خطيب الجامع الأزهر: الإسلام لم يأمرنا بمعاداة من لم يؤمن به
تاريخ النشر: 14th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة مصر عن خطيب الجامع الأزهر الإسلام لم يأمرنا بمعاداة من لم يؤمن به، ألقى الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، ودار موضوع الخطبة حول حماية المقدسات واجب شرعي .وأوضح أن .،بحسب ما نشر بوابة الفجر، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات خطيب الجامع الأزهر: الإسلام لم يأمرنا بمعاداة من لم يؤمن به، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
ألقى الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، ودار موضوع الخطبة حول "حماية المقدسات واجب شرعي".
وأوضح أن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق جميعا مختلفين في الأعراق والأجناس، وأرسل لهم رسله ورسالاتهم، وأكرم أمة الإسلام بأن تكون الأمة الوسط الخاتمة وأرسل لهم النبي محمد ﷺ، خاتم الأنبياء والمرسلين، فهذه الأمة هي الحاملة لميراث النبوة، التي دينها هو دين للعالمين جميعا.
وأكد شومان أن الإسلام لم يُجبَر أحد على الدخول فيه كما قال الحق سبحانه: "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"، فكان الدخول في هذا الدين اختيارا لمن أراد، قال تعالى: "وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ".
وبيّن د. عباس شومان، أن الإسلام لم يأمرنا بمعاداة من لم يؤمن به، بل وجهنا لأن نتعامل معهم بالحسنى في أمور الحياة من التعامل والتعاون وعمليات البيع والشراء، ولذا كان له مال للمسلم وعليه ما على المسلم، فقد تعامل ﷺ مع القبائل اليهودية، كما يأمرنا شرعنا الحنيف باحترام عقائد وثقافات الآخر دون تعرض، ومع ذلك نرى بين الحين والآخر اعتداءات صارخة على رسولنا ومقدساتنا ومعتقداتنا وعلى كتاب الله تعالى، فقد أُحرق ومُزق كتاب الله أمام أكبر مسجد في السويد تحت مايسمونه بحرية التعبير الزائفة.
وشدد على أن الأزهر يدين أي اعتداء على أي من المقدسات الأخرى لأن ديننا الحنيف يرفض هذا فكل شخص له مُعتقده الذي يؤمن به، فهذه هي الحرية التي كفلها الله تعالى في قوله: "لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ"، وفي قوله تعالى: "وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ ".
وأضاف أن التطاول على المقدسات أو إحراق الكتب السماوية تحت شعار الحرية هو إرهاب، مضيفا أنها في الحقيقة حرية عرجاء كاذبة تُطبق حينا وتُهمل أحيانا أخرى، فهذه التصرفات الهمجية لن تنال من كتاب الله قيد أنملة فهو الكتاب الذي تكفل الله تعالى بحفظه فهو محفوظ في القلوب، ولكنها ستنال من فاعلها أو من وافق على فعله؛ فسبحان الله يدخل الناس في دين الله أفواجا بعد كل حادثة من هذه الحوادث، ويصبح المسلمون أكثر تمسكا واعتزازا بكتابهم وبسنة نبيهم.
اختتم شومان: وفي هذا السياق وجب على المسلمين أن يدافعوا عن كتابهم؛ فلقد أصدر الأزهر الشريف بيانا قويا في هذا الصدد مطالبا المؤسسات والدول أن يتخذوا خطوات رادعة لمن يسمحون بانتهاك حرمة كتاب الله.
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
عباس شومان: شيخ الأزهر يقود جهودا عالمية بارزة في مجال الحوار الإسلامي
قال الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، إن فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يقود جهودا عالمية بارزة في مجال الحوار الإسلامي الإسلامي، وقد حظيت دعوته لهذا الحوار في البحرين قبل عامين بقبول وترحيب كبير من مختلِف المدارس الإسلامية ومن المقرر أن تعقد أولى جلسات هذا الحوار الشهر المقبل.
وخلال ندوة نظمها جَنَاح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بعنوان «نحو حوار إسلامي إسلامي»، دعا شومان، المسلمين جميعًا أن يستلهموا من نهج النبي ﷺ في تعامله مع المخالفين في الدين، وأنه إن كان نبينا قد قبل التعامل والتعايش مع المخالف في الدين، فنحن أولى بالتواصل بيننا كمسلمين، وأن نقبل التنوع والاختلاف، وفي هذا الجانب تقع مسؤولية كبيرة على عاتق المؤسسات الدينية، التي ينبغي أن تسعى لإرساء قيم التعايش وقبول الآخر، اقتداءً برسول الله ﷺ وتعاليم شريعتنا السمحة.
وأشار الدكتور عباس شومان في قضية الحوار الإسلامي الإسلامي إلى نموذج يقتدى به في الاختلاف والاحترام، وهو نموذج العلماء المسلمين الأوائل، الذين أسسوا المدارس الفقهية المختلفة بروح من الاحترام المتبادل والمحبة والتقدير، دون أن يكون هناك صراع أو تعصب بينهم. على سبيل المثال، مدارس أهل السنة الأربعة (الحنفية المالكية الشافعية والحنبلية) نشأت على أيدي أئمة عظام كانوا يتبادلون الاحترام فيما بينهم. والإمام الشافعي كان يُجل الإمام أبا حنيفة رغم أنه لم يلتقِ به، إذ وُلد الشافعي في العام نفسه الذي تُوفي فيه أبو حنيفة (150 هـ). وقد تعلم الشافعي على يد تلاميذ الإمام أبي حنيفة، خاصةً الإمام محمد بن الحسن الشيباني.
وأضاف أن الإمام الشافعي كان يقول عن الإمام أبي حنيفة: «كل الناس عيال على أبي حنيفة في الفقه». وقد بلغ من احترام الشافعي لأبي حنيفة أنه حين صلى العشاء في بلد دفن فيها أبو حنيفة، صلى الوتر ثلاث ركعات متصلة، على مذهب أبي حنيفة، وعندما سُئل عن ذلك، أجاب: «استحييت أن أخالف الإمام في حضرته». وتابع: الإمام أحمد بن حنبل، كان من تلاميذ الإمام الشافعي، ورغم ذلك أسس لنفسه مذهبًا فقهيًا مستقلًا. وكان الإمام أحمد يُجل الشافعي احترامًا كبيرًا، حتى إنه قال: «ما نسيت مرة بعد موت الشافعي أن أدعو له في صلاة من صلواتي».
وأكد أن هذه العلاقة المميزة بين أئمة المذاهب تعكس روح التعاون والاحترام التي يجب أن تسود بين المسلمين اليوم. وليس المقصود من هذا الحديث التركيز على المذاهب الفقهية تحديدًا، وإنما ضرب مثال على إمكانية التعايش والتوافق بين المختلفين، سواء في المذاهب الفقهية أو العقائدية، بل وحتى في الدين نفسه. يقول الله تعالى في كتابه: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}، ويقول: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}. وهذه الآيات تبين أن الإنسان له حرية الاختيار؛ فمن شاء أن يؤمن فله ذلك، ومن شاء أن يكفر فهو حر في اختياره، مع أن الكفر لا يساوي الإيمان في القيمة أو المآل، لكن الشريعة الإسلامية منحت الإنسان حرية اختيار طريقه، سواء كان الإسلام أو غيره.
وفي ختام حديثه، أشار إلى أنه رغم وضوح هذه المبادئ في شريعتنا، إلا أننا لم نقبل تعدد الأديان أو نمارس التعايش الحقيقي الذي يفرضه ديننا. على سبيل المثال، عند دخول النبي ﷺ المدينة المنورة، وجدها تضم قبائل يهودية كثيرة، ولم يُطردوا أو يُقصوا، بل عقد معهم معاهدات سلام واتفاقيات تضمن حقوقهم طالما التزموا بعدم العداء؛ وعندما نقضوا العهد، عوقبوا على نقضهم وليس لاختلافهم الديني. فإذا كان هذا التعايش بين المسلمين وغير المسلمين مقبولًا ومطبقًا في شريعتنا، فمن باب أولى أن يكون التعايش بين المسلمين أنفسهم واقعًا ملموسًا.
ودعا عباس شومان، إلى عدم الانقسام بين المسلمين ونبذ الخلافات التي نراها اليوم بين سُني وشيعي، وسلفي وأشعري، وماتريدي ومعتزلي، بل وحتى داخل المذهب الواحد نجد الفُرقة والتنازع.