العرب القطرية:
2024-11-17@19:36:32 GMT
فلسطينيون بالضفة يتذوقون ويلات الحرب على غزة
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
لم يكن منزل غادة مرعي يفرغ من المعزين باستشهاد حفيدها عيد مرعي 15 عاما في مخيم جنين، حتى وصلها خبر استشهاد ابنتها لينا مرعي وطفليها وأهل زوجها في قصف إسرائيلي على منزل نزحوا إليه بمخيم البريج بقطاع غزة.
فقدت غادة، ابنتها في غزة وهي اللاجئة المولودة في سوريا، والعائدة مع قوائم العائدين إلى غزة عام 94، وهناك أنجبت أولادها، وعاشت معهم 8 سنوات قبل أن يستقر بها الحال في مخيم جنين شمال الضفة الغربية.
تقول غادة في تقرير للجزيرة نت إن زوج ابنتها لينا كان صديق طفولتها، وإن عائلته بقيت على تواصل معهم بعد انتقالها إلى المخيم، وقبل 8 سنوات خطبت لينا على الهاتف، وتم الزواج في غزة «في ذلك الوقت كان يمكننا زيارة غزة بصعوبة، صحيح، لكن ذهبنا إلى هناك، وأقمنا عرس لينا هناك»، تقول غادة.
وتضيف «كباقي حال أهل غزة كان حال زوج لينا صعبا، وكنت أساعدها في كل شيء، حتى ملابس أطفالها، لم أكن أبخل عليهم في شيء، فهي ابنتي الصغرى وقرة عيني، وقبل أشهر من الحرب استطاع زوجها الحصول على عمل في الداخل (أراضي 48) وتحسن حالهم، لكن مع بدء الحرب تحولت حياتهم لكابوس».
كانت أيام الحرب ثقيلة على لينا وعائلتها، وصعبة بنفس القدر على والدتها غادة، التي عاشت الخوف والقلق المستمر على مصير ابنتها وأحفادها، وعلى الرغم من تواصلها الدائم معها بالمكالمات الهاتفية ورسائل الواتساب، فإن قلقها عليهم كان يمنعها من النوم، وفي كل مرة كانت تضطر عائلة لينا إلى النزوح من منطقة إلى أخرى كان خوف أمها يزداد.
«لينا مدللتي، أصغر أولادي، والكل يعرف قدرها عندي، كانت تحادثني باستمرار، وترسل لي صور أولادها، وتقول لي تعبنا يا أمي، كانت تطلب من الله أن يريحهم إما بالفرج وانتهاء الحرب أو بأن يأخذهم شهداء»، تقول غادة.
طلبت لينا من والدتها الخروج من مخيم جنين في آخر مكالمة بينهما، والتي كانت قبل استشهادها بساعة واحدة، خوفا عليها بعد انتشار أخبار بنية الاحتلال اجتياح المخيم «أرسلت لي صورة ابنها وقالت، اتركي المنزل يا أمي يقولون إن جيش الاحتلال يستعد لدخول المخيم، قلت لها لن أذهب إلى أي مكان لا تقلقي علي المهم أن تكوني بخير أنت، وبعد ساعة أخبروني باستشهادها هي وأطفالها».
نجا من قصف المنزل الذي كانت توجَد فيه لينا وعائلتها طفلها الكبير وابنة عمه فقط، بالإضافة إلى زوجها الذي يوجد في جنين منذ بداية الحرب على قطاع غزة، وحتى اليوم لا يستطيع أن يدخل غزة لرؤية ابنه، ولا يمكن للطفل أن يصل إلى والده وجدته في جنين.
«رحلت لينا، دون أن أودعها أو أن أدفنها، لم ينته عزاء حفيدي بعد، وها أنا أفجع بابنتي وأطفالها وعائلة زوجها كلهم، لم أرها منذ سنة ونصف، واليوم رحلت ولن أتمكن من زيارة قبرها حتى».
ومنذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، فجع عدد كبير من الفلسطينيين الذين يسكنون مدن الضفة الغربية، إذ لا يكاد يمر يوم دون قصة فقد جديدة لمواطنين فقدوا أقارب وأصدقاء ومعارف في غزة، بينما يعيش عدد آخر لحظات من الرعب والقلق المستمر على مصير أهلهم تحت القصف.
وكان محمد الفرا المقيم في مدينة رام الله واحدا ممن عايش شعور فقدان أهله في غزة، بسبب القصف الإسرائيلي، فبعد أيام من بداية العدوان، قصف الاحتلال منزل شقيقته، فاستشهدت هي وأطفالها الخمسة وزوجها.
يقول «أنا أعمل في مجال الإعلام، يومها كنت أغطي تظاهرة للمواطنين بالقرب من حاجز بيت إيل العسكري في رام الله، وهناك جاءني اتصال يفيد بقصف المنزل الذي تسكنه شقيقتي وعائلتها، انهرت في الشارع، ونقلني الأصدقاء إلى المنزل» ويؤكد الفرا أن أصعب شعور قد يعيشه الإنسان أن يكون في مدينة قريبة وأهله تحت القصف، ولا يستطيع الذهاب إليهم، أو إخراجهم من هناك أو حمايتهم بأي شكل من الأشكال.
«فقدت شقيقتي وعائلتها، وبقي هناك والداي وإخوتي وعائلاتهم، تمر الأيام ثقيلة جدا، ومع كل قصف يتم في المنطقة التي يسكنونها، أخاف أن يصلني خبر سيئ عنهم»، يضيف الفرا.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة مخيم جنين غادة مرعي الحرب على غزة فی غزة
إقرأ أيضاً: