(CNN)-- لا يوجد نوع أو فضيلة تدوم إلى الأبد، فالانقراض جزء من تطور الحياة، ولكن على مدى خمس مرات على الأقل، اجتاحت كارثة بيولوجية الكوكب، مما أدى إلى مقتل الغالبية العظمى من الأنواع في الماء وعلى اليابسة خلال فترة جيولوجية قصيرة نسبيا.

وأشهر أحداث الانقراض الجماعي هذه - عندما اصطدم كويكب بالأرض قبل 66 مليون سنة، مما أدى إلى هلاك الديناصورات والعديد من الأنواع الأخرى - هو أيضًا الأحدث، والعلماء يقولون إنها لن تكون الأخيرة.

يجادل العديد من الباحثين بأننا في منتصف الانقراض الجماعي السادس، الذي لم يحدث بسبب صخرة فضائية بحجم مدينة ولكن بسبب النمو الزائد والسلوك التحويلي لنوع واحد هو الإنسان، لقد دمر البشر البيئة وأطلقوا العنان لأزمة المناخ، إذ أشارت الحسابات في دراسة أجريت في سبتمبر/ أيلول الماضي ونشرت في مجلة PNAS إلى أن مجموعات من الأنواع الحيوانية ذات الصلة تختفي بمعدل 35٪ أعلى من المعدل المتوقع عادة، وفي حين أن كل انقراض جماعي له فائزون وخاسرون، فلا يوجد سبب لافتراض أن البشر في هذه الحالة سيكونون من بين الناجين.

في الواقع، يعتقد المؤلف المشارك في الدراسة، جيراردو سيبالوس، أن العكس يمكن أن يحدث، مع الانقراض الجماعي السادس الذي يحول المحيط الحيوي بأكمله، أو منطقة العالم القابلة للحياة - ربما إلى حالة قد يكون من المستحيل على البشرية أن تستمر فيها ما لم يتم اتخاذ إجراء دراماتيكي.

وفي حين تباينت أسباب الانقراضات الجماعية "الخمسة الكبرى"، فإن فهم ما حدث خلال هذه الفصول الدرامية من تاريخ الأرض - وما ظهر في أعقاب هذه الكوارث - يمكن أن يكون مفيدًا.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: التغيرات المناخية

إقرأ أيضاً:

أين رفاق الطفولة؟

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

كبرنا في منزل واحد وتربينا في نفس الحي، لعبنا معًا، ودرسنا معًا، كانت بيوتنا ملاصقة لبعضها أو كانت تفصل بيننا عدة بيوت، كُنَّا نجتمع ونلعب في الحي، نحمل علبة الطماطم وأحيانا علبة حليب الشاي ونصنع منها سيارة صغيرة بعصا سحرية من صنع الطبيعة النباتية، ونلف بها في أرجاء الحارة، وقلوبنا مليئة بالحب والسكينة والاطمئنان، يغمرنا الحنين لبعضنا، متصلين ببعض رغم أنه لم تكن هناك هواتف نقالة، وكان شوقنا لبعض يدفعنا نحو تلك الحياة البسيطة التي كُنّا نعيشها إخوة متحابين وأصدقاء مقربين وجيران وصحبة.

إلّا أننا وبعد انتقالنا من القرية إلى مرحلة عمرية مختلفة وانخراط الناس في هذه الحياة الجديدة، من هواتف نقالة وبيوت جديدة وجدران كبيرة وعوازل صوت وتكنولوجيا الواقع الافتراضي وتشبعنا بآخرين، أخذونا إلى منحى آخر من منحنيات الحياة، كبرنا كثيرًا وتكبّرنا على أنفسنا لدرجة أنها منعتنا من الاتصال بالإخوة والأصدقاء والصحبة والجيران. رأينا من أنفسنا أسطورة، ونحن الحبة التي لا تتكرر، فمضينا بعيدًا، ولم نعد نعرف أسرار بعض، ولم نعد نعرف الطعام الذي كنَّا نتقاسمه يومًا ما، ولم نعد نعرف في أي مستوى دراسي وصل أصدقاؤنا، وماذا فعلت بهم الحياة، هل أصبح عندهم أزواج وأولاد أم ما زالوا باحثين عن عمل وعن أمل؟ وماذا فعلت الريح بآخر أمانينا وآخر مركب ورق صنعناه سويًا وتركناه على حافة الشاطئ وأغرقته الأمواج تمامًا كما أغرقتنا!

رغم أننا نملك هواتف وأساليب مختلفة للتواصل بالأهل والأصحاب والإخوان والجيران إلا أننا فضلنا عدم ضغط الزر ظنا منَّا أن لكل منا حياته لا وبل أصبحنا إذا رأينا بعضنا صدفة نتجنب الحديث مع بعض خجلا من أنفسنا التي ضيعتنا عن بعض فلم نعد حسن الرفاق ولم نعد حسن الصحبة وباتت أخوتنا مجرد حبر على ورق أو فصيلة دم نتشارك بها أو حكاية مدفونة مضى عليها أعوام كثر.

مضينا نتبع أحلامنا ونسينا من كان يشاركنا بها عندما كنا ننام على الأسطح في نهاية الثمانينات أو فرحتنا بافتتاح الشوارع المعبدة ووضع الإنارة عليها أو درس تعلمناه سويا أو حلم كنَّا نسعى لتحقيقه صارت أسماؤنا في هواتف بعضنا البعض مجرد رقم مهمل وربما لم تكن أيضاً لدينا أرقام بعض تقصيرا منا أو ربما لأنها كانت مرحلة ما، لكن كما قيل دومًا "عمر الدم ما يصير ماءً" فأصبح ماء وشربناه ومضينا.

هل نلوم أنفسنا أم نلوم الظروف المختلفة أم ذكريات الماضي وأحلام المستقبل أم نلوم ذلك الأنا الذي ظل يوهمنا أننا قادرون على التخلي وقادرون على مواصلة المسير وحدنا..

تكبر العوائل ولا نعلم شيئًا.. يموت الرفاق.. تسافر الطيور.. تهجر أقفاصها.. تتجدد المواسم، والثغرة تكبر، نحن الذين كبرنا معًا وأكلنا معا وكنا غطاءً لبعضنا البعض، اصبح همنا ان نكون بعيدين حتى لا نحسد بعضنا بعضًا وحتى نسلب السعادة من معتقدات انفسنا الأمارة بالسوء، فتمضي بنا الحياة ونمضي على عجل لنُفاجأ في نهاية المطاف أننا خسرنا أجمل الوجوه التي كانت لنا سندًا وعونًا، وكانت ترافقنا وتعيش معنا، وكانت لنا الحضن والسلام وكانت المرفأ الآمن والسفينة القريبة، وكان الوصول قريبًا، إلّا أننا بانفعالاتنا تركناها تبتعد فواصلنا الطريق وافلتنا الأيادي ونقضنا الوعود والعهود والأمنيات فتخلينا وكان التخلي متاحاً فمضى كل في سبيله باحثاً عن حياته المنعزلة تاركاً خلفه تلك الوجوه الجميلة متناسياً ذلك الماضي الجميل رغم بساطته غرفتنا التي ننام فيها جميعا وتمتماتنا قبل النوم حتى نغفو ورائحة الفرح والبهجة والمنى.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • مصرية تطلب الخلع من زوجها والسبب جهاز التتبع !
  • القناة الـ12 الإسرائيلية نقلا عن استطلاع للرأي: 60% من الإسرائيليين يعتقدون أن صفقة الرهائن أكثر أهمية من السيطرة على محور فيلادلفيا
  • بعد توقعاته عن انقراض دول.. تنبؤات صادمة لإيلون ماسك عن أزمة كبرى تهدد الاتحاد الأوروبي!
  • أزمات واحداث بانتظار العراق في حال فوز ترامب والسبب نفوذ إيران
  • أزمات واحداث بانتظار العراق في حال فوز ترامب والسبب نفوذ إيران - عاجل
  • فوزي إبراهيم يكتب: زهوة النجاح وعبقرية التنسيق الجماعي في «العلمين»
  • ضبط مدير شركة دعاية تعمل بدون ترخيص مستخدما قناة فضائية مجهولة
  • أين رفاق الطفولة؟
  • لم نكن حسن الرفاق
  • السلطات المغربية تحبط عملية اقتحام جماعي لمليلية المحتلة