جهود متكاملة لاستيعاب الباحثين عن عمل في القطاعات المختلفة.. ورقمنة منصات التدريب والتوظيف لتحقيق الشفافية والمساواة
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
◄ منصة "جدارة" تحقق المساواة بين الباحثين عن عمل
◄ "معتمد" يساهم في تنمية قدرات الكفاءات الوطنية في "المالية" و"المحاسبة"
◄ تنسيق التعاون بين القطاع الأكاديمي والصناعي عبر "إعداد"
◄ مشروع "نجم" يعزز مهارات الشباب في القطاع السياحي
◄ استيعاب الباحثين عن عمل في مجال تقنية المعلومات ضمن "سيسكو"
الرؤية- ريم الحامدية
يحظى ملف الباحثين عن عمل وتوفير الفرص الوظيفية باهتمام سام من لدن جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- كما أن المؤسسات الوطنية تعمل على تنسيق الجهود لاستيعاب الباحثين عن عمل في مختلف القطاعات وتعزيز قدرات الكفاءات الوطنية وتشجيع العمل الحر، وإكساب رواد الأعمال المهارات اللازمة، وتسليط الضوء على الوظائف التي يجتاجها سوق العمل، وربط القطاع الأكاديمي بالقطاع الصناعي.
ونتيجة لهذا التعاون، أطلقت بعض المؤسسات والشركات مبادرات بهدف تدريب وتطوير مهارات الباحثين، مثل تدشين جهاز الاستثمار العماني منصة "جدارة" الرقمية المتكاملة لإدارة عملية التوظيف والتدريب في الجهاز وشركاته عن طريق أتمتة العمليات، وذلك انطلاقًا من حرص الجهاز وشركاته التابعة للإسهام في توظيف المواطنين وتدريبهم واستقطاب ذوي الكفاءات والخبرات.
وتُعدّ منصة "جدارة" محطة رقمية موحدة لعرض جميع الفرص الوظيفية وفرص الانتداب والتدريب في الجهاز وشركاته لتمثل حلقة وصل بين الجهاز وشركاته التابعة مع الجمهور، مرتكزةً في عملها على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي التي تُسرِّع عمليات التوظيف وتحسّنها، وتوفّر التقارير والبيانات بصورة سريعة كما تظهر توجهات سوق العمل والوظائف المطلوبة في سوق التشغيل؛ مما يوحّد عملية التوظيف ويجعلها أكثر دقة.
ويقول سلطان بن محمد العلوي مدير أول التوظيف وإدارة المواهب بجهاز الاستثمار العماني، إن منصة "جدارة" تؤكد الاهتمام بمنظومة الحوكمة؛ فمن خلال وجود محطة رقمية واحدة للتوظيف يُمكن تحقيق مستوى أعلى من الشفافية والمساواة في فرص العمل لجميع المتقدمين، بما يضمن عملية توظيف عادلة، موضحًا أن المنصة تعد مثالًا حيويًا لتعزيز تجربة المستخدم، وتبسيط عملية التوظيف وأتمتتها مما يعمل على خفض تكاليف عمليات التوظيف، وتوفير الوقت والجهد للباحثين عن الوظائف الذين يُمكنهم البحث والتقدم للوظائف الشاغرة والمعلنة بكل يسر وسهولة من خلال واجهة مستخدم سهلة الاستخدام.
وأضاف أن المنصة تتيح للجهاز وشركاته إدارة الشواغر وإعلانها وتقييم المرشحين بصورة مركزية ومنظمة، كما تضمن وصول الفرص الوظيفية إلى جمهور أوسع بفضل الميزات الرقمية التي تتوافق مع الهواتف المحمولة، وتقنية الذكاء الاصطناعي التي تعمل على توفير خاصية تقديم فرص متعددة من الوظائف تلائم المسجلين في المنصة على حسب التعريف الشخصي لهم، علمًا بأن المنصة صُممت من قبل شركة عُمانية وهو ما يؤكد إيمان الجهاز بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ودعمه لها.
كما أطلق جهاز الاستثمار العُماني وشركاته -وبالتعاون مع وزارة العمل ومؤسسات التعليم العالي في سلطنة عمان- برنامج توظيف وتطوير الخريجين "مُعتمد"، الذي يستهدف الخريجين العمانيين من تخصصي المالية والمحاسبة؛ وذلك للحصول على شهادة المحاسبين القانونيين المعتمدين ACCA؛ تجسيدًا لجهود الجهاز وشركاته التابعة في تطوير الكفاءات الوطنية، والإسهام في سد الفجوة بين احتياجات سوق العمل والتخصصات لاسيما التخصصات المهنية.
ويستقطب برنامج "معتمد" من 20 إلى 25 خريجًا سنويًا للحصول على شهادة المحاسبين القانونيين المعتمدين بصورة إلزامية خلال 3 أعوام من بدء التوظيف، عبر رحلة تطوير مهني تتضمن برامج تعليمية تتكون من عدة مستويات، إضافة لتدريبات تقنية وسلوكية تُعَد وفقًا للمعايير الدولية؛ الأمر الذي سيعزز من مهارات الموظفين في المجالات المالية والإدارية المتنوعة، ويُسهم في بناء قدراتهم، ويكسبهم معارف وقيماً تنعكس إيجابًا على أدائهم المهني، وتعزيز تنافسيتهم محليًا وخارجيًا؛ مما يوجِد كفاءات عُمانية محترفة قادرة على تولي مناصب قيادية في القطاعات المالية والمحاسبية مستقبلا.
ويوضح عياد بن علي البلوشي مساعد نائب الرئيس للشؤون المالية والاعتماد بجهاز الاستثمار العُماني، أن "معتمد" يأتي استكمالًا للبرامج التدريبية المتنوعة في الجهاز وشركاته، ومن ذلك برنامجا "نمو وإعداد" اللذان استطاع الجهاز من خلالهما استقطاب كوادر وطنية وتدريبها وتوظيفها، ورفد بعض الوحدات الحكومية والشركات بها، لافتا إلى أن هذه البرامج تؤكد الإيمان بأهمية تدريب الكوادر الوطنية وتأهيلها وتنمية قدراتها وتهيئتها لسوق العمل، كما سيُسهم دعم الكوادر الوطنية في حصولهم على الشهادات المهنية بشكل فاعل لسد حاجة السوق من هذه المؤهلات، وتطوير الأداء العام في مجالي المحاسبة والمالية في الشركات، ورفع إنتاجيتها، بالإضافة إلى إيجاد فرص وظيفية للباحثين عن عمل ورفع نسب التعمين.
ولقد تضافرت جهود شركة تنمية نفط عُمان ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وعدد من مؤسسات التعليم العالي، لتدشين برنامج "إعداد" الذي يهدف إلى تعزيز علاقة العمل بين القطاعين الأكاديمي والصناعي.
وتؤسس هذه المبادرة التعليمية الرائدة لبرنامج تدريبي لمدة عام أكاديمي كامل مع شركات رائدة في السلطنة ليتسنى للطلاب تجربة مدة مطولة من التعليم التطبيقي في تخصص يحتاجه سوق العمل.
ويهدف برنامج "إعداد" إلى تزويد المشاركين بخبرات تقنية قيمة وتفكير نقدي ومهارات تواصلية وسلوكية، وكذلك مهارات الثورة الصناعية الرابعة ومهارات عالية المستوى، ليتمكنوا من تطوير كفاءاتهم المهنية اللازمة وإيجاد وظائف مستدامة في اقتصاد ديناميكي وتنافسي.
وفي الإطار ذاته، وقعت الشركة العُمانية للتنمية السياحية "مجموعة عُمران" اتفاقية مع وزارة العمل، لتدشين مشروع "نجم" للتدريب المقرون بالتوظيف والذي يقع تحت مظلة "طموحي سياحي"، حيث يهدف إلى توفير منصة لتطوير الكفاءات الوطنية في قطاع السياحة، وتدريب 250 باحثا عن عمل لتوظيفهم في شركة قيد التأسيس، والتي ستتولى تطوير وإدارة أنشطة مرتبطة بالقطاع السياحي لتنشيط أدائه وتعزيز نموه.
يُعتبر مشروع "نجم" أحدث مبادرات برنامج "طموحي سياحي" الذي يعمل كمظلة واستراتيجية لجميع مبادرات تطوير رأس المال البشري والكفاءات الوطنية في قطاع السياحة التي أطلقتها وتديرها مجموعة عُمران، حيث يتضمن برامج أخرى مثل برنامج مضياف وبرنامج تطوير الخريجين وبرنامج "مسارات" وبرنامج "تدريب".
ويعمل برنامج واستراتيجية "طموحي سياحي" كمظلة شاملة تغطي جميع جوانب التدريب والتطوير السياحي، وسيستمر في تضمين أي مبادرات مستقبلية تنظمها المجموعة بالتعاون مع الهيئات الأخرى ذات الصلة من أجل نمو وازدهار قطاع السياحة في سلطنة عُمان.
وقد دشنت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات برنامج "سيسكو" التدريبي المقرون بالتوظيف، وذلك بالتعاون مع وزارة العمل وشركة سيسكو، بهدف استيعاب الباحثين عن العمل وصقل الكفاءات الوطنية في مجال تقنية المعلومات والشبكات، حيث يجمع البرنامج بين التدريب النظري والعملي بمقر الشركة.
ويستمر البرنامج لمدة 5 أشهر، ويتضمن تدريب وتوظيف 10 عُمانيين من الباحثين عن عمل لتأهيلهم في تقنيات وشهادات سيسكو على 3 مسارات وهي الشبكات وأمن المعلومات والمبيعات، كما سيتم توظيف المتدربين في 5 شركات محلية في سلطنة عمان وهي: عمان داتا بارك والشركة العمانية لتقنية المعلومات (IITC) والعمانية للألياف البصرية وشركة Securado وشركة ACSC.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
حكومة دولة الإمارات تطلق مبادرة “ترميز الهوية الوطنية” لوضع إطار حكومي شامل لتعزيز الهوية الوطنية وتوحيد المبادرات والمشاريع المتعلقة بها
أطلقت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة مبادرة “ترميز الهوية الوطنية”، وهي الأولى من نوعها، بهدف وضع إطار حكومي شامل لتعزيز الهوية الوطنية وتوحيد المبادرات والمشاريع المتعلقة بها عبر مختلف القطاعات، ضمن آلية وطنية تعكس قيم وتاريخ وثقافة الإمارات وتواكب متطلبات العصر، وذلك خلال خلوة الهوية الوطنية ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات في دورتها الـجديدة لعام 2024، بحضور أكثر من 500 من قيادات الدولة والمسؤولين في الجهات الاتحادية والمحلية.
وتسعى مبادرة “ترميز الهوية الوطنية” إلى إنشاء مرجع موحد للهوية الوطنية وتمكين الجهات الحكومية على المستويين الاتحادي والمحلي، والمؤسسات في القطاع الخاص، والمؤسسات المجتمعية، وأفراد المجتمع من الاستعانة بهذا المرجع في المبادرات المختلفة، ووضع نهج تعاوني شامل يعزز التكامل بين مختلف هذه القطاعات، وإتاحة الأدلة والأطر التي تساهم في تعريف الهوية الإماراتية الوطنية، لكل من يعيش على أرض الدولة.
ركائز الهوية الوطنية.
وجمعت الخلوة التي تم تنظيمها بالشراكة بين وزارة الثقافة ومكتب المشاريع الوطنية في ديوان الرئاسة، نخبة من المسؤولين من الجهات الحكومية على المستويين الاتحادي والمحلي، والخبراء والمتخصصين ومجموعة مشاركة تعكس ثراء وتنوع مجتمع الإمارات، بما يضمن وضع تصور مشترك حول مبادرة ترميز الهوية الوطنية الإماراتية.
وهدفت خلوة الهوية الوطنية، التي استضافت القيادات الإماراتية من مختلف القطاعات التنموية، إلى مناقشة تعريف الهوية وركائزها الأساسية، وتحديد أسس الفهم المشترك للتحديات والوضع الراهن لترميز الهوية الوطنية، والتوافق على منهجية ترميز الهوية بشكل محدد بحيث يكون شاملاً للقطاعات ذات الأولوية، ووضع أبرز المبادرات لتفعيل الهوية الوطنية في القطاعات الرئيسية بناء على القيم والمبادئ الإماراتية.
وركزت الخلوة في مجموعاتها الرئيسية على عدد من الموضوعات التي تسهم في ترسيخ الهوية الوطنية الإماراتية واعتزاز الشباب بها، والتمسك بالتاريخ الإماراتي وما حققته الدولة من نجاحات ومنجزات رائدة عالمياً، وشملت التراث واللغة، والاقتصاد والسياحة، والصناعات الثقافية والإبداعية، إضافة إلى المجتمع والتعليم والإعلام.
وتناولت الخلوة مجموعة المبادرات التي تعمل على إنجازها الجهات الحكومية، والمؤسسات الخاصة في ترسيخ قيم الهوية الوطنية، وضرورة توحيد هذه الجهود من خلال وضع منظومة عمل كمرجع وطني موحد تعمق الفهم والاعتزاز بالثقافة الإماراتية، وتعزز التفاهم والتواصل بين أفراد المجتمع من أبناء مختلف الثقافات التي تعيش على أرض الدولة.
مبادرة “ترميز الهوية الوطنية”.
تسعى مبادرة “ترميز الهوية الوطنية” إلى وضع تعريف شامل للهوية الوطنية وتوحيد مفهومها عبر القطاعات الحيوية، بما يضمن تأصيلها في جميع المبادرات والمشاريع الوطنية الحالية، وتبنيها في التخطيط الاستراتيجي لمستقبل دولة الإمارات، والحفاظ على منظومة القيم المغروسة في المجتمع والتقاليد وجعلها متاحة للجميع.
وتسهم كذلك في وضع إطار شامل للترميز عبر مبادرات تشاركية تجمع الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة لوضع أفكارها ومقترحاتها ورؤاها نحو المستقبل، بما يضمن وضع إطار مرجعي موثوق يوحد الرسائل الوطنية عبر جميع المبادرات والبرامج، ويعزز الجهود الحكومية والتعليمية والإعلامية بما يضمن نشر وتعزيز الهوية الإماراتية بنهج موحدة ومتجانسة ومتسق عبر مختلف المستويات المحلية والدولية.
وأكد معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة تقدير القيادة الرشيدة، لأهمية تعزيز الهوية الوطنية وغرس القيم الأصيلة التي تشكل أساساً لنهج الإمارات في بناء مستقبل مستدام، مشيراً معاليه إلى أن الهوية الوطنية الإماراتية تعدّ جوهر الحياة الاجتماعية والأخلاقية في الدولة، والتي تستند إليها الأجيال القادمة.
مرجعية مؤسسية موحدة.
وأضاف معاليه أنّ ترسيخ مبادئ الهوية الوطنية وتعزيز قيمها للأجيال القادمة ينطلق أساساً من تأسيس مرجعية مؤسسية موحدة، وخطط وسياسات متوازنة، تعمل جميعها على حشد الجهود الوطنية وتنسيقها من أجل صون موروثنا، وإبراز عناصر ثقافتنا الإماراتية في مختلف القطاعات.
وأكد معاليه : “هويتنا الوطنية تعكس حاضرنا وماضينا، وتدعم مستقبلنا، ما يحتم علينا وضع إطار وطني موحد يمنح جميع المقيمين على أرض الدولة سبلًا واضحة للارتباط بها والتفاعل معها، وبما يساهم أيضا في التعريف بالهوية الوطنية لدولة الإمارات على الصعيد الدولي:.
من جهته أكد معالي أحمد بن محمد الحميري أمين عام ديوان الرئاسة أن خلوة الهوية الوطنية تعكس توجيهات قيادة دولة الإمارات بضرورة الوقوف على منجزاتنا الحالية، وتسهم في وضع تصور للمستهدفات والأولويات الوطنية المستقبلية من خلال تنظيم اللقاءات التي توحد العمل الحكومي الشامل وتكامل الجهود المختلفة التي تبذلها جميع القطاعات والشرائح المجتمعية.
وأضاف سعادته أن إطلاق مبادرة “ترميز الهوية الوطنية” ضمن أعمال الخلوة، يشكل خطوة جديدة في مسيرة دولة الإمارات نحو تحقيق الأهداف الوطنية، عبر وضع مرجع موحد تعتمد عليه مختلف القطاعات في إطلاق المبادرات وتخطيط المشاريع بما ينسجم مع الهوية الوطنية الإماراتية، ويدعم منظومة القيم وأبعاد المواطنة الأصيلة.