لماذا أسقط السيسي الخطوط الحمراء عند رفح؟
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
لا تزال مصر تلتزم الحياد والجهود الدبلوماسية في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شمال شرق شبه جزيرة سيناء التي تقترب من شهرها الثالث وراح ضحيتها أكثر من 70 ألف شهيد ومصاب منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ويردد رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، أن "مصر لم تكن أبدا تتجاوز حدودها وأهدافها، وتحافظ دوما على أرضها وترابها دون أن تمس، وهذا يعني أن الجيش المصري بقوته ومكانته وقدرته وكفاءته هدفه حماية مصر وأمنها القومي دون تجاوز"، على حد قوله.
مثل هذه العبارات المتكررة، بحسب مراقبين وخبراء، تكشف حدود الأمن القومي المصري في مفهومه الضيق وهو حماية الحدود المصرية.
تأمين حدود مصر وقطاع غزة لصالح من؟
من جانبه، نقل موقع "واللا" العبري عن مصادر عسكرية أن عملية عسكرية غير عادية جرت، السبت، بين معبر كرم أبو سالم ورفح عند محور فيلادفيا، رغم نفي مصادر مصرية نقلا عن مواقع محلية لم تسمها تلك الأنباء، فيما قصفت مقاتلات الاحتلال، معبر كرم أبو سالم، الخميس الماضي، ما أدى إلى استشهاد 4 فلسطينيين، بينهم مدير المعبر، العقيد بسام أبو غبن.
وتسعى حكومة الاحتلال لبناء الجدار تحت الأرض مضاد للأنفاق بين قطاع غزة ومصر، في محور فيلادلفيا الذي يمتد بطول 14 كيلو متر.
كان النظام المصري شن حملة عسكرية شاملة منذ صيف 2014، ضد المسلحين في سيناء على الحدود الشمالية الشرقية للبلاد، شملت تدمير الأنفاق التي ربطت بين القطاع ومصر.
وعقب ذلك بنت مصر جدارا فولاذيا، وقامت بإزالة منازل ومزارع بمدينة رفح المصرية وقراها، لإقامة منطقة حدودية عازلة تمتد لنحو خمسة كيلومترات إلى العمق في سيناء.
وخلال العملية العسكرية على قطاع غزة وجنوبه قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي أربع مرات مواقع محاذية لمعبر رفح على الجانب المصري طال بعضها أحد الأبراج والحواجز الأسمنتية وأسفرت عن إصابة عدد من المجندين.
وكان تسليم مصر بمسؤولية سلطات الاحتلال على الجانب الفلسطيني من معبر رفح أثار تساؤلات حول قانونية وشرعية هذه المسؤولية الجديدة التي لم تكن موجودة قبل الحرب على غزة، ولكن العدوان الإسرائيلي فرضها كأمر واقع وأذعنت لها مصر.
"تقلص حدود الأمن القومي المصري"
يعتقد الخبير العسكري، عادل الشريف، أن "تقليص حدود الأمن القومي لمصر لم تصل إلى هذه الدرجة من التقوقع إلا في عهد السيسي، حيث كانت تمتد إلى منابع النيل جنوبا، وقطاع غزة شمال شرق سيناء باعتباره خط الدفاع الأول عن مصر، واتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني هي لحماية الكيان وتحييد مصر وليس لحماية مصر".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "مهمة الجيش المصري بقيادة السيسي هي مهمة وظيفية لحماية أمن الاحتلال، وتطهير الحدود مع قطاع غزة من خلال إغلاق الأنفاق وإغراقها من قبل بالمياه، وإزالة مدينة رفح المصرية المتاخمة على الحدود وإقامة منطقة عازلة وغيرها من الإجراءات التي تحمي حدود الكيان الصهيوني وليس حدود مصر".
وانتقد الشريف "التخاذل" المصري من الحرب على قطاع غزة واعتبرها "ضوء أخضر للاحتلال الإسرائيلي"، مضيفا: "كان على مصر أن تعلن المستشفيات والمدارس والمخابز ومحطات المياه خطوطا حمراء، ولكن كل هذا لم يحدث لا من مصر ولا من غيرها من الدول العربية ولا حتى دول الطوق".
"رؤية السيسي في الحرب على حدود مصر"
تتلخص رؤية السيسي لدور مصر في الحرب على قطاع غزة رغم وصول آثار عملياتها العسكرية إلى أبراج وأسوار حدودها في كلمته "أن مصر تبذل كل الجهود لوقف نزيف الدم وإطلاق النار بشكل أو بآخر في قطاع غزة من خلال التعاون مع الأشقاء والأصدقاء والشركاء من أجل احتواء التصعيد وأيضا لمساندة المدنيين في القطاع بالمساعدات".
وكان السيسي دعا في 18 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، الشعب المصري إلى النزول إلى الشوراع والتظاهر بالتزامن مع الغضب الشعبي من العدوان على قطاع غزة، وتفويضه بأي قرار يتخذه لحماية أمن مصر القومي، والوقوف بوجه المخططات الإسرائيلية.
بالعودة إلى منتصف عام 2020، أعلن السيسي إزاء تهديدات التوترات السياسية والأمنية في ليبيا غرب مصر، "مدينتي سرت والجفرة في ليبيا خط أحمر بالنسبة لمصر"، بدعوى أن "أي تدخل مباشر من الدولة المصرية باتت تتوفر له الشرعية الدولية".
وطالب السيسي حينها القوات المسلحة المصرية بأن "يكونوا مستعدين لتنفيذ أي مهمة داخل حدودنا أو إذا تطلب الأمر خارج حدودنا"، وهو ما أعقبه بشن ضربات جوية عبر سلاح الطيران المصري في مناطق متفرقة من مدن وسط ليبيا.
ردود فعل نشطاء وسياسيين
https://t.co/whZb1MGWjT
الموضوع مفيهوش لعب، احنا عايزين حد مسؤول يطلع يتكلم، اللي كاتب الخبر مالوش لازمه بنسبالنا هو والقناه بتاعته
المنطقة د محور فلاديلفيا او صلاح الدين .. اي تحركات اسرائيليه في هذه المنطقة خرق للبروتوكول العسكري الملحق بمعاهدة كامب ديفيد . ملاحق كامب ديفيد. pic.twitter.com/M2tVG7nda8
— Mamoun Fandy, Ph.D (@mamoun1234) December 23, 2023#اسرائيل_تنتهك_المعاهدة_مع_مصر
وتدخل قواتها على الحدود فى محور فيلادلفيا فى المنطقة (د) مقيدة التسليح pic.twitter.com/atPlD7hUmP
"أدوات مصر لحماية أمنها القومي"
من جهته، يقول السياسي المصري حاتم أبو زيد إن "العملية العسكرية التي كشفت عنها مواقع صهيونية هو خرق لاتفاقية كامب ديفيد، وهو الأمر الذي يضع الجانب المصري في حرج، ومحاولة نفي السلطات المصرية مثل تلك الأنباء دون ذكرها على لسان مسؤول مصري يثير الشكوك أكثر ولا تكفي لنفي حدث بمثل هذا الوزن يخترق أمني مصر القومي".
ورأى في حديثه لـ"عربي21" أن "مثل هذا النفي يساعد النظام المصري ويبرر التزامه الصمت تجاه الخروقات الإسرائيلية المستمرة كقصف المعبر من الجانب المصري وغيرها، والتي تتطلب رد فعل مصري قوي على قدر الحدث، وليس مجرد نفي".
وعدد أبو زيد أدوات مصر لحماية أمنها القومي، قائلا: "كان بإمكان السيسي أن يستدعي السفير المصري في تل أبيب، ويقلص عدد البعثة الدبلوماسية الأمريكية والبريطانية كاحتجاج على موقفها المشارك في الحرب، ويمكنه أن يقرر إرسال مساعدات إنسانية، وتحذير أي قوة تفكر في المساس بالشاحنات التي تحمل هذه المساعدات، وكان يمكنه أن يستقبل الحالات الحرجة من الجرحى في المستشفيات المصرية، والسماح بحملات شعبية لمقاطعة المنتجات المؤيدة للكيان الصهيوني، وهي أضعف الأدوات".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصر غزة محور فيلادلفيا مصر غزة محور فيلادلفيا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على قطاع غزة المصری فی الحرب على
إقرأ أيضاً:
شيمى يستعرض مستجدات تنفيذ المشروع القومي لتطوير صناعة الغزل والنسيج
في إطار المتابعة الدورية للموقف التنفيذي للمشروع القومي لتطوير صناعة الغزل والنسيج، عقد المهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام، اجتماعاً موسعاً مع رؤساء الشركات التابعة للوزارة العاملة في قطاع الغزل والنسيج، لمناقشة آخر المستجدات والوقوف على سير العمل في مختلف المواقع والمحاور التي يشملها المشروع.
أكد المهندس محمد شيمي، في بداية الاجتماع، أهمية هذا المشروع القومي ودوره الحيوي في إعادة إحياء القطاع الصناعي التاريخي للغزل والنسيج، الذي يمثل أحد الأعمدة الرئيسية للاقتصاد المصري، ويسهم في تحقيق نقلة نوعية في مستوى الجودة والإنتاج، كما يمثل خطوة هامة لتعظيم القيمة المضافة للمنتجات المحلية، وفتح أسواق تصديرية جديدة، ودعم الاقتصاد الوطني، ويعد من أضخم المشروعات الصناعية التي يتم تنفيذها في قطاع الأعمال العام، مشيرًا إلى أن تطوير صناعة الغزل والنسيج يعد جزءًا أساسيًا من استراتيجية الوزارة لرفع كفاءة الشركات التابعة لها وتعزيز قدرتها التنافسية في الأسواق المحلية والدولية، موضحا أن خطة التطوير شاملة تتضمن إنشاء مصانع جديدة وتحديث المصانع الحالية، وآلات ومعدات حديثة، وتدريب العاملين على أحدث التقنيات. كما أكد الوزير أن هناك متابعة دقيقة للمشروعات القائمة لتذليل أي تحديات وتسريع وتيرة الإنجاز، وتحقيق الأهداف المرجوة في التوقيتات المحددة.
استعرض المهندس محمد شيمي، موقف التشغيل التجريبي لمصنع "غزل ١"، وسير العمل ومعدلات الإنتاج والتصدير في مصنع "غزل ٤" الجديد والأعمال النهائية بمصنع "تحضيرات النسيج ١" ومحطة الكهرباء الجديدة، وتقدم معدلات التنفيذ في باقي المصانع بشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، وكذلك آخر التطورات في مشروعات التطوير والمصانع الجديدة بشركات مصر للغزل والنسيج وصباغي البيضا بكفر الدوار، والدقهلية للغزل والنسيج، ودمياط للغزل والنسيج، وشبين الكوم للغزل والنسيج، والوجه القبلي للغزل والنسيج، ومصر حلوان للغزل والنسيج، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بالجداول الزمنية المحددة، وضمان تحقيق نتائج ملموسة في تحسين الإنتاجية والجودة.
وتناول الاجتماع أيضًا مناقشة برامج التدريب المتخصصة التي يتم تنفيذها لتأهيل وتدريب العمالة على أحدث التقنيات في صناعة الغزل والنسيج. وأكد الوزير أن تطوير العنصر البشري يعد جزءًا لا يتجزأ من خطة التطوير، بما يسهم في تحسين الإنتاجية، وضمان استدامة التطوير على المدى الطويل.
وفي ختام الاجتماع، دعا الوزير جميع القيادات والعاملين في قطاع الغزل والنسيج إلى بذل مزيد من الجهد والعمل المشترك لتحقيق أهداف المشروع القومي، وتعزيز تنافسية الصناعة الوطنية في الأسواق العالمية، مع التأكيد على ضرورة تسريع تنفيذ باقي مراحل المشروع وفقًا للجدول الزمني المحدد، وأهمية الاستمرار في تحسين بيئة العمل داخل المصانع، وتحديث أساليب الإنتاج وفق المعايير الدولية، والانتهاء من تطبيق برنامج تخطيط موارد الشركات " ERP " لتحسين وميكنة نظم العمل.