تقرير: ما مدى نجاح خارطة الطريق المعلن عنها من قبل المبعوث الأممي هذه المرة؟
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
(عدن الغد)خاص:
غروندبرغ يعلن عن خارطة الطريق لحل الأزمة اليمنية.
ما مضمون النسخة المعدلة من خارطة الطريق المعلن عنها من قبل المبعوث الأممي؟
ما التحديات التي تواجه التسوية السياسية في البلاد في ظل تصاعد الصراع العسكري بالبحر الأحمر؟
بماذا توعد زعيم الجماعة الحوثية أمريكا في حالة إقدامها على مهاجمة اليمن من البحر؟
(عدن الغد) القسم السياسي:
أعلن المبعوث الأممي في اليمن هانز جودنبرغ تفاصيل اتفاق السلام في اليمن أمس السبت.
وجاء هذا الإعلان عقب رحلات مكوكية عدة لسلطنة عمان للقاء الوفد الحوثي لاستيعاب أي ملاحظات، قبل أن يعود للرياض الثلاثاء المقبل.
ومن مضمون بيان المبعوث الأممي عن خارطة الطريق، فإن خريطة السلام هي نفسها التي تمت مناقشتها منذ رمضان الفائت، وشهدت ملاحظات وتعديلات عدة من الأطراف، وربما وصلت لمرحلة نهائية في ظل تسليمها للمبعوث الأممي، وبات الأمور الآن في يد المبعوث الأممي وتحركاته، حسب متابعين.
> غروندبرغ يعلن تفاصيل الاتفاق
أعلن المبعوث الأممي لدى اليمن هانز جودنبرغ، أمس السبت، تفاصيل اتفاق السلام في اليمن.
وقال غروندبرغ في بيان صادر عن مكتبه أمس السبت: "بعد سلسلة اجتماعات مع الأطراف في الرياض ومسقط، بما في ذلك مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وكبير مفاوضي أنصار الله محمد عبد السلام، نرحب بتوصل الأطراف للالتزام بمجموعة من التدابير، تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن، وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة".
وأضاف المبعوث الأممي: "سنعمل مع الأطراف اليمنية في المرحلة الراهنة لوضع خارطة طريق تحت رعاية الأمم المتحدة تتضمن هذه الالتزامات وتدعم تنفيذها، وستشمل خارطة الطريق من بين عناصر أخرى، التزام الأطراف بتنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، ودفع جميع رواتب القطاع العام، واستئناف صادرات النفط، وفتح الطرق في تعز وأجزاء أخرى من اليمن، ومواصلة تخفيف القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة".
وأوضح غروندبرغ إلى أن خارطة الطريق أيضًا ستنشئ آليات للتنفيذ وستعد لعملية سياسية يقودها اليمنيون برعاية الأمم المتحدة.
وعبر غروندبرغ عن تقديره العميق للأدوار الفاعلة التي لعبتها المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان في دعم الطرفين للوصول إلى هذه النقطة، وحث جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في هذا الوقت الحرج لإتاحة بيئة مواتية للحوار وتسهيل نجاح إتمام اتفاق بشأن خارطة الطريق.
وأشار هانس غروندبرغ إلى أن ثلاثين مليون يمني يراقبون وينتظرون أن تقود هذه الفرصة الجديدة لتحقيق نتائج ملموسة، وللتقدم نحو سلام دائم.
ولفت المبعوث الأممي إلى أن الأطراف اليمنية اتخذت خطوة هامة، بأن التزامهم هو أولاً وقبل كل شيء، التزام تجاه الشعب اليمني بالتقدم نحو مستقبل يلبي التطلعات المشروعة لجميع اليمنيين، ونحن على استعداد لمرافقتهم في كل خطوة على الطريق".
> الحوثيون يصعدون خطابهم
تتمسك الجماعة الحوثية باستمرار الهجمات ضد السفن الدولية في البحر الأحمر رغم التحذيرات، حيث تزعم أنها تناصر القضية الفلسطينية وتستهدف السفن المتجهة من وإلى إسرائيل فقط.
وأدت هجمات الجماعة إلى عزوف جماعي لشركات الملاحة الدولية عن البحر الأحمر باتجاه رأس الرجاء الصالح، وسط مخاوف من تأخر سلاسل الإمداد وارتفاع تكاليف الشحن والتأمين، وتأثر اليمن على الصعيد الغذائي.
وقلل الحوثي في خطبة بثتها قناة "المسيرة"، الأربعاء الماضي، من أهمية التحالف الذي شكلته واشنطن أخيراً لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وتوعدها بمصير مشابه لما حدث لها في أفغانستان وفيتنام إذا قررت مهاجمة جماعته.
وفي شأن عدم فاعلية الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر جراء التصدي الأمريكي للمسيرات، قال الحوثي إن ذلك سيدفع أمريكا لخسارة كبرى؛ إذ إن قيمة الطائرة المسيّرة التي تطلقها جماعته تعادل ألفي دولار، بينما تبلغ قيمة الصواريخ الاعتراضية مبالغ أكبر بكثير.
وحذر زعيم الجماعة الحوثية من أن أي استهداف لجماعته من قبل أمريكا سيقابله استهداف البوارج والمصالح والملاحة الأمريكية بالصواريخ والطائرات المسيرة والعمليات العسكرية الأخرى.
> تنديد دولي
تصريحات الحوثي جاءت غداة بيان أصدرته الولايات المتحدة الأمريكية، والممثل الأعلى جوزيب بوريل نيابة عن الاتحاد الأوروبي، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ نيابة عن الحلف، ومجموعة تمثل 44 دولة، وذلك للتنديد بهجمات الحوثيين العديدة في الأسابيع الأخيرة وتدخلهم في الحقوق والحريات الملاحية في المياه المحيطة بشبه الجزيرة العربية.
وقال الموقعون على البيان إنهم يدينون تدخلات الحوثيين في الحقوق والحريات الملاحية في المياه المحيطة بشبه الجزيرة العربية، خصوصاً البحر الأحمر، بما في ذلك هجمات 3 ديسمبر ضد ثلاث سفن تجارية في جنوب البحر الأحمر مرتبطة بـ 14 دولة، ووصفوا ذلك بأنه "يهدد التجارة الدولية والأمن البحري".
وأشار البيان إلى أن استيلاء الحوثيين على سفينة "غالاكسي ليدر" في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) واحتجاز طاقمها الدولي المكون من 25 فرداً "أمر مروع"، ووصف هذا السلوك بأنه "يهدد أيضاً حركة الغذاء والوقود والمساعدات الإنسانية وغيرها من السلع الأساسية إلى مختلف الوجهات والسكان في جميع أنحاء العالم".
ودعا الموقعون على البيان، الحوثيين مرة أخرى إلى إطلاق سراح طاقم سفينة "غالاكسي ليدر" على الفور وعدم شنّ مزيد من الهجمات على السفن التجارية في الممرات المائية الحيوية في المنطقة.
وكان وزير الدفاع الأمريكي قد أعلن، في وقت سابق، عن تشكيل تحالف دولي لردع هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، بمشاركة دولة عربية واحدة وهي البحرين، إلى جانب دول غربية من بينها بريطانيا وفرنسا.
من جهته، عبّر المتحدث باسم الجماعة الحوثية محمد عبد السلام فليتة، في تغريدات على منصة (إكس) عن تحدي جماعته، وقال إنها مستمرة في تنفيذ الهجمات، وإن "من يسعى لتوسيع الصراع فعليه تحمل عواقب أفعاله".
ووصف فليتة المقيم في سلطنة عمان، التحالف المشكل أمريكياً لحماية الملاحة بأنه "لحماية إسرائيل وعسكرة للبحر دون أي مسوغ"، وشدد على أن جماعته لن توقف عملياتها، وأنه لا خطر إلا على السفن التي لها علاقة بإسرائيل.
ورأى المتحدث الحوثي الذي يعد وزير خارجية الجماعة الفعلي في التحذير الدولي من خطر جماعته أنه مجرد "دعاية أمريكية مغرضة ومجافية للواقع تسعى إلى بناء جدار دولي يحمي إسرائيل في البحر بعد سقوط جدرانها الأسمنتية أمام طوفان الأقصى"، وفق قوله.
> مخاوف عرقلة المساعي الأممية
في خضم التداعيات التي تسببت فيها الهجمات الحوثية في البحر الأحمر ضد سفن الشحن الدولية، يسابق المبعوث الأممي هانس غروندبرغ الزمن أملاً في التوصل إلى اتفاق يمني للسلام، مستعيناً بالدعم والوساطة السعودية والعمانية لهذه الجهود.
وتخشى الأمم المتحدة أن يؤدي التصعيد في البحر الأحمر مع الحوثيين إلى تهديد مسار السلام، بينما يقول مراقبون يمنيون إن الحوثيين لا يهمهم السلام بقدر ما يهمهم الاستثمار في حرب غزة لكسب مزيد من المؤيدين وإرضاء توجهات إيران.
وفي هذا السياق، أنهى المبعوث غروندبرغ زيارتين إلى الرياض ومسقط، وقال مكتبه في بيان، إنه التقى في الرياض رئيس المجلس الرئاسي اليمني رشاد العليمي، وعضو مجلس القيادة الرئاسي عثمان مجلي، ودار النقاش حول الخطوات المقبلة نحو التوصل إلى اتفاق بشأن تدابير لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، ووقف إطلاق نار مستدام، واستئناف عملية سياسية بقيادة اليمنيين برعاية الأمم المتحدة.
كما التقى غروندبرغ في الرياض السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، ومسؤولين سعوديين كباراً آخرين، والسفير الإماراتي لدى اليمن محمد الزعابي، وأعرب عن تقديره للدعم الإقليمي القوي لجهود الوساطة التي تضطلع بها الأمم المتحدة، وناقش التقدم المحرز للتوصل إلى اتفاق، وشدد على الحاجة إلى دعم إقليمي مستمر ومتضافر.
وأفاد مكتب المبعوث الأممي بأنه التقى في الرياض، سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لمناقشة الحاجة إلى استمرار الدعم الدولي للسلام المستدام في اليمن. وأكد «حساسية الفترة الحالية»، في إشارة إلى تداعيات الهجمات الحوثية ضد الملاحة، وحثّ جميع الأطراف المعنية على الحفاظ على بيئة مواتية لاستمرار الحوار البناء.
إلى ذلك، قال مكتب غروندبرغ، في بيان منفصل الأربعاء الماضي، إن المبعوث اختتم زيارة إلى مسقط، وخلال اجتماعه مع مجموعة من كبار المسؤولين العمانيين، أعرب عن تقديره للدعم القوي الذي تقدمه سلطنة عُمان لجهود الوساطة التي تضطلع بها الأمم المتحدة في اليمن.
كما التقى المبعوث الأممي في مسقط، كبير مفاوضي الجماعة الحوثية محمد عبد السلام، وركّزت المناقشات، بحسب البيان، على الجهود المبذولة لتعزيز التقدم نحو تنفيذ تدابير لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، وتحقيق وقف إطلاق نار مستدام في أنحاء البلاد، وإحراز تقدم ملموس نحو عملية سياسية جامعة برعاية الأمم المتحدة.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: الجماعة الحوثیة فی البحر الأحمر المبعوث الأممی الأمم المتحدة خارطة الطریق فی الریاض فی الیمن إلى أن
إقرأ أيضاً: