى مهزوما، وألا يفكر بطرد احتلال، على الرغم من أن طرد أي احتلال هو نزعة بشرية طبيعية، رأيناها في كل شعوب العالم عند تجاربها مع الاحتلالات.

لكن علينا هنا في ظل سردنا لتفاصيل المأساة الفلسطينية في كل فلسطين، وغزة أيضا، أن نسرد خسائر الاحتلال، حتى يعود التوازن إلى الصورة، وألا نبقى تحت تأثير الصورة الإنسانية الفلسطينية المؤلمة، حتى نتجنب تأثيرات محاولات التغرير بالرأي العام العربي.
عشرات آلاف الشهداء والجرحى من الشعب الفلسطيني، وهدم البيوت، وتدمير البنى التحتية في قطاع غزة من مستشفيات ومدارس وجامعات وشوارع واتصالات وكهرباء ومياه، وتهجير الفلسطينيين، وخسائر الاقتصاد الفلسطيني، والمستقبل الغامض للقطاع وهو مستقبل مفتوح على كل الاحتمالات، وغير ذلك من أضرار، وما تفعله إسرائيل في الضفة الغربية من استباحة يومية، من عمليات قتل وسجن وقصف ومطاردة، والمهددات بحق المسجد الأقصى، والقدس.
بالمقابل نجد خريطة خسائر إسرائيل كبيرة جدا، إذ إن عدد القتلى والجرحى بالآلاف، والأرقام السرية مخفية، لأن الرقابة العسكرية تخفي كل شيء، ونجد خسارة لمئات آلاف الوظائف بين الإسرائيليين، وخسائر مرعبة للاقتصاد الإسرائيلي تصل إلى 10 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، حيث وفقا لتوقعات محافظ بنك إسرائيل أمير يارون، ستصل الخسائر الاقتصادية إلى ما يعادل 52 مليار دولار، ومع هذا خسائر ضخمة كلية أو جزئية في المعدات والدبابات والشاحنات، ونزوح مئات آلاف الإسرائيليين من مناطق شمال فلسطين، وحول قطاع غزة، وخسارة كبرى في قطاعات السياحة والتكنولوجيا، ومغادرة نصف مليون إسرائيلي من حملة الجنسيات الأجنبية لإسرائيل، وتبدد جاذبية الاستيطان وجلب اليهود من العالم إلى فلسطين، ويضاف إلى ما سبق تضرر المطارات والموانئ والزراعة، وتوقف البناء، مع اقتراب إسرائيل من نهايات الشهر الثالث من الحرب، التي قد تتحول في أي لحظة إلى حرب إقليمية مع لبنان والعراق وسورية وإيران، خصوصا، إذا انفجرت الجبهات من اليمن والبحر الأحمر، وصولا إلى تلك الدول وهو احتمال مطروح، وإن كانت إسرائيل وواشنطن تتجنب هكذا سيناريو، ومع ما سبق الانقسام السياسي الإسرائيلي المعلن وغير المعلن، الذي شطر المؤسسة الإسرائيلية وهز بنيتها.
جردة الحساب هنا لا تساوي أصلا من حيث المبدأ بين القاتل والضحية، لكننا نتعمد ذكر خسائر إسرائيل، حتى لا يتم مواصلة توظيف خسائر الفلسطينيين لأهداف تتجاوز التباكي عليهم، وتتقصد القول ضمنيا، إنكم لستم بقوة إسرائيل فلماذا تحاربونها؟، والسؤال هنا ليس عاطفيا ويحمل الحرص على الفلسطينيين، بل يريد تثبيت الاحتلال، وشرعيته، وتناسي أن أصل الأزمة هو الاحتلال، ووجود احتلال والوقوف بوجهه لا يكون إلا بكلفة مدفوعة، ولن تجد شعبا في العالم وقف ضد احتلاله ولم يدفع الثمن في الدم والمال، إلا إذا كانت “المساكنة” مع الاحتلال هي إحدى وسائل إزالته، ونحن لا نعرف في هذا الزمن الغريب بكل ما فيه.
نعم دفع الفلسطينيون ثمنا كبيرا جدا، ولم يحظ الفلسطينيون إلا بالتشجيع عن بعد، دون أن ننكر تعاطف الناس معهم، وتأثرهم عليهم، لكن غزة هذه المرة جرت إسرائيل إلى بحيرات الطين، حيث يغرق جيش الاحتلال، وينتقم من المدنيين فقط، لرد الاعتبار إلى هيبة الجيش المفقودة، وفي كل الأحوال سواء انتهت الحرب بهذه الصورة، أو تمددت إقليميا، فإن ما يمكن قوله دون مبالغات، إن إسرائيل ذاتها دخلت مرحلة خطيرة في تكوينها، حيث لن تكون إسرائيل بعد الحرب، كما قبلها، حتى بشهادة خبراء الاحتلال ذاته، الذين يقيمون ما يجري بعين فاحصة.
لا يقال هذا الكلام من باب المبالغة، بل لأن الحقائق في غزة، تقابلها حقائق أكثر في كينونة الاحتلال، والكلام يقال أيضا حتى يتنبه الناس إلى أن عمليات التوظيف المقصود لخسائر الفلسطينيين، في أوساط الرأي العام تجري لغايات بث الشعور بالندم، وإن كانت تتغطى أحيانا بالتباكي عليهم، وكأنهم كانوا في الجنة لولا الحرب الأخيرة التي أفسدت عيشهم الرغد.

مقالات ذات صلة قاطعوا بنوكهم إن كنتم صادقين! 2023/12/23

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الوعي العربي خسائر الفلسطینیین

إقرأ أيضاً:

العدوان الإسرائيلي على مستشفى كمال عدوان يضاعف من معاناة الفلسطينيين

قال بشير جبر، مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» من خان يونس، إن ما يحدث في مستشفى كمال عدوان من اعتداءات إسرائيلية يتضمن تدميرًا لمقدرات المستشفى وإحراق المباني والمنشآت التابعة له، مما يعكس حجم العدوان الإسرائيلي العنيف المستمر في القطاع.

وأضاف «جبر» خلال تغطيته للقاهرة الإخبارية، أن أوضاع الطاقم الطبي لا تزال مجهولة بشكل كامل، لاسيما في ظل فقدان الاتصال بالمنظومة الصحية التابعة للمستشفى الواقعة في شمال قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على المنطقة.

وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي أبعد الطاقم الطبي عن المستشفى وأجبرهم على إخلائه باتجاه المستشفى الإندونيسي، الذي يعاني من التدمير والتوقف، فضلا عن أن الاحتلال يواصل تهديده لمناطق شمال قطاع غزة، حيث لا يتبقى في مستشفى كمال عدوان إلا عدد قليل من الفلسطينيين.

وأكد أن قوات الاحتلال تعمل على إجلائهم من المنطقة بعد احتجازهم، لافتًا إلى أن خطة الجنرالات الإسرائيليين تستهدف تدمير المستشفيات والطواقم الطبية في شمال قطاع غزة، بهدف إخلاء المنطقة وفصلها عن الجنوب، متابعًا أن الغارات الإسرائيلية مستمرة وتطال مناطق مثل بيت حانون، مما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني والدمار في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: رئيس الأركان أمر بالاستعداد لتوسيع الحرب في قطاع غزة وتعزيز القوات
  • وزير الصحة: 11 مليار دولار خسائر القطاع الصحي في البلاد
  • العدوان الإسرائيلي على مستشفى كمال عدوان يضاعف من معاناة الفلسطينيين
  • البيت الأبيض: القوات الكورية الشمالية تعاني من خسائر بشرية كبيرة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا
  • إسرائيل: استمرار الحرب بغزة يؤدي لأزمة في القوى البشرية بالجيش
  • جيش الاحتلال منح صلاحيات لهجمات بغزة حتى لو أدت لقتل عشرات الفلسطينيين
  • نقابة الصحفيين المصريين تدين مجزرة الاحتلال الصهيوني بحق الصحفيين الفلسطينيين
  • علماء المسلمين: الصمت الدولي على حرب الإبادة ضد الفلسطينيين لم يعد مقبولا
  • علماء المسلمين: الصمت الدولي على حرب الإباة ضد الفلسطينيين لم يعد مقبولا
  • نقابة الصحفيين الفلسطينيين تدين استهداف إسرائيل مخيم النصيرات